في مؤتمر صحفي بمقر سفارة العراق بالقاهرة
عمار الحكيم يدعو لمؤتمر برعاية مصرية ومشاركة السعودية وايران وتركيا لوضع حد للصراعات بالمنطقة وترسيخ السلم والامن
عمار الحكيم : سنعلن خلال اسابيع تحرير الموصل من داعش ..ونرحب بالشركات المصرية في اعادة الاعمار
عمار الحكيم : مصر قلعة الوسطية والاعتدال ونأمل حوارا فاعلا بين الازهرالشريف والنجف الاشرف لمواجهة الارهاب والفكر التكفيري
عمار الحكيم : حريصون على تطوير علاقتنا الاستراتيجية مع مصر وستشهد الفترة المقبلة مدها بالنفط وتفعيل مشروع الغاز بين العراق والاردن ومصر
الحكيم : حزب البعث محظور دستوريا ولا يمكن عودته للصف الوطني
هالة شيحة
اكد عمار الحكيم رئيس التحالف الوطني العراقي ان العراق سيعلن تحرير الموصل من تنظيم داعش الارهابي خلال الاسابيع القليلة المقبلة ،معربا عن تطلعه في الوقت ذاته لدور كبير للشركات المصرية للمشاركة في عملية اعادة الاعمار وتعميق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين في المجالات المختلفة .
كما اعرب الحكيم خلال مؤتمر صحفي عقده بمقر السفارة العراقية بالقاهرة اليوم ، عن تطلعه الى ان ترعى مصر مؤتمرا بمشاركة السعودية وايران وتركيا من اجل التوصل لتفاهم مشترك يسهم في تحقيق السلم والامن في المنطقة من خلال حوار معمق يضع حدا للصراع في المنطقة وتجنب الدخول صراع عسكري .
واكد الحكيم حرص العراق على تطوير وتعميق العلاقات مع مصر في كافة المجالات منوها في هذا الاطار بأن مد مصر بالنفط قريبا سيعقبه تفعيل مشروع الغاز بين العراق والاردن ومصر ليكون هذا الانبوب ممتدا من البصرة للعقبة للعريش
وعبر الحكيم عن تطلعه لان تقوم مصر بتيسير الاجراءات و منح التأشيرات للعراقيين لتيسير السياحة التي تعتبر اولوية لدى العراقيين الراغبين في زيارة مصر .
وقال الحكيم ان العراق لديه رغبة وارادة كبيرة لتعزيز العلاقات مع مصر ، مقدما تعازيه لمصر والمصريين في ضحايا كنيستي طنطا والاسكندرية ، مؤكدا ان هؤلاء المسيحيين الذين تعرضوا للاستهداف الظالم لابد من التكاتف للحفاظ على وجودهم باعتبارهم اضافة واثراء للتنوع في المنطقة .
واكد الحكيم اهمية زيارته لمصر ، مشيرا الى انها تؤكد رغبة العراق في بناء علاقة استراتيجية مع مصر وتطويرها بكافة المجالات منوها بالمواقف والرؤية المشتركة بين البلدين بشأن الملفات الاقليمية والدولية سواء في الجامعة العربية او منظمة المؤتمر الاسلامي والامم المتحدة .
وقال ان مصر تشكل عنصر الارتكاز للتوازن الاقليمي في المنطقة
وشدد الحكيم على اهمية التعاون الامني المصري العراقي لمكافحة الاٍرهاب ، موضحا أن الارهاب يعصف بالعراق ومصر تتعرض ايضا لانتهاكات وعمليات إرهابية تتطلب تعاونا حقيقيا في هذا الملف الحساس والحيوي والذي يعد السبب الرئيسي فيه انتشار الفكر المتطرف التكفيري الذي ينغلق على نفسه ،مشيرا في هذا الصدد إلى أهمية التعاون بين الأزهر الشريف والنجف الأشرف للتوصل الى معالجات للفكر المتطرف ونشر الفكر الوسطي المعتدل في الامة الاسلامية وكذلك التعاون بمجال تبادل المعلومات وملاحقة الإرهابيين والقضاء عليهم .
ونبه الحكيم الى ان مصر هي قلعة الإعتدال وإذا وصل إليها الاٍرهاب فالخطر هنا ليس على مصر فحسب وإنما على العالم العربي بأكمله وبالتالي لابد من تضافر الجهود للقضاء عليه ومكافحته.
ونوه الحكيم بالعلاقات الوطيدة بين الشعبين العراقي والمصري منذ أن كان العراق وجهة للمصريين،فضلا عن أن الجالية العراقية في مصر تحظى برعاية كبيرة
وقال الحكيم "نحن نرى مصر الأخ العربي الأكبر وعنصر الارتكاز للتوازن الاقليمي في المنطقة وهي القادرة على أن تجسر مع الجميع وتجمع الشمل العربي ونحن نريد أن تكون مصر قوية ومؤثرة وأن تلعب دورا محوريا في كافة القضايا".
واستعرض الحكيم المشهد العراقي واولويات العمل التي يرتكز عليها عمل التحالف وفي صدارتها المحافظة على وحدة العراق وتعزيز الانتماء الوطني م مضيفا أننا نقدر كل الطموحات لكل أبناء شعبنا الكرد وشبكية العراق وأماكن اخرى لكن ظروف المرحلة لايمكن معها تنفيذ هذه الطموحات،فضلا عن الحفاظ على عروبة العراق وتعزيز هويته العربية، فعرب العراق يمثلون الأغلبية الكبيرة ونحن نعتز بترسيخ هويتنا العربية"، موضحا ان هذه الهوية ليست ضد مصالح اي دولة في المنطقة .
كما ان التركيز على سيادة العراق واستقلال قراره يشكل اولوية كبيرة وكذلك الانفتاح على الشركاء ولكن دون تأثيرات خارجية فضلا عن الحفاظ على الديمقراطية وممارساتها في العراق وتحقيق التعايش بين ابناء العراق .
وأكد الحكيم اهمية تحقيق الدولة الوطنية في العراق معتبرا ان دولة الطوائف لايمكن أن تحقق اصطفافا وطنيا ، معربا عن تطلعه لان تجرى الانتخابات مطلع العام ٢٠١٨ من خلال قوائم وطنية تضم في طياتها شيعة وسنة وأكرادا.
كما اعرب عن امله في التوصل الى اغلبية تدير واقلية تعارض بما يمكن من ترسيخ الديموقراطية المنشودة .
وبشأن الانتصارات المحققة على تنظيم داعش اشار الحكيم الى ان القوات العراقية تتقدم بشكل كبير في العمليات العسكرية ولكنها تسير ببطء من أجل الحفاظ على أرواح الأبرياء ، مشددا على أنه قريبا ستنتكس راية داعش في الموصل لتعلن عن انتهاء هذا المرض السرطاني في العراق وسنزف بشرى النصر قريبا وخلال الأسابيع القليلة المقبلة.
وقال إن "داعش احتل حوالي 40 بالمئة من أراضي العراق في فترة قصيرة وقياداته عراقية ، ورفضنا فتح ممرات امنة لخروج داعش لتضييق الخناق عليها حتى لاتهرب مرة أخرى لسوريا، وتعود الينا مجددا .
وقال "الحكيم " إن العراق يريد أن يعيش في سلام والانقسام ليس خيارنا والوحدة أولوياتنا كما أن خيارنا الوحيد أن نسوي أمورنا ونتراحم في مشروع تسوية وطني يشتمل على كافة الأبعاد السياسية والتنموية والثقافية والعسكرية والأمنية إلى غير ذلك وذلك على أساس بناء دولة المواطنة التي يشعر فيها كافة المواطنين أن لهم حقوقا متكافئة وعليهم واجبات من خلال تسوية شاملة بين جميع العراقيين ولاتتعارض مع الدستور ليكونوا صفا واحدا في مواجهة الاٍرهاب.
وووصف الحكيم لقاءه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي ، بانه كان مطولا وعميقا وصريحا ،واكد على موقف مصر المؤيد للعراق ووحدته ودعم مشروع التسوية الوطنية الذي طرحناه بتفهم عال ودعم كبير ،معبرا عن شكره وتقديره لمواقف مصر الداعمة للعراق واللحمة بين العراقيين متطلعا لان تسهم اللجنة العليا المشتركة للتنسيق بين البلدين والتي تم رفع مستواها الى رئيسي وزراء البلدين، في الارتقاء بالعلاقات الاستراتيجية بين العراق ومصر .
وحول ما اذا كان عمار الحكيم قد قام بزيارة لإيران قبل التوجه للقاهرة ، نفى الحكيم ذلك وقال "لم أحمل رسالة من طهران للقاهرة ونحن نبين فقط وجهات نظرنا لإيران ومصر وعرضنا على الرئيس السيسي رعاية مؤتمر إقليمي ، مشيرا إلى أنه بدون حوار وصراحة ومكاشفة لايمكن ان تنتهي أزمات المنطقة.
وحول العلاقات بين النجف الاشرف مع الأزهر الشريف ، أكد الحكيم أن الأزهر يحتل مكانة كبرى في الشرق الأوسط و هو مدرسة الاعتدال والوسطية والفكر المعتدل وخرجت منه كثير من رواد الاعتدال وكذلك النجف الأشرف فهو مدرسة أيضا من مدارس الاعتدال.
وتابع الحكيم:" نحن نريد في علاقتنا مع مصر أن نعمق علاقتنا الدينية المعتدلة وخاصة ونحن نواجه عدو الاٍرهاب والفكر المتطرف ولابد من تعميق الزيارات بين الجانبين فالفكر المعتدل يجب أن ينتصر على التطرّف لمنع تفشي الفكر المتطرف".
وأكد أهمية تبادل الزيارات بين قيادات الأزهر والنجف الأشرف فالعراق زاخر بالمدارس الفكرية المعتدلة ، قائلا " نتمنى أن يكون الوقت قد حان لزيارة الأمام الأكبر شيخ الأزهر إلى العراق ".
وحول ما إذا كان لدى ايران استعداد للجلوس مع دول الخليج ، قال الحكيم "إن القيادات الإيرانية أكدت استعدادها للحوار وفتح حوار مباشر مع دول مجلس التعاون"، مبديا في الوقت ذاته الاستعداد لتذليل اي عقبات في هذا الاطار .
ورفض الحكيم اي عودة لحزب البعث للصف الوطني في العراق مشددا على انه حزب محظور وفقا للدستور العراقي وفكره شوفيني ولا يمكن ان يكون له موطئ قدم ولا يمكن التعاطي معه ، مشيرا في الوقت ذاته الى وجود قادة من البعث اعلنوا تبرؤهم من الحزب والعودة الى الصف الوطني .