النهار
السبت 5 أكتوبر 2024 10:52 صـ 2 ربيع آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

أهم الأخبار

الإخوان تواجه تمرد الشباب برسالة محمد بديع

 

فى أول تدخل فعلى من التنظيم الدولى لجماعة الإخوان، للسيطرة على حالة التمرد التى يقودها شباب الجماعة ضد قيادات مكتب الإرشاد القديم، بث المركز الإعلامى لجماعة الإخوان فى لندن، التابع للتنظيم الدولى، رسالة لمرشد عام الإخوان محمد بديع تحت مسمى "الإخوان فى مواجهة العنف"، فى الوقت الذى قال فيه خبراء "إن هذه الرسالة تعد إعلانًا من التنظيم الدولى أنه ما زال متمسكا ببديع وقياداته القديمة".

بديع يزعم عدم تبنى الإخوان للعنف وقال بديع فى رسالته "العنف فى الكلام مرفوض؛ حيث إن لين الكلام وإطعام الطعام والصلاة بالليل والناس نيام هى مفاتيح الجنَّة"- على حد قول بديع فى رسالته – وزعم بديع أن الإخوان سارت على هذا النهج فى هذا العصر، كما زعم أن الإخوان تسعى فى خدمة الناس كل الناس، وأسلوبها "لين فى غير ضعف وقوة فى غير عنف".

وتابع بديع: "كم حاول المتحمِّسون والمتعجِّلون اعتساف الطريق واستخدام العنف لسرعة الإنجاز، فوقف لهم البنا فى حَزمٍ وعَزمٍ مع الهداية والإشفاق". واستطرد: "كم واجهت دعوة الإخوان من عداوات ومكر، وحروب ومكائد، وظلم ومؤامرات وصل إلى حد القتل والتعذيب والسجن والاضطهاد لعشرات السنين، ما دفعها ذلك إلى ردّ العنف بالعنف، أو ردّ الإساءة بالإساءة". وذكر بديع بعض المواقف للمرشد الثانى لجماعة الإخوان، قائلا: "كانت الوقفة الحاسمة للمرشد الثانى حسن الهضيبى، حينما أصدر كتابه "دعاة لا قضاة"؛ ليحدد معالم الحق بعيدًا عن ضغط الواقع وانفعال المظلومين الغاضبين". ناقض بديع نفسه خلال الرسالة، ففى الوقت الذى تدعو فيه الجماعة للتصعيد، وترفض دعوات التهدئة، قال مرشد الإخوان فى رسالته: "ينبغى أن ندرك أن الحوار والمشاركة، والنظر إلى حاضر الأمة ومستقبلها، وتوحيد الجهود هو السبيل للبناء والنهضة، أما استخدام العنف والكيد والمؤامرات لن يحقق أهداف الدعوة". الإخوان تخشى انهيار التنظيم على صخرة العنف من جانبه قال أحمد بان، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن رسالة بديع فى ذلك التوقيت على موقع التنظيم الدولى هو أمر طبيعى لأنه مازالت المجموعة القديمة تسيطر على التنظيم الدولى عبر إبراهيم منير المسؤول عن تلك النشرة لذا من الطبيعى أن يردد عبرها مفردات فريقه والأمر فى إطار صراع الشرعيات الآن داخل الجماعة بين المجموعتين. وأضاف "بان" لـ"اليوم السابع" أن هذه المجموعة تخشى انهيار التنظيم على صخرة العنف بعد عقود من البقاء فى ظل حكومات متوالية بفعل النهج البراجماتى الذى لازال يميز تلك المجموعة أما أن البنا فكان يؤمن بالعنف المؤجل حيث كان يقول سنستخدم القوة حيث لا يجدى غيرها وقال أيضا ويوم يكون منكم ثلاثمائة كتية قد أعدت نفسها فمرونى أن أخوض بكم لجج البحار وأن أقتحم بكم كل عنيد جبار فإنى فاعل إن شاء الله، فالرجل كان صريحًا فى إيمانه بجدوى العنف ولكن حين تتوفر ظروفه وأدواته. وأوضح "بان" أن البنا هو أصل الخلاف بين المجموعتين ما هى نسبة العنف المناسبة فقط وهل الظرف يسمح أم لا، فالمسألة فى حقيقتها خلاف بين تيارى عنف حول الفاعلية والسياق ليس أكثر لكن كل تنظيم يقوم خارج سلطة القانون ويخضع سلوكه للسرية ويدين أعضاءه بالسمع والطاعة لقيادة تخطئ وتصيب هو تنظيم إرهابى وإن لم يمارس العنف. غير قادرين على السيطرة على شبابهم فيما قال طارق أبو السعد، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن دعوات عدم العنف تتناقض بشكل كبير عن الواقع الذى يعيشه شباب الإخوان، والعنف الذى أعلنوا عنه صراحة. وأضاف أن التنظيم الدولى يرى أن الإعلان عن العنف صراحة هو كارثة للجماعة ستعصف بها، لأنها لا يمكن أن تواجه دولة، كما أنها فقدت السيطرة على شبابها.