وزير الاعلام يناقش هموم الشعب فى اولى ندوات مهرجان الاعلام العربى
كتبت :دينا طلبهأكدالسيد أنس الفقى وزير الاعلام فى أولى ندوات مهرجان الاعلام العربى بدورته الـ16،والتى أدارهاالاعلامى عبداللطيف المناوى أمين عام الاعلام والصحافة والندوات بالمهرجان،ان هموم الناس هى الرهان الاول لنجاح الاعلام.وقال وزيرالاعلام :صانع القرار لابد ان يراقب المشهد الاعلامى قبل ان يقبل على اتخاذ القرار ولدى تساؤل حرج قد لا نملك جميعا شجاعة الايجابة عليه، فمشهد الحياد فى الاعلام العربي يتراجع وشبكات المصالح تتزايد وتأثير راس المال يتضاعف ،وارضاء لضميرى كمواطن مصرى عربي يدافع عن الاعلام الحر، أقول سقطت الاقنعة وعلينا ان ندافع عن حرية ومصداقية الاعلام وعلى الاعلاميين ان يدافعوا بانفسهم عن المهنية الاعلامية وعلى مؤسسات الاعلا م الاصرار ان تكون حرة معبرة عن ارادة الناس، فالمواطن ينحاز لمن يدافع عنه ويعكس همومه وطموحاته.ودعا الوزير الاعلاميين الى الانحياز للناس فمن ينحاز للجمهور يخدم المالك والحكومة ولا يختلف المشهد الاعلامى بمصر عن غيرها من دول عربية اخرى قد تكون لديها تجارب ديمقراطية عريقة .واكدالفقى أننا نشاهد الان قنوات اعلامية اشتهرت بالمصداقية والحياد ولكنها خلال ساعات تطرد مذيعين لمجرد انهم هاجموا فئة ما أو خرجوا عن النص ،فمن يزرعون بذرة الحرية نجدهم احيانا يتخلون عنها.وتناولت الندوة عدة محاور هى: هل تغير مفهوم الإعلام في العالم ؟، ومفهوم تليفزيون الدولة .. تجارب عالمية،والفيسبوك ويوتيوب وتويتر منافسون جدد أم مكملون؟،والإعلام الشعبي على الفضائيات ..الوجه الآخر للعملة.كما تطرقت المحاورالى :ميثاق الشرف الإعلامي .. قيد جديد أم حفاظ على الوطن، وقنوات الانترنت ..البحث عن جمهور جديد، احتكار الحقيقة .. بين تليفزيون الدولة والقنوات الخاصة، واستطلاعات الرأي الإعلامية .. بين التسويق والمهنية.وشارك فى الندوة عدد من خبراء الاعلام فى العالم العربى،فقال حسين أمين أستاذ الاعلام بالجامعة الامريكية بالقاهرة ان واقع الاعلام الجديد تغير ولم يعد مثل 5 سنوات سابقة ،موضحا انه لم يعد يقتصر على اعلام الدولة حيث دخلت القنوات والصحف الخاصة فضلا عن الانترنت حيث المدونات والمواقع الاليكترونية.وأضاف أمين أن الاعلام لم يعد يتوجعه الى كتلة بشرية أو شريحة معينة بل صار محددا وموجها مشيرا الى أن الشباب العربى ينظر اليه الآن باعتباره مستهلكا للمنتجات الاعلامية بنسبة تصل الى 50% .وأكد أن وسائل تغيرت قوالبها وتشكلت عناصر جديدة ،فهى لم تعد ساكنة بل تتمتع بالتفاعل مضيفا أن الصحف أصبحت تطالب قرائها بالمشاركة بالرأى .وأشارأمين الى أن الصورة فى العالم تغيرت الآن حيث صار كل منتج اعلامى مذاعا بالصوت والصورة فبعد مرور 20 عاما سيختفى المؤرخ ليحل محله الاعلام المرئى .وأصبحت المواقع الالكترونية الخاصة مزودة بروابط لمواقع اخرى لتحقيق الاستزادة المعرفية والتراكمية للبشرية مؤكدا أن الواقع الاعلامى المعاصر يمثل الاعمدة لاعلام مستقبلى فاعل .وقال الخبير الاعلامى ياسر عبد العزيز أن قصة الحياد والموضوعية المطلقة ليست هدفا يجب ادراكه ولكنها قيمة نسعى لتحقيقها مؤكدا أن تعدد الوسائل الاعلامية يزيل الغموض بشكل واضح عن الجمهور .وشدد عبد العزيز على أن الدول التى تستثمر فى الاعلام لتحسين صورتها عليها أن تصبر لأن ثمار الاستثمار الاعلامى يتطلب وقتا طويلاواكد أن تنوع المنابر جعل من الصعب تحقيق الاعلام الموضوعية المطلقة مشيرا الى أن الموضوعية شرطا لايمكن الاستغناء عنه ومن آليات تحقيقها اسناد المعلومة الى مصدرة وكفاءة المصادر وفصل الخبر عن الرأى ومراعاة مرجعية الخبر .وطالب عبد العزيز بعدم الاندفاع للغرب الذى وصفه بالمجتمع الاكثرتنظيماوايجابية وبالتحلى بالرشد والايجابية فى ممارستنا العربية .وقال السيد فهمى كريم الاعلامى العراقى وكبير مستشارى الرئيس العراقى ان هيئة الاذاعة البريطانية مؤسسة غير خاضعة للحكومة كما ان المواطن البريطانى يمولها من ضرائبه مما يعطيها من الحرية لنقد الوزارة والوزارات بل والملكة نفسها .واشار الى ان الصحافة فى النهاية سلعة واصبحت متنوعة، فلم نعد مثل الماضى نعتمد على قنوات محدودة موضحا ان المشكلة الرئيسية فى الاعلام بالعالم العربي انه ليس هناك خط فاصل بين الاعلام والحكومة .وانتقد الاعلام العربي الذى يميل الى العاطفة فى تناول الاخبار والاحداث وليس قراءة أو مراعاة الواقع ، موضحا ان افكار المنطقة تغيرت فاصبح المجتمع يميل الى التزمت او المحافظة والذى لم يكن موجود منذ 50 عاما.وقال السيد فخرى كريم يمكن ان يكون الموقف الاعلامى فى العراق موضوعيىا ،وغير موضوعى ونحن نتحدث عن المهنية الاعلامية فهناك اعلام الدولة والخاص وليس هناك النظام الشمولى وفى هذا السياق نحن نطالب بالديمقراطية والكثير من مجتمعاتنا منذ البداية اخذت طابعا طائفيا وقد جرى انتاج مجموعة من المفاهيم كالتوافق الوطنى والمشاركة والواقع الملموس فى العرق وهو تعبير عن مجموعة الفتوى داخل العراق لكن حتى فى اطار الدولة متعددة الاحزاب نحن واجهنا فى الاعلام الجديد لا سيما وان العراق دولة فى طور التكوين سواء على صعيد التوجه او المصالح ونأمل ان يكون التكوين ايجابى.وأكد انه حتى الان الناخب العراقى لم يتعايش مع الانتخابات فى كل الطوائف وان الناخب ذهب الى الاتجاه الرسمى الذى دفع بالمشروع الوطنى الذى ينطوى على التطوير وهناك صيغة تغير من طائفة معينة واصبحت مشروع وطنى وقال :الان انا اعتقد انه بعد هذه الهدنة العراق سيحدث اصطفاف فى داخل الكتل والمجموعات وكل الطوائف.واضاف ان الصراع العالمى للتغير يعبر عن المصالح، فسقوط الاتحاد السوفيتى سببه الصراع المستمر ولابد ان تنطلق من التطور الهائل فى اطار العولمة .وتحدث عن أن فكرة التزواج بين السلطة والمال تطرح قضية وسائل الاعلام المرتبطة بمصالح اكبر.وقال السيد ابراهيم بلال مدير التطوير التحريرى بشبكة الجزيرة :أود ان افتخر انى جزء من المنظومة وهذه الندوة لا تقل كفاءة عن الندوات التى نحضرها فى بريطانيا والاعلام تطور بشكل ملحوظ وصل الى سقف محدد والا تحول الى فرصة ضائعة .فالاعلام العربى يتحد بشروط فالتجربة المصرية فى الواقع اعلام حكومى قد يكون الاضعف والاعلام الخاص يتطور ،فاشراك الاراء وليس الادماج بينها يجعل المواطن يهتم باعلامنا والاعلام التقليدى كالتليفزيون والاذاعة والصحافة لا يموت لاننا نعتمد عليه بشكل كبير.واكد ان التشتت الحالى الذى يشهده الاعلام العربى بوجه عام يشتت المشاهد، فالولاء تحول من الولاء السياسى الى الولاء المهنى ،وفى مصر هذه الظاهرة غير موجودة ونفتخر بهذا.واضاف ليس بالضرورة ان مالك رأس المال يجبر الاعلامى على ان يخرج بخبر معين فهناك كل العوامل التى تلعب دورها وتجعلها اكبر من ان تتحدث عن اجندة او غيرها فالحياد كما علمنا اساتذة القانون هو الالتزام بتحقيق الغاية.ثم تحدث الفنان والمطرب المصري عمرو مصطفى فى مداخلة على الندوة عن آليات حماية حقوق الملكية الفكرية وأكد على أن الإعلام الحكومي لابد وان يكون له الأولوية قبل الإعلام الخاص ، مشيرا إلى أن الإعلام الحكومي يحمي الموسيقيين والفنانين بوجه عام من احتكار شركات الإنتاج وأن هذا يحمي تاريخ الفنان المصري، وطالب بحماية الفنانين والمطربين من احتكار الشركات الكبرى.وتعقيباً على مداخلات بعض الحضور، قال ابراهيم بلال مدير التطوير التحريرى لشبكة الجزيرة ان الاعلام هو نتاج المجتمع بمزاياه وعيوبه كونه لا ينفصل عن الواقع المجتمعى ،مشددا على ان الاعلام لا يتحمل وحده مسئولية اصلاح المجتمع.واضاف ان لا احد يستطيع انكار وجود اجندات موضحا ان المؤسسات الاعلامية لا تدعى او تخلق خبراً، مدللا على ذلك باعتراض اسرائيل عن بث قناة الجزيرة لصور هدم منازل فلسطينية والتى كان رد الجزيرة عليها اذا توقفت اسرائيل عن الهدم ستتوقف الجزيرة عن بث الصور.وقال د.وفيق مصطفى رئيس مجموعة العرب بحزب العمال البريطاني ان مصر امامه مرحلة كبيرة للاصلاح مؤكدا انه منذ 5 سنوات لم يكن يستطيع احد الاجتماع وعقد مثل هذه الندوات والتحدث بحرية.واضاف انه عندما تنفصل المؤسسات الحكومية عن الدولة يمكن ان يحدث انفصال للمؤسسة الاعلامية عن الدولة، مشيرا الى تراجع الحياد فى التغطية الاعلامية فى المنطقة فى الوقت الذى اصبح هناك تقدم ملموس فى تحقيق المصداقية ،رافضا فى الوقت نفسه وجود وزارة للاعلام.واشاد ياسر عبد العزيز الخبير الاعلامى المصرى باداء الاعلام الحكومى فى السنوات الاخيرة حيث اصبح يميل نحو الموضوعية مدللا على ذلك بانه يخرج وينتقد ما يراه عبر شاشات التليفزيون الرسمى.واوضح ان حل مشكلة الحياد تتمثل فى ادارة الاعلاميين انفسهم لوسائل الاعلام حيث لا يمكن نزع سلطة مالك الوسيلة الاعلامية عن المحتوى الذى تقدمه.وقال حسين امين استاذ الاعلام بالجامعة الامريكية ان الاعلام العربى مازال ينزع الى العاطفية ويتماشى مع اى فكر سائد فى المجتمع،مؤكدا وجود اجندات تحكم وسائل الاعلام العربية كاشفاً عن اتجاه غير محمود يشهده الاعلام العرببى تمثل فى الطائفية.