النهار
الخميس 3 أكتوبر 2024 06:34 مـ 30 ربيع أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
وزير السياحة والآثار يعقد لقاءات مهنية مع عدد من مسئولي شركات الطيران السعودية وزير السياحة والآثار يبحث مع نائب وزير الثقافة بالسعودية سبل تعزيز أوجه التعاون بين البلدين في مجال الآثار السيسي والشيخ محمد بن زايد يشهدان حفل تخرج دفعة جديدة من طلبة الأكاديمية والكليات العسكرية بالعاصمة الإدارية رئيس بعثة الجامعة العربية لملاحظة الانتخابات الرئاسية التونسية يلتقي كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والهجرة جامعة الأزهر تعلن مواعيد اللجنة الطبية لأعضاء هيئة التدريس... تفاصيل السفير التركي بالقاهرة: نتطلع لحضور قوي في مهرجان الإسكندرية السينمائي عام 2025‏‎ احالة 263 محضرا تموينيًا للنيابة العامة خلال حملة بالدقهلية بحضور سفير إيطاليا.. ”غرفة الإسكندرية” تعقد اجتماعاً لمناقشة تجهيزات ”سوق المزارعين” وكيل ”تعليم البحيرة” يتابع انتظام الدراسة بمدارس كفرالدوار محافظ الشرقية يؤكد على انتظام طلاب مدرسة الثانوية للتمريض الملحقة وسير العملية الدراسة بمدارس الحسينية بسمة داود مديرة قوية بأول ظهور لها بـ”تيتا زوزو” محافظ البحيرة تشهد مؤتمر البحيرة الثالث لجودة الرعاية الصحية

حوادث

«القدر» يجمع الضحايا في موقع «انفجار فيصل»


 

«آهات وصراخ، أيدى على الوجوه من الصدمة، أصوات ترتل آيات من القرآن الكريم».. هكذا كان المشهد بالطابقين الثانى والرابع من مستشفى الهرم، الذي استقبل جثمانين ضحايا ومصابى حادث انفجار شارع سهل حمزة بمنطقة فيصل، خاصة عندما لفظ المستشار رشوان محمد رشوان، نائب رئيس هيئة قضايا الدولة، أنفاسة الأخيرة، بينما ابنه الأصغر «عبدالرحمن»، 6 سنوات، يلهو أمام غرفة والده بالعناية المركزة.

 

 

 

المصابة الأولى كانت الطفلة ريجتا شادى محمد، 6 سنوات، التي بكت في أحضان والدتها، بينما كانت تحدث والدها في الهاتف المحمول للاطمئنان عليها قائلة: «يا بابا أنا كويسة، وهقوم ألعب مع صحباتى»، تأخذ الأم الهاتف، وتطمئن الزوج العامل بإحدى الدول العربية: «ربنا سترها، الناس هنا كلها إصاباتها كبيرة، ربنا يخفف عنهم، وبنتك كويسة»، مستدركة: «كنا معديين من الشارع فجأة حصل صوت انفجار ضخم هزّ الدنيا كلها، ثم حدث ما حدث». ريجتا ووالدتها جاءتا من مدرسة معهد أم القرى الأزهرى، وكانتا في طريق عودتهما إلى منزلهما بالقرب من المنطقة محل الانفجار، وأكدتا لـ«المصرى اليوم»، عدم معرفتهما بسبب الانفجار قائلتين: «فجأة بقينا مش شايفين أي حاجة أمامنا من كثرة الأتربة».

 

 

 

 

 

تحتضن الأم ابنتها قائلة: «ياريتنى كنت أنا المصابة»، وترددها جدة ريجتا لأمها: «حسبى الله ونعم الوكيل». أسفل العقار محل الانفجار، كوافير «حمدى» للسيدات، الذي تعمل به حنان سيد على، إحدى المصابات، وهى سيدة في العقد الرابع من العمر، علت أصواتها في البكاء كونها «حامل» في الشهر السابع، وحكت أنها كانت تجلس أمام المحل بعد صلاة العصر، وإذ بها تسقط أرضًا جراء الانفجار الذي دوى عاليًا، وأن مصدر الانفجار لم يكن مركزه داخل الكوافير كما أشيع خلافًا للحقيقة، وفق روايتها.

 

«لافتة المحل» وأجزاء خرسانية سقطت على الجزء السفلى من جسد «حنان»، فأصيبت بجرح قطعى في الفخذ الأيمن، حيث تقول: «كل اللى بتمناه أعيش بس علشان ولادى الطفلين آسر ويسرا، والجنين اللى في بطنى، وأنا الأم والأب بعد انفصالى عن زوجى»، وطفلاها البالغان من العمر 6 و8 سنوات، يرتبان على كتفيها: «ماتخافيش يا ماما».

 

 

 

حظ منى فتحى محمد، ربة منزل، قادها إلى شارع سهل حمزة، حيث كانت تشترى احتياجات بيتها من السوق، برفقة نجلها «محمد»، بالصف الثانى الابتدائى، وعندما سمعت بصوت الانفجار، احتضنت ابنها لإبعاده عن المنازل، فأصابتها قطع زجاجية في رأسها ورجلها وذراعها، موضحة أنها لم تستطع تحديد سبب الانفجار الذي وقع، كون المنطقة غيمت فجأة دون سابق إنذار.

 

محمد السيد، عامل، زوج «منى»، يؤكد أن الشوارع أصبحت مرعبة، والأمان اختفى، والحكومة حتى الآن لم تعلن سببا واضحا حول أسباب الحادث، ويقول: «كلنا نجزم أنه انفجار قنبلة وضعها مجهولون».

 

وبالاقتراب من سيدة مُسنة تُدعى بدرية حميد، وبسؤالها عن عمرها، قالت: «زى ما تعد يا ابنى، 70 أو 75 مش هتفرق»، وبينما كانت آثار إصابتها في القدم والساق واضحة على كلامها، تعلو بصوتها بالبكاء على نجلتها المُصابة منى محمود محمد قطب «أم عبدالله، كما يناديها الناس»، التي ترقد بغرفة مجاورة لها، والتى تعمل برفقة زوجها، حارسة للعقار محل الحادث.

 

تقول «بدرية» إنها من مركز أبشواى بمحافظة الفيوم، وجاءت إلى نجلتها منى للاطمئنان عليها، وقضاء يومين معها، وبعد خروج زوج نجلتها برفقة أولاده دعاء وسارة وعبدالله، وبينما كانت هي ونجلتها تعدان وجبة الغداء بحجرة بالطابق الأرضى، حدث الانفجار، وتطايرت كل مكونات الطعام في وجهيهما، وسقط أثاث الحجرة فوق رأسيهما.

 

 

 

«آثار الدماء كانت تلطخ الجلباب الذي يرتديه، ولايزال يردد اسم (حبيبة) ابنته».. هكذا كان حال أبوبكر محمود، العامل، أحد المصابين، الذي أفاد بأنه كان برفقة نجلته 3 سنوات، لدى عيادة الدكتور عادل، أخصائى الأطفال، بذات العقار محل الانفجار بالطابق الأول، وإذ فجأة وقعت فوق رأسه حطام الحوائط، لكنّه يحمد ربنا على حال طفلته، بعد أن نجت من الموت، وحتى بعد إصابته حرص على إخراجها وإيداعها بسيارته الملاكى حتى وصول أحد أقربائهم لتوصيلها إلى منزله بمنطقة المريوطية.

 

يروى «أبوبكر»، المُصاب بشظايا في الصدر، والرأس، وكسر بالذراع اليسرى، أن نجوى محمد السيد، عمرها قرابة 40 عامًا، التي لقيت مصرعها في الحادث، كانت بعيادة أحد الأطباء بذات المبنى السكنى، حيث شاهدها، جثة هامدة، والناس تحملها، فور الانفجار.

 

وأمام ثلاجة الموتى بالمستشفى، تجمهر أهالى الضحايا، وقال نجل «نجوى»، إن أمه ماتت غدرًا، وإن ما حدث هو انفجار قنبلة، وليس تسريبًا للغاز.

 

أما شقيقة الضحية هدى حسين عبدربه، 46 عامًا، قالت وهى تصرخ، وتردد بكلمات متداخلة: «أختى بائعة خبز، وكانت تجلس أسفل العمارة السكنية التي تعرضت للانفجار وماتت في مكانها بعد سقوط الحطام عليها»، مضيفة وهى تشق هدومها: «مش عاوزين تعويضات عاوزين حقهم، ماتت أختى في انفجار قنبلة، وبيقولوا لنا دا تسريب غاز»، ثم تعرضت للإغماء.

 

 

 

بجانب الضحيتين، مات نائب رئيس هيئة قضايا الدولة داخل غرفة العناية المركزة بالطابق الأول من المستشفى بعد وصوله إليه بـ3 ساعات، وتحدثت «المصرى اليوم» مع نجله الأصغر «عبدالرحمن»، الذي قال: «بابا كان بياخدنى من الحضانة بالقرب من شارع فيصل، وإحنا راجعين البيت، وقع على الأرض، والحاجات وقعت فوق منه، وبس»، بينما قال زملاء والده، إن القاضى يعمل في دولة الكويت بعد إعارته، ونزل إلى البلاد في زيارة عاجلة لقضاء بعض الوقت مع أسرته، وبكوا جميعًا أمام غرفة العناية المركزة، فور تلقيهم نبأ وفاته من الأطباء، إثر إصابته بنزيف في البطن والمخ.