«القومي للطفولة»: نسبة العنف البدني ضد الطفل تمثل 68% من البلاغات المقدمة
قالت الدكتورة هالة أبوعلي الأمين العام للمجلس إن البلاغات الخاصة بالعنف من الموضوعات التي تحظي باهتمام خط نجدة الطفل 16000 لكون العنف الموجه ضد الطفل سبب العديد من المشكلات الأخرى، لأن العنف المنزلي يعود غالباً لأسباب تتعلق بأساليب التعامل أو الوعي بأساليب التنشئة أو خلل في العلاقات داخل الأسرة أو بعض أوجه الخلل الأخرى.
وتوضح البلاغات الواردة علي خط النجدة أن نسبة العنف البدني تمثل نحو 68%، مقابل 22% للعنف النفسي، و10% للعنف الجنسي.
وقالت خلال الندوة اتي نظمها المجلس القومى للطفولة والأمومة اليوم تحت عنوان " العنف الأسري وأثرة علي الأطفال "، إن العنف له ثأثير سلبي شديد علي الأطفال فى مرحلة الطفولة ويمتد الى مرحلة المراهقة والبلوغ ليصبح أحد المكونات الرئيسية لشخصية هؤلاء الأطفال وطريقة تعاملهم مع ذويهم وأقرانهم فى المجتمع وأسرهم فى المستقبل .
وأشارت إلي أن دراسة العنف ضد الاطفال فى مصر التى قام بها المجلس بالتعاون مع اليونيسف عام 2015 ، أوصت بضرورة دعم كافة الجهود من أجل الوقاية من العنف ضد الأطفال، والاستجابة لاحتياجاتهم مثل تحديد ونشر سياسة عدم التسامح مع العنف ضد الأطفال ، وأهمية حصول الآباء والأسر على الدعم الذي يحتاجونه لتربية الأطفال تربية سليمة دون استخدام العنف ضدهم.
كما شددت على ضرورة إعداد حملة إعلامية وطنية طويلة المدى لتعزيز الوسائل التربوية غير العنيفة ، لتحقيق إنضباط الأطفال ورفع مستوى الوعي بتأثير العنف عليهم ، وإعداد وتفعيل برامج للأطفال والمراهقين لمنع العنف ، ووضع سياسة وطنية لحماية الأطفال في المدارس، مع تحديد آلية لمراقبة ومتابعة تنفيذها ، وتوفير وتطوير خدمات دعم متخصصة للأطفال الذين يتعرضون للإيذاء والعنف الشديدين ، وتفعيل الملاحقة الأمنية والقضائية لمرتكبي العنف ضد الأطفال بما يمكن أن تؤثر على مواقف وسلوكيات الرأي العام ، بالإضافة إلي وضع نظام مركزي للمتابعة وتجميع البيانات يعتمد على مؤشرات وطنية واضحة لمتابعة الوضع بصفة دورية.
وقالت سمية الألفي مدير عام التنمية والنوع بالمجلس أن العنف ضد الأطفال طبقاً للمادة ١٩ من الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل هو كافة أشكال العنف أو الضرر أو الإساءة البدنية أو العقلية أو المعاملة المنطوية على إهمال أو إساءة المعاملة أو الإستغلال بما في ذلك الإساءة الجنسية.
وأوضحت أن دراسة الأمم المتحدة بشأن العنف ضد الأطفال بينت أن عدد الأطفال الذين يتعرضون للعنف الأسري سنويا علي مستوي العالم يتراوح بين ١٣٣ و ٢٧٥ مليون طفل ، وأن ٨٢ مليون فتاة يتزوجن قبل بلوغ الثامنة عشرة ، ويتم زواج عدد كبير منهن في أعمار تقل عن ذلك كثيرا، وبصورة قسرية في كثير من الأحيان مما يزيد من مخاطر العنف عليهن .
وتابعت "تتفاوت نسب تضرر الأطفال من الممارسات التقليدية الضارة ، مثل بتر الأعضاء التناسلية للإناث ، الذي يمارس بصورة متزايدة ضد بنات في سن أصغر وفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية ، وتشمل الممارسات التقليدية الضارة الأخرى التي تؤثر على الأطفال ، الربط بالقيود وإحداث ندوب على الجلد والحرق بالنار ، وممارسة طقوس عنيفة عند الانتقال من مرحلة الطفولة ، والزواج القسري.
وأضافت أن دراسات من جنوب أفريقيا والفلبين وكولومبيا ومصر والمكسيك أكدت وجود علاقة وثيقة بين العنف ضد المرأة والعنف ضد الطفل ، وخلصت دراسة من الهند إلى أن العنف الأسري في المنزل يضاعف مخاطر تعرض الأطفال للعنف.
وعرضت د.هبة عيسوى أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس أنواع العنف ، وبعض مؤشراته فهناك العنف الجماعي ، وعنف ضد الذات ، والعنف ضد الأفراد والعنف العائلي سواء من طفل أو زوج بالإضافة إلي العنف المجتمعي من أقارب أو معارف أو غرباء ، وأن من المؤشرات النفسية والسلوكية لتعرض الطفل للعنف الغياب المتكرر عن المدرسة وإنخفاض التحصيل المدرسي أو صعوبات تعلم ، والتأخر في النطق والكلام ، وأن يكون الطفل عصبي ومخرب وعدواني مع الآخرين " لفظياً وجسدياً " ، وعديم الثقة بالذات أو الآخرين ، والخوف الكبير من الوالدين ومن الراشدين.
ولفتت إلى أن هناك مؤشرات أخري تدل علي أن الطفل قد تعرض للعنف الجسدي بأن يكون الطفل متمرداً أو مطيعاً بشكل مفرط ويسعى للحصول على رضا الآخرين والخوف المفرط والمخاوف المرضية ، ومتيقظاً دائما وكأنه يتوقع حدوث شيء سيئ ، والعزلة وصعوبة تكوين العلاقات الاجتماعية ، وأن يتصرف الطفل أكبر من سنه أو أصغر منه بصورة ظاهرة ومبالغ فيها.
وقالت إن مخاطر تعرض الطفل للإهمال قد تسبب اضطرابات النطق والكلام والتبول اللارادي لدي الطفل ، والشعور بعدم الأمان والأحلام والكوابيس ، وأمراض نفسية مثل القلق، والإكتئاب ، والإحباط ، والمخاوف المرضية والإنحراف والممارسات الجنسية في مرحلة المراهقة والسلوكيات الخطرة مثل التدخين أو تعاطي المخدرات.
ومن جانبها قدمت د. ميرفت العماري الإستشاري النفسي والتدريب عرضاً حول أسباب العنف ضد المرأة وخاصة الأمهات كما وضحها الكثير من العلماء يرجع إلي أن المرأة نفسها هي أحد العوامل الرئيسية لبعض أنواع العنف والاضطهاد ، وذلك لتقبلها له واعتبار التسامح والخضوع أو السكوت ، والأسباب الثقافية كالجهل وعدم معرفة كيفية التعامل مع الآخر وعدم احترامه ، والأسباب التربوية فأسس التربية العنيفة التي نشأ عليها الفرد هي التي تولد لديه العنف ، و العادات والتقاليد فهناك أفكار وتقاليد متجذرة في ثقافات الكثيرين والتي تحمل في طياتها الرؤية الجاهلية لتمييز الذكر على الأنثى مما يؤدي ذلك إلى تصغير وتضئيل الأنثى ودورها.
واستطردت "الأسباب الاقتصادية والخلل المادي الذي يواجهه الفرد أو الأسرة والتضخم الاقتصادي ينعكس على المستوى المعيشي لكل من الفرد والمجتمع ويأخذ العامل الاقتصادي نسبة 45% من حالات العنف ضد المرأة , كما توضح بعض الدراسات وجود علاقة بين دخل الزوج الشهري والعنف الجسدي الذي يمارسه على زوجته، حيث ترتفع نسبة حالات الإساءة في الأسر ذات الدخل المنخفض".
شارك في الندوة ممثلو وزارات الصحة ، والعدل ، والداخلية ، والتضامن الإجتماعي ، والنيابة العامة ، والمجلس القومى للمرأة ، وممثلو الجمعيات الأهلية والمنظمات الدولية.