النهار
الخميس 24 أكتوبر 2024 02:13 مـ 21 ربيع آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
رئيس جامعة أسيوط يعيد تشكيل مجلس إدارة مركز التحكيم بكلية الحقوق ورشة عمل حول: ”الجديد في مجال التدفق الخلوي” بمعهد جنوب مصر للأورام ”إستخدام قواعد البيانات المتوفرة ببنك المعرفة المصري”.. ورشة عمل بجامعة بنها محافظ كفر الشيخ: تكثيف أعمال النظافة بدسوق استعدادًا لليلة الختامية لمولد القطب الإبراهيمي لإتجاره في كوكتيل من المواد المخدرة... المؤبد لتاجر خضار بشبين القناطر برلماني: كلمة الرئيس بقمة بريكس أكدت اهتمام مصر بدعم حق الدول النامية في التنمية فتح باب الترشح لجوائز جامعة عين شمس التقديرية والتشجيعية والرواد والتقديرية للمرأة 2024 البورصة تواصل صعودها بمنتصف التعاملات بنسبة 014% حديد عز تؤكد توقيعها اتفاق نوايا إطاري للتشاور والتعاون مع الحكومة مجلس الوزراء يوافق على تعاقد جهاز شئون البيئة التابع لوزارة البيئة مع جامعة القاهرة لرفع كفاءة محطات شبكة ملوثات الهواء السفير عزت سعد : نظرية ”التحديث الصيني النمط” تحظى باهتمام وقبول البلدان النامية بما فيها العالم العربي ومصر شي وي دونغ: نتطلع إلى مزيد من التعاون الصيني مع دور النشر والمؤسسات الثقافية في مصر

صحافة عالمية

توماس فريدمان ”داعش والسيسي ” وجهان لعملة واحدة

تحت عنوان "داعش والسيسي" كتب الصحفي الامريكي توماس فريدمان مقالا بصحيفه نيويورك تايمز، لافتا الي التشابه في الحروف الانجليزيه لكل من الدولة الإسلامية في العراق والشام ISIS، وبين الرئيس عبد الفتاح السيسي SISI، ولم يقتصر التشابه الذي اورده مقال فريدمان علي الاسمين، بل نقل عن محللين سياسيين قولهم: ان نموذجي حكم داعش والسيسي انما هما وجهان لعمله واحده، عنوانها الفشل.

قدم لنا الشهر الماضي ما وصفته المحلله الاسرائيليه اوريت بيرلوف بنموذجي حكم عربيين مهيمنين، الا وهما داعش والسيسي.

داعش بالقطع، هي الدوله الاسلاميه في العراق والشام، تلك الميليشيا السُنيه المتعطشه للدماء، التي شكلت دوله جديده من المناطق السنيه في سوريا والعراق، اما السيسي فاعني به بالقطع عبد الفتاح السيسي الرئيس والرجل القوي لمصر، والذي تزامنت بدايات نظامه مع حكم مخز هذا الاسبوع بحبس ثلاثه صحفيين من شبكه الجزيره، في اتهامات ملفقه بوضوح.

وتقول بيرلوف، الباحثه بمعهد دراسات الامن القومي بجامعه تل ابيب في مجال لشبكات الاجتماعيه للشرق الاوسط، ان داعش والسيسي وجهان لعمله واحده، احدهما يتخذ "الله" حَكَما للحياه السياسيه، والاخر يتخذ "الدوله القوميه" بمثابه الحكم.

كلاهما فشلا، وسوف يستمران في ذلك الاخفاق، فبقاؤهما في السلطه يرتبط باستخدام الاكراه، بسبب عدم استطاعتهما تقديم اكثر ما يحتاجه الشباب العربي والمسلمين، الا وهو التعليم والحريه والوظائف، اللازمه للتعرف علي امكانياتهم، وقدراتهم علي المشاركه، في الحياه السياسيه لكليهما، كمواطنين متساويين.

" سوف ننتظر جيلا جديدا يضع المجتمع في المنتصف، جيل مسلم عربي جديد لا يسال "كيف يمكن ان نخدم الله، وكيف يمكن ان نخدم الدوله، ولكن كيف يمكنهما خدمتنا"، بحسب بيرلوف.

الباحثه الاسرائيليه تري ان مثل هذين النموذجين الحاكمين، داعش حيث التطرف الاسلامي، الذي يحركه الحرب ضد "الكفار" و "المارقين"، وهو ما يشير اليه المتطرفون السنه بـ "الشيعه"، والقوميه المتطرفه، المدفوعه بالحرب ضد "الارهابيين" الاسلاميين، او من تطلق عليهم الدوله المصريه "الاخوان المسلمين" بحاجه الي افساح المجال لخيار ثالث مبني علي التعدديه في المجتمع، والدين والفكر.

العالم العربي بحاجه الي ثقب خرافتي الدوله العسكريه (السيسي)، والدوله الاسلاميه (داعش)، بما يجلب الرخاء والاستقرار والكرامه. فقط عندما يعترف عموم السكان، كما تشير بيرلوف، ان كلا الحكمين حقق فشلا، ولم يعودا نموذجين عمليين، سيكون هناك انذاك فرصه لتلك المنطقه للانتقال الي القرن الواحد والعشرين.

الوضع ليس كئيبًا بصوره كليه، فلديك نموذجان ناشئان، كلاهما سهل الكسر، وليس تاما، تمكنت خلالهما دولتان شرق اوسطيتان من بناء نظام حكم ديمقراطي لائق، يعتمد علي المجتمع، مع بعض اشكال التعدديه السياسيه والثقافيه والدينيه. وهما تونس وكردستان. كلا النموذجين يتقدمان، لكن المهم انهما بزغا من المجتمعات ذاتها. كما ان لديك ايضا ممالك ناعمه نسبيا، مثل الاردن والمغرب، اللتين تسمحان ببعض المعارضه، والحكم القائم علي المشاركه، ولا تحكمان بذات وحشيه المستبدين العلمانيين.

ويقول مروان المعشر، وزير خارجيه الاردن الاسبق، ومؤلف كتاب "الصحوه العربيه الثانيه، ومعركه التعدديه": كل من النموذج الاستبدادي العلماني، الممثل حديثا في السيسي، والنموذج الديني المتطرف، الممثل حاليا في داعش، اثبتا فشلهما"، لقد فشلا لكونهما لم يخاطبا الاحتياجات الحقيقيه لشعوبهما المتمثله في تحسين جوده الحياه، علي الصعيدين الاقتصادي والتنموي، او في شعور الشعوب بانهم جزء من عمله صنع القرار. كلا النموذجين القائمان عن الاستبعاد، يقدمان نفسيهما باعتبارهما حاملين للحقيقه المطلقه، ويدعيان انهما الحل لكافه مشكلات المجتمع".

واضاف المعشر: “ لكن الشعب العربي ليس "غبيا"، فبينما سوف نستمر في مشاهده خطابات استبعاديه في العديد في الكثير من ارجاء العالم العربي، لكن النتائج النهائيه سوف تنبع من سياسات الشمول، التي تمنح كافه القوي حصه في النظام، بما يحقق الاستقرار، والتوازن، والرفاهيه..داعش والسيسي لا يستطيعان الانتصار. ولكن لسوء الحظ، قد يتم استنفاذ كافه الخيارات الاخري، قبل نمو الكتله الحرجه.. هذا هو التحدي الذي يواجه الجيل الجديد في العالم العربي، حيث 70 % من التعداد السكاني تحت 30 عامًا.. الجيل القديم، العلماني او الديني، لا يبدو انه تعلم شيئا من فشل عهد ما بعد الاستقلال في تحقيق تنميه راسخه، او من خطوره سياسات الاستبعاد".

بالفعل، العراق التي تاسست عام 1921، ذهبت مع الريح، ومصر الجديده التي كانت في مخيله ميدان التحرير، ولدت ميته. العديد من القاده واتباعهم في كلا المجتمعين يعتزمان نسج افكارهم الفاشله الباليه من جديد، قبل، ان يختاروا، امل ذلك، الفكره الوحيده التي يمكن ان تعمل، الا وهي التعدديه في السياسه والتعليم والدين، ولا اعلم كم يستغرق ذلك.

نحن نميل الي تاويل كل شيء علينا "يقصد علي الغرب"، ولكن ليس كل شيء يرتبط بنا، نعم فعلنا الكثير من الاشياء الجاهله في العراق ومصر، لكننا ساعدنا ايضا في فتح ابوابهم نحو مستقبل مختلف.

للمضي قدما نحو الامام، حينما نري اشخاصا ملتزمون بالتعدديه، يجب ان ندعمهم، وكذلك يستوجب علينا حمايه المساحات الاخلاقيه، عندما نراها مهدده، لكن الامر بشكل اساسي يتعلق بهم، يتعلق بحاجتهم الي التعلم، والعيش معا بدون قبضه حديديه، ولن يحدث ذلك الا عندما يريدون حدوثه.