الوطنية للتغيير: أحداث الجمعة تستهدف مصادرة هامش الحرية
أبدت الجمعية الوطنية للتغيير، استياءها البالغ، وأسفها الكامل، للاشتباكات العنيفة التى وقعت ليلة أمس الجمعة بالجيزة، لافتة إلى خطورة التحركات الخبيثة، التى يشتم وقوفها خلف التطورات الأخيرة للأحداث، وتسعى للاصطياد فى الماء العكر، والاستفادة من دفع الأمور إلى لحظة صدام دام لا يستفيد منه سوى أعداء الحرية والشعب والوطن، وتستهدف توفير المبررات لمصادرة هامش الحرية المنتزع بعد الثورة، والذى يزعج وجوده بشدّة، أعداء الثورة والوطن.وطالب بيان للجمعية، بتحرك سريع لكل المخلصين، الذين يتوخون المصلحة العامة ويستهدفون خدمة قضايا الأمة، من أجل نزع فتيل نذر الانفجار المجتمعى، التى لن تتوقف مادامت أسبابها قائمة، كما طالب بلجنة محايدة للتحقيق فى وقائع ماجرى، وتحديد المسئولين المباشرين عما وقع من أحداث.ولفت إلى أن الغموض يكتنف دوافع هذه الأحداث، مما يتطلب المزيد من التدقيق، لتكوين فهم واضح لمجريات تطورها، وبالشكل الذى نثر الغبار على نجاح جمعة تصحيح المسار، وشغل الانتباه عن دلالاتها ونتائجها، بعد أن احتشدت جموع هائلٌة من المصريين، فى مظهر حضارى مشهود بميادين التحرير، بالقاهرة والإسكندرية، والسويس ومحافظات أخرى عديدة، بمناسبة جمعة تصحيح المسار، في حضور يعيد الاعتبار لقـيِّم الثورة المصرية الأساسية، ويرفع شعاراتها الرئيسية، التى تدافع عن حلم الشعب المصرى، فى الحرية، والمواطنة ، والتقدم، والعدالة الاجتماعية.وأضاف على مدار اليوم كله، تمت التحركات الجماهيرية الحاشدة بشكلً مثالى، عكس ممارسة ناضجة للحق المشروع فى التعبير عن الرأى بصورة سلمية كاملة، ولم يجر أى تصرف يخدش هذا التوجه العام الذى دعت إليه الجمعية والعديد من الفصائل والقوى المشاركة، والتزمت به الجماهيرالتزاما واضحا، قبل أن تتطورالأحداث، خارج هذا السياق، بالصورة العنيفة التى شهدناها.وحتى يتسنى التحقيق المحايد والموضوعى فى هذا الأمر، فإن البيان رصد مجموعة من الظواهر ذات الدلالة، دفعت فى هذا الاتجاه، وعلى رأسها مناخ الاحتقان الشديد، المتراكم، والمتولد عن شعور قطاعات ضخمة من المجتمع، بتباطؤ وتيرة الاستجابة لمطالب الثورة والثوار، وبالتطورات السلبية المتعلقة بمحاكمة رؤوس النظام المخلوع، وبعودة فلول النظام البائد إلى صدارة المشهد، وبتصاعد عمليات الاستفزاز المتعمد لأسرالشهداء، والصدام المستمر بين الأمن وبين أحد فصائل شباب الثورة، مشجعى كرة القدم (الالتراس)، إضافة إلى الإحساس الطاغى باحتقار إسرائيل للشعور الوطنى المصرى، ورفضها الاعتذار عن جريمتها النكراء، التى ترتب عليها قتل ستة من المصريين الأبرياء، مصحوبة بالاعتداء على السيادة الوطنية، بدم باردٍ، وفى المقابل ما تبدّى من عجز النظام الحاكم عن التصدى لعنجهيتها، أو وضع حد لغطرستها، والانحياز الأمريكى المكشوف لإسرائيل، الذى عكسه مطالبة الرئيس أوباما لمصر، باحترام التزاماتها الدولية بحماية أمن السفارة الإسرائيلية، فى الوقت الذى تجاهلت فيه الولايات المتحدة الدماء المصرية الطاهرة، التى أريقت فى الاعتداء الصهيونى الفاجر، وتجاهلت ما أسمته الالتزامات الدولية، التى كان يتعين أن تطالب بها إسرائيل، المعتدية على أمن مصر، وأرواح أبنائها، وهو ما يُلفت النظر مرة أخرى، إلى الموقف الأمريكى المعادى للثورات العربية، وفى مقدمتها ثورة الشعب المصرى