أسباب تعاون مصر وإيطاليا وروسيا في القضاء على الإرهاب
قال تقرير وارد من مركز "ستراتفور" للدراسات والأبحاث الجيوسياسية الاستراتيجية، إن إيطاليا ترى مصر هي مفتاح لحل المعضلات التي تواجهها حاليًا، مشيرًا إلى أن روما بحاجة إلى القاهرة لتحقيق استراتيجيتها في الفترة القادمة.
وأضاف التقرير، أن الأحداث في أوروبا الشرقية وشمال أفريقيا جعلت إيطاليا وروسيا وليبيا ومصر أربعة أضلاع متصلة، حيث أن إيطاليا تسعى جاهدة للتعاون مع موسكو، لأنها تريد الدعم الروسي لتحقيق الاستقرار في ليبيا، لذا تتمنى عدم تصعيد الموقف في أوكرانيا حتى لايرفع الاتحاد الأوروبي العقوبات ضد موسكو.
وأشار التقرير إلى أن روما تطلب الدعم الروسي لمحاربة المتطرفين في ليبيا، وليس الأمر مقتصرًا فقط على تنظيم "داعش"، لذا أصبحت مصر من حلفائها، عندما قامت بسلسلة من الهجمات الجوية في منتصف فبراير ضد "داعش"، انتقامًا من مقتل 21 مسيحيًا مصريًا، كما أنها طالبت برفع حظر الأسلحة المفروض على ليبيا، وبناء جيش قوي في ليبيا لمحاربة التنظيم والجماعات المتطرفة الأخرى، موضحة أن مصر قامت بفرض حصار بحري على المناطق التي لا تخضع لسيطرة الحكومة الليبية.
من جانبه، أعرب رئيس الوزراء الإيطالي، ماتيو رينزي، للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عن دعم إيطاليا لمحاربة مصر للجماعات المتطرفة في شمال افريقيا، مقترحًا لاقامة تعاون" القاهرة-روما" لمحاربة التطرف في شمال أفريقيا، ولكن للقيام بذلك روما تحتاج موسكو لاستخدام صوتها في مجلس الأمن الدولي ومواصلة تسليح الجيش المصري، خاصة بعدما قاما كلا من روسيا ومصر بتوقيع صفقة أسلحة بـ3.5 مليار دولار العام الماضي.
وأكد التقرير أن إيطاليا قلقة من عدم اسقرار الأوضاع في ليبيا الذي من المرجح أن يضر بوارداتها من الطاقة، حيث أن روما تحصل على 20% من احتياجاتها من النفط، و10% من الغاز الطبيعي من دول شمال أفريقيا، لذا إيطاليا مهتمة بتشكيل حكومة وطنية في ليبيا، كما أنها تدعم المفاوضات التي تجريها الأمم المتحدة مع الفصائل المتنافسة في ليبيا، إلا أن عدم إحراز أي تقدم، جعلها ترغب الدعم الروسي في هذه المفاوضات.
وذكر التقرير أن رئيس الوزراء الإيطالي، ماتيو رينزي، سيلتقي اليوم بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في موسكو، لمناقشة العلاقات التجارية القوية بين البلدين، والتحدث حول القليل من المصالح العسكرية أو السياسية المشتركة.