النهار
الإثنين 8 يوليو 2024 03:27 مـ 2 محرّم 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
رسميًا.. إطلاق اسم الراحل أحمد رفعت على مركز شباب إبشان مسقط رأسه بكفر الشيخ تخليدًا لذكراه «آي صاغة» : تراجع أسعار الذهب وعيار 21 يسجل 3210 جنيهات محافظ المنوفية يعقد اجتماعا عاجلاً بمسئولي الهيئة العامة للتأمين الصحي للوقوف على حجم المعوقات وتذليلها جولد بيليون: انخفاض أسعار الذهب في مصر بسبب الدولار والأوقية رسالة حب من النجمة جينيفر لوبيز لـ بن أفليك وسط شائعات الانفصال تأييد حكم إعدام المتهمين بإنهاء حياة الإعلامية شيماء تأييد حبس شيري وزمردة 5 سنوات في اتهامهما بنشر الفسق والفجور قبل صدام الليلة.. تاريخ مواجهات الأهلي ضد طلائع الجيش « 16 يوليو الجاري».. منتدى الاستشاريين يطلق مبادرة «المهندسين المصريين» لدعم الاستثمار في مصر وزير الإسكان يُشارك نيابة عن رئيس الوزراء فى الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الأهرام العقاري الرابع أول رد من محمد رمضان على تبادل الصفع بـ الاقلام مع مُعجب في الساحل الشمالي (تفاصيل) اتفاقية تعاون بين بنك ABC والجامعة الأمريكية بالقاهرة لدعم مشروع تعدد المناهج التعليمية

حوادث

اغتيال البراءة

جريمة قتل بشعة راح ضحيتها طفل لم يتجاوز الـ 10 سنوات، شهدتها منطقة وراق العرب- الجيزة الاسبوع الماضى.. تعرض للاختطاف على يد صديق والده ، بعدما استدرجه إلى ورشة النجارة الخاصة به ثم قتله بواسطة طفاية حريق بضربه على رأسه، وحفر مقبرة له بالورشة ودفن جثته فى محاولة لإخفاء جريمته.

المتهم لم ينه جريمته بقتل الطفل والتخلص من جثته بل سعى للحصول على مبلغ مالى من أسرته مستغلا الظروف العصيبة التى يمرون بها، واستعدادهم لدفع أى نقود لاستعادة ابنهم، وطلب منهم دفع فدية 50 ألف دولار بعدما أوهمهم أن الطفل ما زال حيا.

تفاصيل الجريمة

الجريمة البشعة أزاحت الستار عنها مباحث الجيزة بعد تلقى رئيس مباحث الوراق بلاغا من سمير فتحى جرجس لوقا " 62 سنة" كاتب بمكتب محاماة ومقيم 69 شارع أبو بكر الصديق وراق العرب - دائرة قسم الوراق بقيام مجهولين باختطاف نجله  أمير - البالغ من العمر 10سنوات" طالب" ومقيم بذات العنوان واتهم شخصاً يدعى، بباوى ماهر " 32 سنة" صاحب معرض أثاث ومقيم وراق العرب - دائرة القسم وذلك لكونه آخر من كان بصحبة نجله ، حيث قد أمكن ضبط المتهم وبعرضه على النيابة قررت إخلاء سبيله مؤقتاً من ديوان القسم.. وفى وقت لاحق حضر المبلغ لديوان القسم وأبلغ بورود اتصال هاتفى له من مجهول من رقمين حددهما بمساومته على إعادة نجله مقابل دفع مبلغ مالى وقدره 50 ألف دولاروأسفرت تحريات ضباط الإدارة العامة لمباحث الجيزة عن أن مرتب الواقعة كل من : بباوى ماهر وليم " 32 سنة" وأبانوب ماهر وليم حنا 16 سنة "طالب" ومقيم سمالوط - المنيا وميرت ماهر " 22سنة" طالب ومقيم بذات العنوان.

وعقب تقنين الإجراءات تمكن رئيس وضباط وحدة مباحث القسم بالتنسيق مع قطاع مصلحة الأمن العام من ضبط المتهمين وبمواجهتهم اعترف الأول بخطف المجنى عليه انتقاماً من والده بسبب وجود خلافات مالية بينهما ثم قام بالتعدى عليه بطفاية حريق وقتله ودفنه داخل معرض الأثاث الخاص به وأضاف بأنه ساوم المبلغ لاستبعاد شبهة إلحاق أى أذى بالمجنى عليه وترسيخ فكرة اختفائه بسبب تعرضه لحاث اختطاف.

اعترف المتهم ببرود اعصاب أمام رجال المباحث أنه ارتكب جريمته انتقاما من والد الطفل الذى ادعى أنه تسبب فى خسارته مبلغاً مالى نظير قطعة أرض لم يتمكن من استلامها، بسبب الشروط غير الوافية المذكورة فى عقد الشراء، إلا أن والد الطفل نفى تلك الادعاءات وسرد لـ"النهار"  تفاصيل الجريمة منذ اختفاء ابنه وحتى العثور على جثته.

بباوى وأمير

قال "سمير فتحى" والد الطفل، إن زوجته تتردد على مستشفى بالوراق لغسل الكلى وتصطحب ابنه المجنى عليه "أمير" البالغ من العمر10 سنوات وأثناء ترددها على المستشفى كان "أمير" يقوم بزيارة شقيقته التى تقيم بشقة بالوراق ثم يقوم باللعب بالشارع الكائن به ورشة نجارة خاصة بصديق والده، ويدعى "بباوى ماهر" البالغ من العمر 30 عاما والذى كان يتردد عليه فى بعض الأحيان.

واضاف أن آخر لحظة شوهد فيها ابنه كان بصحبة المتهم بالورشة، حيث طلب منه عدم التوجه بصحبة والدته للمستشفى والانتظار لإحضار جهاز لاب توب ولعب بعض الألعاب الإلكترونية وعقب عودة زوجته وسؤالها المتهم عن الطفل ادعى أن شخصين حضرا واصطحبا "أمير" بحجة توصيله إلى والدته مما دفعه "الأب" إلى اصطحاب زوجته والتوجه إلى قسم الشرطة لتحرير محضر بالواقعة، حيث صاحبهما المتهم بحجة مساعدتهما فى البحث عن الطفل وتحرير محضر باختفائه.

ويستطرد والد الطفل حديثه قائلا: "أثناء تواجدنا بقسم شرطة الوراق أمام المقدم عمرو السعودى رئيس المباحث سردنا له تفاصيل اختفاء "أمير" وتم تحرير محضر باختفائه واشتبه رئيس المباحث فى المتهم واحتجزه، إلا أنه تم إخلاء سبيله لعدم توافر أى أدلة تفيد بتورطه فى بادئ الأمر.

اتصال مجهول

ويتابع: "توالت عمليات البحث فى كل مكان حتى تلقيت اتصالا من رقم مجهول أخبرنى خلاله المتصل أن ابنى بصحبته وأنه بصحة جيدة، وطلب منه وضع مبلغ 50 ألف دولار فى حساب بنكى مقابل إطلاق سراح الطفل وعدم المساس به، وعندما حاولت التفاوض معه لتخفيض قيمة الفدية تم الاتفاق على دفع مبلغ 30 ألف جنيه بعد عدة مكالمات".

ومرت عدة أيام كان خلالها المجهول يتصل للتفاوض وعندما نطلب منه سماع صوت "أمير" للاطمئنان على صحته، والتأكد أنه بخير يرفض الاستجابة لنا ويقول إن الطفل محتجز بمنطقة جبلية وأنه يبعد عنه مسافة كبيرة.

والدة الضحية

روت والدة الطفل الضحية تفاصيل الواقعة لـ"النهار" وهى تنهمر من البكاء على فقدانها ابنها فلذة كبدها قائلة: "خلال اتصال المجهول للتفاوض على الفدية تعرفت على صوت المتصل وشككت فى "بباوى" صاحب الورشة أنه وراء اختطافه وتوجهت وابنتى البالغة من العمر 19 عاما إلى ورشته، ووجدته يجلس بصحبة أحد أصدقائه وأمامه منضدة يضع عليها هاتفه المحمول فواجهته أنه وراء خطف ابنى، إلا أنه أنكر فنشبت بيننا مشادة كلامية وأثناء ذلك حصلت ابنتى على هاتفه المحمول للتأكد من حقيقة أنه وراء الاتصالات ورفضت إعادته له بالرغم من اعتدائه بالضرب علينا وتدخل اهالى المنطقة وحالوا بينه وبيننا".

وتضيف "الأم": "توجهت إلى قسم شرطة الوراق وسلمت الهاتف لرئيس المباحث المقدم عمرو السعودى ومعاونه الرائد حسن مدنى، ومن خلال فحص الهاتف تبين أن رقم السريال الخاص به مطابق لرقم الهاتف الذى تجرى منه اتصالات الخاطف".

وتمكن رجال المباحث من القبض عليه، حيث نفى فى البداية تورطه فى اختطاف الطفل، إلا أنه بعد تضييق الخناق عليه اعترف بما نسب إليه، وكانت المفاجأة باعترافه أنه قتله وأخفى جثته بحفرة بورشة النجارة الخاصة به.

وتتابع: "اصطحب رجال المباحث المتهم إلى ورشته حيث أرشد عن مكان إخفاء الجثة، وتم العثور عليها بعد 50 يوما من اختفاء أمير "واعترف المتهم أنه قتله فى اول يوم اختفى به الطفل حيث ضربه بطفاية حريق على رأسه ثم حفر مقبرة بالورشة ودفن الجثة لإخفاء معالم جريمته".

وخلال التحقيقات، اعترف المتهم أمام اللواء محمود فاروق مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة ونائبه اللواء مجدى عبدالعال، أن الدافع وراء ارتكاب الحادث توسط والد الضحية للمتهم فى شراء قطعة أرض حيث قام بكتابة عقد الشراء بشروط غير وافية لم تمكنه من استلام الأرض المتفق عليها وحال مطالبته له بإعادة المبلغ ثمن الأرض قام بالتهرب منه مما دفعه لاتخاذ قرار بالانتقام منه، وذلك باستدراج ابنه مستغل سابق المعرفة بينهما حيث قام بضرب الطفل بطفاية حريق على رأسه، انتقاماً من والده وبعد التأكد من وفاته قام بعمل حفرة داخل الورشة، حيث قام بدفن الطفل فيها ظناً منه أنه أخفى معالم جريمته.

تحرش

والد الطفل الضحية نفى رواية المتهم، وأكد أنه منذ عدة أشهر طلب منه المتهم باعتباره صديقه التوجه بصحبته لحضور جلسة لشراء قطعة أرض زراعية، وباعتبار الصداقة التى تربطهما استجاب له وتمت عملية الشراء دون تدخل من والد الضحية حيث تمت كتابة عقد الشراء، إلا أن المتهم فوجئ أثناء تسلم قطعة الأرض بقيام أحد الأشخاص بالبناء عليها مما دفعه لمطالبة البائع بإعادة نقوده له، حيث قام صاحب قطعة الأرض بكتابة إيصالات أمانة بالمبلغ المستحق عليه، وانتهى الأمر بينهما.

وأضاف أن الدفاع الحقيقى وراء ارتكاب المتهم للجريمة يحتمل أن يكون قد حاول التحرش بالطفل الذى رفض وقاومه وحاول الهرب منه، مما دفع لضربه بطفاية حريق على رأسه من الخلف خوفا من فضح الطفل لأمره، أو أن يكون المتهم يمر بضائقة مالية حيث إنه عاجز عن سداد مبلغ مستحق عليه لشقيقه، وإنه قرر اختطاف الطفل وطلب فدية لسداد ديونه إلا أنه قتله خوفا من اكتشاف أمره.