النهار
الجمعة 27 سبتمبر 2024 10:34 صـ 24 ربيع أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

أهم الأخبار

بالتفاصيل.. ننشر عمليات "داعش ليبيا" ضد المدنيين

 

صعّد الإرهاب ضرباته في ليبيا في تحد للجهود الدولية المبذولة لإيجاد حل سياسي للأزمة هناك. وبعد أيام على نشر "داعش" فيديو تبنى فيه ذبح 21 قبطياً مصرياً في سرت (وسط)، شن التنظيم سلسلة تفجيرات انتحارية في مدينة القبة (شرق)، أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 31 قتيلاً و40 جريحاً، غالبيتهم الساحقة من المدنيين الذين كانوا يستعدون للتوجه إلى صلاة الجمعة. أتى ذلك في وقت لا يزال المجتمع الدولي يتدارس كيفية الرد على مذبحة سرت.


واستهدفت ثلاثة تفجيرات بسيارات مفخخة، مقر مديرية الأمن (الشرطة) في القبة ومحطة وقود مزدحمة ومنزل رئيس مجلس النواب (البرلمان) الليبي عقيلة صالح الذي كان نقل مقر اقامته الى طبرق المجاورة، كما أبلغت "الحياة" مصادر في المدينة.


غير أن الفرع الليبي لـ "داعش" تبنى تفجيرين فقط، ادعى أنهما استهدفا غرفة عمليات اللواء خليفة حفتر الذي تشن قواته حملة ضد الإرهاب في بنغازي وشرق البلاد المعروف تاريخياً بولاية برقة. وتجاهل التنظيم التفجير الثالث في محطة الوقود والذي اودى بحياة العدد الأكبر من المدنيين الأبرياء.


وأوردت حسابات في خدمة "تويتر" على صلة بما يعرف بفرع "داعش في ولاية برقة"، إن "فارسين من فوارس الخلافة، قاما بتنفيذ عمليتين استشهاديتين بسيارتين مفخختين استهدفتا غرفة عمليات الطاغوت حفتر في المنطقة الشرقية والجبل الأخضر في منطقة القبة".


وأرفقت تلك الحسابات تبني الاعتداءين، بصور لـ "منفذيهما" ولحظة وقوعهما، مع الإشارة إلى "قتل وجرح العشرات، ثأراً لدماء أهلنا المسلمين في مدينة درنة وانتقاماً من حكومة طبرق المتآمرة ورسالة لكل من تسوّل له نفسه الاعتداء على جند الخلافة وعامة المسلمين"، وذلك في اشارة الى الغارات التي شنها سلاح الجو المصري على مقار للتنظيم الإرهابي في درنة، رداً على مذبحة المصريين في سرت.


ونشر التنظيم على "تويتر" صورتين لمسلحين ملثمين، أعلن أنهما لـ "منفذ العملية الأولى: أبو عبدالله الجزراوي، ومنفذ العملية الثانية: بتار الليبي". ولم يتسن للأجهزة الأمنية الليبية التحقق من هوية صاحبي الصورة.


وهزّ دوي الانفجارات الثلاثة أنحاء المدينة الآمنة نسبياً والتي تبعد نحو 50 كلم شرق البيضاء حيث مقر الحكومة الليبية المعترف بها دولياً والتابعة للبرلمان الذي اتخذ من طبرق المجاورة مقراً له، منذ سيطرة ميليشيات متحالفة مع الإسلاميين على العاصمة طرابلس وأجزاء من مدينة بنغازي. وأبلغ شهود "الحياة" أن العدد الأكبر من الضحايا سقط في محطة "بو جميلة" للوقود التي كانت تشهد ازدحاماً وفي مقهى مجاور لها مزدحم ايضاً، ونفوا وجود أي هدف عسكري في الأماكن التي استهدفها التفجيران الآخران، ما عدا مقر الأمن المحلي الذي سقط داخله قتلى وجرحى من رجال الشرطة خلال اداء واجبهم.


ونقل معظم الجرحى الى مستشفى مدينة البيضاء القريبة، فيما توقعت مصادر طبية ان يناهز عدد الضحايا الـ 40 قتيلاً و 120 جريحاً، اثر توافر حصيلة دقيقة للاعتداءات.


ترافق ذلك مع استياء عارم في الأوساط الشعبية المؤيدة للجيش الليبي، ترجم بتظاهرات في بنغازي ومدن عدة في الشرق مساء أمس، عبر المشاركون فيها عن غضبهم حيال قطر وتركيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة لمواقف هذه الدول الرافضة لرفع حظر السلاح عن الجيش الليبي بما يمكنه من مواجهة الإرهاب، كما أبلغ "الحياة" عدد من المتظاهرين في بنغازي.