ارتفاع جنوني في أسعار اللحوم قبل شهر رمضان

مع اقتراب حلول شهر رمضان، سرعان ما تفاقمت أزمة اللحوم من جديد، تلك الازمة التي تتكرر سنويا، حيث واصلت الاسعار ارتفاعها الجنوني، حيث تباع بسعر 55 جنيه للكيلو علي الاقل في مناطق غلي ان يتعدي سعرها 80جنيه في مناطق أخري .لذا قامت النهار بالبحث في تلك المشكلة لمعرفة أسباب تكرارها وسبل التغلب عليها ومنعها، لاسيما وان هناك حلول بديلة للأزمة باتت تؤرق مصر طوال الوقت, بينما تزداد وطأتها مع قدوم شهر رمضان, حيث يتوقع الخبراء مزيدا من التفاقم, خاصة مع ارتفاع أسعار الأعلاف.فلول النظام وراء الازمةفي البداية أرجع الدكتور حمدي عبد العظيم خبير الاقتصاد السبب وراء تلك الأزمة، إلي فلول النظام السابق، لاسيما بعدما اتخذ أمين أباظه وزير الزراعة السابق قرار باستيراد اللحوم غير صالحة من الهند، الامر الذي ساهم في ارتفاع اسعار اللحوم محلياً لاسيما وان اللحوم الهندية، لم تجد اقبالا من المواطنين ، وتحملت الحكومة المصرية في النهاية تكلفة الاستيراد.وأعرب عبد العطيم عن قلقه من سياسة الدكتور أيمن أبو حدبد وزبر الزراعة، لاسيما وانه فتح أيضاً الباب أمام الاستيراد إلي أن وصل حجم الاستيراد إلي 6 ألاف طن شهرياً ، ومع لك يواصل سيناريو ارتفاع الاسعار أزمته.تحسين السلالة هو الحلبينما يري خالد عصام خبير اقتصادي أن مسلسل ارتفاع اسعار اللحوم هو سيناريو يتكرر سنوياً لاسيما بعد كافة القرارات بشأن استيراد اللحوم من أسواق أثيوبيا والسودان ، مشيراً إلي انه لا يمانع الاستيراد من الخارج ولكن بشرط أن يكون استيراد اللحوم الحية وليست المذبوحة لعدم وجود مذابح جاهزة أو مطابقة للمواصفات والشروط العالمية هناك, كما أن هذه الرؤوس الحية يجب بعد التأكد من سلامتها أن يتم ذبحها في المحافظات, خاصة أن المستهلك المصري يفضل اللحوم الطازجة.وقدم عصام اقتراحاً للحكومة المصرية في التغلب علي تلك الأزمة، من خلال ان تضع الحكومة المصرية ضوابط معينة تسعي من خلالها ان تحقق التحسين في السلاله المصرية لاسيما وان السلالة البلدي تفتقر الكثير في حجمها وألبانها الأمر الذي يجعل مصر تفتقر االكثير في سوق اللحوم ويضطرها للاستيراد من الخارج.سياسة التلقيح الصناعي للمواشيبينما يري حسن خليل مسئول بالهيئة العمة للخدمات البيطرية أنه لابد من تفعيل المشروع المصري الأسباني للتلقيح الصناعي الذي تم تنفيذه في6 محافظات وهي المنيا ـ أسيوط ـ سوهاج ـ قنا ـ الأقصر ـ أسوان, الأمر الذي سيساهم في زيادة الاعداد من المواشي والابقار وسيقضي علي سياسة الاستيراد من اثيبوبيا والسودان وغيرها من البلدان التي تجعل الحكومةالمصرية تدفع الكثير.وأضاف خليل أن الحكومة المصرية يجب ان تضع ضوابط وحلول تسعي من خلالها إلي تحسين السلاله المصرية ، وتشجيع المربين علي الاتجاه لممارسة التلقيح الصناعي للمواشي ، الامر الذي سيساهم في التغلب علي تلك الازمة السنوية، محذرا من سياسة الانكماش في عمليات الاستيراد ووضع العراقيل والقيود غير المبررة في ظل وجود جهاز رقابي قوي علي اللحوم المستوردة, الأمر الذي أدي إلي عدم دخول لحوم مستوردة منذ بداية العام حتي الآن.ارتفاع أسعار الأعلافبينما يري محمود الغمراوي مربي مواشي أن السبب وراء تفاقم الازمة سنويا يعود إلي ارتفاع أسعار الأعلاف الامر الذي يجعل المربي يشعر بحالة من الملل أثناء تربيته للمواشي، ويحيل دون أهميه عن تربية المواشي إلي تجارة اخري، لاسيما وان أسعار الأعلاف شهدت زيادة بشكل ملحوظ تسببت فى خسائر كبيرة للمربين، لافتا إلى أن سعر طن الذرة ارتفع بمعدل 1000 جنيه، مقارنة بأسعارها خلال الفترة الحالية من العام السابق، حيث زاد سعر الطن من 1300 جنيه سعر العام الماضى إلى 2300 جنيه سعر الطن الأيام الحالية، بينما ارتفعت أسعار الصويا من 2300 جنيه لطن الواحد سعر العام الماضى، إلى 2850 جنيها.وأضاف الغمراوي أن أسعار اللحوم البلدية مرشحة للتصاعد على خلفية تناقص الإنتاج المحلى، مقارنة بالاستهلاك، وعدم وجود خطط واستراتيجية إنتاجية للثروة الحيوانية.وأوضح أن هناك توقعات مؤكدة بارتفاع أسعار الأعلاف الفترة المقبلة، لاسيما وأن ارتفاع أسعار القمح يعنى زيادات مقبلة لأسعار باقى الحبوب المستخدمة فى إنتاج الأعلاف.وطالب الغمراوي الحكومة المصرية بضرورة فرض رقابة مشددة علي سوق الاعلاف السبب وراء ازمة اللحوم، مشيراً إلي أنه إذا تم التغلب علي تلك الأزمة سيتم القضاء نهائيا علي أزمة اللحوم ومنع تكرارها نهائياً