النهار
الجمعة 20 سبتمبر 2024 04:20 صـ 17 ربيع أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

تقارير ومتابعات

سواسية: احتجاز السلطات السودانية أجهزة للتليفزيون المصرى امر تعسفى

كتبت:رشا الجمالاعرب مركز سواسية لحقوق الإنسان ومناهضة التمييز عن استنكاره الشديد لقيام سلطات مطار الخرطوم باحتجاز أجهزة ومعدات تخص التليفزيون المصري، كانت في طريقها لتغطية استفتاء جنوب السودان، بزعم أن فريق المتابعة أعد خلفية لمحطة البث بها خريطة للسودان لا تتضمن منطقة حلايب، ورفض السلطات السماح لتلك الأجهزة بالدخول بالرغم من الوساطات والتحركات المصرية الرسمية الساعية لاحتواء الأزمة، وعدم تصعيد الأمور بين البلدين الشقيقين، منعاً لتأزم الأمور في وقت تحتاج فيه الدولتان لتجاوز الخلافات البينية، حرصاً على أواصر العلاقات المشتركة وعدم إتاحة الفرصة للأعداء لبث فتيل الفرقة بينهما.واضاف المركز أن ما قامت به سلطات مطار الخرطوم يخالف الأعراف والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان وعلى رأسها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الذي يؤكد في المادة الثانية عشرة منه على أن لكل فرد يوجد على نحو قانوني داخل إقليم دولة ما حق حرية التنقل فيه وحرية اختيار مكان إقامته، ويضيف في المادة التاسعة عشرة على أن لكل إنسان الحق في حرية التعبير، وأن هذا الحق يشمل حريته في التماس مختلف ضروب نقل المعلومات والأفكار وتلقيها ونقلها إلى آخرين دونما اعتبار للحدود، سواء على شكل مكتوب أو مطبوع أو في أي قالب فني وبأية وسيلة أخرى يختارها.واكد المركز أنه لا يجوز ولا يصح لا ديمقراطياً ولا قانونياً ولا عرفياً ولا إنسانياً أن يتم منع تليفزيون دولة شقيقة من متابعة هذا الحدث الهام الذي يقلق مضاجع المصريين جميعاً حكومة وشعباً، الذين يهمهم أن يسفر ذلك الاستفتاء عن الوحدة، باعتبار أن أمن السودان من أمن مصر، وأن ما بين مصر والسودان أكبر بكثير من منطقة حدودية متنازع عليها، وأن مصر والسودان كانتا دائماً دولة واحدة ، والمصالح المشتركة بين الشعبين المصري والسوداني عميقة ومترسخة في التاريخ.وراى المركز أن السلطات السودانية جانبها الصواب في ذلك الإجراء المخالف للقانون وللأعراف الإعلامية المعمول بها في جميع دول العالم، إذ كان يتعين عليها أن تتحلى بالحكمة في مثل تلك الأمور، خاصة وأن السودان الشقيق يمر بظرف دولي في غاية الخطورة، ويحتاج لتضافر الجهود العربية والإسلامية من أجل الوصول به لبر الأمان، خاصة وأن من شأن تلك الإجراءات الغير منضبطة أن تثير التوتر والخلاف بين حكومتي وشعبي البلدين.واضاف المركز أن على جميع الشعوب والأنظمة والقادة العرب والمسلمين، ألا يدعوا أحداً ليؤجج نار الفتنة والفرقة فيما بينهم خاصة وأن الجميع يعلم مدى خطورة الظرف الدولي الذي نمر به، وتربص الأعداء بالأمتين العربية والإسلامية، ومحاولاتهم تقسيم وتفتيت الدول والمجتمعات العربية، من أجل أن تتسنى لهما السيطرة والهيمنة على المقدرات العربية، وإتاحة الفرصة للكيان الصهيوني لتكون له الكلمة العليا في منطقتنا العربية والإسلامية.ولذلك فإن المركز طالب السلطات السودانية بسرعة الإفراج عن المعدات والأجهزة التابعة للتليفزيون المصري، والتحقيق مع المتسببين في ذلك الإجراء المخالف للقانون، حتى لا يتكرر ذلك من قبل أي مسئول سواء في مصر أو في السودان، وذلك من أجل التأكيد على وحدة ومتانة العلاقات المشتركة، وعلى أن مصر والسودان بلداً واحداً ومصيراً مشتركاً.