النهار
الإثنين 30 سبتمبر 2024 04:35 مـ 27 ربيع أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
محافظ القاهرة يعقد اجتماعًا بحضور نواب المحافظ للمناطق الاربعة لتوضيح ملف تصالحات المبانى إصابة 4 أشخاص اثر انفجار أسطوانة غاز بالدقهلية هيئة الاستشعار من البُعد تبحث سُبل التعاون المُشترك مع هيئة فولبرايت كان بيركب ستاير الفرح ... مصرع شاب سقط من الطابق الثالث اثناء مساعدة صديقه بالفيوم خلال لقاء السفير أبو بكر حفني نائب وزير الخارجية: رئيسة اتحاد المستثمرات العرب تعلن حضور حرم رئيس زيمبابوي قمة... سلطنة عمان تؤكد للعالم ضرورة وضع حد للإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل رئيس البرلمان العربي يدين استهداف مقر رئيس بعثة دولة الإمارات في الخرطوم جيوشي تفتتح معرضا لأول انتاج محلي من شاحنات سينوترك في القاهرة تفاصيل استبعاد حجازي من معسكر منتخب مصر في أكتوبر.. ومفاجأة بشأن النني رغم وجوده فى السجن.. عصام صاصا يطرح أغنيته الجديدة إريكسون تقدم حلولاً مبتكرة في معرض جيتكس العالمي 2024 بالتعاون مع الجامعة الامريكية في بيروت ” جانسن مصر” تطلق ”برنامج تعزيز المهارات” لمجموعات مناصرة المرضى

ثقافة

الثقافة تحتفى بشهدى عطية وتلقى الضوء على حركته الأدبية

في الخامس عشر من شهر يوليو الجارى تمر خمسون عاما على مقتل رمز من رموز الحركة الوطنية فعلى الرغم من تأييده للحكومة إلا أنه قتل على يدها، لأنه أعطى لنفسه حق إقامة تنظيم خارج النظام، الأمر الذى دفع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر يأمر بوقف التعذيب نهائيالجميع المعتقلين، إنه المناضل المصري شهدى عطية الشافعى المتوفى سنة 1960، والذى عرفه كثيرون بالمناضل السياسى الشيوعى بينما غاب عن الأغلبية الوجه الآخر للعملة الثمينة والتى سطر عليها شهدى عطية سطورا من الإبداع الأدبى والقصصى .حول هذا الوجه الأدبى للراحل شهدى عطية عقد المجلس الأعلى للثقافة، حفل توقيع لروايته حارة أم الحسينى بحضورابنته الوحيدة حنان شهدى التى تحدث عن حياة والدها الذى توفى وهى فى سن العامين.السياسة حرمتتنا من حركة ثقافية كبيرةوفي البداية أخذنا الشاعر شعبان يوسف فى رحلة امتدت لعام 1911 حينما ولد شهدى عطية الحاصل على ليسانس الآداب ودبلوم المعلمين والذى منح بعثة لبريطانيا لتفوقه فى الإنجليزية، وكانت بداية الأديب فى مجلة الرسالة سنة 1933حينما كتب بحثا عن فلسفة تولستوى، ثم قصتى جمال رخيص، ومن الجامعة للوظيفة، وفى ذلك الوقت لم تكن لدى شهدى ملامح سياسية ولكن كانت تحمل فضفضة وتمرد على الروتين فى الوظيفة، ثم ماذا تريد أمريكا من الشرق الأوسط ، وتطور الحركة الوطنية المصرية، لتأتى رواية اليوم حارة أم الحسينى فى توقيت كان فيه ثورة بين الشباب الجدد و الواقعية والتوجه الآخر لروايات نجيب محفوظ وتساؤل حول كيف يستنطق أبطاله بالفصحى، وأرى أن روايتنا اليوم بلغتها العامية كانت بمثابة حل للصراع بين الواقعية و اللاواقعية، الفصحى والعامية .وبعد لحظات صمت يتابع يوسف قائلا لم يكن شهدى مجرد شهيد مر مرورا عابرا، بل مناضل سقط تحت براثن الطغيان، قدم شهادة وهو فى المعتقل مؤيدا بها منجزات ثورة يوليو .أرى أن السياسى قتل الأديب فى هذا الرجل بهذه العبارة بدأ الأديب الدكتور فخرى لبيب حديثه عن شهدى بوصفهواحدا منالشخصيات العظيمة التى انزوت شخصيتها الأدبية وظهرت فيما بعد، حينما دخلوا السجن لنجدة الأدباء والشعراء والقصاصين، إذن فقد طغت السياسة وحرمت مصر من حركة ثقافية كبيرة .ودعا لبيب للنظر لكتابات الشافعى خاصة الأولى التى كتبت فى 1936 بمعايير زمانها، فالأولى ومن الجامعة للوظيفة تصف الشاب الذى جاء من الريف لشغل وظيفة فى المدينة، ليجد نفسه خاضعا للماديات و الكسب والخسارة ويستيقظ فى النهاية ليجد نفسه ماديا عفنا ، ثم تأتي قصة لحم رخيص مصورة التخلى عن المبدأ، فهاتان القصتان تنشران اليوم بعد 75 سنة من نشرهما لأول مرة مما يدل على مناسبتهما للوقت و المعانى الإنسانية الحالية .أما حارة أم الحسيني 1956 فقد سجلت الفرق بين حارة الفقراء المطحونين التي لايزيد الدخل فيها عن ثلاثة جنيهات، و الحارات الأخرى التي يسكنها الصناع و العمال . كما نلحظ فرقا في الكتابة بين سنة 1936 و 1956 بين القيم السامية و المناضل الذي أصبح سياسيا بارزا يدعوا للمقاومة ويسعى لتخليص مصر من العدوان .استخدام الحارة كرمز للطبقات الإجتماعيةوتابع لبيب أن الحارة عالم كامل انحاز له شهدى ليتحدث عن ثلاث طبقات متفاوتة رغم تجاورها وتماسها، كما أعطى المسميات بعدا طبقيا حينما تحدث عن الطبقة الشعبية يقول أم سيد، والأكثر رقيا الست أم فؤاد، ثم نجد نبيلة هانم .كما أن الحارة عند شهدى تمثل معنى التكافل وتمتاز بأعلى مشاعر الإنسانية، فعند موت أحدهم تجد الجميع فى حالة حداد ليس فقط على المتوفى وإنما على جميع الشهداء. ليصل بنا إلى أن الطبقة العاملة هى القادرة على التغيير .وبنظرة الناقد الأدبى تحدث الدكتور محمد عمر طارحا لتساؤلين: هل نحن في طريقنا لإعادة اكتشاف الذات والهوية بإعادة اكتشاف هذه النصوص الثمينة التى أهملت ؟ وهل يمكن أن نطلق عليها نصوصا مغيبة ؟ويرى عمر أن نص حارة أم الحسيني ينتمى للواقعية الاشتراكية، أما قصتى ومن الجامعة للوظيفة و لحم رخيص فتمثلان الواقعية النقدية و لغتهما أعلى من لغة الرواية لاعتمادهما على اللغة العربية الفصحى .وتطرق عمر لوضع ملاحظاته على الأسلوب الذى كان يلتزم فيه شهدى تكرار بعض الكلمات مثل كان، لم يكن... وربما يعود هذا لثقافته الأجنبية التى تؤثر فعل الكينونة، كما أكثر من المؤكدات وخاصة أسلوب القصر، فضلا عن إفراطه فى لغة العطف، والحرص على التماثل في بدايات الجمل، وعلى الرغم من إمكانية اللجوء إلى لغة السرد إلا أن شهدى مال لتكرار بعض الصيغ بعينها، كما أنه ااستخدم كل وسائل التشويق، مع الأهتمام بوضع المفجآت لإدهاش القارئ .من جانبها قالت حنان شهدى عطية أنها لم تعرف هذا الرجل العظيم إلا من خلال ما روته لها أمها رحمهما الله وإخوة والدها، مما يؤكد أن أعمال الإنسان ومواقفه البطولية هي بطاقة التعارف التى لا تندثر مهما مر عليها زمن، وأضافت إنه بعد وفاة والدتها كل ما خشيت عليه هو أوراق والدها التى أعطتها للدكتور رفعت السعيد الذى أودعها فى هيئة التوثيق بأمستردام، بعيدا عن الهجمة الشرسة على الشيوعية فى مصر حين ذاك .