النهار
الثلاثاء 24 ديسمبر 2024 04:12 صـ 23 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

حوارات

الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشى فى حوار خاص لـ«النهار»:

البرلمان الجديد يعمل فى ظروف صعبة ومعقدة

تزخر الساحة المصرية بالعديد من التطورات على الصعيدين الداخلى والخارجى وتتواكب هذه التطورات مع بدء عمل البرلمان الجديد, وأيضا ستبدأ مصر مسئولياتها كعضو غير دائم فى مجلس الأمن عن شمال إفريقيا فى شهر يناير المقبل وعودة الدور المصرى الإقليمى والدولى وتطورات أخرى عديدة.
 ومن هذا المنطلق كان لنا هذا الحوار مع الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشى....

• بداية كيف ترين الدعوات لمظاهرات فى 25 يناير المقبل؟ 

لن يكون لها أى تأثير، فمن يدعو لها من العملاء المأجورين أو الاخوان الارهابيين أصحاب أجندات التخريب، وهم أقل من أن نذكرهم أو نهتم بهم، فالشعب المصرى كشفهم بعد أن ظهروا على حقيقتهم فهم لا يسعون إلا لبث الفوضى ولا يعنيهم استقرار مصر ويدبرون المؤامرات والمكائد تنفيذا لتوجيهات من يدفعون لهم الدولارات.
وبرأيى أن هذه الدعوات وراءها من يتلقى الأموال من الدويلة العميلة التى هى للأسف دولة عربية والتى تريد أن نعيش تحت الحكم العثمانى, فلم يرق للحاقدين عضوية مصر بمجلس الأمن واستشاطوا غضبا عندما ترأست مصر لجنة مكافحة الارهاب العالمية, لأن هذه اللجنة على وجه الخصوص لا يترأسها إلا دولة خبيرة بشئون هذا الملف الخطير ومحل ثقة دولية, ومصر مستعدة بعدد من الملفات والأفكار والحلول لخنق الارهاب, فمصر تنطلق الآن وبقوة نحو مستقبل أفضل ولن يتمكن أحد من أن يوقف مسيرة التنمية, والآن الولايات المتحدة تعمل ألف ومليون حساب لمصر لأن مصالح الدول الكبرى فى منطقة الشرق الأوسط مرهونة بعلاقاتها الجيدة مع مصر. 
• ما تقييمك للرئيس عبدالفتاح السيسى ورأيك فى خطابه الأخير؟
خطاب الرئيس السيسى قوى ومؤثر، وبالتأكيد نجح خلال العام ونصف التى تولى فيها الحكم حيث حقق ما وعد بتحقيقه على أرض الواقع مثل مشروع قناة السويس ومشروع المليون فدان فهو  لم يضحك على الشعب أو يخدعه ويكفى أنه يقوم بعملية تطهير للبلد من كل ما لحق به من أذى خلال السنوات السابقة ولا ينجح هذا التطهير إلا بالإنتاج والعمل ويكفى النجاح السياسى الذى حققه فى الخارج وعلى رأسه نجاحه فى زيارته لألمانيا التى هى معقل الاخوان, وزيارته مؤخرا لليونان والقمة الثلاثية القبرصية اليونانية التى حملت رسائل لاسرائيل وصفعة على وجه تركيا, هذا غير الإنجازات التى حققها وقام بها ودعوته رجال الأعمال للتعاون والاستثمار فى مصر. باختصار استعاد الرئيس السيسى لمصر وضعها الاقتصادى والعربى والاقليمى والدولى خاصة بعد حكم الاخوان المسلمين الذى يدل اسمها نفسه على الاقصاء "يعنى هما فقط المسلمين والباقى من كفار قريش".
• هل مصر قادرة على عبور ما تمر به من كبوات؟
أكيد .. مصر قادرة على عبورما تمر به من كبوات وقادرة على خنق الارهاب, مصر دولة عظمى بالشرق الأوسط، ومن لا يعلم ذلك فعليه الرجوع إلى كتب التاريخ ليدرك القيمة الكبرى لأرض الكنانة, لكن الأمم الكبيرة تمر على مدار تاريخها بالمشاكل والأزمات ومهما تعرضت مصر لكبوات فهى قادرة على أن تعبر هذه الكبوات, فقد مرت بستة أعوام قاسية بعد نكسة حرب 67 ولن يمر على مصر أصعب من هذه الأعوام, فعشنا 6 أعوام عجاف وعندما قررنا أسقطنا خط بارليف، وسوف نعبر هذه الكبوة بإرادة الله وبالعزيمة القوية وجيشنا العظيم. 
• لماذا اكتسبت الشخصية المصرية الروح الوطنية؟ 
المصرى يتميز بروح الاصرار، والوطنية هى التى جعلتنا نسقط خط بارليف فى 6 ساعات، وكذلك أسقطنا نظام الاخوان المتأسلمين وتخلصنا ممن يتآمرون على مصر, فالشعب المصرى لا يسامح من أساء اليه ولا ينسى من كان له دور ايجابى تجاه مصر. 
• كيف ترين مجلس النواب الجديد ودوره المنوط  به؟ 
البرلمان الجديد يبدأ مهمته فى ظل ظروف صعبة وقاسية ومعقدة فالارهاب يتربص بمصر والمصريين، وهناك دول اقليمية وغير اقليمية تدعم الارهاب, وهناك من يسعى إلى عرقلة مصر وتعطيل انطلاقها ودفعها إلى دائرة الفوضى والحروب الأهلية, وأول ما نتمناه هو نجاح البرلمان فى تأدية دوره المنوط به, فالبعض يتصور أن نجاح عضو البرلمان مرهون بقدرته على تحقيق خدمات لأبناء دائرته ولكن نجاح عضو البرلمان هو توفير الخدمات وفرص العمل لكل أبناء الوطن ولا يقتصر عمله على تلبية متطلبات أبناء دائرته فقط.
والبعض وجه سهاما لتشكيل مجلس النواب الجديد بحجة عودة بعض الوجوه القديمة والتى كانت تلعب دورا فى الدورات البرلمانية الماضية, كما أن ظاهرة الرشاوى الانتخابية ظهرت فى بعض الدوائر وهذا يبدو منطقيا فنحن لسنا مجتمعا ملائكيا, لكن الشعب المصرى حاليا لن يسمح لأى مسئول أو نائب أن يمارس دورا غير المطلوب منه, لذا فأنا راضية عن هذا المجلس بنسبة مطمئنة لأنه جاء فى ظروف استثنائية. 
• كيف ترين تأثير المحور المصرى الروسى على قضايا المنطقة؟ 
الوضع فى الشرق الأوسط ما هو إلا إعادة لترتيب موازين القوى فى العالم وبات الموقف حاليا بعد الحرب الباردة يمكن أن يطلق عليه حرب مناطق النفوذ لأنك على الساحة العربية الآن تجدين دولا كبرت وأخرى تقلصت, وبعدما توارت روسيا عن المشهد سنوات كانت الولايات المتحدة هى اللاعب الرئيسى بالمنطقة, لكن حاليا استفاق الدب الروسى من سباته ولديه شهية مفتوحة من أجل العودة بقوة لمناطحة غريمه الأمريكى اللدود. 
• هل أنت متفائلة برغم ما يحاك لمصر من مؤمرات؟ 
مصر تسير بخطى ثابتة نحو مستقبل أفضل فلدينا قيادة سياسية شرعية ونجحنا فى تنفيذ خارطة الطريق لثورة 30 يونيو، كما أننا نملك أقوى جيش فى منطقة الشرق الأوسط, وما يحدث ممن أسميهم "آفات" فمصيرهم إلى زوال، فمصر مر عليها أحداث رهيبة وعصيبة قبل ذلك وتمكنت من تخطيها بنجاح وحققت قفزات كبيرة, فالتاريخ يشهد أن مصر واجهت أكثر من عدوان من الدول الأجنبية وقهرته, لأنها لا تترك حقها أبدا وترد بقوة فى الوقت المناسب ومن لا يدرك ذلك فعليه أن يتعمق جيدا فى قراءة التاريخ. 
تبدأ مصر مسئولياتها كعضو غير دائم فى مجلس الأمن فى شهر يناير المقبل .. كيف ترين الدور المصرى فى مجلس الأمن؟ 
يمكن لمصر أن تقوم بجهود كبيرة من أجل الدفع بفرض الحلول السياسية لأزمات مثل ليبيا وسوريا واليمن من خلال مجلس الأمن ولا سيما أنه يعد بمثابة الجهاز التنفيذى للأمم المتحدة ويمثل الأداة الفعالة لحفظ الأمن والسلام فى المنطقة, حيث إنه من المؤكد أن مصر بثقلها الإقليمى والدولى سوف يكون لها دور كبير لايجاد حلول للأزمات العربية والأفريقية وسوف يكون لها دور كبير فى إطار مكافحة الإرهاب والقضاء على بؤره فى المنطقة لا سيما أن هناك اقتناعا دوليا بالرؤية المصرية لمكافحة الارهاب الذى أصبح ظاهرة عالمية, وسوف يكون لمصر دورها المتميز داخل المجلس باعتبار التقدير الدولى لها بدليل التصويت الكاسح من 179 دولة لتصبح عضوا غير دائم فى مجلس الأمن على مدى عامى 2016, 2017. 
• هل تؤدى وسائل الإعلام دورها نحو ملف الإرهاب؟ 
للأسف بعض وسائل الاعلام فى غفلة ولا تتعامل مع أخبار التفجيرات والعمليات الارهابية بمهنية عالية, فلا يمكن منع بث أى خبر عبر وسائل الاعلام فى ظل ثورة التكنولوجيا ولكن يجب اخضاع الأخبار المتعلقة بأمن واستقرار أى بلد والتى تتصل بالعمليات الارهابية للتوثيق من مصادرها الرسمية فضلا عن مراعاة الأمانة المهنية فى النقل والدقة المتناهية, وبالطبع هناك اعلاميون يرحلون ولكن يظل أثرهم باقيا لما كانوا يقدمونه بصدق وأمانة, وفى الوقت ذاته يطوى الشعب من تاريخه كل من تآمروا عليه ويمسحهم من صفحات تاريخه. 
• ما تعليقك على حالة الغلاء وارتفاع الأسعار التى يشتكى منها المواطن المصرى؟
نحن الآن نأخذ الدواء المر، وعلينا أن نتحمل هذا الدواء بالرغم من أنه مر وعلقم وليس لنا سوى هذا الطريق لاسترجاع مصر فلولا هذا الدواء المر لأصبحت بلادنا محتلة وتصنف ضمن الدول الفاشلة غير القادرة على التزاماتها وتدبير أمورها, فالشىء الأهم هو التركيز على الانتاج وكلما زاد الانتاج ارتفعت الرواتب والأجور وتحسنت أحوالنا وكنا دولة منتجة وليست دولة مستهلكة تستهلك منتجات الغرب فقط, فنحن الآن فى حالة تطهير من كل ما لحق البلاد من أذى خلال السنوات السابقة, فأنا لدىّ أمل وعندى ثقة بمستقبل أفضل ولا أنسى كلمة السر التى يرددها الرئيس السيسى وهى "الإرادة المصرية لا يعلو عليها ارادة أخرى".
• ما رأيك فى تجديد الخطاب الدينى؟
الخطاب الدينى يحتاج ثورة, وأنا كنت فى فرنسا فى الفترة الأخيرة ورجعت منذ أيام قليلة وكل الفرنسيين يتساءلون عن الدين الاسلامى وداعش، ففى الفترات السابقة شاهدنا حالة من التردى فى الخطاب الدينى وعايشنا مرحلة مدمرة كل ما يعتنى به روادها ويتحدثون عنه هو ثقافة النصف الأسفل للانسان.
يجب ان نعلم ان أمريكا واسرائيل يريدان تفتيت الوطن العربى وهذا واضح فيما نشاهده فى الدول العربية مثل سوريا والعراق وليبيا وذلك بظهور الاسلام بصورة سيئة.
فأنا تربيت فى أسرة مسيحية بسيطة ولكنى انبهرت بعدالة عمر بن الخطاب وعدله وليس بجلبابه أو لحيته, أسلوبه وتعامله وتواضعه مع المسلمين والمسيحيين أثناء خلافته، فرأيت فيه الإحساس بالعدل الذى يتخذه سبيلا ينير له طريقه ورأيت فيه سعة الأفق والعظمة وأهمية ارساء العدالة الاجتماعية بين البشر، ولهذه الأسباب اعتنقت الإسلام الذى أكمل المسيحية, وليس اسلام الاخوان المسلمين أو اسلام داعش وماعش.
• هل صرحت بعدم فرضية الحجاب للمرأة المسلمة؟
أنا تحدثت بأنى ضد فرض الحجاب على أطفال المدارس وكلها كانت تعليقات هامشية ليس لها وزن وعملنا منها مواضيع. أنا كنت أنوه أنى لا أفرض على الطفلة التى فى سن الخامسة أن ترتدى الحجاب فى مدرستها حتى لا يوجد فرز طائفى ونرجع لمبدأ المواطنة لأن الاسلام سلوك، فعندما قال الرئيس المخلوع حسنى مبارك "أنا حريص على عنصرى الأمة" اندهشت وأصبت بالفزع وقلت فى نفسى كيف يكون فى دولة مثل مصر عنصران فنحن عنصر واحد وكتبت أن مصر ليس بها عنصران بل عنصر واحد، ودائما أكرر أن عمرو بن العاص عندما فتح مصر لم يأت معه شعب من الجزيرة. من الممكن أن يكون لمصر قناعات دينية مختلفة ومن العيب أن يقول أحد مصر عنصران ولهذا كنت أتحدث بمثال عن أطفال المدارس فى سن الخامسة بعدم إجبارهن على الحجاب فى هذه السن لأنه سيكون فرزا طائفيا ليس إلا.