النهار
السبت 26 أكتوبر 2024 11:31 مـ 23 ربيع آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

تقارير ومتابعات

مؤتمر بمجمع دمنهور الثقافي لتطوير جماعة الأخوان المسلمين

البحيرة- فايزة فهميأكد محمد سويدان مسئول المكتب الإداري للإخوان المسلمين بمحافظة البحيرة أن التطوير سنة من السنن الكونية وانه واجب علينا بعد هذا الانفتاح والقدر المناسب من الحرية أن يتم التطوير في آليات العملمطالبا جموع الإخوان بالعمل على تقديم كافة المقترحات والتوصيات العملية من اجل العمل على تحقيقها وتكون سنة حسنة تصب في تطوير كيان الإخوان وتكون في ميزان حسنات كل أخ يتم العمل بمقترحه ، داعيا الله أن يوفق م. خيرت الشاطر ومعاونيه في مشروع تطوير الجماعة وان يرزقهم الهداية والرشاد والتوفيق.جاء ذلك خلال مؤتمر مشروع تطوير جماعة الإخوان المسلمين والذي عقد عصر أمس الثلاثاء بمجمع دمنهور الثقافي بالمسرح الكبير وسط حضور المئات من أعضاء جماعة الإخوان رجال ونساء وشباب والذي استمر اللقاء لخمس ساعات متواصلةومن جانبه أكد د. محمد جمال حشمت عضو مجلس شورى الإخوان وعضو المكتب الإداري لإخوان البحيرة على أن مثل هذه اللقاءات بداية جيدة للتواصل بين قواعد الجماعة وقيادتها وتسبب في حالة من الارتياح لدى شباب الإخوان ونأمل أن يتم التطوير داخل الجماعة بداية من الفرد حتى الانفتاح على المجتمع مرورا بالمناهج واللوائح والهياكل إن احتاج الأمر .و اتفق م. خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين مع سويدان في أن التطوير سنة من سنن الحياة وانه ليس من المنطقي أن تتغير وتتبدل الأحوال وتبقى الأمور جامدة و بها شكل روتيني ، مشيرا إلى أن التطوير من ثقافتنا الإسلامية وانه يجب على الإنسان أن يوفق أوضاعه طبقا للتعديلات الحديثة ، وأضاف أن الحكمة ضالة المؤمن فمسألة التطوير وتحسين العمل على مستوى الجماعة أو أداء الأفراد والبحث عن الأفضل أمر ضروري وملح في كل وقت وحين .وعن علاقته بدمنهور أوضح الشاطر أنه يربطه بها ارتباط قديم فلقد تأثرت وتعلمت في بداية رحلتي مع جماعة الإخوان على يد الأستاذ الراحل محمد الدسوقي بقنينة كما شرفت بالعمل في أول لجنة مخيمات مركزية وحضرت أول اجتماع لقسم التربية حضور الأستاذ السيد دسوقي رحمه الله كما تعلمت على يد الحاج محمد عبد الفتاح شريف والكثير من أساتذة البحيرة .وعن ملف تطوير جماعة الإخوان المسلمين أكد الشاطر أن هدف الملف العمل على التقوية والتطوير تقوية القائم وتطوير ما يلح تطويره لمواكبة الأوضاع الحالية كما أكد أن التطوير المنشود في الإخوان هو واجب تفرضه المرحلة التي تعيشها الجماعة بشكل خاص ومصر بشكل عام مشيرًا إلى أن تطوير العمل الإخوانى لا بد معه من تغيير ثقافات الإخوان في التعامل مع الآخر وأضاف أن الإخوان يسعون للخروج من حالة الانغلاق التي عاشوا فيها 20 عامًا نتيجة ممارسات الدولة ضدهم وأن هذا يتطلب تحفيز أفراد الجماعة على البحث على أفضل الوسائل للتطوير داعيًا كل فرد إلى بذل الجهد في تقديم مقترحاته .وأوضح الشاطر على أن هناك 6 مهام إستراتيجية ملقاة على عاتقنا في هذه المرحلة الأولى هي المساهمة في بناء نهضة مصر على أساس المرجعية الإسلامية مشيرا إلى أن هذه هي مهمتنا الأساسية وان إنشاء جماعة الإخوان المسلمين من الأساس لبناء نهضة الأمة من جديد وإعادة تنظيم حياتنا على مفهوم الإسلام الشامل وأداتنا في بناء النهضة جماعة الأخوان المسلمين .وأوضح أن جماعة الإخوان المسلمين هذا هدف من أهدافها أن تبنى مصر ولكن تغييبنا عن الساحة منذ عام 1954 فكنا إما مطاردين أو مساجين ، موضحا أن الفترة من 1975 وحتى عام 1990 كانت جهود الإخوان مركزة نحو بناء الجماعة أولا حتى نستطيع بعد إعداد الكيان أن نستطيع العمل وسط المجتمع المصر بما يحقق أماله ويحقق النهضة لمصر ، وأضاف انه بعد عام 1990 ركزت الجماعة المساحة الكبيرة التي تصل إلى 60 % أو 70% من عمل الجماعة وجهودها نحو المجتمع من اجل البناء والنهضة ووقتها بدء النظام البائد حملته للتضييق على الجماعة وتم ذلك على 3 محاور محور قمعي باعتقالات ومحاكمات عسكرية والمحور الأخر إغلاق البيئة الخارجية عنا وتزوير كافة الانتخابات وإغلاق مدارس الإخوان والمحور الثالث تخويف الناس من الإخوان و نشاطاتهم ولكن الجماعة صمدت أمام هذه الحملة .وكشف الشاطر على أن هذه الحملة أصابت الجماعة بمشكلتين هما الأولى : التأخر في بناء نهضة مصر والأمة وفق المرجعية الإسلامية والثانية مشكلات إدارية ظهرت في جسد الجماعة الداخلية ومنها الانغلاق ، والانكفاء على الذات ، وقصور بالمناهج ، والإستراتيجيات واللوائح ، وأوضح أن كل ذلك أثر على أفراد الصف في إيجاد رؤية موحدة وتوافق بين أفراد الصف .وشدد الشاطر على أن بناء النهضة ليس مشكلة الإخوان فقط بل وكل الأمة يجب أن تكون شريكة فيه وعلينا أن نفرق بين دور الحكومة ودور الشعب في النهضة وأنها تشمل قطاع الأهلي والقطاع الخاص والقطاع الحكومي.وعن المهمة الثانية وهى الحفاظ على قدر مناسب من حيوية الثورة وتعظيم نتائجها بأنه يجب أن يكون لدينا القدرة على الضغط على كل من تسول له نفسه أن ينحرف بإرادة هذه الدولة عن الطريق الصحيح ، مشددا على أنه لابد من توفير البيئة المناسبة لنا ولغيرنا لبناء مصر وأنه لابد من استمرار القدرة على الحشد فإذا كان القائم على الدولة يسير في الطريق الصحيح الذي يرضى الشعب المصري ويتمثل في تداول سلمي للسلطة ودستور معبر عن إرادة الأمة ومؤسسات دستورية قوية تمارس الرقابة مع استقلال السلطات عن بعضها واحترام حق الإنسان في حياة كريمة وقدر مناسب من الخدمات للمواطنين ، محذرا بأنه في حالة ظهور أي محاولة لسرقة مكتسبات هذه الثورة والانحراف عن الطريق الصحيح فالحشد ضمان للحصول على مكاسب الشعب ضد أي من أنحرف عن مطالب الثورة .وأكد الشاطر على أن الإخوان وغيرهم من الشرفاء يجب أن يعملوا على الترتيبات بالاستمرار في الحشد لتعظيم نتائج هذه الثورة ، مشددا على أن بناء حياة سياسية قوية هي ضمانة لبناء النهضة والتنمية في مصر .والمهمة الثالثة هي المساهمة في إيجاد تحالفات وأطر تنسيقية مع الشرفاء في هذا الوطن لتحقيق المهمة الأولى والثانية ، موضحا أن أعباء وأزمات الوطن لا تقوى الإخوان وحدها على حملها أو أي تيار أخر على كل المستويات مشددا على أننا ندرك أننا وحدنا لا يمكن أن نحقق هذه النهضة وحدنا وعلينا أن نعمل على تحقيق المهمة الثالثة مع الشرفاء في هذا الوطن حتى لو اختلفوا معنا في المرجعية .وأشار أننا من الممكن أن نكون ائتلاف أو تنسيق أو تحالف للمساعدة في الحفاظ على مكتسبات الثورة لشعب مصر ، وانه يجب علينا أن نفكر في المواطنين الشرفاء الغير مسيسين وتنمية روح العمل المجتمعي والشعبي للتحالف المشترك بيننا وبين الآخرين في تنمية البلد والحفاظ على حيوية الثورة ومصر .المهمة الرابعة هي بناء الحزب وأشار إلى انه يجب أن ندرس طريقة حركته في الشارع وكيف سينسق مع الآخرين وكيف نستثمر الإقبال المتوقع على عضويته ونوظفه التوظيف الأمثل .المهمة الخامسة عمل الترتيبات اللازمة للاستحقاقات السياسية الحالية ، والمهمة السادسة تطوير وتقوية العمل الإخوانى لمواجهة هذه الترتيبات مؤكدا على انه لكي نتعامل مع الملفات السابقة بشكل فعال يجب تطوير وتقوية الجماعة ، مشيرا إلى أننا عندما نتحدث عن التطوير فهو أمر هام وخطير على قدر المهام التي سيتعامل معها ذلك التطوير ، مشددا على ضرورة أن يكون التفكير والمقترحات على نفس القدر من الجدية .وأوضح الشاطر أن هناك ثوابت للعمل الإسلامي خارج دائرة التطوير، وتشمل المنهج الإخوانى الذي يتسع ليشكل كل مناحي الحياة بمرجعيته الإسلامية وخصائص ومقومات حددها الإمام البنا من خلال بناءين أحدهما نفسي ويشمل تطبيق مبادئ الإسلام على أفراد الجماعة، والآخر تنظيمي، ويشمل ربط الجماعة بقياداتها في ظل الثقة والطاعة والأخوة، وأشار إلى أن عملية التطوير عملية فنية، لها أصول ، فالترتيب أثناء عملية التطوير أمر لا بد منه ن وأوضح أن كافة الأطر الإخوانية الأخرى هي متغيرات تخضع للتطوير مثل الإستراتيجيات والمناهج ، الأطر التربوية ، واللوائح والقوانين المنظمة للجماعة ، مجالات الانفتاح الجديدة على المجتمع ، طرق التواصل ، الانتخابات وغيرها كثير وكل هذا خاضع للتطوير .وشدد نائب المرشد العام أن من سيطور هو كل أفراد الجماعة نساء ورجال وعلى كل المستويات والكل واجب عليه أن يشارك في التطوير والتقوية.وعن إعمال مبدأ الشورى في كل ما قدم من اقتراحات للتطوير أكد الشاطر أن الشورى ستجرى على القوانين المنظمة للعمل الجماعي أما الأجزاء الخاصة بتحسين العمل ولن يترتب عليه تغيير في الهياكل أو الإجراءات الإدارية سيتم تقديمها لكل قسم للعمل على تطبيقها والعمل بها .وعن المدى الزمني أكد الشاطر أننا قلنا أن التطوير قد يستغرق من 4 أشهر إلى 6 أشهر موضحا أنه هناك قضايا لا يمكن تأخيرها لحين الانتهاء من عملية التطوير فكان لزاما على الجماعة أن تشرع في تعديلها وقد تم في بعض القضايا والأمور .وقد شهد المؤتمر العديد من المداخلات من ممثلي المناطق المختلفة وممثلي الجان والأقسام بجماعة الإخوان بمحافظة البحيرة وقد تسلم م. خيرت جزء كبيرا من المقترحات المقدمة من الأفراد واللجان والمناطق لدعم عملية التطوير ، و أكد الشاطر على أن الفرصة سانحة لمدة شهر من خلال الهيكل الإداري للجماعة أو من خلال الموقع الإليكتروني الخاص بالتطوير أن استقبل اى مقترحات من الداخل أو الخارج مؤكدا على تلقيه العديد من المقترحات من خارج جماعة الإخوان وصلت له عبر الموقع والاميل الخاص وتم الأخذ بالمناسب والعديد منها مؤكدا على إننا نستفيد منها ولا إشكالية في ذلك .وطالب م. خيرت الشاطر أن يعكف كل أخ وكل أخت على التقدم بالمقترحات العملية والوسائل المعينة على تنفيذها من خلال نقاط عملية محددة تسهل اتخاذ القرار وان تكون المقترحات مقترحات عملية قابلة للتنفيذ والتطبيق لا توصيات عامة بلا رؤية للتنفيذ ، كما طالب أن يقوم كل فرد بوضع الجوانب السلبية والجوانب الإيجابية لكل مقترح يقدمه وأن يقوم بتحليل موضوعي لكل مقترح ، مشيرا إلى أن هذا سيساعد على الفرز والتقسيم السريع .وحذر الشاطر الشعب المصري من الغفلة أو الانسياق خلف حملات التشكيك التي تروج لها الوسائل الإعلامية التي يملكها رجال أعمال من مصلحتهم إثارة الفوضى وتفتيت المجتمع وإحباط مسيرة الثورة مطالبا الشعب والقوى الوطنية بالتكاتف من أجل استكمال مرحلة التطهير وبدء بناء الوطن على أسس سليمة و قوية للحيلولة من تمكين أعدائه في الداخل والخارج من النيل منه أو المساس بشعبه .وتحدث م.خيرت الشاطر حول شرعية جماعة الإخوان المسلمين وقانونيتها قائلا أن القوانين الحالية يصعب أن تستوعب الجماعة بشكلها الحالي وأن قانون الجمعيات الأهلية يعطى صلاحيات واسعة للوزير في حل مجلس إدارتها أو تعيين إشراف مالي وإداري عليها كما أن الهيكل الحالي للقانون يمنع العمل في الأنشطة المختلفة والعديدة للجماعة بل انه يجبر الجمعيات على اختيار أنشطة محددة للعمل بها ، فالقانون الحالي لا يعطي أي ضمانات وانه هناك ضرورة ملحة وطلب عام ليس من الأخوان وفقط في تعديل تشريعي لقوانين الهيئات والمؤسسات العامة ، وأوضح الشاطر أن أنشاء جمعية الإخوان المسلمين كان مستندا على دستور 1923 الذي كان يمنح الحق بتشكيل هيئات عامة فكانت هيئة إسلامية شاملة تحت اسم الإخوان المسلمين .وحول موقف الإخوان من انتخابات الرئاسة القادمة أكد م. خيرت الشاطر نائب المرشد العام أن الجماعة موقفها واضح أنها لن ترشح أحد منها لمنصب رئيس الجمهورية وأنها لن تدعم أي فرد خرج على قرار الجماعة ونحن هنا نتحدث عن مبدأ لا عن أشخاص نحترمهم ونقدرهم فهم إخوة لنا مشددا على أنه لا يوجد أي أزمات أو مواقف ضد أي فرد من أفراد الجماعة .وأكد الشاطر في ختام المؤتمر أن جماعة الإخوان تبحث عن مصلحة مصر وهي مقدمة على مصلحتها وأن قرار عدم الترشح للرئاسة من أجل مصلحة مصر .وانتهى المؤتمر الذي أستمر لخمس ساعات تخللها عرض العديد من الفيديوهات التي تحث على العمل والتطوير والثقة بالنفس كما تخللها أداء صلاة المغرب وعرض فيديو لرموز القوى السياسية بالبحيرة ورأيهم بجماعة الإخوان المسلمين وقرار إنشاء حزب الحرية والعدالة وما يأملون من تطوير في جماعة الإخوان المسلمين ، وختم المؤتمر بترديد نشيد لبيك إسلام البطولة وسط تشابك ايديى الحضور وترديدهم في حماسة للنشيد .