الحوثيون يسيطرون و القاعدة يتراجع
فى ظل التوترات المتصاعدة التى تعيشها اليمن بسبب سيطرة الحوثيين على معظم أرجائها، وبدء دول الخليج، بمشاركة مصر، فى عملية «عاصفة الحزم» العسكرية، لوقف زحف الحوثيين نحو الجنوب، أصبحت الصورة فى اليمن أكثر ضبابية، ولم يعد معروف الأطراف اليمنية المتنازعة على الأرض. فالحوثيون -الحركة التى ظهرت دعوية فى البداية، قبل أن تتحوّل إلى حركة سياسية وتتهم بأنها مموّلة من إيران- حتى الآن ما زالوا يسيطرون على العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظة «صعدة» -المعقل الرئيسى للحوثيين- و«مأرب» و«الحديدة»، ومعظم محافظات الجهة الشمالية من العاصمة صنعاء. ولا يقف الحوثيون فى حربهم ضد أنصار الرئيس اليمنى الحالى عبدربه هادى منصور، وحدهم، بل يعاونهم فى ذلك قوات «الحرس الجمهورى» التابعة للرئيس اليمنى السابق على عبدالله صالح، التى تساعد الحوثيين فى إحكام السيطرة العسكرية على العاصمة والمحافظات المحيطة بها من الشمال، فالحرس الجمهورى يسيطر على «تبة الخرافى» ومحيط جبل «نقم» وجبل «الصمع» فى محيط صنعاء ومحافظة «أرحب» بشمال العاصمة. وعلى الرغم من انشغال الحوثيين بمواجهة الضربات الجوية للتحالف السُنى بقيادة السعودية، فإن الاشتباكات بين الحوثيين والقوات الموالية لـ«هادى» فى محافظة «عدن» الجنوبية لم تتوقف بعد.
وفى المقابل، يأتى الفرع الأقوى من تنظيم القاعدة الموجود فى اليمن، فقبل بدء الأزمة الأخيرة بين الحوثيين و«هادى» كانت المعارك الرئيسية فى اليمن غالباً ما تدور بين أعضاء «القاعدة» والحوثيين، لرغبة كل طرف فى بسط نفوذه على أكبر مساحة ممكنة من الأراضى اليمنية، لكن ومع تصاعد قوة الحوثيين واستيلائهم على العاصمة اليمنية صنعاء، بدأت قوة «القاعدة» فى التراجع، ولم يظهر لهم أى نشاط خلال الفترة الأخيرة سوى سيطرتهم المؤقتة على محافظة «لحج»، وذلك قبل أن يهاجمهم الحوثيون بها ويستعيدوا السيطرة عليها، لتكون «القشة التى قسمت ظهر البعير» ويختفى تنظيم القاعدة بعناصره من المشهد اليمنى المضطرب حالياً، فى انتظار ما ستصل إليه الأمور، ليعاود الظهور من جديد.
أما «الحراك الجنوبى» -وهى الجماعة السياسية التى تطالب بانفصال واستقلال جنوب اليمن عن شمالها- فمنذ بدأت الاشتباكات بين جماعة أنصار الله الحوثية، والقوات الحكومية الموالية للرئيس «هادى» وسيطرة الحوثيين على العاصمة «صنعاء»، سرعان ما جدّدوا مطالبهم بانفصال جنوب اليمن عن شمالها.