ليلة بكى فيها الإخوان بعد لقاء الملك عبدالله والسيسي
منذ 30 يونيو وخادم الحرمين الشريفين اختار أن يكون الأول والأقوى والمتفرد فى دعم ومساندة مصر التى كانت تواجه مؤامرة عاصفة فحرك رجاله وأرسل رسائله القوية للغرب والتى كان لها أثرها القوى فى تغير مواقف هذه الدول مما يجرى فى مصر كما أمر بدعم اقتصادى كبير ومتواصل ساهم فى تجنيب مصر مخاطر عديدة من أزمة اقتصادية عاصفة وهكذا يواصل الملك مواقفه كصانع تاريخ حيث هبطت طائرة خادم الحرمين الشريفين فى مطار القاهرة، مساء الجمعة الماضى فى مشهد عميق الدلالة فى لقاء غير مسبوق بين زعيمين عربيين كبيرين ، حيث توجه الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى الطائرة، وصعد إليها.ليسجل التاريخ لحظة نادرة لأرفع زيارة لمسؤول عربى إلى مصر منذ انتخاب السيسى رئيسا حيث كان خادم الحرمين الشريفين عائداً من مدينة الدار البيضاء المغربية بعد إجازة خاصة قضاها فى المملكة المغربية.
وقد ضم الوفد الرسمى المرافق للملك عبدالله فى زيارة مصر، وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، ورئيس مجلس الأمن الوطنى الأمير بندر بن سلطان، إضافة إلى عدد من المسئولين البارزين من المملكة وقد صدق السفير السعودى لدى مصر أحمد قطان عندما اكد أن زيارة خادم الحرمين الشريفين للقاهرة مساء الجمعة تعد زيارة تاريخية.
وأشار السفير قطان إلى أن الزيارة لها دلالات وأبعاد ورسائل عديدة أولها تهنئة الرئيس المصرى بمناسبة انتخابه، والأمر الثانى التأكيد على دعم المملكة العربية السعودية القوى لمصر وشعبها خاصة فى هذه المرحلة الحساسة التى تمر بها مصر .
وشدد قطان على أن المملكة العربية السعودية ومصر هما جناحا هذه الأمة ومن هنا تأتى أهمية هذه الزيارة لتنسيق كافة المواقف بين قيادتى البلدين، حيث كان خادم الحرمين قد دعا خلال برقية تهنئة للرئيس عبدالفتاح السيسى بمناسبة فوزه بالانتخابات الرئاسية المصرية إلى مؤتمر لأشقاء وأصدقاء مصر للمانحين، لمساعدتها فى تجاوز أزمتها الاقتصادية، وليعلم كل منا أن من يتخاذل اليوم عن تلبية هذا الواجب وهو قادر مقتدر - بفضل من الله - فإنه لا مكان له غداً بيننا إذا ما ألمّت به المحن وأحاطت به الأزمات.
وناشد كل الأشقاء والأصدقاء الابتعاد والنأى بأنفسهم عن شئون مصر الداخلية بأى شكل من الأشكال، فالمساس بمصر يعد مساساً بالإسلام والعروبة، وهو فى ذات الوقت مساس بالمملكة العربية السعودية، وهو مبدأ لا نقبل المساومة عليه، أو النقاش حوله تحت أى ظرف كان .
وهنا يطرح السؤال نفسه ماذا جرى فى لقاء الزعيمين الكبيرين ؟ هذا ما سوف نعرض له بالتفاصيل فى هذه السطور :-
`Wكاميرات العالم نقلت عناق الملك والسيسى فوق الطائرة الملكية
على متن الطائرة الملكية عقدت جلسة محادثات ثنائية ضمت وفدى البلدين مصر والسعودية ، أعقبها لقاء منفرد بين خادم الحرمين والرئيس عبدالفتاح السيسى و قد استمر اللقاء نحو 40 دقيقة. وأظهرت لقطات بثها التلفزيون صعود السيسى ورئيس الوزراء إبراهيم محلب إلى الطائرة الملكية، وبدا من شرفة الطائرة السيسى مُعانقاً الملك عبدالله.
وسجل التاريخ أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز هو أول زعيم يزور مصر بعد تنصيب السيسى رئيساً، ما اعتبر رسالة دعم قوية للحكم الجديد. وضم الوفد المرافق له وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، والأمين العام لمجلس الأمن الوطنى الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز، ومستشارى خادم الحرمين الشريفين الأمير تركى بن عبدالله والأمير سعود بن عبدالله وعدداً من الأمراء، ووزير المال إبراهيم العساف.
الرئاسة المصرية قالت عن الزيارة فى بيان لها إن "مصر دولة وشعباً ترحب بزيارة خادم الحرمين التاريخية إلى القاهرة"، مؤكدة أنها "لن تنسى مواقف خادم الحرمين تجاه مصر وشعبها فى وقت شهدت فيه البلاد اضطرابات شديدة". وأضافت أن "مصر إذ تثمن مواقف خادم الحرمين والمملكة العربية السعودية المؤيدة لإرادة مصر وشعبها، تتمنى له وللمملكة دوام التوفيق والسداد فى خدمة قضايا العروبة والإسلام".
واعتبر السفير المصرى فى الرياض عفيفى عبدالوهاب أن زيارة خادم الحرمين "تحمل الكثير من المعانى والدلالات، وتؤكد مدى حرصه على استمرار الدعم والمساندة السعودية لمصر، تواصلاً مع الموقف التاريخى والمشرف والشجاع الذى اتخذه بعد ثورة 30 يونيو".
وقال إن "هذا التواصل والدعم والمساندة من السعودية ووقوفها بجانب مصر والموقف التاريخى والمشرف لها، كان موقفاً فاصلاً وفارقاً لما قبله ولما بعده، ولما تبعه من تغير مواقف العديد من الأطراف سواء على المستوى الإقليمى أم الدولى وحاجة مصر آنذاك إلى هذا الدعم والمساندة". وأضاف: "استمراراً لهذا الدعم والمساندة فإن زيارة خادم الحرمين الشريفين أكدت استمرار وقوف المملكة إلى جانب مصر"، مشيراً إلى أن "الرسالة التى بعثها خادم الحرمين إلى الرئيس السيسى بلمناسبة فوزه فى انتخابات الرئاسة تؤكد الموقف السعودى المساند والداعم لمصر، واعتبر فيها المساس بمصر مساساً بالمملكة، بل مساساً بالأمتين العربية والإسلامية.
قُبلة السيسى تغضب "الإخوان" وتقودهم إلى ليلة حزينة
فى مشهد لقاء الكبيرين الملك والمشير حضر الشعب المصرى كما حضر الإخوان حيث أشعلت القبلة التى طبعها الرئيس عبدالفتاح السيسى على رأس خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، خلال اللقاء الذى جمعهما فى القاهرة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، ورأى الكثير من المصريين أنها دلالة على التقدير الكبير الذى يحمله السيسى لخادم الحرمين نظير وقفته الجادة مع مصر، وتبعث برسالة واضحة حول طبيعة العلاقة التى ستربط البلدين مستقبلاً، خاصة بعد أن أكدت الرياض فى أكثر من موقف أن مصير البلدين مشترك، وأن المملكة ستقف مع مصر حتى النهاية، حتى لو اضطرت لمواجهة العالم أجمع.. وفى المقابل، أثارت تلك القبلة غضب "الإخوان"، والمؤيدين للجماعة الإرهابية، حيث وجدوا فى "القبلة" فرصة لمحاولة النيل من الرئيس السيسى وهو ما فشلوا فيه . ففى "تويتر"، عبّر عدد من المصريين عن فخرهم بالسيسى عندما قبل رأس "حكيم العرب الذى وقف ضد الغطرسة الأمريكية وتفاهات قطر" ودعم بلادهم فى السراء والضراء، فيما رد عليهم مغردون سعوديون بقولهم: عندما يقبل السيسى رأس الملك عبدالله، فذلك دليل على أنه «يحترم الكبار» الكبير، مضيفين: كم أنت محترم أيها الرئيس البطل.. تستاهل قبله على رأسك من كل الشعب السعودي. وبحسب كثيرين فإن استقبال السيسى لخادم الحرمين الشريفين فى بهو الطائرة الملكية التى حطت مساء الجمعة فى مطار القاهرة يؤرخ لزمن عربى جديد، ودلالة على أن مصر عادت قوية لتشكل مع المملكة قوة رادعة لكافة القوى الإقليمية والدولية المتربصة بالأمة وما اكثرها.
الملك والرئيس يسعيان لعصر جديد ينتهى فيه التشرذم العربى
اللقاء بين حكيم وكبير العرب الملك عبد الله كما وصفه السيسى إبان حملته الانتخابية وبين الرئيس عبدالفتاح السيسى هو برأى متخصصين فى الشأن العربى تعبير جلى على أن الأمة العربية سوف تمضى متجهة إلى المستقبل، وأن زمن التشرذم والتفتت قد ولى، ولا خلاف على أن للمواقف التاريخية الداعمة التى اتخذها خادم الحرمين الشريفين تأييدا وتعضيدا لإرادة الشعب المصرى الذى هب من أجلها فى 30 يونيو الماضى واسقط حكما جاهلا فاشيا كاد يودى بمصر والمنطقة إلى التخلف والجهل والعصور الوسطى، تمثل نقطة الانطلاق للعصر الجديد ولا يخفى على أحد الدلالة العميقة لإصرار العاهل السعودى على أن تكون القاهرة محطته فى طريق العودة قبل الرياض لتشكل هذه الزيارة مرحلة هامة فى تاريخ المنطقة والعالم، ورسالة مدوية أن مصر والمملكة صنوان المنطقة ستتكسر على نصاله سهام التآمر الدولى والتطرف والإرهاب حيث أن مصر والسعودية تشكلان قوة إقليمية لا تضاهيهما أى قوة أخرى فهما تمتلكان من القوى التى تعجز أى قوة عن مواجهتها.
مصر والسعودية يقتربان من مرحلة الوحدة والتكامل
كما أن زيارة خادم الحرمين الشريفين لمصر وبلقاء تاريخى فى الطائرة الملكية مع رئيس مصر المنتخب تؤكد على أن علاقات المملكة العربية السعودية ومصر تقترب من مرحلة الوحدة المتكاملة بين البلدين . و ذهاب الرئيس عبد الفتاح السيسى لخادم الحرمين داخل طائرته لايقلل من شأن رئيس الجمهورية كما حاول الارهاب ان يروج لهذه المزاعم بل هو أمر له دلالة كبيرة مع ما هو معروف عن ظروف الملك الصحية وما يتطلبه أمنه وتحركاته كما أنه يحمل دلالة عميقة لا يمكن تجاهلها تتمثل فى أن العلاقة بين البلدين كما بين الزعيمين هى اكبر من كل بررتوكول وأعمق من كل الرسميات المتعارف عليها فى اللقاءات الرسمية بين الزعماء والقادة.