النهار
الثلاثاء 24 ديسمبر 2024 03:22 صـ 23 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

حوارات

محب الرافعى.. الوزير المُعلِّم

جاء الدكتور محب الرافعي، وزير التربية والتعليم، لمنصبه، ليعيد الأمل للمصريين فى تحديث عملية التعليم بمصر، وفى القضاء على الفساد الذى كان مستشريا فى جنبات الوزارة، وهو ما ظهر جليا عندما كان أول ظهور إعلامى له هو الإعلان عن نتيجة مسابقة الـ  30 ألف معلم، والتى انتظرتها آلاف الأسر، وعشرات الآلاف من الخريجين لسنوات طويلة.

ويعتبر اختيار الرئيس عبد الفتاح السيسى للدكتور محب الرافعي، بمثابة شهادة له بأنه الرجل المناسب لهذه المهمة الصعبة، لأنه فى الوقت الذى تحاول فيه القيادة السياسية، النهوض بمصر، من عثرتها، والقضاء على الفساد، وبناء الوطن من جديد على يد قيادات واعية ومتخصصة، فإنها تحتاج إلى أن تضع أفضل الكفاءات فى مقاعد القيادات لتستطيع تحقيق هذه الأهداف.

ولا شك أن الرافعى جدير بهذه الثقة فهو الذى تخرج فى كلية التربية جامعة الزقازيق عام 1981، ثم تدرج فى المناصب حتى شغل منصب رئيس الجهاز التنفيذى للهيئة العامة لتعليم الكبار، وتتمثل خبراته الإدارية فى شغل منصب مستشار تطوير التعليم والدراسات العليا لكليات البنات بالمملكة العربية السعودية، فى الفترة من 1995 إلى 2003، ومستشار إعداد الدراسات الخاصة بافتتاح الأقسام والكليات الجديدة بالمجلس العلمى لكليات البنات من 1995 إلى 2003، كما عمل خبير إعداد البرامج والدورات التدريبية وتنفيذها بالمشاركة مع هيئة المعونة الدنماركية (دانيدا) فى 2008، ومشروع التنمية الحضارية والحقوق البيئية التابع للاتحاد الأوروبى خلال عامى 2011 و2012.

                 

 

واستدل المتابعون على رغبة الرافعى فى إحكام قبضته الحديدية للقضاء على تكتلات الفساد بالوزارة بقراره الخاص بإعادة اللواء حسام أبو المجد، رجل المخابرات العامة السابق وصاحب واقعة ضبط 50 ألف جنيه بمكتب محمد السيد مدير الشئون القانونية بالمعاهد لتولى رئاسة قطاع المكتب الفنى للوزير مجددا مما أثار حالة من الرعب داخل تكتلات الفساد بالوزارة.

وكان الدكتور أحمد زكى بدر، وزير التربية والتعليم الأسبق، أول من استعان باللواء أبو المجد فى الوزارة، بعد انتدابه من جهاز المخابرات العامة، لتولى مهام قيادة الإدارة المركزية للأمن، خلال عام 2011، … وكان أبو المجد هو صاحب واقعة ضبط مبلغ 50 ألف جنيه فى مكتب مديرى الشئون القانونية للمعاهد محمد السيد وجمال عبدالفتاح والتى على خلفيتها تم استبعاد محمد السيد وجمال عبدالفتاح وإنهاء انتدابهما وعودتهما إلى مدارس بورسعيد القومية بالزمالك حتى أعادهما محمد هشام رئيس جمعية المعاهد ورئيس مجلس إدارة مدارس بورسعيد فى ذات الوقت ….

وكان الوزير إبراهيم غنيم وزير التعليم فى عهد الإخوان قد أنهى انتداب اللواء حسام أبو المجد، ونقله إلى موقع آخر غير أن أبو المجد استقال حتى أعاده الرافعى بديلا لمحمد عبدالله مدير مكتب الوزير.

 

 

وبدأت فى الخفاء حرب تكسير عظام ضد الدكتور محب الرافعى وزير التربية والتعليم واللواء حسام أبو المجد مدير المكتب الفنى للوزير، وهى الحرب التى تقودها مافيا ديوان عام الوزارة الذين كان لديهم قنوات مفتوحة مع بارونات المدارس الخاصة وعصابة المعاهد القومية والذين كانوا يستفيدون من الفساد المستشرى فى منظومة التعليم الخاص والقوميات وتحويل مدارس المعاهد القومية إلى سبوبة.

أسماء قادة حرب تكسير العظام ومحاولات الإطاحة بالوزير واللواء حسام أبو المجد معروفة بالاسم … والهدف معروف وأسباب الحرب معروفة .. فالوزير أطاح بالعصابة التى كانت تسير أمور الوزارة.

أدوات حرب تكسير العظام وإعادة الهيمنة تتم من خلال حملة إعلامية مغرضة فى بعض الصحف ضد الرافعى ومدير المكتب الفنى وأخبار مدسوسة لإظهار فشل الوزير الجديد وإثارة غضب المعلمين ضد الوزير … فى محاولة مكشوفة للهيمنة على مقاليد الأمور للحفاظ على سبوبة المافيا والعصابة، إلا أن الرافعى يقف لهم بالمرصاد.

 

 

قال الدكتور محب الرافعى، وزير التربية والتعليم، تعليقا على واقعة حرق الكتب بمدرسة فضل الحديثة إن الدكتورة بثينة كشك مديرة مديرية التعليم بالجيزة، كانت نيتها سليمة، ولم يكن بقصدها شىء من عملية حرق الكتب.

واعترض وزير التربية والتعليم على موقف حرق الكتب، قائلاً: "أنا ضده، وأنا لم أقرر حرق الكتب أو عدمه"، مضيفًا خلال كلمته بلقائه أعضاء نقابة المعلمين أنه لا توجد لجنة بالوزارة أوصت بحرق الكتب، ولكن حرق الكتب يعد تصرفا خاطئا إداريا.

 وأضاف وزير التربية والتعليم أن إحالة بثينة كشك للتحقيق لم يدنها بشىء، وأن التحقيق هى لغة التحاور والمناقشة فيما فعلته، ولم يصدر أى جزاء ضدها حتى الآن، قائلا إنها "قيادة كويسة وبتحارب الفساد ومن الناس اللى بحترمهم وأقدرها، وأن إحالتها للتحقيق يعد مبدأ قانونيا حتى يثبت براءتها أو إدانتها" مخاطبا المعلمين قائلا: "خلونا نعالج موضوعاتنا داخل بيتنا كمعلمين مع بعض".

وأشار وزير التربية والتعليم إلى أنه رفض إجراء مداخلة هاتفية تليفزيونية عما حدث عن حرق الكتب، احتراما للدكتورة بثينة كشك وقال: "منذ أن أتيت إلى الوزارة كتب على لسانى تصريحات كثيرة لم أقلها وبالتالى لا داعى أن نثير الموضوع إعلاميا".

 

 

فى موقف يدل على ما يتمتع به الدكتور محب الرافعى من نزاهة أعلن وزير التربية والتعليم إلغاء تكليف معاونى الوزير بعدما أثبتت التحقيقات أن هناك تلاعبا جرى فى مسابقة تعيينهم.

وقال الرافعي، فى تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط ،«أبطلنا قرارات تعيين معاونى الوزير لأن ما بنى على باطل فهو باطل».

وأضاف «تقدم متضررون ممن لم يتم اختيارهم فى وظيفة معاون الوزير بشكاوى كثيرة ومتعددة، يتضررون فيها من عدم اختيارهم وعندما بحثنا هذه الشكاوى وجدناها صحيحة».

وشدد الرافعى على ضرورة إعادة الحقوق لأصحابها حتى يشعر كل مواطن بأن هناك من يستمع إلى شكواه ويبحثها ويعيد له حقه إن ثبت أن له حقا.

وتساءل «كيف يتم اعتماد 400 درجة فى المقابلة الشخصية، بينما تم اعتماد مائة درجة فى امتحان التحريرى الذى يجب أن يكون عنصرا مهما فى عملية الاختيار فى كل الأحوال».

وتابع الوزير قائلا «سأعلن مرة أخرى عن مسابقة لتعيين معاونى الوزير ومن يرى فى نفسه أنه جدير بالمنصب وتنطبق عليه الشروط، فليتفضل بالترشح حتى لو كان المعاونون السابقون فنحن نتحرى سلامة وقانونية الإجراءات ولا نستهدف أحدا».

التربية ثم التعليم

وقال الدكتور محب الرافعى وزير التربية والتعليم، فى مؤتمر "التربية على قيم المواطنة العالمية" الذى أقيم منذ أيام تحت رعاية وزير التربية والتعليم و شيخ الأزهر ونظمته منظمة اليونسكو، بحضور الدكتورعباس شومان وكيل الأزهر الشريف نيابة عن شيخ الأزهر، والأنبا يوأنس نائبا عن البابا تواضروس، والدكتور حمد بن سيف الهمامى مدير مكتب اليونسكو الإقليمى للتربية،  إن التربية هى أساس بناء الوطن وشخصية المواطن، وهى التى تشكل وعى واتجاهات وقيم المواطن وتغرس فيه قيم المواطنة بمفهومها الإنسانى الواسع فى قلوب الجميع.

 وأشار الوزير، إلى أننا نحتاج اليوم فى مصر والوطن العربى والعالم إلى مواطنة إنسانية، عالمية تكسر جمود العنصرية البغيضة وتحرر الإنسان من قيودها التى تدعو إلى التمييز وعدم تقبل الآخر، مضيفا أننا نحتاج إلى هذه المواطنة فى عالم يموج بالتمييز والعنف وعدم تقبل الآخر، معتبرا أن المواطنة ليست مجرد كلمة تعنى الانتماء إلى الوطن، المواطنة مسئولية وشرف لايمكن بأى حال من الأحوال التهرب منها أو ادعاؤها دون تحمل ما تعنيه من معانى كاملة.

وأكد الوزير أن الولاء للوطن يعنى الولاء للأرض لتعميرها، وللقوم بالإحسان إليهم، وللقانون الالتزام به، وللسلطة بعدم الخروج عليها، وأننا لكى نكون مواطنين حقيقيين علينا أن نقوم بواجبنا اتجاه وطننا، ومن أولى تلك الواجبات الحفاظ على أمنه واستقراره ومكتسباته، علينا أن نثبت أننا نستحق هذا الوطن، وما فعله من أجلنا عبر عقود ممتدة من الزمن.

وأضاف الوزير أن الوطن العربى يحتاج أكثر من أى وقت مضى إلى جهودنا وعزئمنا، لإعادة بناء شخصية الإنسان العربى، وإعادة تشكيل ثقافته، بما يتواءم مع عادتنا وقيمنا وأخلاقنا من ناحية، وبما يتناسب مع مستجدات العصر الذى نعيشه وسيطرة العولمة عليه من ناحية أخرى.

وأضاف أن المواطنة تقتضى المسئولية، والمسئولية تقتضى الوطنية، والوطنية تقتضى العمل وإرضاء الضمير، مشيرا إلى أن المدرسة تنفرد عن غيرها بمسئولية كبيرة فى غرس الشعور بالمواطنة، وتشكيل شخصية المواطن وذلك من خلال كل ما يتصل ويتعلق بالعملية التربوية من مناهج ومقررات دراسية، وهو ما يجعل من المواطنة موضع التقاء لكل التوجهات والأفكار والآراء التى تعكس التعددية الثقافية والفكرية فى المجتمع ، وهو ما يكون له دور فى نشر ثقافة السلام والالتزام بمبادئ العدل والتسامح والاحترام بين أفراد المجتمع، وله دور كبير فى ترسيخ حب الوطن والانتماء إليه لدى الطلاب.

ونوه الوزير إلى أن مناهجنا التعليمية فى مصر تؤكد على المواطنة فى كافة مراحل التعليم العام، إيمانا منا بأهمية تنمية مفاهيم المواطنة والسلام والتسامح ونبذ العنف والعيش المشترك كأساس لتنمية المواطنة العالمية.