النهار
الأحد 22 سبتمبر 2024 10:34 صـ 19 ربيع أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

أهم الأخبار

العرب اللندنية: عسكريون أتراك لمواجهة "مصر" في ليبيا

 

كشفت مصادر ليبية النقاب عن وصول عدد من مسؤولي التنظيمات والميليشيات المسلحة الليبية إلى مدينة إسطنبول التركية، منهم عبدالحكيم بلحاج وصلاح بادي وعبدالرحمان السويحلي، بالإضافة إلى بعض القياديين الميدانيين لميليشيات “فجر ليبيا” الموالية للإخوان.

وأكدت المصادر لـ”العرب اللندنية” أن الوفد أجرى سلسلة من المحادثات والمشاورات مع عدد من كبار الضباط الأتراك في المؤسستين العسكرية والأمنية، كما اجتمع أيضا مع مسؤولين من وزارة الخارجية.

وأحاطت السلطات التركية هذه الزيارة بسرية تامة، كما تكتمت عن فحوى هذه المحادثات والمشاورات التي أثار توقيتها اهتمام المراقبين الذين ربطوا بينها وبين التحركات السياسية والدبلوماسية التي تسارعت وتيرتها في أعقاب التطورات الميدانية التي تشهدها ليبيا بعد التمدد الخطير لتنظيم داعش في أعقاب سيطرته على عدد من مدن البلاد.

وبحسب المهتمين بالشأن الليبي، فإن السلطات التركية استدعت “بيادقها” في ليبيا لبحث كيفية إفشال وإفساد التحركات المصرية والعربية لمعالجة المأزق الليبي من خلال محاربة داعش والتنظيمات الإرهابية.

وجدد اللواء خليفة حفتر، قائد عملية الكرامة في ليبيا، اتهامه لتركيا بمواصلة دعم الميليشيات الإرهابية في بلاده.

وقال حفتر في تصريحات تلفزيونية بُثت ليلة الخميس الجمعة، إن تركيا “تستمر في دعم الميليشيات الإرهابية في البلاد بالمال والسلاح”، مؤكدا أنه “لم يلمس أي بوادر تغيير في سياسة قطر”.

وتابع قائلا “قطر وكل من يدعمون القوى الإرهابية في ليبيا سيندمون يوما من الأيام.. وقواتنا قادرة على دحر الميليشيات المسلحة، والشعب الليبي شعب صادق وكريم ولا ينسى ممارسة الظلم عليه من أي جهة”.

وجاءت اتهامات حفتر لتركيا بلعب دور في إرباك الوضع الليبي في ظل سلسلة من التفجيرات التي هزت مناطق يسيطر عليها.

ولم يستبعد المراقبون أن تكون التفجيرات الإرهابية التي هزت أمس مدينة القبة من منطقة الجبل الأخضر شرق ليبيا، التي تخضع لسيطرة الجيش والقوات الموالية للواء خليفة حفتر، قد تم إقرارها في تركيا لتكون مُقدمة لإرباك الحراك الإقليمي الدولي الهادف إلى ضرب الإرهاب في ليبيا.

وتبنى بيان منسوب لـ"ولاية برقة"، التابع لتنظيم "داعش"، أمس تفجيرات القبة، وقال إنه استهدف غرفة عمليات اللواء خليفة حفتر في المدينة.

وزعم بيان التنظيم أن التفجيرات جاءت ثأرًا لدماء أهلنا المسلمين في مدينة درنة، وانتقامًا من حكومة طبرق المتآمرة على قتلهم"، في إشارة إلى قصف الطائرات المصرية لمواقع التنظيم في درنة.

كما تم استهداف منزل رئيس مجلس النواب الليبي المنتحب عقيلة صالح. وكانت حكومات فرنسا وإيطاليا وألمانيا وأسبانيا وبريطانيا وأميركا قد استنكرت بشدة “كافة أعمال الإرهاب في ليبيا”، وأكدت في بيان مشترك على ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية للصراع في ليبيا عبر الحوار.

ويرى مراقبون أن تفجيرات مدينة القبة التي أعادت شبح السيارات المُفخخة ليُخيم من جديد على ليبيا، ألقت بظلال كثيفة على المواقف السياسية لعدد من المسؤولين الليبيين، وعلى الاستعدادات الجارية لعقد جلسة جديدة من الحوار الليبي الليبي الذي ترعاه الأمم المتحدة.

ويُنتظر أن تستضيف العاصمة المغربية الرباط الإثنين، جلسة جديدة من الحوار الليبي الليبي، وصفها فتحي باشاغا، عضو مجلس النواب الليبي المنتخب، بأنها “جولة مهمة لإنهاء حالة الانقسام والاستباحة، وهي الأخيرة والحاسمة التي ستُقرر مصير الحوار ومسار الأزمة في ليبيا”.

غير أن ذلك لم يمنع عيسى العريبي عضو مجلس النواب الليبي المُنتخب عن مدينة بنغازي، من الدعوة إلى وقف الحوار الذي ترعاه الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وتشكيل “حكومة صقور لتواجه الإرهاب والقتلة”.

وشاطر هذه الدعوة، عبدالمنعم الوحيشي عضو المؤتمر الوطني العام المستقيل عن مدينة بنغازي الذي شدد على ضرورة تشكيل حكومة حرب للتصدي للعمليات الإرهابية التي تشهدها البلاد، قائلا في تغريدة نشرها أمس على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك إن “المعركة الآن وبالألوان الفاقعة هي معركة وجود”.

وكان عقيلة صالح رئيس البرلمان الليبي، قد أعلن أمس الجمعة، أنه لا يمانع في تشكيل حكومة وحدة وطنية، وأنه يعمل على ذلك، علما وأن مجلس الأمن الدولي يشترط تشكيل حكومة وحدة وطنية كأساس للحل في ليبيا.