اللواء محمد قاسم : تعليمات وزير الداخلية القضاء على جميع البؤر الإجرامية بالعاصمة

قال اللواء محمد قاسم مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة فى حواره مع «النهار»  إن اقتحام البؤر الإجرامية والحد من جرائم سرقات السيارات وضبط الهاربين من الأحكام والسيطرة على الشارع حتى يعود الأمن المجتمعى «مائة فى المائة» هدفنا الذى عاهدنا الله عليه والتزمنا به امام اللواء محمد ابراهيم وزيرالداخلية خلال اجتماعه مطلع الاسبوع الماضى مع مدراء مباحث كافة المحافظات.

وروى اللواء محمد قاسم تفاصيل العمليات التى قامت بها الإدارة خلال الفترة القليلة الماضية قال : اهتمام الوزارة الاول الان هو الامن الجنائى اى الحد من ارتكاب الجرائم وهذا ما تقوم به الادارة العامة لمباحث القاهرة خلال 43 قسم شرطة منتشرة بالعاصمة موضحا أن هناك اتجاهاً واضحاًَ بالقضاء على كافة البؤر الإجرامية التى انتشرت فى اعقاب ثورة يناير نتيجة الانفلات الامنى الذى مرت به البلاد وكذلك اندلاع بعض التظاهرات خلال حكم الاخوان وما بعد الرئيس المعزول «مرسى».

اضاف قائلا: لقد وجهت ضباط مباحث القاهرة بضرورة جمع المعلومات وحصر البؤر الإجرامية بكافة الدوائر ومراقبة القائمين عليها تمهيدا لمداهمتها بعد وضع خطط على أعلى مستوى أمنى بمشاركة اللواء عصام سعد نائب مدير مباحث القاهرة واللواء محمد توفيق مدير المباحث الجنائية وتمكنا من مداهمة 3 بؤر إجرامية شديدة الخطورة فى الاسبوع الماضى وهى بؤر منطقة السيدة زينب ومنشية الصدر بالوايلى والسلام بدائرة قسم اول السلام.

وقال إن البؤرة الاولى كانت تتمثل فى منطقة منشية الصدر التابعة لدائرة قسم الوايلى ولها تضاريس خاصة حيث انها تقع على بعد امتار من جامعة عين شمس وخلف وزارة الدفاع ..انتشرت بها بعض العناصر الخارجة على القانون فى اعقاب الثورة وأن أجهزة الأمن بقسم الوايلى كانت لا تتوانى لحظة عنها حتى ان حدث ما حدث وكان امرا غريبا على هذه المنطقة التى يعرف عنها ان سكانها مسالمون لا يفتعلون اى اعمال عنف ضد رجال الشرطة بل كانوا يقفون مع رجال الامن فى اعقاب الثورة وكان قسم الوايلى يتواجد وسط سكان منشية الصدر خلال أحداث جمعة الغضب وما تبعها رغم أن بعض العناصر الإجرامية من خارج الدائرة قاموا بإضرام النيران بقسم الوايلى عقب جمعة الغضب الا انهم كانوا ينزلون الى شوارع الوايلى وخاصة منشية الصدر ويباشرون عملهم.. حيث وقعت اعمال عنف ضد قوة أمنية من قسم الوايلى مكونة من معاونى مباحث القسم وهم كل من النقباء احمد ابراهيم واحمد الجمال وسامح نصر وعدد من امناء وافراد الشرطة والنقيب احمد فوزى من قسم الزيتون وكانوا ينفذون قرار النيابة العامة بضبط 3 هاربين من جناية شروع فى قتل احد الاشخاص بمنطقة الزيتون واثناء ذلك حدثت مشاجرة بين المطلوبين ورجال الأمن تدخل على إثرها بعض الخارجين على القانون وقاموا بالتعدى على القوات بالفرد الخرطوش والطوب والحجارة وتبادل الطرفان التعدى على بعضهما مما أسفر مقتل شاب يدعى «زياد» واصابة معاونى مباحث الوايلى بجروح نافذة بالرأس والكتف وإصابة عريف شرطة يدعى «رأفت» بطعنات وجروح نافذة وانقذه بعض رجال المنطقة الشرفاء من الموت.

اضاف قائلا : تم عمل التحريات وجمع المعلومات حول الواقعة وعرض عريف الشرطة المصاب وضباط المباحث على الطب الشرعى وامرت النيابة العامة بضبط واحضار 16 متهما فى احداث العنف بمنشية الصدر وبناء عليه تم وضع خطة امنية محكمة وعمل دراسة للمنطقة لمداخل ومخارج منشية الصدر وتحديد منازل المتهمين واستصدار اذن من النيابة العامة لمداهمة المنطقة والقبض على المتهمين.. تم اعداد خطة أشرف عليها اللواء اسامة الصغير مساعد اول وزير الداخلية مدير امن القاهرة وتم اعتمادها من وزير الداخلية وتم التنسيق مع اللواء سيد شفيق مساعد اول الوزير مدير مصلحة الأمن العام وكذلك الأمن المركزى والقوات الخاصة بإشراف اللواء أشرف عبدالله مدير قطاع الامن المركزى واللواء مدحت المنشاوى مدير العمليات الخاصة وتم تجهيز القوات وتحديد ساعة الصفر التى لم يعلن عنها لأى من المشاركين فى الحملة.

ساعة الصفر

قال كانت عقارب الساعة تشير الى الثانية عشرة ليلا عندما تحركت سيارات الشرطة التى يقودها اللواءان عصام سعد ومحمد توفيق مدير المباحث والعميد أشرف عز العرب رئيس مباحث قطاع شمال القاهرة والعقيد محمد الألفى مفتش المباحث  والمقدم أحمد عبد الناصر رئيس مباحث الوايلى فى اتجاهها إلى منشية الصدر حيث داهمت القوات شارع سكة حديد السويس وتم إلقاء القبض على المطلوبين من النيابة العامة وانتشرت القوات فى شوارع المنطقة تستهدف مساكن كافة الصادر بشأنهم قرارات من النيابة اعامة بالضبط والاحضار كما تم ضبط متهم بحوزته تذاكر من مخدرالهيروين واخر اتجار فى الأقراص المخدرة والحشيش.. كما انتقلت القوات التى شارك فيها المقدم محمد راسخ رئيس مباحث حدائق القبة وشريف أبو المعالى رئيس مباحث الأميرية والمعاونون والرائد عبد العزيز الحامولى النقباء أحمد إبراهيم وسامح نصر وعلاء أبو المجد ووليد المعداوى الى شوارع القائد والعادل والأحرار والكامل وتم مداهمة عدد من أماكن المطلوبين.

أسفرت جهود الحملة التى استهدفت دائرة الوايلى عن ضبط 7 قضايا مخدرات و15 تعاطى وتشكيل عصابى و24 حكم جناية بينهم هارب من المؤبد و3 مسجل خطر وقضية آداب عامة و2 سرقات عامة و7 ضبط واحضار وواحد مراقب و5 سلاح أبيض و7 قضايا تموينية.. بالإضافة الى 7 مطلوبين بمنشية الصدر.

اضاف انه بعد نجاح الحملة قام بالنزول الى منطقة منشية الصدر بنفسه وسار بشوارعها يرافقه العقيد محمد الألفى والمقدم احمد عبد الناصر وتقابل بعدد كبير من سكان المنطقة الذين عبروا عن سعادتهم بالحملة فيما اشتكى البعض من عدد القوات المهول وطريقة التعامل مع السكان وهو ما برره مدير المباحث بأن هناك عناصر خطرة موجودة بالمنطقة ومطلوبة لدى النيابة وأن قوات الشرطة قامت بضبطهم لتطبيق القانون وتعاملت معهم وفقا للقانون وأنها اقتحمت منازلهم بعد استئذان النيابة العامة.

اما فى عزبة عبد النبى التابعة لكوبرى القبة بحى الوايلى فرحبت السيدات بمدير المباحث بالزغاريد فرحات بعودة رجال الامن إلى الشارع وتنفيذ القانون وعودة رجال المباحث الذين غابوا قرابة 6 أشهر عن المنطقة ما تسبب فى انتشار المخدرات واعمال البلطجة من قبل عدد من الخارجين على القانون.

بؤرة السيدة

أما البؤرة الثانية فكانت منطقة السيدة زينب حيث شنّت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة وادارة البحث الجنائى حملة أمنية مكبرة استهدفت البؤر الإجرامية بدائرة قسم شرطة السيدة زينب، وأسفرت عن ضبط طبنجة عيار 9 مللى، و3 فرد خرطوش، و51 طلقة خرطوش، و10 أسلحة نارية تم إلغاء تراخيصها، و18 قضية مخدرات تم ضبط خلالها 869 جرام حشيش و250 جرام بانجو، و31 جرام هيروين، و1797 قرصًا مخدرًا.

كما تم ضبط 2 تشكيلات عصابية تخصصت فى ارتكاب جرائم السرقات المتنوعة، و6 قضايا سرقات عامة و8 متهمين مطلوب ضبطهم وإحضارهم، ومتهم هارب من المراقبة. وتم ضبط 21 قطعة سلاح أبيض، و26 قضايا تموينية متنوعة، و86 قضية آداب.

كما تم تنفيذ 34 حكمًا جنائيًا، وضبط 2 متهمين محكوم عليهما بأحكام مجمعة بلغت 35 حكمًا قضائيًا، وتنفيذ 10 أحكام بالحبس. وتم ضبط 15 دراجة بخارية دون لوحات معدنية.

أوضح قاسم أنه تفقد منطقة السيدة عقب اليوم الأول من الحملة ولقى ترحاباً واسعاً من سكان المنطقة بسبب القبض على البلطجية الذين كانوا يروعوا الأمنين.

السلام

قال اللواء محمد قاسم إن البؤرة الثالثة استهدفت مدينة السلام، حيث قام رجال المباحث برئاسة العميد ناصر حسن مدير مباحث قطاع شرق القاهرة بحملة مكبرة شارك فيها العقيد هشام قدرى مفتش المباحث والمقدم هانى أبو علم رئيس مباحث السلام  لإعادة الانضباط للشارع، وأسفرت الحملة، عن ضبط 11 قضية مخدرات وطبنجة بلى، و 14 فرد خرطوش، و43 طلقة خرطوش و4 أسلحة بيضاء و17 قضية تموين.

كما تم ضبط محمد.ح، والهارب من سجن وادى النطرون، خلال أحداث يناير 2011، وتنفيذ 427 حكمًا قضائيًا متنوعًا.

كما تم ضبط كل من إسلام.ع (24 سنة-عاطل)، وبحوزته فرد خرطوش، وعوض.ص (27 سنة-عاطل)، أثناء استقلالهما سيارة وقيامهما بسرقة لاب توب بالإكراه من شخص تحت تهديد السلاح النارى، وأخطرت النيابة للتحقيق.

مقياس الأمن

من جانب آخر أكد قاسم ان اللواء جمال عبد العال مساعد وزير الداخلية وكيل مصلحة السجون الذى كان يشغل منصب مدير الادارة العامة للمباحث السابق بذل كل ما يمكن بذله واكثر فى منصبه وكان من أكفأ ضباط المباحث وانه كان يعمل فى ظروف صعبة للغاية بسبب كثرة التظاهرات وأنه أدى ما عليه فى حفظ الأمن وضبط القضايا المهمة.. كما اكد ان مقياس الامن فى الشارع هو المواطن نفسه وأنه لا يعتمد على تقارير رجال المباحث حيث إنه يقوم بالنزول الى الشارع والاستماع إلى شكاوى المواطنين بنفسه كما فعل فى منطقتى منشية الصدر والسيدة زينب حتى يتأكد أن الحملة الأمنية حققت أهدافها بالكامل.

وعن تواجد قوات الأمن أمام الجامعات اكد ان رجال المباحث موجودون على بعد من جامعة عين شمس والمعاهد والمدارس للتأمين فقط ومنع وصول عناصر بلطجية أو لصوص وسط الطلاب وليس لهم علاقة بالطلاب لا من قريب او بعيد فقط «التأمين» ومنع المشاجرات خارج الجامعة.

وأشار الى ان مديرية امن القاهرة تقوم حاليا بإنشاء قسمى شرطة لـ«المعصرة وقسم ثالث مدينة نصر» نظرا للكثافة السكانية بحلوان ومدينة نصر وذلك لتكثيف التواجد الأمنى بتلك المناطق.. كما اوضح ان هناك انخفاضاً ملحوظاً فى سرقات السيارات مقارنة بالأشهر السابقة.

عين شمس

أكد اللواء قاسم أن منطقة عين شمس والمطرية تحت مجهر المباحث وانه تم مداهمة المنطقتين اكثر من 3 مرات متتالية بـ53 مأمورية بمشاركة رجال الأمن المركزى والأمن العام وتم إلقاء القبض على عدد كبير من حائزى الأسلحة النارية من عناصر الجماعة الإرهابية وتم القاء القبض على قتلة مجند شرطة فى احداث الجمعة قبل الماضى فى اقل من 3 ساعات من وقوع الجريمة مشيرا إلى ان القوات لا تكل ولا تمل إلا عندما يتحقق الامن بمنطقتى عين شمس والمطرية بكامل طاقته.

الباعة الجائلون

اضاف ان ادارة البحث قامت بالتنسيق مع اجهزة المحافظة وتم الاتفاق على توفير أماكن بديلة للباعة الجائلين بمنطقة وسط البلد لنقل هؤلاء الباعة وتسيير حركة المرور وتعيين خدمات أمنية ثابتة لعدم عودتهم مرة أخرى. وطالب مدير مباحث القاهرة المواطنين بأن يكونوا بمثابة «خط دفاع» ثان لرجال الشرطة لمواجهة الإشغالات والمواقف العشوائية للتصدى لهذه الظواهر السلبية التى أصبحت صداعاً فى رأس أجهزة الامن بالدولة وذلك يكون من خلال التعاون الكامل للضباط والأفراد، لأن الوجود الشرطى والحملات الامنية على الإشغالات ليست هى الحل فقط بل لابد أن يكون هناك وعى مجتمعى لدى الاهالى وسيكونون هم الفائز الاكبر فى اعادة الوجه الحضارى لشوارع القاهرة.

وأشار إلى أن الانفلات الأخلاقى وفهم الحرية بطريقة خاطئة للمواطنين أصبح العائق الأكبر بالنسبة لنا كجهاز للشرطة وظهر ذلك بعد ثورة يناير ، فينبغى أن يكون هناك تغليظ للعقوبات وهو الحل الأمثل للقضاء على الظواهر السلبية وتكون رادعا للجميع.