«واتس آب» يرعب «المحمول».. والشركات الثلاث تستنجد بـ«تنظيم الاتصالات»
أزمة عصيبة تواجهها شركات الهاتف المحمول، وذلك بعد تفعيل الخدمات الصوتية، في برنامج التراسل المجاني "واتس آب"، والسماح لمستخدميه بإجراء مكالمات هاتفية، مما سيكون له أثراً سلبياً كبيراً على عوائد الشركات المادية.
"الأزمة التكنولوجية" الجديدة انفجرت بعد ساعات، من دخول "واتس آب" لمجال الخدمة الصوتية، وهو الذى كان مقتصراً فقط على التراسل نصياً، مما دفع بعض شركات المحمول إلى توجيه خطاب لـ"جهاز تنظيم الاتصالات"، منذ بضعة أسابيع، تستفسر فيه عن مدى قانونية وقف الخدمات الصوتية، على هذا البرنامج، خصوصاً أنه يعمل على أنظمة التشغيل "أندرويد"، الأكثر استخداماً فى السوق المصرية، ويتجاوز عدد مستخدميه نحو 20 مليون شخص، مما سيؤدى حتماً إلى تخفيض عائدات شركات المحمول، من المكالمات الصوتية.
ودخل "واتس آب" نادى التطبيقات التى تقدم الخدمات الصوتية مجاناً لمشتركيها، بجانب "فايبر"، و"لاين"، و"فيسبوك"، ويجرى ذلك من خلال الإنترنت، الذى عادة ما يكون مستخدمو الهواتف الذكية مشتركين فيه، من خلال شركات المحمول، أو من خلال شبكات "واى فاى".
خبراء تكنولوجيا المعلومات أكدوا تأثير هذه الخدمة على "شركات المحمول"، بشكل واضح، إلا أنهم قللوا من تفاقم أضرار هذا التأثير، لاسيما أن استخدام البرنامج يتطلب وجود اشتراك فى الإنترنت، وهو الذي يمثل العائد الأكبر للشركات، فى ظل انخفاض أسعار المكالمات الصوتية، التى وصلت إلى 14 قرشا للدقيقة، مشيرين إلى أن العائد من المكالمات الصوتية لم يعد هدفاً رئيسياً، خاصةً أن مصر باتت من أوائل دول العالم انخفاضاً في قيمة المكالمات الصوتية، بينما لا يزال الإنترنت فى معدل السعر الطبيعى عالمياً.
كما قللت مصادر بـ"شركات المحمول"، من خطورة الأمر، مستندين إلى ضعف انتشار الهواتف الذكية، معتبرين أنها لا تمثل أكثر من ٣٥٪ من مستخدمي "المحمول" فى مصر، وهذا يضعف من تأثير الخدمة الجديدة على عوائدهم من "خدمات الصوت".
وزير الاتصالات السابق، أكد فى تصريحات له، أن الحكومة بحثت مع عدة دول إفريقية وعربية، سبل تقنين برامج الاتصالات المجانية عبر الإنترنت، كبرنامجى «واتس آب»، و«فايبر»، بوضعها فى إطارهما الصحيح، بما لا يضر الأمن القومي لشعوب العالم.
وتشير العديد من التقارير إلى أن ٣٧٪ من مستخدمى خدمة التليفون المحمول فى مصر لديهم أجهزة هواتف ذكية تتعامل مع الإنترنت، وخدمات نقل المعلومات، كما تجدر الإشارة إلى أن شركات المحمول الثلاث، أكدت أن شبكاتها رصدت تراجع الإقبال على خدمات الرسائل النصية، بنسبة ٢٥٪ بسبب برامج الاتصالات المجانية، فيما بلغ نصيب الخدمات الصوتية من التراجع ١٥٪، قبل إطلاق خدمة "واتس آب" الجديدة.