النهار
الثلاثاء 24 ديسمبر 2024 03:52 صـ 23 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

حوارات

هشام عكاشة رئيس البنك الأهلي.. « المصرفى المستقل»

إنهم موجودون ..الأهم أنهم قادرون على القيادة .. فقط يحتاجون الفرصة .. وستكشف التجربة قدرتهم على صناعة النجاح .. إنهم رجال يجيدون فن القيادة ..كشفت الفترة الصعبة التى تمر بها مصر عن بعضهم من امثال  هشام أحمد  عكاشة رئيس مجلس إدارة البنك الأهلى المصرى والذى واصل مسيرة النجاح المصرفية التى شهدها العام 2013 فى هذا البنك ذى التاريخ العريق فى المنظومة المصرفية فى مصر... حول شخصية هشام عكاشة وما انجزه منذ توليه البنك تدور السطور التالية :-

 

 

 

فى البداية أشير إلى أن هشام أحمد عكاشة من القيادات المصرفية التى برزت قبل ثورة 25 يناير عند توليه منصب نائب رئيس مجلس إدارة البنك الأهلى فى العام 2008 وهو ينتمى لعائلة  وطنية وعلمية مرموقة ومشهورة سياسيا وفكريا لابد وأنها أثرت فى نشأته وتكوينه  فوالده هو الدكتور أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسى الأشهر  والذى تولى رئاسة الاتحاد العالمى للطب النفسى وعمه هو  ثروت عكاشة أحد الضباط الاحرار وأشهر وزراء الثقافة فى تاريخ مصر المعاصر فى الفترة من 1962 وحتى 1966 خلال الحقبة الناصرية.

كما أن جده هو محمود باشا عكاشة الذى كان مديراً عاماً لسلاح حرس الحدود وحاكماً للصحراء الغربية قبل ثورة يوليو 1952 .

و هشام عكاشة رئيس البنك الاهلى  يعرفه خبراء الاقتصاد بأنه ليس  مجرد رئيس بنك مهتم بأوضاع البنك الذى يترأسه فقط.. ولكن عينه كانت تراقب أوضاع الاقتصاد المصرى بكل تفاصيله.. لإيمانه أن القطاع المصرفى لا ينفصل عن عالمنا الاقتصادي.. وهو بحسب ما يقول العاملون معه يؤمن بروح الفريق.. ربما لهذا السبب ومؤكد لاسباب أخرى .. تمكن عكاشة وفريقه من تحقيق أعلى المؤشرات فى تاريخ البنك فى العام 2013 والربع الأول من العام 2014 فبحسب الأرقام شهد البنك ارتفاعاً قياسياً للارباح وارتفاعاً فى محفظة القروض، وارتفاعاً فى الودائع.. وارتفاعاً فى قيمة دعم المشروعات الاجتماعية الخيرية.

عراقة وتاريخ

يعد البنك الأهلى المصرى أقدم وأعرق البنوك التجارية المصرية ، حيث أنشئ فى 25 يونيو 1898 برأسمال مليون جنيه إسترلينى ، وقد تطورت وظائف البنك وأعماله بشكل مستمر عبر تاريخه وفقاً للتغيرات الاقتصادية والسياسية التى مرت بها البلاد ، ففى الخمسينيات من القرن الماضى اضطلع البنك بالقيام بوظائف البنوك المركزية ثم تفرغ بعد تأميمه فى الستينيات لأعمال البنوك التجارية مع استمرار قيامه بوظائف البنك المركزى فى المناطق التى لا يوجد للأخير فروع بها، فضلاً عن الاضطلاع منذ منتصف الستينيات من القرن الماضى بإصدار وإدارة شهادات الاستثمار لحساب الدولة.

وقد تمكن البنك خلال العام المالى 2012/2013 من تحقيق مؤشرات أداء إيجابية عالية ، حيث بلغ إجمالى المركز المالى فى يونيو 2013 نحو 366,6 مليار جنيه بزيادة نسبتها 14% على يونيو 2012 ، لتصل نسبة إجمالى أصول البنك إلى نحو 23,4% من إجمالى أصول الجهاز المصرفى .

أرصدة وودائع

وقد بلغت أرصدة الودائع نحو 312,7 مليار جنيه بزيادة نسبتها 12,2% على العام السابق ، بما يمثل نحو 26,3% من إجمالى ودائع الجهاز المصرفى ، وذلك بفضل قيام  البنك بتقديم مجموعة متنوعة من الأوعية الادخارية بالعملتين المحلية والأجنبية وبأسعار فائدة جاذبة وتنافسية .

كما ارتفع صافى الرصيد التراكمى لشهادات استثمار البنك الأهلى - والتى تعد أكبر وعاء ادخارى للقطاع العائلى فى مصر - فى يونيو 2013 ليسجل نحو 102,2 مليار جنيه بزيادة نسبتها 4,6% على يونيو 2012 .

كما قام البنك بتوفير العديد من الأنظمة التمويلية المميزة التى تلبى كافة الاحتياجات التمويلية اللازمة لكافة القطاعات الاقتصادية الرئيسية ، حيث تم ضخ نحو 22,3 مليار جنيه كقروض لقطاعات التجزئة المصرفية - فقط - بزيادة 16,1% على العام السابق.

مساهمات

وقد ساهم ذلك فى ارتفاع إجمالى القروض بنسبة 13% لتصل الى 114,7 مليار جنيه - تمثل نحو 21% من إجمالى القروض على مستوى الجهاز المصرفي- مما أدى إلى ارتفاع صافى القروض لتصل الى 107,5 مليار جنيه بمعدل نمو 12,3% عن العام السابق ، ليستحوذ البنك على نحو 32% من حجم النمو فى السوق المصرفية.

كما ساهم البنك فى عدد 190 مشروعاً فى نهاية يونيو 2013 تغطى كافة مجالات النشاط الاقتصادى بلغت رؤوس أموالها نحو 49 مليار جنيه وبلغت مساهمة البنك بها نحو 13,9 مليار بما يمثل نحو 28% من إجمالى رؤوس أموال تلك الشركات.

وفى إطار مساندة البنك للمشروعات الصغيرة والمتوسطة بلغ إجمالى محفظة القروض المقدمة لهذه المشروعات نحو 9,4 مليار جنيه بمعدل نمو 44% عن العام السابق ، حيث تم ضخ 4,6 مليار جنيه خلال العام سواء من خلال جذب عملاء جدد أو زيادة التمويل للعملاء القائمين ، كما قام البنك بإعادة إقراض نحو 1,3 مليار جنيه من الصندوق الاجتماعى للتنمية لعملائه محققاً بذلك أكبر حصة سوقية ، وقد توجت مجهودات البنك فى هذا المجال بحصوله على الجائزة الذهبية على مستوى الشرق الأوسط من مؤسسة Radar Global لأحسن سمعة فيما يتعلق بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة .

وقد أدت كل تلك الجهود لتسجيل البنك صافى ربح ( قبل ضرائب الدخل ) بلغ نحو 7,1 مليار جنيه بزيادة نسبتها نحو 17,4% على العام السابق . كما ارتفع صافى الربح ليبلغ نحو 3 مليارات جنيه بمعدل نمو 8,1% عن العام السابق.

تقدير دولى

وقد حصل البنك الاهلى المصرى على تقدير المؤسسات الدولية تتويجاً لأدائه ، حيث فاز بجائزة أفضل عملية تمويلية لمشاريع البتروكيماويات على مستوى أفريقيا لعام 2012 ، وفقاً لما أعلنته مجلة تمويل المشروعات ( Project Finance Magazine ) التابعة لمؤسسة ( Euromoney ) ، كما احتل المركز الثالث فى مجال تسويق تمويل المشروعات على مستوى أوروبا والشرق الأوسط وhفريقيا بحصة سوقية بلغت 6,1% متقدماً على مؤسسات وبنوك عالمية وفقا لتصنيف مؤسسة Bloomberg العالمية ، وفى مجال إدارة القروض المشتركة فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جاء البنك فى المركز الخامس بحصة سوقية بلغت 6,3% ، حيث أدار البنك 9 قروض بلغت قيمتها نحو 1,3 مليار دولار .

تطوير وتنوع

وفى إطار تطوير البنك لخدماته ومنتجاته المتنوعة بهدف تقديم خدمة متميزة للعملاء ، قام البنك بزيادة عدد ماكينات الصراف الآلى وتحسين أماكن تواجدها فى كافة أنحاء البلاد ليصل عددها إلى 1535 آلة ATM  بمعدل نمو 23% عن العام السابق مستحوذاً على ما يقرب من ثلث السوق . بالإضافة إلى زيادة شبكة الـ POS  بالتعاقد مع أكبر وأهم التجار فى مصر ليصل إجمالى عدد الماكينات إلى 9169 ماكينة  ، مما أدى إلى وصول حجم الأعمال إلى 2,1 مليار جنيه.

وقد حقق البنك العديد من عمليات التطوير فى مجال الفروع والبنية التحتية ، شملت تحديث وإصلاح عدد 14 فرعاً ( تجديداً شاملاً ) خلال العام المالى 2012/2013 ، كما تم تطوير عدد 250 فرعاً عن طريق تطبيق نموذج خدمة العملاء الجديد بمعدل 93% من إجمالى الفروع والذى كان له أثر إيجابى بالغ نحو الارتقاء بمستوى الخدمة المقدم لعملاء البنك القدامى والجدد.

المسئولية الاجتماعية

وقد استمر البنك فى تعظيم مسئوليته الاجتماعية من خلال التبرعات والتى بلغت نحو 333 مليون جنيه منذ عام 2008 حتى عام 2013 ، والتى تركزت فى مجالات الصحة والتعليم ومكافحة الفقر وتطوير العشوائيات.

وطبقا لما جاء بمجلة The Banker فى عددها الصادر فى يوليو 2013 فقد سجل البنك الترتيب 259 طبقا لمعيار إجمالى الأصول - متقدماً على كافة البنوك المصرية - ضمن قائمة أكبر 1000 بنك على مستوى العالم ، علاوة على احتلاله المركز السابع على مستوى البنوك العربية طبقا لذات المعيار.

وبحسب هشام عكاشة رئيس البنك الاهلى عضو مجلس إدارة اتحاد بنوك مصر فإن البنك الأهلى المصرى  تمكن من تحقيق هذه الارباح غير المسبوقة على الرغم من الظروف الصعبة التى واجهت السوق الاقتصادية والقطاع المصرفى خلال العام الحالى بلإن ميزانية البنك تؤكد توازن الاقراض مع الودائع مما يؤكد ان البنك لم ينكمش او يقلص قروضه لعملائه سواء من الافراد او الشركات كما أن البنك كان له دور كبير فى تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومنح القروض لصغار المستثمرين مدركا اهمية دعم هذا القطاع لصالح الاقتصاد الوطنى ولصالح التشغيل.

الدور الاجتماعى

 ليس هذا فقط ولكن البنك الأهلى قام بدوره الاجتماعى من خلال تبرعاته المستمرة فى قطاعات الصحة والمشروعات الخيرية حيث إن مجلس ادارة البنك وافق على تقديم 60 مليون جنيه كمساهمة من البنك لاتحاد البنوك للتبرع لانقاذ المناطق العشوائية وأكد هشام عكاشة ان هذا الدور الوطنى تفخر البنوك الوطنية بشكل عام والبنك الاهلى بشكل خاص بالقيام به وقد قامت نرمين شهاب الدين مدير عام قطاع العلاقات العامة بمتابعة جميع انشطة تمويل ودعم المشروعات الصحية والاجتماعية بإشراف مباشر من رئيس البنك الاهلي.

أرباح غير مسبوقة

وقد أعلن البنك الأهلى المصرى عن نتائج أعماله عن العام المالى 2102/3102 فى الجمعية العامة له حيث تم تحقيق 4.71% نمواً فى صافى الأرباح قبل الضرائب لتصل إلى 7.1 مليار جنيه وتحقيق أعلى صافى أرباح فى تاريخ البنك لتصل إلى 3.04 مليار جنيه فى يونيو 2013 بزيادة قدرها 8.1% على العام السابق.

وعلى صعيد الإقراض، تم تحقيق 13%  نمواً فى إجمالى القروض لتصل إلى 7.411 مليار جنيه فى يونيو 2013 مقارنةً بـ8.1% نمواً فى السوق المصرفى ومستحوذاً على 23% من حجم النمو فى السوق.

وعلى صعيد الديون غير المنتظمة تم إجراء تسويات لعدد 461 عميلاً بمبلغ 2.44 مليار جنيه، لتصل نسبة الديون غير المنتظمة إلى 5.6% فى يونيو  2013 مقارنةً بـ6.6% فى العام السابق وكذلك مساندة عدد من العملاء المتعثرين وضخ تمويل إضافى يسمح بمساعدتهم فى تخطى أزمتهم المالية بعد دراسات تفصيلية وتدعيم موقف البنك.

التجزئة المصرفية

على صعيد أنشطة التجزئة المصرفية تم تطوير وتحديث المنتجات وطرح منتجات جديدة مثل طرح منتج الراتب المقدم لجميع حاملى بطاقات المرتبات وإطلاق خدمة الأهلى نت لجميع عملاء البنك أفراداً وشركات مما أدى إلى زيادة ثقة العملاء فى البنك الأهلى المصرى حيث نمت قروض التجزئة المصرفية بـ16% عن العام السابق لتصل إلى 22.3 مليار جنيه فى يونيو 2013 مقارنةً بـ13.1% نمواً فى السوق.

كما تم طرح خدمة Phone Cash التى تعد أول خدمة تقدم من بنك مستقلة عن أى شبكة من شبكات المحمول فى مصر والشرق الأوسط ليحافظ البنك على ريادته فى تقديم الخدمات المصرفية ويمكن للعميل من خلالها دفع فواتير التليفونات، ومنح التبرعات، وحجز تذاكر الطيران وتحويل الأموال بطريقة آمنة، كما يمكنه القيام بعمليات الإيداع والسحب النقدى من أكثر من 20.000 منفذ من منافذ فورى بالإضافة إلى فروع البنك.

المصرفى المستقل

هشام عكاشة  ليس فقط مصرفياً متميزاً وأحد الخبراء المصرفيين المشهود لهم بالكفاءة لكنه مصرفى مستقل بكل ما تعنيه الكلمة و يحظى بقبول واسع لدى العاملين بالبنك الأهلى حيث لا ينتمى لأى تيار سياسى إلا وطنيته الشديدة وحبه لمصر وأهم سماته الشخصية الهدوء والتشاور والمشاركة وروح التضامن التى برزت جلية خلال الفترة البينية الماضية التى قاد فيها هشام عكاشة سفينة  البنك الأهلى بالتعاون مع قيادات البنك وحقق خلالها إنجازات قوية لخطة الإصلاح والتطوير التى بدأها قبله طارق عامر الرئيس السابق للبنك الأهلي.

فمنذ البداية أكد عكاشة أن البنك الأهلى يعمل فى إطار منظومة متكاملة فكل فترة تبنى على ما سبق بناؤه ولذلك سعى إلى استكمال إستراتيجية الإصلاح والتطوير  التى بدأت قبل أن يكون على قمة البنك وهى الاستراتيجية التى كان شريكاً فى صنعها مع قمم مصرفية بالبنك الأهلى الذى يميزه العمل بروح الفريق فالكل شريك وله دور مهم مهما كان موقعه ومسئولياته صغرت أو كبرت.

وهشام عكاشة من الداعين إلى  ضرورة أن تهتم الحكومة بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة فمن الملاحظ- بحسب رأى له- أن البنك المركزى فقط من تحمل مسئولية دعمها، ومطلوب دعم حكومي وواثق أن هذا سيحدث لأن هناك تنسيقم حاليا بين البنوك والصندوق الاجتماعى والرقابة المالية والبنك المركزى لوضع خطة لكيفية النهوض بهذا القطاع، الأمر الآخر إعادة النظر فى بعض التشريعات الاقتصادية المهمة.

وهو يرى أن القانون  يجب أن يكون على الجميع خاصة ان معظم رجال الأعمال فى مصر مستثمرون شرفاء يرغبون فقط فى الإستثمار.

ومن أقواله «إنه لا  مصالحة مع فساد ولكن أيضا لا لتصفية الحسابات».