النهار
الأحد 29 سبتمبر 2024 05:14 مـ 26 ربيع أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
دولة الاحتلال الإسرائيلية وضعت خطة اغتيال نصر الله منذ سنوات ونفذتها من نيويورك ”السلم والثعبان” و”عمر المختار” و”قشر البندق” ضمن العروض الكلاسيكية في مهرجان الجونة سميح ساويرس يكشف حقيقة تأجيل الدورة السابعة من مهرجان الجونة بسبب أحداث لبنان لسد العجز بالمدارس.. التعليم تعلن حاجتها لـ50 ألف معلم بالحصة ”مستند” غداً.. انطلاق المهرجان الثالث للنباتات الطبية والعطرية بالفيوم محافظ الدقهلية يأمر برفع مقلب القمامة العشوائية داخل نبروه نائب رئيس جامعة بنها لشئون الدراسات العليا والبحوث تتفقد الدراسة بكليتي الآداب والتجارة رئيس الوزراء اللبناني :مليون لبناني نزح من الجنوب محافظ سوهاج يقيل رئيس قرية تونس ومديري مدرستين بقلفاو وتونس جوميز يطير إلى البرتغال بعد الفوز مع الزمالك بالسوبر الأفريقي تمزيق ملابس وإصابات بالوجه.. مشاجرة داخل مدرس بالقليوبية والأمن يتدخل الأفلام المؤهلة للحصول على جائزة سينما من أجل الإنسانية بمهرجان الجونة

ثقافة

بالصور: ماجد موجد وإبراهيم النحاس يناقشان خالد السياغي

في أرض الكنانة وأم الدنيا مازال الشعر حاضرا ومهما في الأوساط الثقافية على الرغم من كل الظروف التي تحيط المشهد العربي من تحولات غريبة وخطيرة ومفاجئة ففي يوم أمس وقبيل أن يلفظ نظام إستبدادي آخر أنفاسه في ليبيا إحتفل حشد من المثقفين العرب بالشعر بإصدار كتاب شعري جديد وكان الإحتفال حاميا بالنقاش والنقد، شاعر ومثقف من العراق وآخر من مصر يناقشان شاعرا يمنيا هكذا ينتصر الشعر لذاته حين تنتصر الإرادة الإنسانية على الإستبداد.فقد جرى يوم أمس وفي قاعة مؤسسة أروقة للدراسات والنشر والترجمة مناقشة كتاب الشاعر اليمني خالد السياغي والمعنون حلمة ثالثة..متون وهوامش وقد تمت المناقشة من قبل الشاعر العراقي المقيم في القاهرة ماجد موجد والشاعر والناقد المصري إبراهيم النحاس، وقدم جلسة المناقشة الدكتور هاني الصلوي مدير المؤسسة التي ابتدأها في كلمة إستعرض فيها تجربة السياغي في كتابه الشعري المعد للمناقشة وكذلك قدم المناقشين وأثنى على تجربتهما الثقافية والشعرية ومن ثم طلب من السياغي قراءة عددا من نصوصه لتبدأ بعدها مناقشة الكتاب وقد أبدا الشاعران المناقشان تصوراتهما عن الكتاب وطرق إشتغال الشاعر في موضوعة الهوامش والمتون.ومما قاله الشاعر ماجد موجد هو أن خالد السياغي قد أعتمد أسلوب (التعريف شعراً) بوصفه واحداً من الأساليب الشعرية المعمول بها فإن الإقرار بأهمية الشكل تعد واحدة من الأفكار التي نبتت في مزاج الشاعر وهو يمعن النظر في نسج عباراته مستكيناً إلى مغزى الشعر الذي يقوم أصلاُ على دهشة أو غرابة وإختلاف وأضاف موجد أنه لم يقصد بالشكل هو التشكيل في نسق النص ومعماره اللغوي بل هو ذلك التخطيط والرسم في جسد الورقة، وضع النص وبمقامه أو بمحاذاته وضع هامش، سمة تجيز لك أن تقرأ الهامش متنا وأن تقرأ المتن هامشا كيفما شئت وهو ما يوضحه السياغي في مفتتح نصه الهامش بقوله الهامش بذرة تتفرع متوناً كما يتجلى ذلك حين وضع هامشاً على جسد الصفحة الأولى من صفحات كل نص من نصوصه التي ستتفرع نصوصاً أخرى داخل النص الواحد في بنية تعريف لمسمى ما.مستعرضا موجد في مناقشته عددا من الكتب السردية والشعرية التي إتخذ كتابها صيغة الهامش والمتن ذاكرا منهم الفرنسي يان كيفليك في روايته العرس الوحشي والسوري حسن حميد في روايته جسر بنات يعقوب وكذلك ما عمل عليه أدونيس في كتابه الكتاب لكن موجد رآى أن السياغي إستطاع أن يجد له منطقته الخاصة في التعامل مع هذه الصيغة أو الآلية في كتابة نصوصه.أما الشاعر والناقد إبراهيم النحاس فقد وجد في كتاب السياغي أنه يتبنى سمة فنية حداثية هي التفكيك حيث تنقسم القصيدة إلى عدد من المقاطع القصيرة والقصير جداً لكل مقطع رقم عدديّ أو عنوان جانبيّ إضافة إلى العنوان الأساسي للقصيدة ككل، وبالتالي يتم تفكيك المعنى الكلي المجرد لكلمة واحدة إلى عدد من المعاني الفرعية تساهم كلها في تحديد رؤية الشاعرتجاه معنى هذه الكلمة, أو تفكيك صورة كلية إلى عدد من الصور أو التفاصيل الجزئية التي تشكل في النهاية من تلك الصور الجزئية التي خضعت للتفكيك صورة فنية كلية.وأضاف النحاس أن هذا التفكيك في بنية النص الشعري لم يأتِ من باب العبث وإنما يقوم على القصدية, حيث يعيد الشاعر بناء النص مرة أخرى على مستويين، الأول على مستوى كل قصيدة على حدة فهناك معنى ما يربط بين مقاطع القصيدة الواحدة, والثاني على مستوى الديوان ككل حيث قام الشاعر بالربط المدهش والملحوظ بين جميع قصائد الديوان, فنهاية كل مقطع آخِر القصيدة يحمل كلمة تكون هي عنوان وموضوع القصيدة التي بعدها وكأننا أمام بناء هندسي محكم في إطار تدويري.بعد ذلك فتح باب الآراء والمداخلات وشارك فيها الشاعرة اللبنانية منيرة المصباح، الشاعر المصري الدكتور عاطف عبد العزيز، الناقد المصري جمال العسكري، وقد تحدثوا عن تجربة الشاعر بإعجاب وإشادة كل من وجهة نظر مختلفة، وكذلك أبدوا اعجابهم بإدارة الجلسة وآلية بحث المناقشين وتصوراتهما، وقد حضر جلسة المناقشة عدد من المثقفين المصريين والعرب المقيمين في القاهرة.