النهار
الجمعة 27 سبتمبر 2024 08:18 مـ 24 ربيع أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

"25 يناير" دفعت الليبيين الى "17 فبراير"

مصر فى قلب الثورة الليبية

ما إن يعرف الثوار الليبيون انك مصرى حتى ترى إبتسامة و فرحة على وجوههمويبادرونك بالقول أهلا بأخوالنا..فالشعب الليبى يثمن ماقدمته الثورة المصرية لهمن تشجيع معنوى للقيام بثورته،بالإضافة إلى مايقدمه الشعب المصرى من مساعداتإنسانية للثوار الليبيين.والمتابع لما يجرى على هامش الثورة الليبية يجد أنها شديدة التأثر بما فعلهشباب ثورة 25 يناير،فبداية ثورة 17 فبراير كانت للمطالبة بإصلاحات إجتماعيةوسياسية قبل أن تتصاعد طموحات المطالب إلى رحيل النظام.وبدات الثورة الليبية سلمية تماما كبداية الثورة المصرية وحاول الشبابالليبيون الحفاظ على ثورتهم سلمية حتى بدأ القذافى ومرتزقته فى ضربهم بالأسلحةالثقيلة فلم يجدوا بدا من اللجوء دفاعا عن أنفسهم .واجتهد الثوار الليبيون فى إستلهام الثورة المصرية فاطلقوا على جزء كورنيشبنغازى المقابل لمجمع محاكم شمال بنغازى اسم ساحة التحرير فيما رددوا شعاراتمشابهة لتلك التى أطلقها الثوار المصريون مع بعض التعديل كهتافارحل يعنى حل...الشعب الليبى مل أو شعار لا للتخريب كما استلهموا فكرة اللجان الشعبية لحمايةالمدينة من أى هجمات ومحتملة من مرتزقة أو بلطجية القذافى .وبعد الهدوء النسبى للوضع فى بنغازى بدأ الشباب فى تكوين مجموعات لتنظيف ساحةالتحرير،متخذين مما قام به أقرانهم فى مصر بعد نجاح ثورتهم بتنظيف ميدان التحريرمثالا يحتذى .ويرى الليبيون أنه لولا نجاح ثورتى تونس ومصر لما استطاعوا القيام بثورتهممشبهين مصر وتونس بجناحى الطائر اللذين ساعداه على التحليق،إلا أن الثورة المصريةكانت ذات تأثير أعمق لما لمصر من مكانة خاصة لدى الليبيين بحكم العلاقاتالتاريخية وزواج الآلاف من الليبيين والليبيات من مصريين.كما يحتفظ الليبيون فى ذاكراتهم أن مصر احتضنت مع تونس أيضا كفاحهم ضدالإستعمار الإيطالى كما كانت مصر مقر القيادة السياسية للحركة الليبية للكفاح ضدالإستعمار الايطالى بقيادة الملك إدريس السنوسى.ويتذكر شباب ليبيا متابعتهم لأحداث الثورة الليبية فيقول زهير البراسى إنهوأصدقائه كانوا يبكون عندما كانوا يتلقون خبرا عن ضحايا الثورة المصرية كماأصيبوا بالهلع يوم موقعة الجمل خوفا من ضياع الثورة المصرية .ويتذكر الثائر الشاب هشام أن الليبيين كانوا يضعون يدهم على قلوبهم أن يأتىيوم 17 فبراير،وهو اليوم الذى حددوه لبدء حركتهم الإحتجاجية،قبل أن تنجح الثورةالمصرية وهو ما يعنى إجهاض حركتهم .ولا يتوقف الليبيون عن التوجه بالشكر للمصريين لما قدموه من دعم لثورتهموبالأخص قوافل الإغاثة الإنسانية والطبية،علاوة على فتح الحدود لليبيين حتى الذينلا يحملون بطاقات هوية.. كما يثمنون إستقبال مصر ضحايا قصف القذافى للمدنيينالليبيين فى المستشفيات المصرية.وقال الداعية الإسلامى الشيخ محمد بوسدرة إن مصر قدمت لليبيين كل شىء ماعداالسلاح، معتبرا أن ماتقدمه مصر هو جميل لا يمكن رده..وأكد أن العديد من أصدقائهالمصريين الذين يقيمون فى ليبيا منذ مدة طويلة رفضوا ترك البلاد فى هذا الظرفالصعب بل أن الكثير منهم انضم للثوار على الجبهة .من جهتها وجهت إيمان بوقعيقيص، طبيبة الأسنان والناشطة السياسية والمتحدثةالسابقة للمجلس الإنتقالى الوطنى الليبى العتاب للحكومة المصرية على عدم إتخاذموقف قوى ضد القذافى..وقالت:إن مصر هى الرائدة وهى الأخت الكبرى للدول العربيةويجب على الحكومة المصرية،التى جاءت بإختيار الشعب المصرى التعبير عن مشاعر هذاالشعب فالفترة القادمة هى فترة حكم الشعوب.وأكدت الدكتورة إيمان ثقتها فى أن الحكومة المصرية تواجه العديد من الملفاتالداخلية الشائكة مما يجعلها بعيدة نسبيا عن الملفات الخارجية حاليا..إلا رأت أنالشأن الليبى يعد أحد الشئون الداخلية المصرية .وشدت الدكتورة إيمان على أن العمالة المصرية ستكون دائما موضع ترحاب فى ليبياالجديدة الحرة والديمقراطية وأنها ستتمتع بما لليبيين من حقوق على عكس ماكان يحدثفى عهد القذافى.