النهار
السبت 5 أكتوبر 2024 09:14 صـ 2 ربيع آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

ثقافة

ديكتاتورية الشعر الأسود لـ”محمد محفوظ”

عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة، يصدر هذا الأسبوع المجموعة القصصية ديكتاتورية الشَّعر الأسود لـ د. محمد محفوظ ، وتقع المجموعة فى 84 صفحة من القطع المتوسط، وتضم 14 نصًا قصصيًا قصيرًا.ديكتاتورية الشَّعر الأسود مجموعة قصصية تمتلك طابعها الخاص؛ الذي يجعلها تخوض في أرض وعرة ملغومة بأوثان وأصنام الديكتاتورية والإستبداد؛ لتكشف في قصصها التي قد تبدو قصيرة ولكنها طويلة وممتدة بعمر موكب الطغيان عن الوجه القبيح للتشبث بالسلطة والإفتتان بهافترسم في صورة مجسمة الأقنعة التي قد يختفي وراءها هذا الوجه، وتفتش في الصندوق المدموغ بخاتم السلطة عن الأحلام المكبوتة وخيارات الجماهير المزورة، وتطوف بلا وجل حول الكرسي المربوط في بلاط الحكم بسلاسل القهر والترويع، وترنو في شوق وأمل إلى الباب المنتصب في مهب التاريخ والذي لا ينفتح إلا لمن يفهمون الرسالة عندما تتجلى آياتها؛ ومن يعلمون أن الثمن قد يكون فادحًا لو كانت قيمته تساوى إنكسار، وأن الطريق حتمًا سيكون بلا معنى لو لم نحدد فيه الإتجاهالمجموعة القصصية ديكتاتورية الشَّعر الأسود هي إمتداد لرؤية الكاتب والروائي الدكتور محمد محفوظ والتي بدأها بروايته النبوءة العزبة والصادرة العام الماضي عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام، وهي الرواية التي إستشرفت الكثير من معالم ثورة الشعب المصري الراهنة التي بوغتنا بها جميعًا، ولكنها كانت حاضرة بمعظم تجلياتها في أحداث الروايةوهذه الرؤية الممتدة تسعى في دأب لتجسم بثور القهر والإستبداد التي شوهت جسد ووجه المجتمع المصرييفتتح محفوظ مجموعته بعبارةإذا طالت مدة بقاءك في السلطةفأنت تُخاطر بأن ترى معظم منجزاتكوهي تنهار واحدة تلو الأخرىبين يديكوهو المقطع الذي جاء على الغلاف الخلفي للمجموعة وبأسفله عبارةالشعب مايقفش عشان الرئيس لكن الرئيس يقف عشان الشعبالمجموعة تضم أربع عشرة قصة؛ هى صورة مجسمة، الموكب، ديكتاتورية الشَّعر الأسود،الخطاب، الرسالة، القاعة، النظام، الباب، فرافير وطراطير على سلم مجلس الدولة، الثمن، إنكسار، الإتجاهمن ديكتاتورية الشَّعر الأسود نقرأ بعض سطورهولكن الغصة كانت تضخ مرارةً داخل حلقه، وهو يطالع سواد شعره يعلو ملامح وجهه التي تهدلت وتجعدت وكساها الوهن، وأصبحت تتباين بشحوبها مع هذا السواد، وكالبرق انعكست هيئة ابنه - وهو يمر من خلفه - على سطح المرآة؛ بقامته المنتصبة، ووجهه الناطق بالشباب تعلوه خصلات فاحمة السواد، فلمعت عيناه؛ ووسوست له نفسه بأن : توريث الأبناء هو إمتداد ودوام وإستمرار لصفات ومسيرة الآباء