الإسباني خوان جويتسلو تأثر بالمدافن المصرية والأضرحة المغربية في كتابه
كتبت: نورهان عبداللهصرحت الكاتبة والدكتورة هيام عبده مترجمة كتاب مقاربات لغاودي في كبادوكيا للكاتب الإسباني خوان جويتسولو عن زيارة الكاتب لثلاث دول إسلامية هى تركيا والمغرب ومصر , حيث ينطلق الكاتب الإسباني خوان جويتسولو من قاعدة واحدة قد تكون العامل المشترك في كل اعماله الأدبية والتي تتمثل في كيفية تحليل ثقافة مجتمعات أخرى من ثقافته التي يراها ووجهة نظره .وأضافت هيام عبده مدرس الأدب الإسباني بجامعة حلوان قائلة خلال اللقاء الذي عقد مساء أمس الخميس 14 أبريل بالمركز القومي للترجمة وبحضور الكاتب الإسباني خوان جويتسولو والدكتورة نادية جمال الدين والتي قامت بمراجعة الكتاب والسفير الإسباني فيدل سيندا جورتا , ولويس خابيير رويث سييرا مدير معهد سربانتس في القاهرة ، والدكتور فيصل يونس مدير المركز القومي للترجمة , ومحمد أبو العطا استاذ الادب الإسباني بكلية الالسن , والروائي الكبير والكاتب جمال الغيطاني فتؤكد المترجمة قائلة زار الكاتب مصر حيث اتجه مباشرة للمقابر والمدافن وعاش فيها فأنبهر بالتعايش المتناسق بين الأحياء والأموات وبدأ يقارن بين مفهوم الموت عندهم في الغرب وبين المجتمعات العربية وخاصة مصر .ووضحت المترجمة هيام عبده من جانب آخر أن الإسباني خوان جويتسولو وصف المقابر في الغرب على إنها بعيدة جداً حيث يدفن الميت بشكل سريع ثم يهربون وكأنهم يريدون قطع الصلة مابين الحى والميت عكس المقابر في مصر ,فبعد أن عايش الكاتب خوان جويتسولو الوضع برزت له حالة التعايش بين الأحياء والموتى مشيرة أن قراءة الإسباني خوان للكاتبين الصوفيين الإسبانيين منذ القرن السادس عشر سان خوان دي لاكروث ,, وسانت تريس دابيلا قد ساعدتاه كثيراً في فهم طبيعة الاحداث .وأضافت هيام عبده قائلة كذلك لفت نظرالإسباني خوان جويتسولو في المغرب إعادة التبرك بالاضرحة والأولياء مشيرة إلى وجود مثل هذه الاضرحة على شكل مولد في اسبانيا وخاصة الإحتفال بالقديسين حيث وصف الإسباني جويتسولو أن الذهاب لهذه المواسم والتبارك بها هى في الأساس طريقة جميلة للتخلص من ضغوطات الحياة , وتواصل بين الأنشطة الثقافية المختلفة و بين الطبقات وبعضها فلم يجد فيها الكاتب نوع من التقاليد البالية .أما في تركيا انبهر الكاتب بمنطقة كابادوكيا والتي تقع في جنوب تركيا وخاصة مشاكل الآثار وتأكلها من فعل عوامل الرياح المختلفة وصادف خوان المعماري الأسباني جودي وهو مهندس معماري شهير حيث تفخر مدينة برشلونة الإسبانية بأعماله , فرأى الكاتب خوان أن كما لو كانت كابادوكيا هى المعادل الطبيعي لأعمال جودي الإسباني .وحول عنصرالمصارعة التي ابهرت الكاتب الإسباني خوان جوتسيولو هى المصارعة التركية البدائية والتي يدهن فيها المصارعان أجسادهم بزيوت تأهباً لبدء النزاع حيث اعتبرها الكاتب مصارعة من اصعب الانواع .وقال الكاتب خوان جويتسولو إنه لم يستطع فهم هذه الاشياء إلا عن طريق قراءة أعمال للشاعر الإسباني من القرن السابع عشر يدعىجون جرا والأبيات فيها تراقب وتصوير دقيق للمصارعين المتلاحمين مع بعض , والتي تعد فكرة كتابه غاودي في كبادوكيا فتبرز رؤيته للمجتمعات الثقافية الأخرى حسب ثقافته .أما عن الصعوبات التي واجهتها قالت المترجمة هيام عبده أن الكاتب خوان جويتسولو ليس بالسهولة المتوقعة مشيرة أن المجتمع الإسباني وخاصة الكتاب والروائيين منهم لم يكن من السهل قراءة أعمالهم والتي تتميز بوجود وثائق لإنه بينطلق من قاعدة ثقافية ففي الكتاب إشارة لأدق التفاصيل , ومن الصعوبات الأخرى ايضاً التي واجهتها ثقافة الكاتب موسوعية وكبيرة جداً وعالمية تعمل على التوثيق الدقيق ,وعن ترجمة الكتاب قالت لقد جاءت عشر كتب للمركز القومي للترجمة حتى يتم ترجمتها ووقع اختيارها على الكاتب الإسباني خوان جويتسولو .وكتاب مقاربات لغاودي في كبادوكيا يتضمن مجموعة مقالات للكاتب تعكس صورًا لعالم ساحر، يحاول فيها إيجاد مقاربات بين فضاءات حضارية وتقاليد ومشاهد تراثية وفنية إسلامية وإسبانية، من خلال رؤى جديدة تهدف إلى خلق أسمى الحضارات الإنسانية التي تعبر عن نفسها، مؤلفة من مجموع كل الحضارات. ويبرز الكاتب في المقالات الأثر العميق للثقافة الإسلامية في الثقافة الإسبانية، كما يتضمن الكتاب مقالاً يعكس انطباعات جويتسولو عن رحلة لمدينة القاهرة، يقارب فيها بين تجربة إقامته في المقابر بالقاهرة وبين قراءته للقديس الإسباني سان خوان دي لاكروث وشعراء الصوفية .واختتم اللقاء بتوقيع أعمال الكاتب التي تجاوزت ال50 عملاً مابين الرواية والرؤية النقدية والمقالات المتعددة واخيراً كتاب غاودي في كبادوكيا ووسط حضور جمهور من الإسبان ومحبى الكاتب ..