النهار
الثلاثاء 22 أكتوبر 2024 11:38 صـ 19 ربيع آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
مكتبة مصر الجديدة المتنقلة فى زيارة لـ كلية الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس حسام المندوه: اعتذرنا لفرد التنظيم بالإمارات.. ومجلس الزمالك سيحسم موقف الفريق من الانسحاب حكم مباراة الأهلي وسيراميكا: أطلقت أسرع صفارة في تاريخي.. وتوقعت صعوبة اللقاء أيمن الشريعي: اللي عند الأهلي ما يروحش.. ولجنة المسابقات ستشهد نقلة نوعية بعد رحيل عامر حسين أحمد الغندور: جاهز لتحكيم مباراة الأهلي والزمالك في نهائي كأس السوبر المصري أيمن الشريعي: رفضت رحيل محمد حمدي لسوتشي الروسي.. ولا يوجد أنجح مني وزير التموين: نتطلع لزيادة حجم واردتنا من الأقماح الفرنسية إزالة 14 حالة تعدي على أراضي أملاك دولة بمراكز أسيوط ضبط 2.5 طن سكر تمويني ناقص الوزن وتحرير 322 محضر بمراكز وأحياء أسيوط مي عبد الحميد: الطرح الجديد يتضمن أكثر من ٧٨ ألف وحدة سكنية جاهزة للتسليم الفوري أو تسليم خلال ٣٦ شهرًا مساهمو سيتي للتحاليل الطبية يعتمدون الاستحواذ على معامل حساب للتحاليل مليون دولار إضافية بشباك التذاكر العالمي فى أسبوع لـ فيلم Deadpool amp; Wolverine

عربي ودولي

الألمان يعترضون على النقاب ويرفضون حظره

يثير موضوع النقاب نقاشا واسعا في ألمانيا وخصوصا لدى وسائل الإعلام، ويرصد الباحثون حضورا ضئيلا جدا للمنقبات في أوساط مسلمات ألمانيا، لكنهم يعتقدون أن خلفيات ارتدائه في مجتمع حديث كالمجتمع الألماني تثير الاهتمام.يرصد المتتبعون لظاهرة النقاب بأن نسبة ارتدائه محدودة جدا في أوساط النساء المسلمات في ألمانيا التي يعيش بها زهاء أربعة ملايين مسلم، بيد أن وسائل الإعلام الألمانية وعلى غرار نظيراتها الأوروبية تولي اهتماما ملحوظا في الآونة الأخيرة بظاهرة ارتداء النقاب في البلدان الأوروبية، ولاسيما على خلفية توصية للبرلمان الفرنسي بحظر النقاب في المؤسسات العامة ووسائل النقل العمومية.وترصد الباحثة الألمانية الدكتورة أورسولا جونتر المتخصصة في الشؤون الإسلامية بجامعة هامبورج الى ندرة الدراسات الاجتماعية الخاصة بهذا الموضوع في ألمانيا، وتقول بأن بعض النخب السياسية والنسائية في ألمانيا تنظر للنقاب كرمز لاضطهاد المرأة المسلمة لكن قرار حظر شامل للنقاب أو بالأحرى على الطريقة الفرنسية غير محبذ في ألمانيا. ويثير وجود منقبات في المجتمعات الأوروبية الحديثة أسئلة في أوساط المهتمين حول الخلفيات الاجتماعية والثقافية التي تدفع بعض النساء المسلمات لارتداء النقاب أو البرقع، وحول أنجح السبل لمعالجة المشاكل المرتبطة به وخصوصا مسألة الاندماج.من النادر ملاحظة منقبات في شوارع كبريات المدن الألمانية التي يعيش بها عشرات الآلاف من المسلمين مثل برلين وهامبورج وفرانكفورت وكولونيا، لكن يمكن ملاحظة وجودهن في بعض مساجد بون أو فرانكفورت أو بعض المحلات التجارية الخاصة بالأزياء الإسلامية. وتقول الباحثة الألمانية الدكتورة أورسولا جونتر بأن عدد المسلمات اللائي يرتدين البرقع أو النقاب ضئيل جدا قياسا لمثيلاتهن في فرنسا، ويذكر أن عدد المنقبات في فرنسا يقدر بحوالي ألفين.من جهتها قالت الناشطة في مجال اندماج المسلمات بألمانيا سلوى محمد مسؤولة مؤسسة صانعي الحياة بمدينة بون، إن العدد القليل من المنقبات اللائي يعشن في ألمانيا لا يظهرن كثيرا في الشارع ويملن لقضاء معظم أوقاتهن في البيت مع أسرهن وفي محيط اجتماعي ضيق. وحسب تقديرات الخبير في قضايا الإسلام بجامعة هومبولت ببرلين الدكتور بيتر هاينه فإن نسبة المنقبات لا تتجاوز 1 في المائة من مجموع المسلمات في ألمانيا. ومقارنة بنسبة المحجبات في ألمانيا، تلاحظ الدكتورة أورسولا بأن نسبتهن ضئيلة جدا، وتقدر نسبة المحجبات بحوالي 23 في المائة من مجموع المسلمات اللائي يعشن في ألمانيا، حسب دراسة حديثة أنجزتها الباحثة الألمانية صونيا هاوج وعنوانها حياة المسلمين في ألمانيا.وحول الخلفيات الاجتماعية والثقافية للنساء اللائي يرتدين النقاب، تعتقد الباحثة الدكتورة أورسولا إن معظمهن قدمن إلى ألمانيا في وقت متقدم من حياتهن سواء مع أسرهن أو أزواجهن أو بقصد الزواج في ألمانيا. وبرأي الدكتورة أورسولا فإن القاسم المشترك بين المنقبات أن أغلبيتهن ينتمين إلى وسط أسري تقليدي أو أبوي وأضافت أن تأثير المحيط الأسري التقليدي والثقافة الأبوية الذكورية على اللائي يرتدين النقاب أكثر من الدافع الديني أو الأصولي. وأشارت في هذا السياق بأن المتخصصين لا يجدون في القرآن أي نص يستند إليه لإضفاء طابع الواجب الديني على ارتداء النقاب أو البرقع.من جهتها تقول سلوى محمد أنها لاحظت من خلال جولاتها في مختلف مناطق ألمانيا ضمن أنشطتها في ميدان اندماج المسلمات، ظاهرة مثيرة وتتمثل في ارتداء بعض الفتيات اليافعات للنقاب بالإضافة للنساء،وأضافت بأن هذه المظاهر بدأت تبرز إثر أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001. وتقول سلوى إن ما يثير القلق هو نزعة المنقبات إلى الانعزال عن المجتمع، وبقاء الفتيات المنقبات في البيت وعدم الذهاب إلى المدرسة. وفي تعليقها على ظاهرة عزلة بعض النساء المسلمات عن المجتمع الألماني قالت الدكتورة أورسولا بأن مردها إلى نظرة معينة وأحكام مسبقة عن المجتمع الألماني والغرب كعدو، وهي نظرة لا تعكس الواقع أبدا. وعما إذا كان النقاب أو البرقع يحيل في ذهن الألماني إلى أحداث إرهابية أو وقائع دالة على الخوف من الإسلام، تعتقد الباحثة الألمانية بأن الخوف من الإسلام في المجتمعات الغربية ظاهرة معقدة وربما تعود أسبابها إلى جهل أو سوء فهم للإسلام، وهي مرتبطة بتأثير الإعلام والتوجهات التي تقدم الإسلام كعدو أكثر من ارتباطها بواقع فعلي في المجتمع الألماني، وأشارت في هذا الصدد إلى أن مظاهر ارتداء النقاب أو البرقع محدودة جدا في ألمانيا.وفي ردها على سؤال حول طبيعة النظرة التي يحملها المجتمع الألماني عن المرأة التي ترتدي النقاب، لاحظت الدكتورة أورسولا بأن بعض النخب السياسية مثلا في البوندستاج(البرلمان) من فيهم أعضاء أصولهم من بلدان إسلامية يعتبرون البرقع بمثابة سجن للمرأة المسلمة، ولا توجد لدى هذه الأوساط نظرة مطابقة تماما فيما يتعلق بالحجاب. وأضافت الدكتورة أورسولا بأن النساء الألمانيات وخصوصا النخب النسائية من دعاة تحرير المرأة في العالم، ينظرن للبرقع كتجسيد لمنظومة اجتماعية تقليدية وأبوية متشددة، وبأن البرقع يرمز إلى نظام حركة طالبان المتشددة الذي طبق في أفغانستان وتعرضت النساء في ظله للاضطهاد، وأضافت بأن النظرة للنقاب على الطريقة السعودية مطابقة للبرقع، وهو في نظر الألماني أو الألمانية رمز لاضطهاد المرأة المسلمة.لا توجد في ألمانيا إجراءات عامة لمنع النقاب، لكن بعض المؤسسات الحكومية مثل إدارة الهجرة وسلطات الأمن تفرض تدابير ضد ارتدائه في بعض الحالات. وحول رأيها في إمكانية صدور قرار بحظر النقاب على النحو الذي تتجه اليه فرنسا حاليا إثر صدور توصية برلمانية بمنع النقاب في المؤسسات العامة ووسائل النقل العمومية، ترى الباحثة الألمانية الدكتورة أورسولا بأن حظرا من هذا القبيل لن يكون محبذا في ألمانيا وأوضحت أن السياق الألماني مختلف عن السياق الفرنسي، لسببين على الأقل، أولهما ان الجدل المثار حاليا في فرنسا مرتبط بخلفيات انتخابية، وثانيهما إن حظرا بالطريقة التي تناقش بها في فرنسا، لا يمكن أن تنطبق على ألمانيا لأسباب متعددة منها أن الدستور الألماني مختلف عن الدستور الفرنسي.