النهار
الثلاثاء 24 ديسمبر 2024 04:12 صـ 23 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

حوارات

د. يسرى أبو شادى : أول من صممنا مفاعلا نووياً مصرياً بعقول شبابية

الدكتور يسرى أبو شادى كبير مفتشى الطاقة الذرية الأسبق، حاصل على العديد من الجوائز الدولية فى المجال النووى، الأب الروحى للأغلبية الصامتة بمصر، المرشد العام لجماعة الإخوان العلمانيين التى أسسها لمنافسة جماعة الاخوان المسلمين، قال فى حوار خاص لـ«النهار»: إن مشروعه النووى صعب بل مستحيل أن يتحقق فى مصر وأن إسرائيل ستكون اكثر سعادة عندما تصبح مصر جثة هامدة فى المجال النووى.

وأضاف أن البرادعى ماض وانتهى، ولا يمكن إعادته.. التفاصيل فى سطور الحوار التالى :-

 

 

- بعد تخرجى فى الجامعة فى مصر تم تعيينى كمعيد فى قسم الهندسة النووية فقد كنت أقوم بتصميم مفاعلات نووية منذ الصغر وقد تم بعد ذلك انتدابى كممثل للطاقة النووية لمصر فى منطقة أنشاص ثم انتقلت بعد ذلك لدولة فرنسا لعمل الدكتوراه وعملت هناك لفترة فى مراكز الابحاث وبعد ذلك  ذهبت الى دولة ليبيا فقد عملت هناك لفترة فى أماكن كبيرة حتى وصلت لأعلى المناصب وهو منصب نائب وزير الطاقة الذرية هناك بعد ذلك تركت دولة ليبيا وعملت لمدة 25عاماً فى الوكالة الدولية للطاقة الذرية بفيينا وأثناء فترة تواجدى هناك عملت فى الكثير من دول العالم وقمت بالتفتيش على الكثير من المفاعلات النووية وحصلت على اعلى المناصب حتى تم تعيينى رئيس قسم الضمانات بالوكالة الدولية للطاقة الذرية و كبير مفتشى الوكالة، وقد اصبحت من اهم 9 افراد تم ذكرهم خلال جائزة نوبل ثم قدمت استقالتى بعد اختلافى مع البرادعى عام 2008 ثم تركت الوكالة عام 2009 حسب رغبتى واعتراضا على أسلوب الوكالة وقررت العودة الى مصر وعملت كأستاذ زائر فى جامعة الاسكندرية وعملت مع الطلبة على تصميم المفاعل النووى وتم تصنيعه فى احد المصانع وقد اصبح اول نموذج للمفاعلات النووية فى مصر ثم توقف المشروع ونحن مازلنا فى انتظار الدعم الاستكمال المشروع.

 

- صعب أن ينفذ بل أشبه بالمستحيل ان يتحقق اى مشروع للمفاعلات النووية فى مصر لكن هذا تخصصى منذ فترة طويلة كما اننى وجدت ان هناك عدداً من طلاب جامعة الاسكندرية فى حاجة الى تعلم مثل هذه المفاعلات ودراستها وان مصر فى نفس الوقت فى حاجة الى بناء شىء بنفسها لذلك كانت فكرة انشاء اول مفاعل نووى مصرى حقيقى يتم انشاؤه وهو يعتبر نموذجاً لمفاعلات قوتها 50 ميجا وات كل مفاعل فيها يقدرأن يخدم 200 ألف اسرة واهم ما فيه انه يمكن انشاؤه فى الصحراء لعدم حاجته لكميات كبيرة من المياه التى تستخدم فى عملية التبريد ولقد بدأنا فى تنفيذ المشروع ووضع التصميم والحسابات وأثناء ذلك قد وجدنا احد المصانع فى منطقة 6 اكتوبر على أتم الاستعداد لمشاركتنا هذا المشروع وفى خلال شهور قد نجحنا فى تصنيع فى هذا النموذج الحقيقى لاول مفاعل وفى المرحلة الاولى تم الانتهاء من هذا النموذج فى محاولة منا لتطويره حتى نتمكن من الانتقال الى المرحلة الثانية وهى تصنيع المفاعل الحقيقى الصغير "50 ميجا وات " حتى يتناسب مع المناطق الصحراوية فى سيناء وفى الصحراء الغربية ،وقد قمت بعرض هذه الفكرة على عدد من المسئولين والجامعات الخاصة ومراكز البحث، وحتى الآن لم يتم اتخاذ قرار بشأن هذا المشروع.

نحن فى انتظار احد من المسئولين أو المهتمين لدعم هذا المشروع لنبدأ تفعيله على مقاس كبير لذلك اطالب بعمل مركز لتصنيع المفاعلات النووية حتى نتمكن من استكمال النموذج الذى تم تصميمه.

 

- مصر بدأت من الخمسينيات فى عهد جمال عبد الناصر الدخول فى مجال الطاقة النووية وكان لدينا نواة من علماء وطلبة ومؤسسات تسمح بانشاء هذه المشروعات ولكن تعطلت المسرحية وعلينا أن نعود مجددا لهذا المجال فنحن لا نملك رفاهية الانتظار وباعتقادى أننا بحاجة ملحة للطاقة النووية والطاقة الشمسية.

 

-  سيكون له تأثير ضخم، وأنا أعتبر أمريكا هى إسرائيل، فكلتاهما كتلة واحدة، وإسرائيل ستكون أكثر سعادة بأن يكون الجار الأقوى الذى خاضت معه حروبا طويلة أصبح جثة هامدة فى المجال النووى، إسرائيل اليوم الدولة الوحيدة فى الشرق الأوسط التى تملك أسلحة نووية كثيرة، وعددا كبيرا من المفاعلات التى يمكن تصنيع قنابل ذرية بها، وكان لديها مفاعل «ديمونة» لكنه توقف الآن.

 

لقد قام بإعطاء تصريح منذ 5 اشهر بشأن هذه المشروعات يؤكد من خلالها تأييده ودعمه الكامل لمشروعات الطاقة النووية وبعد ما قام اهالى منطقة الضبعة بتسليم ملف ارض المحطة النووية للقوات المسلحة تمكنت من مقابلة اللجنة المسئولة عن الموقع وقد ابلغتهم بتصوراتى حول الموضوع وتصورات اهالى المنطقة حتى يتأكدوا ان المنطقة آمنة وخالية من اى خطر وقد تمكنت من خلال هذه المقابلة من عرض جميع النقاط الفنية التى يمكن ان اساعد بها، واتمنى أن ينتهى هذا الموضوع ويتم التأكيد على سلامة الموقع وكل صلاحياته حتى يطمئن اهالى المنطقة وشعب مصر كلها على امن المحطات النووية ونحن فى انتظار قرار الرئيس القادم لبدء تنفيذ المشروع النووى وذلك من خلال طرح بعض المناقصات مثل المناقصة التى قدمتها وزارة الكهرباء والتى تنظر القرار السياسى حتى يتم طرحها وتقوم الشركات الأجنبية بالتقديم فى العطاء وتقوم باختيار شركة و لذلك قمت بتقديم النصيحة لمسئولى وزارة الكهرباء بضرورة زيادة نسبة المشاركة المصرية وبعد أن قمنا بتصنيع هذا المفاعل اصبح لدينا يقين بأن الصناعة المصرية قادرة على المشاركة بنسبة عالية على الاقل فى اول مفاعل بنسبة 30 فى المائة حتى نتمكن بعد ذلك فى المرحلة القادمة من صناعة المفاعلات النووية المصرية بنسبة 100 فى المائة لذلك يجب على الرئيس الجديد ان يتبنى هذه المشروعات وحاولت بطريق مباشر وغير مباشر ان اضع خطة للبرنامج النووى فى مصر واعتقد ان هذه الخطة وصلت الى بعض مرشحى الرئاسة واتمنى ان يعملوا بها.

 

- لابد ان يكون هناك مناخ صالح لذلك لانه خلال هذه الفترة البلاد على حافة كارثة كبيرة ليست فقط فى لعبة السياسة ولكن هناك كارثة اخرى وهى كارثة الطاقة مثل انقطاع الكهرباء لساعات وتوقف المصانع عن العمل مما يؤدى الى نقص الانتاج وازمة نقص السولار والبنزين وغيرها.. كل هذه الازمات يمكن ان تتسبب فى ضياع البلاد لذلك يجب ان اسرع فى اتخاذ القرارات اللازمة فى مجال استخدام الطاقة النووية لانها طاقة حتمية فهى تعتبر من ارخص الطاقات لان المفاعل الواحد يستمر لمدة 60 عاماً يتم تجديد وقوده كل عامين فقط بمبالغ قليلة للغاية لذلك لا توجد هناك أوجه مقارنة بينه وبين اى مصادر اخرى للطاقة «A» وعلينا أن نسرع فى اتخاذ هذا القرار فهناك بعض الدول النامية التى تمكنت من عمل هذه المشروعات مثل دولة الامارات ستقوم عامين بتشغيل اول مفاعل كما انها تعمل حاليا على 4 مفاعلات أخرى كذلك دولتا ايران وتركيا كما ان دولة السعودية تسعى حاليا لعمل 17 مفاعلاً.. هنا نجد السؤال أين دولة مصر من كل هذه فمنذ زمن كانت هى الدولة الوحيدة الرائدة فى منطقة الشرق الاوسط لذلك يجب ألا نتقاعس فى تنفيذ هذه المشروعات لذلك يجب ألا ننظر لاى عوامل يمكن ان تتسبب فى ايقاف مصلحة البلاد ونسعى لتحقيقها عن طريق الاستثمار وتطوير مصادر الطاقة مثل الطاقة النووية لأنها غير مكلفة فالمفاعلات الصغيرة قليلة التكلفة تتحدد فى بعض الملايين وليست بالمليارات كالمفاعلات الكبيرة فهى غالية الثمن حيث ان تكلفة المفاعل الواحد 4 مليارات دولار ويعطى 1500 ميجا وات ولكن اى شركة اجنبية يمكن ان تأتى لبناء هذا المفاعل بمشاركة مصرية من خلال القروض التى تأخدها وفى خلال فترة زمنية قصيرة يمكن ان يتم تسديد هذا القرض من خلال الطاقة الهائلة التى ينتجها المفاعل الواحد، وبذلك لن تكون هناك تكلفة خاصة لو كان هناك مشاركة بين الشركة المصرية والاجنبية ولن تكون التكلفة عالية لذلك مصر قادرة على الدخول فى هذا المجال العملية كلها قرار سياسى حيث ان الطاقة النووية توقفت داخل البلاد منذ 40 عاماً بسبب الجهود السياسية فالسياسة هى من ستقوم بمحاربة المشروعات النووية خوفا من ان تكون مصر لديها قدرات نووية مثل باقى الدول الاخرى لكن مصر قامت قبل ذلك بتوقيع اتفاقية منع انتشار الاسلحة النووية فهى لن تقوم بتحويل المفاعلات النووية الى اسلحة تستخدم فى الحروب ولكنها فى حاجة الى هذه المفاعلات من اجل الطاقة الكهربائية لكن هناك بعض الدول ليست لديها رغبة فى ان تكون لدى مصر اى قدرات ان تصبح دولة ميتة نوويا وللأسف القيادات السابقة لم تحاول ان تنشط هذه المشروعات لذلك نتمنى من القيادة الجديدة عدم قبول الجهود الاجنبية وان تسعى لعمل هذه المشروعات.

 

- خلافاتى مع البرادعى  خلافات اساسية فنية، لأنه قام باستغلال منصبه وعمل تقارير تستخدم لصالح دولة امريكا ضد الدول الاخرى التى تسمى دول محور الشر لذلك كنت دائما على خلاف معه وقد اعترضت على مواقفه ضد دول العراق وسوريا وكوريا الشمالية وايران واخيرا مصر قيامه بعمل تقارير مسيسة ضد مصر لانى بصفتى رجلاً فنياً، كنت اضع التقارير ولا اريد تغييرها ولكن البرادعى كان يقوم بتغييرها والتلاعب بها كما كانت تطلب منه المخابرات الامريكيه لذلك كان غير قادر على مناظرتى لانه على علم بأنى اعرف حقيقته جيدا وانى املك الكثير من الاوراق التى تدينه وبعد ذلك دخل الدكتور البرادعى فى مجال اللعبة السياسية وقد اتضح اثناء ذلك تفضيله للمصالح الامريكية على باقى الدول.

 

- موقفه من هذا الحدث لم يدهشنى كثيرا حيث إن البرادعى يعتبر احد الاسباب التى منعت الفريق عبد الفتاح السيسى من عمل استفتاء بعد يوم 30 يونيو على شرعية وجود الرئيس محمد مرسى من عدمه لان الشعب هو من قام باختيار هذا الرئيس عن طريق الاستفتاء بنسبة 51 فى المائة لذلك كان يجب عزله بطريقة قانونية عن طريق اجراء استفتاء فخروج الشعب يوم 30 يونيو عبر عن رفضه التام لوجود الرئيس محمد مرسى لذلك كان يجب على الفريق السيسى اجراء استفتاء حتى بعد رفض الرئيس المعزول مرسى لهذا وهذا يدل على ان الفريق عبد الفتاح السيسى كان واضعاً فى خارطة الطريق إجراء استفتاء على شرعية الرئيس واثناء مناقشة الأمر حضر الدكتور البرادعى على الرغم من ان السيسى على علم بشخصية البرادعى ومن وراءه و نصح الدكتور البرادعى وشباب حركة تمرد الفريق السيسى بعدم عمل استفتاء والاهتمام بوضع الدستور أولا مما ادى الى تفاقم المشكلة وعدم عمل استفتاء وقد أكد البرادعى وشباب تمرد أن ما تم تنفيذه من خارطة الطريق هو ما تم الاتفاق عليه وان الفريق السيسى قام بتعديل اهداف خارطة الطريق بما يتناسب معهم مشيرا الى أن البرادعى على مدى المدة التى استمر فيها منع فض اعتصام رابعة منذ البداية قبل ان تحدث هذه الخسائر الفادحة التى جاءت بعد ذلك فالبرادعى قام بدعوة العديد من ممثلى الدول الاجنبية الى ميدان رابعة للتفاوض مع ممثلى الاخوان مما جعله نائب رئيس غير صالح فقد تخطى حدود مسئولياته حتى تم ايقاف هذه الزيارات بعد ذلك لان اعتصام رابعة كان سيؤدى الى خلق دولة داخل دولة لذلك كان لابد من السيطرة على ذلك الوضع منذ البداية ولكن البرادعى هو من منع فض الاعتصام وتسبب فى تفاقم المشكلة و قد انهى تاريخه السياسى فى مصر بطريقة غير صحيحة لذلك ارى من وجهة نظرى انه كان غير مؤهل لرئاسة مصر لا قبل عودته الى مصر و لا بعد عودته لأنه غير قادر على تحمل مسيئولياتها ويحظى بكراهية الشعب المصرى بنسبة كبيرة كما ان انتماءه للخارج وليس لمصر.

 

- دائما استشهد بموقف الرئيس حسنى مبارك حين قال إن البرادعى عميل امريكا وانتماؤه للدول الخارجية لانه يضع مصالح امريكا فى المقام الاول ويفضلها عن مصالح بلده لذلك اطالب بضرورة فتح التحقيقات معه وسنتصدى له إذا حاول دخول البلاد او محاولة احيائه فكرة الحصول على منصب داخل مصر وحين يحدث ذلك سنتمكن من معرفة حقيقة انه عميل وخائن من عدمه.

 

- لو الشعب قام باختياره بأغلبية كما هو متوقع يجب عليه الاستجابة لجميع مطالبه وتحقيق كل اماله الكبيرة التى وضعها على عاتقه منها تحقيق الامن للشعب خاصة بعد ما مرت به البلاد خلال الفترة الماضية من التظاهرات ضد القانون بالقوة والتفجيرات التى كانت سبباً فى تهديد الامن القومى لذلك يجب مواجهة كل هذا باستعمال سياسة القوة كما يجب عليه وضع خطة مستقبلية وبرنامج قوى يستطيع من خلالها تحقيق الامن والاستعانة بالجيش فى ذلك دون ان ينسى الدور الاساسى فى حماية حدود مصر واتمنى من الفرق السيسى ان يكون قوياً فى تنفيذ القرارات ولا يسمح للمستشارين الخاصين به بأن يتسببوا له فى الضرر بمصر من خلاله كما فعلوا مع الرؤساء السابقين.