النهار
الثلاثاء 24 ديسمبر 2024 04:15 صـ 23 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

حوارات

دكتور حسن نافعة.. لـ«النهار» :الصين ستكون القوة الاقتصادية الأولى فى العالم قريباً

يُعد دكتور حسن نافعة السياسى والأكاديمى المصرى من أبرز المحللين السياسيين، وله دور بارز فى الحياة السياسية المصرية، ومن خلال الحوار الذى أـجرته معه "النهار" أكد أن زيارة الرئيس الصينى لمصر فى غاية الأهمية لدفع العلاقات المصرية الصينية إلى أقصى مدى ممكن أن تصل له، خاصة أن الصين دولة لها ثقل فى النظام العالمى، كما أن رصيد مصر لدى الصين يسمح لها بتطوير هذه العلاقات، وأن دولة الصين ستكون القوة الاقتصادية الأولى فى العالم، ودورها السياسى فى تزايد مستمر، كما أن زيارة الرئيس الصينى سوف يكون لها دور كبير لعمل مشروعات اقتصادية كبيرة فى مشروع قناة السويس الجديدة، وهو ما يضفى أهمية كبيرة على هذه الزيارة.. وإلى نص الحوار.. 
● كيف تقرأ زيارة الرئيس الصينى لمصر؟ 
زيارة الرئيس الصينى لمصر فى غاية الأهمية لدفع العلاقات بين البلدين إلى أقصى مدى ممكن أن تصل له، خاصة أن الصين دولة مهمة فى النظام العالمى، كما أن رصيد مصر لدى الصين يسمح لها بتطوير هذه العلاقات، فالقاهرة أول دولة اعترفت بالصين الشعبية، وشاركت معها فى دول عدم الانحياز فى خمسينيات القرن الماضى، كما أن الصين ستكون القوة الاقتصادية الأولى فى العالم، ودورها السياسى فى تزايد مستمر، وأعتقد أن زيارة الرئيس الصينى سوف يكون لها دور كبير لعمل مشروعات اقتصادية كبيرة فى محور تنمية قناة السويس الجديدة، وهو ما يضفى أهمية كبيرة على هذه الزيارة.
● كيف ترى أداء الدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب؟ 
 يعتبر الدكتور على عبدالعال من أبرز الشخصيات من حيث قدرته على استيعاب الدستور، وهو رجل قانون له خبرة طويلة فى صياغة الدساتير قبل ذلك، وهناك فارق كبير بين الأصوات التى حصل عليها، فهناك مرشح حصل على صوت واحد فقط وهو صوت نفسه، ولكنى أعتقد أن دكتور على عبدالعال سوف يتعرض لاختبارات شاقة وسنرى ما اذا كان قادرا على ضبط الأداء داخل المجلس، خاصة أن هذا البرلمان يحوى شخصيات مثيرة للجدل وأسماء ترتبط فى ذهن العامة بالجدل وسوف تعود على البرلمان بشكل سلبى وإن هناك عملا ضخما جدا ينتظره البرلمان فى الجلسات القادمة وامامه تحديات ضخمة جدا وشاقة خاصة أننا ما زلنا فى مرحلة تأسيس نظام سياسى جديد.
● كيف تفسر تواجدك فى بعض القنوات التى تنحاز لفصيل بعينه؟
أنا أحاسب على ما أقوله فى هذه القنوات، والرأى الذى أطرحه فى جميع القنوات واحد ولا يتغير من قناة إلى أخرى سواء تم استضافتى فىBBc أو فى قناة العربية أو فى أى قناة من القنوات الفضائية، فإجابتى واحدة ومتسقة مع نفسها وما يهمنى هو أن تصل وجهة نظرى ويصل فكرى إلى المشاهد أو إلى المستمع ولا يعنينى من تمثل هذه المحطة. 
● ولكن البعض يعيب ظهورك على قناة الجزيرة وهى قناة مُعادية لمصر.. ما تعليقك؟ 
أنا سعيد لأنك طرحت مثل هذا السؤال.. فإذا كتبت على جوجل أصعب 4 دقائق مرت بها الجزيرة فستجدين شريطا وكنت أحد الضيوف، وتصادف فى هذا اليوم وجود حادث إرهابى فى سيناء، وكانت القناة تتحدث عن المظاهرات فى القاهرة، ووجدت أنهم لا يذكرون هذا الحادث لا من قريب ولا بعيد فقلت لهم كيف يكون لقناة تدعى أن لديها قدرا عاليا من المهنية وتتحدث عن مظاهرات بالعشرات وتترك حادثا ضخما مثل حادث قتل ما يزيد على 25 ضابطا مصريا فى سيناء فى ذلك الوقت وأرجوك أن تعودى إلى هذا الفيديو فهو متواجد على جوجل واشرحى حقيقة الأمر للقراء حتى لا يعتقد البعض أنى أنتمى لحزب أو فصيل بعينه، فأنا محلل سياسى لا أرفض التحاور مع أحد فهذه وجهة نظرى فيما يقال ضدى، فلم ولن يحدث أبدا أن أهاجم بلدى أو جيش بلدى أو حتى النظام وإن اختلفت معه خارج أرض مصر حتى وإن كان لدى انتقادات على النظام فإنى أطرح انتقاداتى بالداخل وأكتبها فى الصحافة المصرية وليس لدى أى انتماءات حزبية على الاطلاق فمهنتى هى البحث العلمى وأحدد وجهة نظرى فى بعض القضايا السياسية استنادا إلى أن هذه المهنة مهنة الباحث عن الحقيقة.
● كيف ترى الحياة السياسية فى مصر؟ 
الحياة السياسية فى مصر لا تزال مرتبكة ولم تخرج مصر من عنق الزجاجة، فالشعب المصرى فجّر ثورتين فى 25 يناير و30 يونيو، 25 يناير كانت انتصارا على حكم مبارك الذى كان يريد أن يسلم السلطة لابنه وكان حكم الفساد والاستبداد فكان من الطبيعى أن يثور عليه الشعب المصرى، و30 يونيو ثار الشعب فيها أيضا ضد حكم جماعة الإخوان المسلمين لأنها أيضا حاولت أن تستبد أو تحكم بشكل منفرد وتهمش كل القوى السياسية الأخرى، وأنا قمتُ بدورى فى ثورة 25 يناير وقمت بدورى أيضا فى ثورة 30 يونيو، وكنتُ من أوائل من شجعوا حركة تمرد وناديت بضرورة انتخابات رئاسية مبكرة وذلك فى اجتماع علنى صوره التلفزيون مع رموز أدبية وفنية وشخصيات عامة كثيرة وكنت أكتب يوميا فى جريدة «المصرى اليوم» وتستطيعين أن تعودى إلى هذه الكتابات وكانت كتابات واضحة وضوحا تاما منذ انتقادى لحكم جماعة الإخوان والدكتور محمد مرسى، وانتقادى له لم يتوقف قبل ثورة 30 يونيو وبعدها، والآن كما سرقت ثورة 25 يناير من قبل الإخوان المسلمين سرقت أيضا ثورة 30 يونيو من قبل النظام القديم.
● من وجهة نظرك.. هل سينجح البرلمان فى ظل هذه الظروف الصعبة فى قيادة البلاد وتوصيلها إلى بر الأمان؟
نجاح البرلمان أو فشله مرتبط بالنظام السياسى، فإذا كان النظام السياسى لديه رؤية سياسية واضحة فى كيفية قيادة البلاد وكيفية التعامل مع السلطة التشريعية والحركة السياسية فى مصر، فسينجح البرلمان وسينجح النظام السياسى فى قيادة البلاد. أما إذا كان النظام السياسى بدون رؤية وليس لديه تصور معين عن طبيعة التحديات التى تواجه مصر وكيف يمكن أن يواجه طبيعة هذه التحديات فسيفشل النظام السياسى ويفشل البرلمان، ولكن أتمنى أن يقوم البرلمان بشكله الراهن بوظيفته الطبيعية والتشريعية والرقابية لأنه برلمان جاء فى ظروف استثتائية وصعبة للغاية. 
● ما رأيك فى الأحزاب السياسية التى على الساحة الآن؟ 
رسميا لدينا أكثر من مائة حزب معظمها أحزاب ضعيفة، ولكننا لا نقدم شيئا لتقوية هذه الأحزاب ولو كنا نريد للأحزاب المصرية أن تكون قوية لكنا أصدرنا قانونا انتخابيا أفضل لأنه قانون يأخذ بالقوائم المطلقة وبدوائر متسعة جدا فلدينا رغبة فى نجاح هذا النظام لأن فشل هذا النظام سيؤدى إلى كارثة أكبر، فالكل يريد نجاح النظام وأغلب الشعب المصرى يريد نجاح النظام، ومع ذلك فإن جميع الأحزاب السياسية بدأت تستعد بقوة لانتخابات المحليات سواء عبر اجتماعات مع كوادرها، أو ملتقيات تثقيفية حول المحليات كى تستطيع أن تحقق ما لم تحققه فى الانتخابات البرلمانية. 
● هل التيار السلفى سينال نجاحا فى انتخابات المحليات بعد فشله فى الانتخابات البرلمانية؟
فرص حزب النور فى انتخابات المحليات ستتوقف على مدى تفهمه مشاكل الناس، والجهد الذى يبذله لتحقيق نتائج خلال تلك الانتخابات.
● كيف ترى الخلاف الإيرانى السعودى؟ 
هو خلاف سياسى، والبعض يريد أن يحوله إلى خلاف طائفى بين السنة والشيعة، فالكل يعلم أن النظام العربى فى طريقه للانهيار ويريد أن يرث أكبر قطعة ممكنة منه، وهذا إفراز لتناقضات العالم الاسلامى.
● بعد التفجيرات الإرهابية العنيفة التى شهدتها العاصمة الفرنسية باريس.. هل يعيش العرب نفس الأجواء التى عاشوها فى أمريكا إبان أحداث 11 سبتمبر؟
لن تتجه الحكومة الفرنسية لاتخاذ قرارات تصل إلى حد المطالبة بطرد العرب، لكنها ستتخذ إجراءات حماية، وذلك لأنها لو فكرت فى طرد العرب سيزيد هذا من الفجوة بين العرب والغرب، مما يؤدى إلى مزيد من التطرف وتصبح الكرة فى ملعب الإرهاب الداعشى والقوى المتطرفة بل يجعل منها المتحدث الرسمى باسم العالم العربى، ناهيك عن أن هذا الحادث سيكون فرصة لليمين المتطرف فى فرنسا لتضييق الخناق على المتطرفين، وأعتقد أنه لن يستمر طويلا هذا التضييق بل سيكون أمرا مؤقتا.
● ما أسباب تفشى ظاهرة الإرهاب بهذا الشكل الذى نراه سواء فى الدول العربية أو الدول الغربية؟
 الإرهاب ظاهرة قديمة بل هى ظاهرة  ملازمة للوجود نفسه واستعمال العنف لتحقيق أهداف سياسية أمر قائم، ولكن تفشى الظاهرة الارهابية بالشكل الذى عليه الآن له جذور وأسباب كثيرة وبعضها يرجع للأفكار الدينية المتطرفة وهى أفكار أيضا لم تظهر فجأة ولكنها نتاج نظم تعليمية فاشلة، لأن الإرهاب يتكاثر وينمو فى المجتمعات الأكثر مرضا والأكثر عجزا عن حل مشكلات التعليم ومشكلات الصحة والتفرقة الطبقية.. فعندما تفشل المجتمعات فى معالجة مشاكلها بالوسائل السلمية وتضمن مشاركة الجميع فى حلها يحاول بعض الأفراد أن يغيروا بالقوة وأن يحملوا السلاح لإنشاء مجتمعات أو خلق مجتمعات جديدة ونظم سياسية يعتقدون أنها تعاملهم بعدالة أكثر.