النهار
الأحد 22 سبتمبر 2024 04:28 مـ 19 ربيع أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
اتحاد الجولف ينشر اللعبة فى المدارس محافظ البحيرة تتابع انتظام الدراسة بعدد من مدارس إدارتي مركز وبندر دمنهور المهرجان الدولي للمونودراما يكرم ”جبار جودي” نقيب الفنانين العراقيين يوسف عمر يبدأ تصوير دوره في مسلسل مملكة الحرير حفل لذوى الهمم بمناسبة المولد النبوي الشريف على مسرح السامر انطلاق الحملة القومية لتحصين الاغنام والماعز ضد مرض طاعون المجترات وزير التعليم ومحافظ قنا يتفقدان ٨ مدارس بالمحافظة لمتابعة انتظام العام الدراسي الجديد محافظ الدقهلية يوافق على صرف الدفعة 190من قروض مشروعات شباب الخريجين القاصد يتابع بدء الدراسة بجامعة المنوفية الأهلية ويشهد فعاليات اليوم التعريفى لكلية الطب البيطرى الرئيس الإيراني يصطحب مهندس الاتفاق النووي الأمريكي معه إلي نيويورك مؤسسة حياة كريمة توزع أدوات مدرسية على الطلاب بالبحر الأحمر نتيجة تنسيق جامعة الأزهر ”أدبي بنات”.. الإعلام 82.38% والتجارة 64.44 % وشعبة الشريعة والقانون باللغة الإنجليزية 78.41%

عربي ودولي

لماذا فقد سيف الإسلام القذافي ثقة الغرب بعد اندلاع الاحتجاجات في ليبيا؟

سيف الإسلام القذافى
سيف الإسلام القذافى
يبدو أن سيف الإسلام القذافي ابن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي فقد كلمصداقية لدى الغرب كبديل لوالده ، بعد أن أكد الرئيسان الأمريكي باراك أوباماوالفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في مقال مشترك عنالأوضاع في ليبيا نشروه مؤخرا في ثلاث صحف غربية أنه لا يمكن تصور أن يلعب شخصأراد قتل شعبه دورا في الحكومة الليبية القادمة ، في إشارة واضحة إلى سيف الإسلاموليس فقط إلى العقيد القذافي.فقد كان الغرب يرى في سيف الإسلام قبل اندلاع الاحتجاجات في ليبيا وجها مقبولاكخليفة لوالده بسبب ثقافته الأجنبية لاسيما إجادته التامة للغة الإنجليزية بعد أنأمضى فترات طويلة من حياته الدراسية في بريطانيا والنمسا.ويرى المحلل السياسي الفرنسي بيير بيريجوفوا أن سيف الإسلام كان وجها مقبولالدى الغرب كوريث للحكم بعد والده خوفا من سقوط ليبيا في براثن التيار الدينيالمتطرف خاصة وأن التقارير المخابراتية الغربية أكدت أن الليبيين يساهمون بقوة فيتعزيز شوكة تنظيم القاعدة ، حيث يمثل الليبيون على سبيل المثال ثاني أكبر كتيبةجهادية في العراق بعد السعوديين ، فيما يعد الليبي أبو يحيي بمثابة الرجل الثالثفي تنظيم القاعدة بعد بن لادن والظواهري.ويضيف بيريجوفوا أن سيف الإسلام فقد القبول النسبي الذي كان يتمتع به لدىالغرب بعد أسبوع واحد فقط من اندلاع الاحتجاجات في ليبيا عندما توعد المحتجين فيشرق ليبيا في كلمة تلفزيونية في 21 فبراير الماضي بأنهار من الدم ، بعد أن كان قدقدم نفسه للغرب على أنه من أشد المؤمنين بالديمقراطية وحقوق الإنسان.وكان سيف الإسلام قد جذب انتباه الغرب للمرة الأولى عندما كرر كلمةالديمقراطية ثلاث مرات في بريطانيا في عام 2002 ردا على الإتهامات الموجهةلنظام والده بالديكتاتورية.ومن جانبها ترى مجلة لكسبريس الفرنسية أن تصريحات سيف الإسلام التي توعدفيها الثوار بأنهار من الدم دمرت في دقائق معدودة ما جاهد في بنائه طوال 10 سنواتلتجميل نظام والده في أعين الغرب وتقديم نفسه كبديل معتدل بعد القذافي ليكون حائطصد قوي أمام التيارات الإسلامية المتطرفة في ليبيا.وكان سيف الإسلام قد أكد في كلمته بينما كانت القوات الموالية للعقيد القذافيتقصف المحتجين بالأسلحة الثقيلة والطيران أن الجميع في ليبيا يساند القذافيوعلى رأسهم القوات المسلحة ، موضحا أن لن يتم التخلي عن القذافي وأن القتالسيستمر ضد المتمردين حتى آخر امرأة وآخر رصاصة.وحتى عندما تذكر سيف الإسلام أن هناك كلمة إسمها ديمقراطية فإنه عاد ونسفها منجذورها في نفس اللحظة عندما أكد أن نظام والده سيحصل على نسبة 80 % لو تم تنظيمانتخابات في ليبيا.وتقول لكسبريس إن الشىء الغريب في منطق سيف الإسلام هو أنه يحترمالديمقراطية ويمثل المعارضة والإصلاح في ليبيا طالما أن ليبيا تحت سيطرة والدهأما لو طالب الشعب الليبي بحقه في الديمقراطية واختيار من يحكمه في انتخابات حرةونزيهة فإن لغة السلاح والتهديد والوعيد والتحريض يكون لها اليد العليا في منطقه.وتعكس التصريحات التي أدلى بها سيف الإسلام في 3 مارس الماضي عدم إيمانهالحقيقي بالديمقراطية التي كان يروج لها في الغرب .. حيث يقول سيف الإسلام فيهذا الصدد عندما تسير الأمور في البلاد بشكل جيد فأنا المصلح والمعارض ولكنعندما يتجاوزون الخطوط الحمراء فسأقوم بإلقاء الحذاء على رؤسهم.وقد كان وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني واضحا تماما في رفض الغرب لسيفالإسلام كبديل لوالده عندما تناول المعلومات الصحفية التي تحدثت عن اقتراح تقدمتبه عائلة القذافي لقيادة مرحلة انتقالية في ليبيا.وقال فراتيني في هذا الصدد عقب اعتراف إيطاليا بالمجلس الوطني الإنتقالي كممثلشرعي ووحيد للشعب الليبي بحضور على العيسوي مسئول العلاقات الخارجية بالمجلسالإنتقالي في 4 أبريل بالعاصمة الإيطالية روما إن نظام طرابلس لم يعد لديهمستقبل في ليبيا وعلى القذافي أن يتنحى لأنه لم يبق أمامه وأمام عائلته سوىمغادرة ليبيا.وكان سيف الإسلام قد قدم نفسه للغرب على أنه رجل ديمقراطي منفتح عندما نشرتمؤسسته الخيرية مؤسسة القذافي العالمية للأعمال الخيرية والتنمية في سبتمبر2003 تقريرا غير مسبوق في ليبيا منذ وصول العقيد القذافي للسلطة في عام 1969اعترف فيه بحدوث انتهاكات لحقوق الإنسان على الأراضي الليبية.وقد تمكن سيف الإسلام بعد ذلك من كسب مصداقية كبيرة لدى الغرب عندما قدمتعويضات قيمتها أكثر من 6 مليارات دولار لضحايا طائرتين مدنيتين إحداهما أمريكيةوالآخرى فرنسية كان القذافي قد اتهم بتفجيرهما في عامى 1988 و 1989.كما بلغ إعجاب الغرب بسيف الإسلام ذروته عندما تولى عبر مؤسسته في عام 2007إطلاق سراح مجموعة من الممرضات البلغاريات احتجزن في ليبيا لمدة 8 سنوات بتهمةنقل فيروس الإيدز لأطفال ليبيين.كما أحدث سيف الإسلام نقلة غير مسبوقة في المجال الصحفي والإعلامي في ليبيا فيعام 2007 عندما أطلق أول قناة تلفزيونية خاصة إضافة إلى صحيفتين خاصتين غير أنالمعارضين لحرية الصحافة في ليبيا نجحوا في إغلاق القناة والصحيفتين أو تأميمهما.كما أعلنت مؤسسته في ديسمبر 2009 الانسحاب من الحياة السياسية في ليبياوالاكتفاء بالأعمال الخيرية في الخارج.وقد أدى هذا التراجع في نشاط سيف الإسلام إلى تسريب معلومات مفاداها أن العقيدالقذافي هو الذي أجبر سيف الإسلام على التراجع على الخطوات الديمقراطية التياتخذها لدرجة أن البعض أكد أن القذافي هدد سيف الإسلام باستبداله كوريث محتمل لهبأخيه الأصغر المعتصم.وتنفي مجلة لوبوان الفرنسية صحة المعلومات التي تحدثت عن حدوث خلاف شديد بينالعقيد القذافي وسيف الإسلام .. مؤكدة أن سيف الإسلام ظل في قلب النظام الليبيبوصفه الوجه المقبول لدى الغرب ، واستشهدت المجلة في ذلك باستقبال سيف الإسلاملمجموعة من صحفييها في مارس 2010 في مكتب رئيس وزراء ليبيا الفاخر في قلب العاصمةالليبية طرابلس وليس في مكتب خاص به.كما تأكد ذلك بوضوح بتصدر سيف الإسلام للمشهد الليبي منذ أن اندلعت الاحتجاجاتفي ليبيا في 17 فبراير الماضي فهو الذي يهدد ويتوعد المحتجين مثلما تولى مهمةمهاجمة الغرب فهو الذي اتهم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بالرشوة وطالبه بإعادةالأموال التي أخذها من ليبيا لتمويل حملته الإنتخابية في عام 2007 مثلما وصفالأمريكيين بالإرهابيين لمشاركتهم في قصف القوات الليبية التي هددت بتصفيةالمحتجين.وكان سيف الإسلام قد التزم الصمت لفترة من الوقت عقب قيام قوات التحالف بقصفليبيا في 19 مارس الماضي إلا أنه عاد للظهور نافيا أن يكون ذلك وليد الخوف ..مؤكدا في تصريحات صحفية أنه لا يخاف.ويبقى السؤال المهم وهو هل لا تزال الدول الغربية تراهن على سيف الإسلام كبديللوالده بوصفه القادر على منع ليبيا من السقوط في براثن التيار المتطرف لاعتدالهوثفافته الغربية أم أن الأحداث الأخيرة أقنعتها بأن سيف الإسلام ما هو إلا صورةمكررة من والده وأن الوقت قد حان لتهيئة المناخ أمام المجلس الوطني الإنتقاليلتولي مقاليد السلطة في ليبيا؟ .. من يتابع تطور الأحداث بدقة في ليبيا يتبين لهبوضوح أن الغرب لم يعد يراهن على سيف الإسلام ولو حتى بنسبة ضئيلة.