خالد فودة.. أيقونة المحافظين
استطاع اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، أن يثبت يوما بعد يوم أنه مسئول من طراز رفيع، لا يكل ولا يمل.. فلقد اعتدنا فى مصر أن المسئول الذى تقع على عاتقه مسئولية قومية، يقيم الدنيا ولا يقعدها ويملأ الإعلام حديثا عن بطولاته وإنجازاته وتضحياته، إلا أننا فى الواقع لا نرى فودة فى وسائل الإعلام إلا نادرا، بالرغم من أنه مسئول عن أخطر منطقة فى مصر.. فبصفته محافظا لجنوب سيناء، هو مسئول عن السياحة فى أرقى مدن مصر السياحية "شرم الشيخ"، فى ظل تهديدات إرهابية متواصلة، كما أن القدر جعله مسئولا لكى تبدو المدينة فى أبهى حللها خلال المؤتمر الاقتصادى الذى انعقد قبل نحو شهر من الآن، وكذلك القمة العربية التى انتهت فعالياتها منذ أيام قلائل، وهو ما نجح فيه بامتياز، فلقد ظهرت مصر بأجمل رونق، وتمكنت من حماية كبار زعماء المنطقة العربية والعالم، بالرغم من كافة التهديدات الإرهابية للمؤتمر والقمة، وهو ما نتج عنه تعهدات بدعم مصر بعشرات المليارات من دول العالم.
قام اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء بزيارة إلى محافظة العقبة الأردنية بناء على دعوة من فواز نجيب أرشيدات محافظ العقبة، تم خلالها بحث أوجه التعاون السياحى بين المحافظتين من خلال مبدأ التكامل وليس التنافس حيث تشتهر العقبة بالمقاصد الدينية والتاريخية والعلاجية وتشتهر جنوب سيناء بالمقاصد الترفيهية والدينية والتاريخية أيضا، كما تم بحث تذليل بعض العقبات مثل تطوير ميناء طابا البحرى وزيادة قدرته الاستيعابية وضرورة الربط السياحى والتكامل بين المحافظتين لمواجهة كافة التحديات التى تمر بها المنطقة، كما اجتمع اللواء فودة مع الدكتور هانى الملقى رئيس سلطة المنطقة الاقتصادية للعقبة حيث تم شرح النظام القانونى الذى تعمل به العقبة وحوافز الاستثمار التى تقدم للمستثمرين.
وقال محافظ جنوب سيناء فى تصريح صحفي، إنه تم استعراض كافة المشروعات السياحية بالمحافظة وقد تم الاتفاق على نقل خبرات الجانب الأردنى فى مجال السياحة العلاجية وخاصة فى منطقة البحر الميت إلى جنوب سيناء.
وقام اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، بعقد اجتماع ضم وفدا من غرفة سياحة الغوص والأنشطة البحرية، برئاسة المهندس طارق وهبة رئيس مجلس الإدارة، ومديرعام المحميات الطبيعية بجنوب سيناء، ومدير مكتب السياحة بشرم الشيخ، وممثل الغطاسين بشرم الشيخ وممثل مالكى مراكز الغوص بشرم الشيخ، ومدير غرفة الغوص بشرم الشيخ، ونائب رئيس مجلس مدينة شرم الشيخ، وذلك لبحث سبل تنشيط السياحة فى المدينة التى تشتهر حول العالم برياضة الغوص.
وناقش فودة خلال اللقاء مشكلات الغوص بشرم الشيخ، ودراسة تطوير وتنمية سياحة الغوص والأنشطة البحرية بشرم الشيخ، فى إطار اهتمام المحافظ بسياحة الغوص باعتبارها من أهم طرق جذب وزيادة أعداد السياح الوافدة لشرم الشيخ، ولمحبى سياحة الغوص والأنشطة البحرية خاصة.
واستعرض المحافظ مشكلات الغطس والقائمين على الأنشطة البحرية بشرم الشيخ، وقرر القضاء على كل ممارسى المهنة بدون تراخيص والخراتية الذين يسيئون للمهنة، وذلك بتشديد الحملات وتطبيق القانون بالتعاون مع شرطة السياحة، ووزارة السياحة والمحافظة.
وطالب المحافظ أيضا بفتح أماكن غوص جديدة أهمها الساحل الجنوبى لجزيرة تيران بمساحة 7 كم والتى تستوعب 50 % من إجمالى أعداد القائمين بالغوص والأسنوركر والأنشطة البحرية الأخرى بناء على طلب غرفة الغوص، وموافقة البيئة باعتبارها منطقة محمية طبيعية، بعد دراسة مدى مساهمة استغلالها فى تنشيط سياحة الغوص، وبعد التنسيق مع القوات البحرية. كما استمع المحافظ لشكوى مدير عام المحميات عن نقص العمالة حيث لا يوجد غير 9 أفراد فقط مسئولين عن مساحة 10 آلاف كيلو متر مربع، وطالب بضرورة تفعيل قرار الإعلان عن مسابقة لتعيين عدد 200 فرد منهم 100 من أهالى جنوب سيناء، حراس بيئة، والباقى للعمل بإدارة المحميات للحفاظ على البيئة البحرية، والتى سبق ووعد بها وزير البيئة الأسبق ولم تنفذ حتى الآن.
كما طالب المحافظ بزيادة عدد لجان التفتيش الخاصة بوزارة السياحة للتفتيش على الفنادق، والأنشطة داخلها، كما قرر زيادة عدد اللجان الخاصة بوزارة الصحة، للتفتيش على العيادات والصيدليات داخل الفنادق والمنشآت السياحية، وإغلاق المنشآت المخالفة والتى تعمل بدون تصريح على الفور، لإضرارها بالنشاط السياحى داخل المدينة.
تصريحات نارية من فودة
اعتبر اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، أن احتمال اختيار الرئيس المصرى السابق، حسنى مبارك شرم الشيخ مكاناً لإقامته إذا أخلى سبيله، سيشكل عبئا أمنيا على المحافظة لأنه مستهدف.
وأضاف فودة، فى مقابلة خاصة بقناة "العربية" أجرتها معه رندة أبو العزم، أنه يعانى من إطلاق لقب "المدينة الرئاسية" على شرم الشيخ، كما ومن تسميتها باسم مبارك وأبنائه.
وأوضح فودة أنه تم رفع اسم حسين سالم من أحد الشوارع بشرم الشيخ، مؤكداً أن المواطنين هم من قاموا بهذا العمل.
وشرح أن حسين سالم يمتلك عددا كبيرا من الفنادق والمشاريع فى شرم الشيخ، وأن الفيلات الرئاسية والتى قُدمت كمنح للرئيس المصرى السابق، حسنى مبارك وأبنائه موجودة ومتحفظ عليها، ولن يتم تسليمها لأى من أبناء مبارك أو لأى شخص إلا إذا صدر قرار بذلك.
وفى سياق آخر، اعتبر فودة أن "أى شيء بسيط يحدث فى شرم الشيخ، يكون له صدى كبير"، معللاً ذلك بوجود "جيران لا يتمنون الأمن والأمان للمدينة ولا يتمنون رواج السياحة"، حيث إن هذا المنتجع لا منافس له فى السياحة إذا توافر الأمن فيه، حسب تعبيره.
وأرجع فودة انخفاض السياحة فى شرم الشيخ إلى تقلص السياحة الروسية، بسبب هبوط سعر الروبل الروسى وارتفاع سعر الدولار، فأثر ذلك على السائح الروسى الذى يعد الأكثر إقبالاً على شرم الشيخ.
وأبدى رضاه عن المستوى الأمنى فى مدينة شرم الشيخ، مؤكداً خلو المدينة من ظاهرة التحرش بالسائحات.
وفى سياق آخر، كشف فودة أن محافظة جنوب سيناء فى حالة استنفار أمنى دائم، موضحاً أنه يأخذ كل التحذيرات التى توجه إلى المنطقة على محمل الجد، خاصة بعد إعلان "أنصار بيت المقدس" أن جنوب سيناء ضمن الأماكن المستهدفة، إلى جانب التعامل بجدية مع التحذيرات المعتادة التى تخرج من إسرائيل.
وأكد على وجود تنسيق عال بين الشرطة والقوات المسلحة وانتشار للكمائن الثابتة والمتحركة، بالإضافة إلى الجيش الثالث الميدانى فى المحافظة.
وقال فودة إنه دائم الاتصال بقائد الجيش ومدير أمن جنوب سيناء وبالقيادات الأمنية سواء من الجيش أو الشرطة، مضيفاً أن القوات قامت بالقبض على عدد من العناصر الإجرامية الخطرة على المحافظة وعلى حركة السياحة.
وعن معاناة محافظ جنوب سيناء، أوضح فودة أنه يعانى من بُعد الوزراء عن المحافظة ويعانى من الفكرة الراسخة لدى الوزراء الذين يجعلون محافظته فى نهاية أولوياتهم ربما لصعوبة الأوضاع فى بعض المحافظات الأخرى.