النهار
الثلاثاء 24 ديسمبر 2024 04:25 صـ 23 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

حوارات

سامح شكرى.. المكوك

أظهر نجاح زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى كل من ألمانيا والمجر، مدى التقدم الذى أحرزته الخارجية المصرية فى الوصول إلى دول العالم وخاصة الدول الغربية والأوروبية وتوضيح وجهة النظر المصرية إليهم..

كما كشف الاستقبال الحافل للرئيس فى ألمانيا من كل من الرئيس والمستشارة الألمانية، وكذلك اعتبار المجر زيارة السيسى ليست مجرد زيارة رئيس دولة بل هى "زيارة دولة"، النقاب عن الجهود الدبلوماسية الفائقة التى قامت بها الخارجية المصرية فى العام الأخير.. وهو الأمر الذى جعلنا نخصص الموضوع التالى لقائد سفينة الدبلوماسية المصرية، السفير سامح شكرى وزير الخارجية

مدافع عن الحقوق العربية

وتعرف الدبلوماسية العالمية عن "شكري" أنه يتميز بـ"القوة والصلابة" فى الدفاع عن الحقوق المصرية والعربية وبخاصة القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وتصديه لحملة قادتها منظمات غير حكومية حاولت من خلالها ربط الإسلام بانتهاكات حقوق الإنسان، حيث أعلن بشكل قاطع أن الإسلام لن يتم تشويهه، وهو ما كان سببا فى قلق الإدارة الأمريكية من قرار تعيينه وزيرا للخارجية المصرية العام الماضي، بسبب هجومه الحاد فى كثير من الأحيان عليها وعلى طبيعة تعاملها مع الأحداث، ووفقا لما تم تسريبه فى مارس 2011، من خلال برقية دبلوماسية أمريكية حصل عليها موقع "ويكيليكس" ، أعربت عن قلق الولايات المتحدة الأمريكية من صلابة السفير المصرى "سامح شكري" بواشنطن سابقا ومواقفه الهجومية ضد السياسات الأمريكية.

وأظهرت البرقية مثالًا على تصرفات شكرى بسردها لمداخلته فى مارس 2008 فى جلسة مجلس حقوق الإنسان التى أكد خلالها أن هناك مقاومة فلسطينية تقاتل محتلا أجنبيا لأرضها وأن ما تفعله هو دفاع مشروع عن النفس، وأن تلك المداخلة كانت أثناء انخراط الحكومة المصرية فى جهود السلام فى الشرق الأوسط، إلا أن شكرى تجاهل ذلك ولم يتطرق له فى كلمته.

مداخلة شكرى أدهشت الدبلوماسيين الأمريكيين فى جنيف، لأنها جاءت بعد أيام من تصريح وزير الخارجية المصرى بأن على الفصائل الفلسطينية ضبط النفس لتجنب الإضرار بعملية السلام.

دبلوماسى من طراز رفيع

نجح السفير سامح شكرى خلال عام واحد من توليه حقيبة الخارجية، فى إعادة علاقات مصر الطبيعية بكل دول العالم، باستثناء الدول المعادية عداء صريحا لمصر مثل تركيا وقطر، وهو ما ظهر جليا فى الاستقبال الحافل الذى يحظى به الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية عند زيارته لأى دولة فى العالم سواء كانت عربية أو أوروبية أو حتى آسيوية.

وأكد شكرى أننا نهتم بالدول التى تهتم بنا وحريصة على توثيق العلاقة معنا، ومنفتحون على كل دول العالم، ونسعى لتوثيقها وتدعيمها، ومصر دولة كبيرة ودوائرها كثيرة ومتقاطعة، ونعمل على كل الساحات التى تعود بالنفع على المواطن المصرى. وحول زيارة برلين، أولى محطات جولة الرئيس فى أوربا، أكد "شكرى" تقدير مصر لمكانة ألمانيا الكبيرة فى الساحة الأوروبية، وتأثيرها على سياسات الاتحاد الأوروبى، لذلك كان من المهم تدعيم العلاقات معها، وجاءت زيارة الرئيس لها فى توقيت مهم لإحباط المحاولات التى تبذلها الجماعات التى تريد إحراج مصر للنفاذ السياسى إلى تنظيمات الدولة الألمانية وتشويه صورة مصر، كما كان من المهم أن يطرح رؤيته والحرص على تحسين العلاقات، الأمر الذى كان متبادلا من قبل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، حيث تمت المباحثات فى أجواء بها الكثير من الشفافية والمصارحة والإيجابية، وعكست رغبة حقيقية واستيعابا لأهمية أن تكون مصر على الساحة الدولية وعنصرا داعما للاستقرار الإقليمى والدولى.

 وشدد على أن المباحثات فى برلين أكدت أن هناك تقديرا ألمانيا لمصر.

وأضاف "بدون شك الزيارة ستنقل العلاقات إلى مرتبة جديدة بعد التفاعلات التى أعقبت ثورة الثلاثين من يونيو، والتحفظ الذى أبدته ألمانيا تجاهها، وخطوة كبيرة لأن تعود العلاقات إلى طبيعتها القوية والمتينة، رغم أنه مازالت هناك وجهات نظر متباينة، ولكن هذا أمر طبيعى فى العلاقات الدولية ولنا وجهات نظر تختلف مع العديد من الدول الصديقة، وذلك لا يؤثر على مسارات العلاقات وطبيعتها".

كما كشفت نتائج المؤتمر الاقتصادى الذى انعقد فى شرم الشيخ منذ شهور قليلة، مدى الجهد المبذول من وزارة الخارجية فى إحياء علاقات مصر بدول العالم وخاصة الدول العربية، والدول الكبري، وهو ما أثر إيجابيا على أرقام الاستثمارات التى تعهدت دول العالم بضخها فى مصر.

وأيضا استطاعت الخارجية المصرية فى عهد سامح شكرى تخفيف حدة التوتر الذى ساد العلاقات المصرية الإثيوبية خلال الأعوام الماضية، بعد إعلان إثيوبيا بدء العمل فى سد النهضة، حيث استطاعت الدبلوماسية المصرية، إعادة حبال الود مرة أخرى مع دولة منبع النيل، للعمل على الوصول لحلول ترضى جميع الأطراف، وبما لا يمس حقوق الدول ولا سيادتها.

وفى نفس الوقت تمكنت الخارجية من إعادة مصر مرة أخرى إلى إفريقيا بعد سنوات طويلة من الابتعاد عن دول هى من الأهمية الاستراتيجية بمكان بالنسبة لمصر، خاصة أن هذه الدول بعد ابتعاد مصر، كانت قد بدأت ترتمى فى أحضان إسرائيل، وهو ما ينعكس بالسلب على مصر على المدى الطويل.

ضد تقسيم ليبيا

دعا وزير الخارجية سامح شكرى القبائل الليبية إلى التوحد ونبذ الفرقة لمواجهة "الإرهاب" المنتشر فى ليبيا.

وأكد شكري، خلال افتتاح مؤتمر القبائل الليبية بالقاهرة، أن "مصر لن تتوانى فى دعم الأشقاء الليبيين حتى يصلوا إلى بر الأمان".

 وتابع "استضفنا اجتماعا فى أكتوبر الماضى لمسنا خلاله دور القبائل، لذلك دعونا إلى هذا المؤتمر لاستثمار هذا الدور.. نحن نثق فى أن الليبيين سوف يستثمرون هذا المحفل للخروج من المأزق والخروج بخطوات بناءة لدولة حديثة خالية من الإرهاب الذى يهدد ليبيا". وأضاف شكرى أن مصر تتطلع إلى تحقيق الاستقرار فى ليبيا وممارسة دور مجتمعى لترك السلاح والعمل من أجل بناء الدولة الليبية، موضحاً أن علاقة مصر وليبيا ليست مجرد موقع جغرافى فحسب بل بينهما روابط تاريخية.

 وتشهد ليبيا حالة من الاقتتال بين فصائل مختلفة مما أدى لانتشار الفوضى والانفلات الأمنى بها بعد مرور نحو أربع سنوات على سقوط معمر القذافي،  وتتنافس حكومتان تدعمهما ميليشيات مختلفة على السيطرة.

الوضع السوري

 

أكد سامح شكرى، وزير الخارجية أن مصر تزكى الحل السياسى فى سوريا ودور المبعوث الأممى وتنسق مع جميع الأطراف للخروج من هذه الأزمة فى ظل الصراع العسكرى المعقد جدًا بين النظام والمعارضة الوطنية والجهات المسلحة، موضحًا أن السياسة الخارجية المصرية ليست متحفظة ولكنها متأنية وتعطى الأمور الاهتمام الذى تستوجبه.

وأوضح الوزير المصرى فى مقابلة ببرنامج "بصراحة" مع زينة يازجى عبر فضائية "سكاى نيوز عربية"، أن مؤتمر جنيف ١ لم يفشل ولكن لا يمكن فرضه بدون إرادة الأطراف، فالفشل هو أن الأطراف السورية ما زالت تؤمن بالحل العسكرى، بالرغم من أن الخمس سنوات الماضية أثبتت أنه لا يمكن لأى طرف إنهاء الأزمة السورية بالوسائل العسكرية.

كما أكد شكري، أن الوضع فى سوريا بحاجة إلى حل سريع وتضافر الجهود للتوصل إلى حل سياسى يجنب الشعب السورى التدمير.

وقال شكري، فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، على هامش أعمال المؤتمر الدولى الثالث للمانحين لدعم الوضع الإنسانى فى سوريا، إن وضع اللاجئين والنازحين السوريين صعب للغاية، مشيرا إلى أن نصف الشعب السورى أصبح مشردا ولا بد من توفير كل وسائل الدعم لهم.

وأضاف أن مصر تستضيف ما يزيد على 400 ألف من الإخوة السوريين يعيشون بين إخوتهم المصريين، ويتمتعون بكل ما يتمتع به المواطن المصري، انطلاقا من مسئولية مصر دائما بالتضامن مع الأشقاء العرب، مؤكدا أن هناك مسئولية تقع على الدول المانحة لكى توفر الدعم ليس فقط لمصر، وإنما أيضا للدول التى تستضيف اللاجئين السوريين بأعداد كبيرة مثل الأردن ولبنان، حتى تستطيع الاستمرار فى توفير الخدمات للأشقاء السوريين.