النهار
الجمعة 20 سبتمبر 2024 02:32 صـ 16 ربيع أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

«أبوالغيط» يبدأ مهمة ترتيب «بيت العرب» الأسبوع المقبل

منذ انتخابه أمينا عاما جديدا للجامعة العربية فى مارس الماضى خلفا للدكتور نبيل العربى بدأ أحمد أبوالغيط الأمين العام الجديد الذى سيتولى مهام منصبه يوم الأحد المقبل بشكل رسمى وفق ما افادت به مصادر مسئولة بالجامعة العربية لـ"النهار" على مدى الثلاثة شهور الماضية نشاطا مكثفا للوقوف على كل كبيرة وصغيرة فى بيت العرب تمهيدا لتغييرات جذرية ربما حملتها خطته للتعامل مع الملفات الساخنة والأجندات التى تنتظره كأمين عام جديد للجامعة العربية جاء نتيجة عملية مخاض متعثرة خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب فى 10 مارس الماضى وسط تحفظ قطرى.
ووفق مصادر مطلعة علمت «النهار» أن  أبوالغيط الذى يعد الأمين العام الثامن للجامعة العربية والذى عرف بحكمته وبدبلوماسيته الهادئة ورصانته قد عكف طيلة الأسابيع الماضية على عقد لقاءات منفردة مع الأمناء المساعدين لدى الجامعة العربية للوقوف على تفاصيل ما ينتظره من ملفات فى كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والاعلامية، ولا شك أن الجانب الأكبر لهذه الاجتماعات المكثفة كان بهدف الإعداد الجيد للقمة العربية المقبلة فى نواكشوط والمقررة فى 25 يوليو المقبل والتى ستكون أول قمة يشارك فيها أبوالغيط بعد اسابيع قليلة من توليه منصبه بالجامعة العربية وبالطبع ستكون حافلة بالكثير من الملفات الساخنة نظرا لما تمر به دول المنطقة العربية من أزمات سواء فى سوريا أو ليبيا او اليمن وغيرها من الأزمات التى تتصدرها القضية الفلسطينية، وكذلك ما يتعلق بتفعيل قرار القمة العربية الاخيرة فى شرم الشيخ بتشكيل القوة العربية المشتركة وهو القرار العربى التاريخى الذى لم يفعل حتى الآن.
وقد بدأ الأمين العام المنتخب ابوالغيط فى بلورة أول ملامح التغيير بدءا بتشكيل جديد لطاقم مكتبه حيث تم اختيار السفير حسام زكى  مساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية رئيسا لمكتبه, وهو أمر يتكرر مع كل أمين عام جديد للجامعة حيث يختار معاونيه، والسفير حسام زكى يعد الدبلوماسى الأقرب لأبوالغيط إبان توليه حقيبة الخارجية، وقد اعتبر مهمة اختياره لمكتب الامين العام هى مهمة قومية بالاساس.
وفى اعقاب حفل وداع للدكتور نبيل العربى نظمته الامانة العامة للجامعة العربية بحضور الامناء المساعدين للجامعة العربية واشادة كبيرة بجهود العربى- كقامة دبلوماسية وقانونية- التى قام بها خلال الخمس سنوات الماضية للدفع بمسيرة العمل العربى المشترك والتى اعترف بأنها لا تزال تحتاج الكثير من الجهد والارادة السياسية وتغليب المصالح المشتركة والتصدى للتدخلات الخارجية فى شئون الدول العربية، بدت حالة التأهب فى بيت العرب لاستقبال الامين العام المنتخب أحمد أبوالغيط وطاقم مكتبه، وسط تطلع للدفع قدما بأوضاع بيت العرب واصلاح وتطوير الجامعة العربية لمواجهة المخاطر الراهنة وفى صدارتها مكافحة الارهاب والعمل على صيانة الأمن القومى العربى.
ويراهن مراقبون على أن أبوالغيط يمتلك خبرة طويلة ورصينة ودبلوماسية قوية تؤهله للتعامل مع الملفات العربية، الا انه سيكون فى الوقت ذاته مرآة لدول الجامعة العربية وارادتهم السياسية، وتتمثل خبرة أبوالغيط فى  توليه حقيبة وزارة الخارجية منذ يوليو 2004 وحتى مارس 2011, فضلا عن مسيرته المهنية المتميزة والزاخرة بالمهام الدبلوماسية الوطنية والقومية, فهو من مواليد 1942, حصل على بكالوريوس تجارة من جامعة عين شمس عام 1964 وبعد تخرجه بعام التحق بوزارة الخارجية، ثم عين سكرتيرًا ثالثًا فى سفارة مصر بقبرص عام 1968 حتى 1972.
وفى 1972 عين عضوًا بمكتب مستشار رئيس الجمهورية للأمن القومى، وبعد عامين عمل سكرتيرًا ثانيًا بوفد مصر لدى الأمم المتحدة، ثم ترقى إلى درجة سكرتير أول فى عام 1977 لمكتب وزير الخارجية.
وفى أواخر السبعينيات وتحديدًا فى 1979 عُين مستشارًا سياسيًا بالسفارة المصرية بموسكو، ثم عاد للوزارة من جديد عام 1982حيث تولى منصب المستشار السياسى الخاص لوزير الخارجية، وعام 1984 عين مستشارًا سياسيًا خاصًا لرئيس الوزراء.
وظل أبوالغيط يتدرج فى المناصب واحدا تلو الآخر، ففى 1985 عُين مستشارا بوفد مصر لدى الأمم المتحدة، ثم مندوبا مناوبا لمصر لدى الأمم المتحدة، ثم مديرًا لمكتب وزير الخارجية فى عام 1991، وبعدها تم تعيينه سفيرًا لمصر لدى إيطاليا ومقدونيا وسان مارينو وممثلًا لمصر لدى منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “الفاو”.
وفى 1996 عين مساعدًا لوزير الخارجية، وبعد ثلاث سنوات عين بمنصب مندوب مصر الدائم فى الأمم المتحدة، حتى توليه منصب وزير الخارجية فى عام 2004, ويمكن القول فى هذا السياق إن فترة عمله فى مجلس الأمن القومى فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات, وتحت رئاسة حافظ اسماعيل والذى لعب دورا مهما فى التحضير لحرب أكتوبر, ثم إدارة العملية التفاوضية مع اسرائيل عقب انتهاء الحرب صقلته مبكرا وهيأته لامتلاك القدرة على اختيار البديل الأفضل عند طرح البدائل الخاصة بالتعامل مع القضايا أو الأزمات.