النهار
الثلاثاء 24 ديسمبر 2024 04:22 صـ 23 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

حوارات

عمرو موسى .. الكبرياء السياسي

كان ولايزال متشبعا بالدبلوماسية الراقية، لا يختلف اثنان على أنه الرجل السياسي المحنك صاحب الوجه البشوش والملامح الراقية.. إنه عمرو موسى وزير الخارجية المصري الأسبق والأمين العام لجامعة الدول العربية السابق ورئيس لجنة الخمسين التى عدلت دستور مصر الجديد, والذي أعلن موقفه واضحا ودون أى لبس، إنه يرفض الترشح للبرلمان المقبل مؤكدا أن الوضع غير مريح بسبب التفرق والتشرذم الحالي بين القوى السياسية.

وقال موسى فى أسباب عدم ترشحه .. إن الانتخاب بشكلها الحالى، "والذى لا أريد أن أقول عنه «تشرذما» وإنما هو «تفرق»، يخلق جوا لا يريحنى، فلماذا يكون هناك أكثر من قائمة مدنية، فلابد أن تكون هناك أسباب أخرى لهذا وهى لا تناسبنى ولا تطمئننى، وبالتالى لا  أضع نفسى في موقف أنا غير مرتاح له وأترشح في هذا المناخ.".

هكذا الرجل كما عهدناه واضحا جليا فى مواقفه معبرا عن رأيه بتلقائية شديدة.

عائلة سياسية  

الاسم عمرو محمود أبو زيد موسى من مواليد 1936 بالقاهرة، لعائلة سياسية تنتمي إلى محافظتي القليوبية والغربية، كان والده محمود أبو زيد موسى نائباً في مجلس الأمة عن حزب الوفد ولذا فقد سلك عمرو موسى السياسة وأصر على الالتحاق بكلية الحقوق منذ صغره، وبالفعل التحق بها وحصل على إجازة في الحقوق من جامعة القاهرة 1957 والتحق بالعمل بالسلك الدبلوماسي بوزارة الخارجية المصرية عام 1958.

وعمل مديرا لإدارة الهيئات الدولية بوزارة الخارجية المصرية عام 1977 ومندوبا دائما لمصر لدى الأمم المتحدة عام 1990 ووزيراً للخارجية عام 1991 وأميناً عاماً للجامعة العربية عام 2001.

وهو سياسي ووزير الخارجية المصري الأسبق، وأمين جامعة الدول العربية العام.. تخرج في كلية الحقوق، وعمل كوزير للخارجية في مصر من 1991 إلى 2001. تم انتخابه كأمين عام لجامعة الدول العربية في مايو 2001، وحتى 2011 وقد خلفه نبيل العربي.

ترشح في انتخابات الرئاسة المصرية في عام 2012، لكنه خسر وجاء في الترتيب الخامس بحصوله على حوالي 10% من الأصوات الصحيحة.

في سبتمبر 2013 ، تم تعيينه عضوًا بلجنة الخمسين التي تم تعيينها لتعديل الدستور المصري، وانتخبه أعضاء اللجنة رئيساً لها، بعد فوزه على منافسه سامح عاشور ..

مناصب عديدة

1958عام  ملحق بوزارة الخارجية المصرية

1958  عمل بالعديد من الإدارات والبعثات المصرية. 1972البعثة المصرية لدى الأمم المتحدة.

1974ـ 1977 مستشار لدى وزير الخارجية المصري.

1990-1986 : 1981-1977 *مدير إدارة الهيئات الدولية بوزارة الخارجية المصرية..

1983 -1981  مندوب مناوب لمصر لدى الأمم المتحدة بنيويورك.

1986-1983 : سفير مصر في الهند.

1991-1990 : مندوباً دائماً لمصر لدى الأمم المتحدة بنيويورك.

2001-1991  وزيرا للخارجية المصرية.

2011-2001 : أميناً عاماً لجامعة الدول العربية.

2003 : عضو في اللجنةلرفيعة المستوى التابعة للأمم المتحدة المعنية بالتهديدات والتحديات والتغيير المتعلقة بالسلم والأمن الدوليين.

2013 :  رئيس لجنة الخمسين لتعديل الدستور المصري.

مجهودات عربية

طور عمرو موسى أداء الجامعة العربية منذ أن تولى قيادتها عام 2001 وحتى عام 2011، حيث أصبحت الجامعة العربية لها دور إقليمي هام في المنطقة العربية وتعاملت مع العديد من القضايا العربية الشائكة مثل الغزو الأمريكي للعراق.

ومن أمثلة الأمور التي أضافها السيد عمرو موسى للجامعة العربية : البرلمان العربي، صندوق دعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة، السلطة التي أعطيت للمجلس الاقتصادي والاجتماعي، وغيرها من الأمور، إلا أن السيد عمرو موسى دائماً ما يُهاجم من قبل معارضيه بأنه لم يكن على المستوى المطلوب في الجامعة العربية ولم يكن للجامعة دور ملحوظ بل إن المنطقة العربية شهدت أحداثًا جسامًا في فترة ولايته أشهرها: الغزوالأمريكي للعراق والحصار الإسرائيلي على غزة. إلا أن السيد عمرو موسى يرد دوماً على هذا الهجوم بأنه لم يتخاذل ولم يقف صامتاً إزاء هذه التطورات وندد كثيراً بالغزو الأمريكي للعراق وطالب بفك حصار غزة بل إنه قام بزيارة لقطاع غزة كانت الأولى عربياً للوساطة بين حركتي فتح وحماس وللمطالبة بكسر هذا الحصار.

أوسمة وجوائز

حصل عمرو موسى على وشاح النيل من جمهورية مصر العربية في مايو 2001.

حصل على وشاح النيلين من جمهورية السودان في يونيو 2001.

حصل على عدة أوسمة رفيعة المستوى من كل من الإكوادور والبرازيل والأرجنتين وألمانيا.

موقف موسى من 25يناير

أثناء ثورة 25 يناير قام عمرو موسى بزيارة لميدان التحرير حيث يعتصم شباب الثورة، وصرح بأنه يفكر بالترشح للرئاسة المصرية في الانتخابات القادمة، وقد اتخذ السيد عمرو موسى قراره النهائي بالترشح لرئاسة الجمهورية ووعد بطرح برنامجه الرئاسي فور فتح باب الترشح لانتخابات الرئاسة، وقد طالب موسى كثيراً بضرورة إنهاء الفترة الانتقالية في أسرع وقت؛ إذ إن استمرار هذه الفترة الانتقالية فيه ضرر كبير على استقرار مصر وضرر على أوضاعها الاقتصادية.

مبادرة

قام عمرو موسى بإطلاق مبادرة لتشكيل تحالف الأمة المصرية، وهو تحالف يجمع عددًا من الأحزاب السياسية والحركات الوطنية والثورية، بالإضافة لعدد من الشخصيات العامة الوطنية والشخصيات السياسية المعروفة في مصر أمثال : يحيى الجمل، أيمن نور، حسب الله الكفراوي - وزير الإسكان الأسبق-، وغيرهم..

وقد أجرى عمرو موسى بصفته مؤسس التحالف مشاورات مع عدد من أصحاب التيارات السياسية الأخرى بهدف دعوتهم للانضمام لتحالف الأمة المصرية وذلك في الاجتماع الذي دعا إليه أحمد البرعي وزير القوى العاملة السابق..

وكان يهدف هذا التحالف الحفاظ على  مدنية الدولة المصرية وذلك عن طريق منع سيطرة فصيل سياسي واحد على أجهزة الدولة، ووضع تصورات فيما يخص كتابة الدستور المصري، وكذلك الوصول لتحالفات انتخابية لخوض الانتخابات البرلمانية، وخلق مشاركة مجتمعية لمتابعة تطورات الأوضاع السياسية المصرية.

سفراء شمال إفريقيا

استقبل عمرو موسى، رئيس لجنة الخمسين، منذ أيام قليلة  سفراء مجموعة دول شمال أوروبا "النرويج, السويد, فنلندا والدنمارك". ودار الحوار حول العلاقات المصرية الأوروبية العريقة، وعن اهتمام الأوروبيين بمتابعة الشأن المصرى لما تمثله التطورات المصرية من تأثير كبير على التطورات فى الشرق الأوسط، وأكد السفراء أن الدول الغربية والأوروبية خاصة تتابع عن كثب سير خارطة الطريق المصرية وإنجاز الاستحقاق الأخير بانتخاب برلمان مصر ٢٠١٥، ودور هذا البرلمان فى دعم مسيرة الديمقراطية فى المنطقة على اتساعها. ومن جانبه أشاد موسى بقرار دولة السويد بتبادل العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع فلسطين وافتتاح سفارة فلسطين فى ستوكهولم رسميا وأكد ان التقدم فى حل القضية الفلسطينية يستدعى تعاون المجتمعات والحكومات الأوروبية . وعن تساؤلاتهم الخاصة بالانتخابات البرلمانية المصرية قال موسى إن الأحزاب المصرية تعمل منذ فترة على تجمع اكبر عدد من ممثليها فى قائمة واحدة مدنية وطنية لخوض الانتخابات وأن الأحزاب لا تزال تحاول حتى اليوم للتوصل الى ذلك. وأضاف موسى أن الديمقراطية بمعناها الحقيقى سوف تنطلق وتتوهج بانتخاب مجلس النواب القادم، فمصر عانت من استحواذ الحزب الواحد على معظم مقاعد البرلمان فقد كنا نرى وجها للديمقراطية دون جوهر حقيقى، ومع التعديلات الدستورية الجذرية التى أقرها دستور ٢٠١٤ فإن المنطلق الجديد للبرلمان القادم مطمئن رغم أنه ليس من المنتظر أن تكون هناك أغلبية أو حزب ذو سيطرة بل ستكون هناك تيارات متقاربة من أحزاب مختلفة عليها أن ترسم طريقها وأن تتحمل المسئولية الوطنية فى إطار إعادة بناء مصر.

عمرو موسى ونظرة اقتصادية

ألقى عمرو موسى رئيس لجنة الخمسين، محاضرة منذ  أيام بكلية القادة للأركان التابعة لوزارة الدفاع تحت عنوان "خارطة الطريق والمستقبل فى المنطقة وما حولها".

 وقال موسى خلال المحاضرة  من المهم أن نتبادل الأفكار والرؤى لأن معظمنا قلق على بلادنا وما تعيشه من أجواء صعبة شيء إيجابى، قائلا " نتابع ما يحدث بالمنطقة وما يدور فى بلادنا والمنطقة العربية التى تمر بوقت صعب، وأن من رحم صعوبة الظروف يولد الأمل فى خلق شرق أوسط جديد لأنه من الصعوبة بمكان العودة إلى ما كان فى السابق".

وتابع موسى بحسب بيان صادر عن مكتبه "أن كلمة الشرق الأوسط الجديد التى تضم المصالح المشتركة والتعليم والصحة والاتصالات والاقتصاد وغيرها لا يمكن ان تكون سلبية لأنها سلبية فقط على اصحاب المصالح فى جعل المنطقة تخطو إلى الوراء وذكر موسى:"أننا إن نظرنا عن كثب نرى الجميع يتساءل عن ملامح الشرق الأوسط الجديد، ونطرح سؤالاً، ماذا نريد من الشرق الأوسط ومن بلادنا، القرن الجديد لم يمر عليه سوى 14 عاما فقط مما يبعث الأمل فى التطور والاستقرار والعديد من الإيجابيات". وأكد موسى أن مصر حدث بها خلل كبير تزايد شيئا فشيئا حتى أدى إلى انفجار الأمور وصولا إلى 25 يناير وهذا ما طُرح وما تحدث عنه المصريون عنه قبل الثورة بكثير فكان متوقعا من قبل حدوثه لأن المشهد كان قاتما لعدة عوامل على رأسها النظرة الاقتصادية والتى وصفها بأنها لم تكن مبشرة وكان استمرار الوضع بهذا الحال..

وأضاف عمرو موسى أن المنطقة تمر بأزمة اقتصادية وأمنية والحل فى التعاون الدولى.

 الشرق الأوسط

عن التطورات فى منطقة الشرق الأوسط تحدث عمرو موسى عن موجة التغيير الثورى وأكد أنه من الاستحالة تصور عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل هذه الموجة. وأكد عمرو موسى أن الشعوب قد رفضت سوء الإدارة وطالبت بسلطات أكبر، مضيفاً أن هناك أزمة أمنية وسياسية واقتصادية فى العالم العربى تدعو إلى رؤى أوسع للتعاون الدولى ولكنها لا تعنى أبدا السماح بأى تدخل خارجى فى المنطقة. وقال موسى إن هناك العديد من التغيرات الجدية، التى حدثت فى المئة عام الماضية ومن ضمنها إقامة دولة إسرائيل رغم معارضة دول المنطقة، مما أدى لنشوء العديد من الحروب والنزاعات والصراعات والاحتقان أيضا، مضيفا أن المطلوب هو نظرة جديدة شاملة لنظام إقليمى جديد بخطوات تنهى الصراعات والاحتقان وتأخذ بالأساس رأى سكان هذه المنطقة وطموحاتهم لبناء مستقبلهم..