النهار
الخميس 19 سبتمبر 2024 08:08 صـ 16 ربيع أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

اقتصاد

خبراء: الحكومة لجأت لإخفاء البنزين لمنع تظاهرات التحرير

اختفاء بنزين 80 و90 يثير أزمة بين المواطنين

ازمة بنزين 80 و90
ازمة بنزين 80 و90
مع استمرار جلسات محاكمة الرئيس السابق محمد حسني مبارك تفاقمت أزمة اختفاء البنزين ، لاسيما بنزين 80 و90 من أغلب محطات التموين بالكثير من المحافظات ، لعل أهمها محافظة الغربية والبحيرة والمنوفية والفيوم، الأمر الذي أدي لخلق حالة من المشاجرات بين المواطنين للحصول على البنزين، فضلاً عن قيام رؤساء محطات التموين بغلق الكثير منها بحجة عدم وجود بنزين.لذا قامت النهار بالبحث في تلك الأزمة لتجيب عن تساؤل هل محاكمة الرئيس مبارك وراء تفاقم الأزمة، أم وسيلة تلجأ لها الحكومة الجديدة لمنع التظاهرات بميدان التحرير لاسيما بعد مليونية تصحيح المسار التي أقيمت الجمعة الماضية بميدان التحرير للمطالبة بمحاكمة العادلة لرجال النظام السابق وإقالة النائب العام؟محاكمة مبارك وراء اختفاء البنزينفي البداية أكد الدكتور حمد عبد العظيم خبير اقتصاد والرئيس السابق لأكاديمية السادات للعلوم الإدارية أن محاكمة الرئيس السابق محمد حسني مبارك هي السبب الرئيسي وراء تفاقم الأزمة، لاسيما بعد تزايد المشاجرات أمما أكاديمية الشرطة يومياً أثناء انعقاد الجلسات.وأضاف عبد العظيم أن الحكومة رأت أن أفضل وسيلة للقضاء علي تلك الأزمة هو نقص نسب البنزين من المحطات لمنع ذهاب نسب كبيرة من المواطنين هناك,لذا طالب عبد العظيم وزارة البترول بضرورة زيادة المعروض من البنزين بما يتوافق مع حجم الطلب ، فضلاً عن ضرورة توفير خدمة شرطة للرقابة علي المحطات بعدما أصبح البنزين يشتري ويباع في السوق السوداء ليس 80 فقط بل 90 أيضا .مظاهرات التحريربينما يري الدكتور مختار الشريف خبير اقتصاد أن استمرار التظاهرات التي تعقد كل جمعة من كل أسبوع بميدان التحرير ولعل أخرها جمعة تصحيح المسار هي السبب وراء تزايد تفاقم تلك الأزمة.وأضاف أن تلك الأزمة ليست حقيقة وغنما هي مفتعلة ولكن بهدف منع التظاهرات ، مشدداً أن نسب الحصص المقررة لمحطات البنزين تكفي احتياجات المواطنين بشكل كبير.وأوضح الشريف أن اختفاء بنزين 80 و90 دفع الكثير من السائقين للقيام بزيادة تعريفة الركوب على المواطنين، مما أدى إلي زيادة المشاجرات بين المواطنين وسائقي الميكروبصات والتاكسي، بسبب استغلالهم لتلك الأزمة، في ظل ارتفاع احتياجات المواطنين اليومية.لذا طالب الشريف بضرورة القضاء علي تلك الأزمة في أسرع وقت، ووضع كافة السبل لمنع تكرار حدوثها مرة أخري، فضلاً عن ضرورة قيام مديرية التموين بإرسال حملات أسبوعية علي محطات البنزين لمنع سرقة البنزين ، وبيعه في السوق السوداء بحجة ندرته.أزمة من أجل الترحم علي عهد مباركبينما تقول هشام السيد خبير اقتصادأن السبب الرئيسي وراء تفاقم تلك الأزمة هو لجوء بعض السائقين للقيام بتخزين البنزين الأمر الذي أدي إلي اختفاء نسب كبيرة منه، بل لجوء البعض الأخر لبيعه في السوق السوداء.وأضاف أن فلول النظام السابق وراء تلك الأزمة من البداية ، لاسيما وأنها أزمة تتكرر سنوياً ومع ذلك لم تسعي الحكومة لوضع ضوابط لحلها بشكل نهائي، إلا أنها تسعي لحلها بشكل مؤقت وسرعان ما تعاود من جديد.وأوضح أن هناك أياد أخري خفية تسعي لجعل الشعب يندم علي أيام الرئيس السابق مبارك، الأمر الذي سيساعد مبارك في الحصول علي حكم ضئيل أو عودته للحكم كما يعتقد المسئولين وراء تلك الأزمة، إلا أن للأسف إذا استمرت تلك الأزمة من المتوقع أن تثير مظاهرة غضب وتشتعل ثورة أخري من جديد.لذا طالب هشام بضرورة فرض حملات مكثفة لمنع عمليات التخزين وطلب كميات إضافية من السولار والجاز من وزارة البترول والشركات الخاصة لتوفير احتياجات كل محافظة لمنع المشاجرات التي تحدث بصفة يومية بين المواطنين فى ظل غياب الأجهزة الأمنية بعد ثورة 25 يناير .مافيا وراء الأزمةبينما يقول حسين سلام خبير اقتصاد أن مشكلة نقص البنزين المتكررة أزمة تتفاقم بصفة مستمرة وينبغي علي الحكومة التخلص منها ، موضحاً أن هناك مافيا لتهريب البنزين والتي قد تكون سبباً وراء تلك الأزمة.وأضاف سلام أن تزايد وسائل المواصلات أدي إلي استهلاك نسبة المعروض من البنزين أيضا ، خاصة بعد أن انتشرت أعداد وسيلة التوك توك، التي لابد من حظرها، والتي أدت إلي نفاذ كميات البنزين المعروضة، حيث ساعدت تلك الوسيلة علي انتشار بيع وتجارة البنزين المدعم من قبل الدولة في الشوارع العامة.السوق السوداءبينما يقول عبد الحميد الفقي سائق أن أزمة اختفاء بنزين 80 و90 تهدد حياة السائقين بأكملهم ، لاسيما وأنهم ليس لديهم أي مهنة أخري سوي تلك المهنة التي تعد مصدر رزقهم الوحيد.وأوضح عبد الحميد أن اختفاء البنزين من محطات التموين دفعهم للحصول علي البنزين من السوق السوداء والأكشاك الموجودة على الطرق في الكثير من القرى بالمحافظات، وذلك بأسعار مختلفة فضلاً عن تلك البنزين يقوم التاجر بخلطه بالماء ليزيد ربحه ، الأمر الذي يؤثر بشكل سلبي علي جميع وسائل المواصلات.لذا طالب عبد الحميد الحكومة بسرعة التدخل لإنهاء هذه الأزمة التي تفاقمت عن حدها بشكل كبير، وتهدد حياة السائقين.