النهار
السبت 26 أكتوبر 2024 11:26 مـ 23 ربيع آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

فن

الفقي : ” اقباط ومسلمون” منشور تحريضي للمسيحيين ويفتقر الي الموضوعية

انتقد د. مصطفى الفقى رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب كتاب اقباط ومسلمون الصادر مؤخرا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب واعتبره سلاح ذو حدين ورسالة موجهة لاقباط مصر تشهد باضطهادهم علي مر التاريخ .واشار الي ان الكتاب يفتقر الي الموضوعية حيث يبدأ بعبارة مدلسة من خلال قول المؤلف لست قبطيا ولا مسلما وهو قبطي الديانة مؤكدا ان طبعته الأولى صدرت عام 1951 في ظل حكم الأسرة العلوية لمصر والعلاقة انذاك لم تكن جيدة بين الأقباط والمسلمين ووقعت كثير من المظالم على الأقباط في مصر والعالم.وقال ان الكتاب يسلط الضوء علي الظلم الواقع علي المسيحيين باعتبارهم اقليات واصفا اياه بمثابة منشور تحريضى يقول للأقباط أن التاريخ شاهد عيان علي اضطهادهم واضاف الفقي :يجب نشر نقد تحليلى مصاحبا للكتاب شريطة ان يتميز بالتوازن ويعرض الجانب السلبى والجانب الايجابى معا فيما يتناول الكتاب الحقائق التاريخية من خلال رؤرية صائبة واخري سلبية تفتقر الي حقائق وشهرته نالها من توجهات كاتبه .، مشيرا الي ان ثمة اخطاء تقع علي الجانبين المسلم والمسيحي فالقبطى لديه إحساس داخلى بالاضطهاد وكذلك رد فعل الجانب الاسلامى عنيف وليس لديه ما يبرره..وعن مشكلة بناء الكنائس وعدم السماح بترخيصها قال الفقى:أن المواءمة بين الطرفين هى افضل الحلول المفترحة الآن أما القانون الموحد لدور العبادة سيعطل بناء الكنائس، وعلي جانب اخر فالمشاكل الموجودة الآن فى المجتمع كالبطالة وغياب الديمقراطية تصنف كقضايا عامة وليست قضايا طائفية .جاء ذلك فى بداية الموسم الثقافى للهيئة المصرية العامة للكتاب من خلال ندوة عقدت بهيئة الكتاب لمناقشة كتاب أقباط ومسلمون منذ الفتح العربى حتى عام 1922 تأليف جاك تاجر وشارك فى الندوة ،د.قاسم عبده قاسم، ومقدمى الكتاب د. محمد عفيفى وسمير مرقس وأدارها د. محمد صابر عرب رئيس هية الكتاب الذي اكد ان مشكلة الطائفية في مصر لن يتاتي حلها من جانب الدولة وحدها مشيرا الي ضرورة تثقفيف وتوعية افراد الشعب فيما اسماه بفكر المصالحة ونشر الثقافة بين افراد المجتمع والاحزاب المختلفةوقال عرب : ان الكتاب يستعرض تاريخ العلاقة بين الأقباط والمسلمين حيث اثار جدلا كبيرا منذ صدوره في مطلع النصف الثاني من القرن المنصرم ويقدم رؤية شاملة للتاريخ المصرى بعنصري امته علي مدار حقبات زمنية طويلة.ومن جانبه قال المفكر والمؤرخ د. قاسم عبده قاسم :أن الكتاب ينقسم الي قسمين: الشق الأول يتعلق بالكتاب كونه ينتمي الي الكتابة العلمية وفي هذا الاطار يفتقر الي الاسس العلمية ويحاول قولبة التاريخ من وجهة نظره فيما يجب النظر الي كل المصادر والتاريخ السابق للاقباط وعلاقتهم بالمسلمين .والشق الثانى يتعلق بما يسمي بالقراءة الانتقائية للتاريخ و استشهاداته التى ساقها من القرآن الكريم وتعتمد علي الانتقائية تماما ،وأضاف د.قاسم : لابد من الاعتدال المتبادل بين مسلمي واقباط الامة للتعايش علي ارض الوطن في سلام ومحبة مشيرا الي ان الشعب المصري شعب واحد متعدد الديانات ومعرفة المذاهب تستلزم فهم لنسيج العلاقات بين الطرفين وفهم افكار كل منهما وصفاته الدينية قبل الدخول في مسألة المذهباما الكاتب د. محمد عفيفى اشار ان عددا من المواقع القبطية على الانترنت شنت حربا علي الكتاب باعتباره يرسخ لفكرة اضطهاد الأقباط وعلي الجانب الاخر نشرت بعض المواقع الإسلامية اجزاء من الكتاب التي تكشف عن عداء الاقباط للمسلمين ومن ثم جاءت فكرة اعادة نشر الكتاب لوقف هذه الحرب والرد علي الادعاءات والحقائق ومايدور بذهن العامة من الجانبين .وقال :هذه الندوة هى النتيجة الوحيدة لإعادة طباعة الكتاب فقد حقق الغرض منه مشيرا الي ان اعادة طبع الكتاب خلق حالة من إثارة نقاش علمي حقيقي حول ماهيته ، واعرب عفيفي عن امنيته أن يكون الكتاب بداية لسلسلة ندوات عن الوحدة الوطنية من شأنها ان توقف الحرب والجدل الموجود على الشبكة العنكبوتية (الانترنت) .سمير مرقس قال : لدينا كتابات كثيرة عن تطور العلاقة بين الأقباط والمسلمين فى مصر ولا مانع من كتابة التاريخ لكن دون انفصال أو تعدد للتناول التاريخي للاحداث مؤكدا : الكتاب به عورات وثغرات كثيرة ويتسم بالطابع الديني المباشر واتفق مع رؤية د مصطفي الفقي أن العلاقة بين الأقباط والمسلمين لم تكن طيبة فى الوقت الذى طبع فيه الكتاب ، فيما يفسر انقسام المسيحين حول الكتاب فبعضهم يرونه مهما والبعض الاخر يصنفه بالمغلوط والمحرض علي اضطهاد المسيحيين ،اما الواقع السياسى يستبعد هذا النوع من الكتابات انطلاقا من رؤية تقول بان الكتابة تسهم فى إعادة توحيد الوجدان وانعاش الذاكرة المصرية بما يفيد فكرة المواطنة فالأصل العرقى واحد رغم اختلاف الأديان.