النهار
السبت 5 أكتوبر 2024 07:36 مـ 2 ربيع آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

ننشر تفاصيل عملية ضريح "سليمان شاه" وإجلاء 38 جنديا تركيا

قام الجيش التركي بتنفيذ عملية عسكرية "خاطفة" داخل الأراضي السورية، فى الساعات الأولى اليوم- الأحد، لنقل رفاة سليمان شاه، وإجلاء 38 جنديا تركيا، كانوا يحرسون الضريح في محافظة حلب شمالي سوريا.
وشارك في العملية، 39 دبابة، و57 عربة مدرعة، و100 آلية، و572 جنديًا، بحسب وكالة الأناضول التركية.
وأكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أنَّ عملية "ضريح سليمان شاه" تكللت بالنجاح، بعد قل الرفات، والجنود الأتراك الذين يحرسون الضريح إلى داخل الأراضي التركية، تمهيدًا لنقل الرفات مجددًا إلى قرية "آشمة" السورية غرب مدينة كوباني.
وأشار أوغلو، في المؤتمر الصحفي الذي عقد في مقر هيئة الأركان التركية بالعاصمة أنقرة،إلى أنَّ قطعة أرض مجاورة لقرية "آشمة" وضعت تحت سيطرة الجيش التركي، وتمَّ رفع العلم التركي عليها.
وأضاف أوغلو إن جندي تركي استشهد في العملية بسبب حادث عرضي، مؤكدًا عدم حدوث أي اشتباكات خلال العملية، ولم يوضح ملابسات الحادث، كما أشار الى تدمير جميع المباني التي كانت موجودة في مكان الضريح، بعد نقل جميع الأمانات ذات القيمة المعنوية العالية، بهدف قطع الطريق أمام أي محاولة إساءة استغلال المكان.
ويطرح دخول تركيا الى الأراضى السورية سؤلا مفاده ما اذا كان الدخول يتماشى مع القانون والأعراف الدولية أم يتنافى معه، باعتباره دخولا مسلحا داخل دولة مجاورة.
وكان أوغلو قد صرح خلال المؤتمر الصحفى، انَ قرار العملية اتخذ في أنقرة في إطار القواعد القانونية، دون طلب إذن أو مساعدة من أي جهة، مشيرًا في الوقت نفسه إلى إخطار قوات التحالف الدولي، والجيش السوري الحر بالعملية، لتفادي وقوع أي ضحايا بين المدنيين، وأخذ العمليات الجوية لقوات التحالف، بعين الاعتبار.
وتنص "اتفاقية أنقرة" التي أبرمت بين مجلس الأمة التركي (البرلمان التركى)، والحكومة الفرنسية المنتدبة على سوريا، في أكتوبر 1921، والتي أنهت الحرب بين الجانبين وأفضت إلى تبادل الأسرى، ان منطقة ضريح "سليمان شاه" ، الذي كان في قلعة "جعبر" قبل أن تغمر بمياه بحيرة الثورة نتيجة إقامة سد الفرات عام 1973، هي أرض تركية شمالي سوريا تحتوي على ضريح يحرسه جنود أتراك.
وبعد إتمام بناء سد الفرات، طلبت الحكومة السورية من نظيرتها التركية، نقل الضريح إلى تركيا أو أي مكان آخر، خشية انغماره بمياه السد، فاتفق الجانبان، على نقل الضريح والرفات إلى منطقة تقع على ضفة نهر الفرات، بالقرب من قرية "قره قوزاق"، على الطريق الرابط بين محافظتي حلب والحسكة، ثم أبرمت اتفاقية ثانية بين الحكومتين في يناير 2003، وقعت في العاصمة التركية أنقرة، حيث اتفق الجانبان على تحديد مساحة الضريح ومحيطه بـ 10 آلاف و96 مترًا مربعًا، وقيام تركيا بإعادة ترميم الضريح والمخفر وفتح الضريح أمام الزوار.
جدير بالذكر ان موقع الضريح يعد الأرض الوحيدة التي تفرض تركيا سيادتها عليها خارج حدود الدولة، ويسهر على حمايتها جنود أتراك، ويتم تأمين تبديل وردياتهم عبر حوّامة تركية بشكل شهري، يخضع الضريح للسيادة التركية، بحسب الاتفاقية المشار اليها.
أما عن سليمان شاه فقد كان زعيم إحدى قبائل الأتراك الأوغوز الـ24 الذين يعرفون في التاريخ باسم التركمان، وهو جد مؤسس الدولة العثمانية ، عثمان الأول، وتوفي عام 1219 للميلاد مع اثنين من جنده، أثناء محاولتهم عبور نهر الفرات.