النهار
الثلاثاء 24 ديسمبر 2024 04:23 صـ 23 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

حوارات

مجدى عبد الغفار وزير المعلومة الأمنية

أمن الدولة .. من أمن الوطن , وأمن الوطن من أمن مواطنيه, نظرية أمنية لا يخطئوها رجل شرطة حريص على وطنه ومواطنيه, فالمعلومة الأمنية هى صمام الأمان فى أى مجتمع, بها يتحرك رجال الشرطة للسيطرة على المواقف الساخنة داخل المجتمع ومن خلالها يؤمن الخارج والداخل, وبدونها يصبح المجتمع مهترئا, ضعيفا, سهل الاختراق.

اللواء مجدى عبد الغفار وزير الداخلية الجديد, رجل أمن الدولة السابق, عودة حميدة للمعلومة الأمنية لوزارة الداخلية التى ستساهم كثيرا فى إعادة الأمن والأمان للشارع المصرى بشكل عام ولمنطقة سيناء بشكل خاص.

خاصة وأن الفترة الأخيرة والتى تعرضت مصر فيها للعديد من التفجيرات والعمليات الأمنية كانت تعانى من غياب المعلومات الأمنية فأهلا بعودة المعلومات للداخلية مرة أخرى بتولى اللواء مجدى عبد الغفار وزيرا للداخلية.

كانت البداية الجديدة لوزارة الداخلية عندما عين الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى اللواء المتقاعد مجدى محمد عبد الحميد عبد الغفار وزيرا للداخلية فى الخامس من مارس من العام الحالى، وذلك ضمن تعديل وزارى شمل ثمانى حقائب فى حكومة إبراهيم محلب، وحلّ عبد الغفار خلفا للواء محمد إبراهيم الذى شغل منصب وزير الداخلية منذ يناير 2013..

اللواء عبد الغفار من مواليد مدينة تلا بمحافظة المنوفية وتخرج فى كلية الشرطة عام 1974، وعمل منذ ذلك الحين فى جهاز مباحث أمن الدولة.

وبعد ثورة 25 يناير وحلّ جهاز أمن الدولة السابق، عُين اللواء عبد الغفار رئيسا لجهاز الأمن الوطنى الجديد.

واعترف عبد الغفار حينها بأن نظام الرئيس المخلوع حسنى مبارك "مارس تجاوزات بحق الشعب المصرى كانت مؤسسية وتبتعد لحد كبير عن الأخطاء الفردية".

وأحيل اللواء عبد الغفار للتقاعد قبل عامين، ثم عاد ليكون وزيرا لداخلية مصر.

خطوات سريعة وحاسمة

فى أول اجتماع لوزير الداخلية الجديد بمساعديه.. وزير الداخلية ناقش تأمين المؤتمر الاقتصادى حيث عقد اللواء مجدى عبد الغفار وزير الداخلية، أول اجتماع بمكتبه بديوان الوزارة مع مساعدى الوزير للأمن، والأمن الوطنى، والأمن العام، والتفتيش والرقابة، والأمن المركزى، ووضع خلاله الخطوط الرئيسية لاستراتيجية الوزارة خلال المرحلة المقبلة. وفى بداية الاجتماع وجه وزير الداخلية لمساعديه تعليمات بضرورة العمل وفق رؤيةً أمنية تعتمد على قاعدة المعلومات التى تضمن مبدأ المبادرة فى توجيه الضربات المؤثرة لعناصر الإرهاب والبؤر الإجرامية. وأكد اللواء مجدى عبد الغفار، أن تلك المرحلة تحتم على جميع أجهزة الوزارة العمل الجاد وفق محددات واضحة، وأن إنجاز الأهداف والاستراتيجيات الأمنية سيظل مرهوناً بالانضباط فى الأداء والالتزام بالقانون واحترام حقوق الإنسان وكرامة المواطنين. وأشار إلى أن خطة تأمين المؤتمر الاقتصادى بالتعاون والتنسيق مع القوات المسلحة ستتعدى نطاق مدينة شرم الشيخ لتشمل كافة أنحاء الجمهورية، موضحاً أن تلك الخطة التى دخلت حيز التنفيذ تتطلب استنفار كافة الجهود الأمنية. كما وجه وزير الداخلية تعليماته لمساعديه والقيادات الأمنية بضرورة الاهتمام بتطوير وتدريب القوات ورفع قدراتها لتنفيذ الخطط الأمنية بكفاءة، مشدداً على دور القيادات فى الإشراف ومتابعة الأداء الأمنى ورفع الروح المعنوية للقوات خاصةً فى ظل الظروف الراهنة، ومراعاة البعد الإنسانى وتوفير الدعم اللازم للقيام بواجبهم الوطنى نحو تحقيق الأمن والاستقرار..

تغييرات واسعة فى القيادات

أجرى وزير الداخلية المصرى الجديد مجدى عبد الغفار تعديلات واسعة فى مناصب قيادية بالوزارة شملت تغيير مديرى الأمن بمحافظات عديدة بما فيها العاصمة كما تم  تعيين مسئول أمنى جديد لمنطقة سيناء التى تشهد حملة عسكرية واسعة..

وعُين اللواء صلاح الدين حجازى مساعد الوزير لقطاع الأمن الوطنى واللواء محمد راتب مساعدا للوزير لمنطقة سيناء، إضافة إلى مديرين جديدين للأمن فى محافظتى القاهرة والجيزة.

كما عين عبد الغفار مساعدين جددا لقطاعات الأمن الاجتماعى والأمن الاقتصادى ونظم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

وبلغ إجمالى القيادات التى تغيرت نحو 24.

وجاء ذلك بعد يوم واحد من إقالة وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم فى تعديل وزارى مفاجئ.

جاء هذا بعد العديد من الهجمات التى استهدفت أفراد الجيش والشرطة، وكان آخرها قتل شرطى وإصابة 20 آخرين بينهم رجال شرطة فى تفجير وقع مساء الجمعة الماضية فى مدينة المحلة الكبرى، وسط دلتا النيل..

ونقلت وكالة رويترز عن مصدر أمنى أن الشرطى القتيل ضمن قوة حراسة فرع مصرف الإمارات دبى بالمدينة.

وتفجير المحلة الكبرى هو الثانى فى مصر خلال أقل من أسبوع، إذ انفجرت قنبلة قرب دار القضاء العالى بوسط القاهرة الإثنين قبل  الماضي، وهو ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة آخرين بينهم ثلاثة ضباط ومجندان.

وقالت مصادر أمنية لوكالة رويترز إن 25 من "الإسلاميين المتشددين" قتلوا وأصيب 14 آخرون فى ضربات جوية وجهها الجيش "ضد مخابئهم" فى محافظة شمال سيناء خلال اليومين الماضيين.

كما قتل العشرات من رجال الجيش والشرطة فى سيناء فى هجمات لمسلحين، كان أشدها مقتل ما لا يقل عن 40 شخصا، معظمهم عسكريون، فى سلسلة هجمات متزامنة استهدفت منشأة تابعة للشرطة وقاعدة عسكرية وفندقا عسكريا.

الأمن الوطنى بديل أمن الدولة

قطاع الأمن الوطنى المصرى تم إنشاؤه كقطاع جديد بوزارة الداخلية وسمى بقطاع الأمن الوطنى ليختص بالحفاظ على الأمن الوطنى والتعاون مع أجهزة الدولة المعنية لحماية وسلامة الجبهة الداخلية ومكافحة الإرهاب، وذلك وفقا لأحكام الدستور المصرى والقانون المصرى ومبادئ حقوق الإنسان وحريته.

وكان قبلها يسمى جهاز مباحث أمن الدولة وكان أحد الأجهزة الأمنية فى مصر حتى تم حله فى 15 مارس 2011 من طرف وزير الداخلية السابق منصور العيسوى وحل محله جهاز جديد هو الأمن الوطني.

وكانت بداية الإنشاء فى عام 1913، ويعد أقدم جهاز من نوعه فى الشرق الأوسط. وقد استعان الإنجليز فى إنشائه ببعض ضباط البوليس المصري، وتولى إدارته لأول مرة اللواء سليم زكى حكمدار القاهرة. وبعد توقيع معاهدة 1936 تشكلت إدارتان للقلم السياسي، واحدة للقاهرة والأخرى للإسكندرية، بالإضافة إلى "قسم مخصوص" يتبع السراى مباشرة، ويرأسه قائد البوليس الملكي، ولم يكن لوزارة الداخلية أية ولاية على هذا القسم، حيث كان قائده يتلقى أوامره مباشرة من الملك.

وعلى الرغم من التغييرات الجذرية العميقة التى قامت بها ثورة 23 يوليو فى شتى مناحى الحياة المصرية، إلا أنه، وهو الأمر المذهل، ظل كثيراً من آليات عمل القلم المخصوص مستمرة، واعتنقها الجهاز النظير الذى أقامته حكومة الثورة فى أغسطس 1952 تحت اسم "المباحث العامة"، ثم أعاد أنور السادات تسميته "بمباحث أمن الدولة"، ثم تغيرت لافتته إلى " قطاع مباحث أمن الدولة"، وأخيراً سمى "جهاز أمن الدولة". ظلت وظيفة ومهام رجل أمن الدولة من دون تغيير يذكر فى كل العصور  وصار تقليداً معتمداً فى الدولة المصرية أن قيادات أمن الدولة عندما تنهى عملها بجهاز أمن الدولة تنتقل لتولى مناصب سياسية مهمة كوزراء ومحافظين ورؤساء هيئات ومصالح حكومية. فقد تولى وزارة الداخلية من أبناء جهاز أمن الدولة اللواء عبد العظيم فهمى، وممدوح سالم (وزيراً للداخلية ثم رئيسا للوزراء) وسيد فهمي، وحسن أبوباشا، وأحمد رشدي، وحبيب العادلي.

 

مشوار

تخرج فى كلية الشرطة عام1974.

- عمل بقطاع الأمن المركزى حتى عام 1977.

- التحق بجهاز مباحث أمن الدولة وتدرج فيه حتى شغل مدير إدارة عامة بالقطاع .

 - شغل عام 2008 مديراً لمصلحة أمن الموانئ.

 - شغل نائب رئيس قطاع الأمن الوطنى اعتباراً من 16/3/2011.

-  ثم مساعداً للوزير رئيس قطاع الأمن الوطنى فى 22/12/2011 حتى بلوغه سن المعاش القانونى فى 14/8/2012.

-  وبتاريخ 5/3/2015 صدر قرار جمهورى بتعيينه وزيراً للداخلية.

 

قالوا عنه

أكدت الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشى، أن تزايد عدد التفجيرات التى تقوم بها جماعة الإخوان، لها علاقة وثيقة بالتغيير الوزارى الجديد، وتنصيب اللواء مجدى عبد الغفار وزيرًا للداخلية بدلاً من اللواء محمد إبراهيم، مشيرة إلى أنهم يعتبرونه ألد أعدائهم. وأوضحت الشوباشى، أن جماعة الإخوان أصابها حالة من الهلع والذعر من وزير الداخلية الجديد، مشيرة إلى أنه على علم تام بكل أوراقهم، والرءوس المدبرة والمخططة التى تقوم بالعمليات الإجرامية. وأشارت الكاتبة الصحفية، إلى أن الإخوان تفوقوا على إسرائيل فى معاداتهم للشعب المصرى، مؤكدة أن أعمالهم الخسيسة من تفجيرات لا تضر إلا بالمواطن المصرى، الذى يموت بسبب زرع العبوات الناسفة بالمواصلات العامة ومحطات الكهرباء.

 

"عبد الغفار يروًّح"

 

عقب اختيار اللواء مجدى عبد الغفار، ليتولى حقيبة وزارة الداخلية فى التعديل الوزارى الجديد، خلفاً للواء محمد إبراهيم، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعى مقطعا صوتيا منسوبا للرئيس الأسبق محمد مرسي، وهو يتحدث عن تحركات فى وزارة الداخلية، وعدد من قياداتها ومن بينهم وزير الداخلية مجدى عبد الغفار.

وقال مرسي، فى المقطع الصوتى المسرب، "كان فية مقارنة بين 3 الناس الكبار بتوعكم.. مثلاً وأحمد التانى عايز يتغير مش مهم دلوقتى حبة وهيمشي، عايزين يجددوا لسامى قولت لهم لا مابنجددش لحد".

وتابع مرسي، "مابنأذيش حد بس ما بنجددش لحد، طلعوا من الصغيرين، كفاية كده، كل ما حد ييجى عليه الدور يروح، محسن يروح".

وقال مرسى فى نهاية التسريب "الأخ الواد اللى كان ماسك أمن الدولة ده عبد الغفار يروح، وعبد الحميد عبد الله عايزين حد يرجعه، لا لا خلاص اللى يمشى خلاص.".