السفير احمد قطان تصدي لاكاذيب خيرت الشاطر
فى السعودية ولد وفى جامعة القاهرة ليبدأ مسيرته الحافلة فى عالم الدبلوماسية.. رحلة توجها فى القاهرة بقرار من السفراء العرب والمندوبين الدائمين لدى الجامعة العربية فى نهاية فبراير 2014 باختياره ليكون عميد السلك الدبلوماسى العربى بالقاهرة إنه السفير أحمد قطان سفير المملكة العربية السعودية بمصر.
حيث أكد السفراء والمندوبون الدائمون فى اجتماعهم الأخير بمقر الجامعة أن اختيارهم للسفير أحمد قطان جاء بالإجماع وذلك بعد جهده الملحوظ فى خدمة القضايا العربية فى الفترة الأخيرة خاصة فى ظل ما تشهده المنطقة من حالة من عدم الاستقرار ويعد السفير أحمد قطان أول من جمع بين منصبى السفير السعودى فى القاهرة والمندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى جامعة الدول العربية من فبراير عام 2005 حتى الآن بالإضافة إلى سجله الدبلوماسى حيث التحق بالعمل الدبلوماسى بالمملكة العربية السعودية منذ 1978 وتقلد مناصب متعددة فى سفارات المملكة فى لندن وواشنطن ونائبا للأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز أثناء توليه مسئولية السفارة السعودية فى أمريكا.
وقد تولى صاحب المعالى السفير أحمد بن عبد العزيز قطان منصب السفير السعودى بجمهورية مصر العربية فى وقت بالغ الحساسية فى أعقاب ثورة 25 يناير حيث أصدر العاهل السعودى الملك عبد الله بن عبد العزيز بتاريخ الاثنين 28-2-2011 مرسوماً ملكياً بتعيين أحمد قطان سفيراً للسعودية لدى جمهورية مصر العربية بدلاً من هشام ناظر.
الأمانة
"بسم الله الرحمن الرحيم.. أقسم بالله العظيم.. أن أكون مخلصا لدينى ثم مليكى ووطنى وألا أبوح بسر من أسرار الدولة وأن أحافظ على مصالحها وأنظمتها فى الداخل والخارج وأن أؤدى عملى بالصدق والأمانة والإخلاص".
بهذه الكلمات و فى أعقاب تنحى مبارك عن السلطة على إثر ثورة 25 يناير ، بدأ سفير المملكة السعودية بمصر ومندوبها الدائم فى الجامعة العربية أحمد بن عبد العزيز قطان حمل الأمانة الجديدة، التى أناطه بها خادم الحرمين الشريفين، واضعا نصب عينيه الحفاظ على مصلحة البلدين وتوثيق العلاقة الطيبة بينهما فور أن أصدر العاهل السعودى الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتاريخ 28 فبراير2011، مرسوماً ملكياً بتعيين أحمد قطان سفيراً للسعودية لدى جمهورية مصر العربية بدلاً من هشام ناظر الذى تلقى الكثير من الانتقادات من مواطنين سعوديين فى تعامله مع مصالحهم خلال الثورة فى مصر.
دبلوماسى جرىء
لقد كان اختيار معالى السفير أحمد قطان هو الاختيار الأمثل لدبلوماسى اشتهر بالجراءة والبراعة فى اتخاذ القرار خاصة أنه ليس غريباً على المشهد السياسى السعودى ولا عن المشهد السياسى فى مصر بل والمشهد العربى برمته.. فقد كان القطان يشغل منصب المندوب الدائم للسعودية فى جامعة الدول العربية وتربطه علاقات متينة بالمسئولين فى مصر بحكم إقامته فيها.. وترأس وفد السعودية فى القمة العربية التى أقيمت فى دمشق.. وله الكثير من الآراء السياسية الجريئة.
وعقب تسلمه منصبه بدأ قطان يستقبل بمقر السفارة فى العاصمة القاهرة المواطنين والطلبة السعوديين المقيمين فى مصر وفى هذه اللقاءات كان يستمع إلى المشكلات التى تواجههم خلال فترة إقامتهم بمصر واتسم بالتحرك السريع لمواجهة هذه المشكلات وحلها .
إلا أن المشكلة الكبيرة التى تعامل معها السفير أحمد قطان كانت تتمثل فى مواجهة المحاولات المستمرة للوقيعة بين مصر والسعودية من خلال الشائعات المغرضة وهو ما تصدى له بقوة، معلناً أنه لن يسمح لأحد أن يخرب العلاقة الطيبة بين مصر والسعودية وهى العلاقات التى استمرت لعقود طويلة نموذج يحتذى به فى العمل العربى المشترك.
أصعب المواقف
ولعل من أصعب المواقف التى واجهها السفير أحمد قطان بعد توليه منصبة كسفير للمملكة فى القاهرة كانت وقفة احتجاجية أمام سفارة السعودية بالقاهرة والقنصلية السعودية بالإسكندرية يوم الجمعة 2 سبتمبر، اعتراضاً على ما أثير عن المعاملة السيئة للمعتمرين المصريين فى مطار جدة واحتجازهم فترات طويلة بدون طعام أو شراب والإهانات التى تعرض لها المعتمرون المصريون من موظفى الجوازات السعوديين بحسب ما تردد فى هذه الفترة التى سادت فيها شائعات كثيرة عن موقف سعودى كاره لثورة 25 يناير.
لكن السفير القطان نفى ما تردد عن سوء معاملة المعتمرين المصريين فى مطار جدة فى أزمة تكدسهم الأخيرة وإدعاء التعمد فى ذلك من مسئولى المطار فى المملكة انتقاما من الثورة المصرية ومحاكمة الرئيس الأسبق مبارك.
وأشار السفير أحمد قطان فى تصريحات له بالقاهرة إلى أن ما حدث من تكدس أعداد العائدين من المعتمرين المصريين لم يكن الأول من نوعه فقد تكرر أكثر من مرة فى السنوات الماضية وفى عهد مبارك، وأرجعه إلى تراكم أعداد المتخلفين عن العودة من مواعيد العمرات السابقة قبل شهر رمضان الذين كسروا مدة التأشيرة المحددة فى جوازات سفرهم وبقوا فى المملكة حتى قدوم شهر الصوم ورغبوا فى العودة مع قدوم عيد الفطر.
دعم مبارك والسلفيين
هذه الأزمة الصعبة لم تكن هى الوحيدة التى وجد السفير أحمد قطان نفسه فى مواجهتها بل توالت الأزمات وتعامل معها باقتدار، فقد تصدى السفير القطان من قبل للاتهامات التى وجهها البعض للمملكة العربية السعودية بمنح رجل الأعمال المصرى "الهارب" حسين سالم جواز سفر سعودياً، وكذلك مزاعم عن ضغوط سعودية لعدم محاكمة الرئيس المخلوع حسنى مبارك.
كما تصدى لما يروج عن دعم سعودى للسلفيين فى مصر بدون علم الحكومة المصرية وبعث رسالة واضحة "لا ندعم السلفيين" أو التيار الإسلامى بصفة عامة، مؤكدا أن أى دعم يتم تقديمه لمصر يتم من خلال القنوات الشرعية، ومن خلال الدولة نفسها.. وأكد السفير قطان أن المملكة العربية السعودية تقف إلى جانب مصر بشكل كامل، نافيا ما يقال عن أن السعودية تضغط على مصر من أجل عدم إعادة العلاقات مع إيران، وشدد على أن "السعودية لا يمكن أن تتدخل فى السياسة المصرية".
وشدد القطان على أن المملكة من الدول العربية القليلة التى تقف بجانب مصر قلبا وقالبا، حيث قال "السعودية لا تضع السم فى العسل ولكنها تضع العسل فى العسل"، مضيفا أن أمن مصر هو ذاته أمن المملكة.
معركة مع الشاطر
كما تصدى السفير أحمد عبد العزيز قطان لخيرت الشاطر فى زمن الإخوان، عندما أطلق خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، تصريحات ادعى فيها أن المملكة العربية السعودية عَرَضَت مبلغ 4 مليارات دولار مقابل تسليم مبارك لها العام الماضى.
وأكد السفير أن هذه الشائعات لا صحة لها إطلاقاً، وأن المهندس خيرت الشاطر يجب أن يتحرى الدقة فيما يقول ويردد، لأنه يؤثر على علاقات أخوية ممتدة منذ سنوات بعيدة.
وتحدى السفير السعودى المهندس خيرت الشاطر أن يقدم أى دليل على هذه الادعاءات الكاذبة.
وقال السفير القطان إن العلاقة التاريخية التى تجمع الشعبين السعودى والمصرى لن تتأثر رغم الكثير من المحاولات التى تقوم بها أطراف معروفة، وقصة أن هناك أرقاما معروضة هى قصة وهمية من نسج خيال البعض، لأن المملكة أكدت وبكل وضوح سياستها العامة تجاه مصر وأن ما تقرره مصر شأن داخلى بها تحترمه المملكة.
مقتطفات
يبقى أن أشير إلى أن السفير أحمد قطان مولود فى مكة المكرمة يوم الثلاثـاء الثانى عشـر من شهـر صفـر عـام 1373هـ الموافق للعشرين من أكتوبـر عام 1953م، وتخرج فى جامعة القاهرة عام 1978م يحمل تخصصاً فى الاقتصاد وإدارة أعمال، وهو متزوج وله أربعة أبناء "داليا، بندر ، فيصل ، هيفاء".
التحق بوزارة الخارجية عام 1978م، وعمل فى سفـارة السعودية فى لندن من عام 1982م إلى عام 1983م، كما عمل فى سفارة المملكة فى واشنطن من عام 1984م إلى عام 2005م، وكان أيضاً نائباً لصاحب السمو الملكى الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز من عام 2002م حتى عام 2005م.
اكتسب خبرة دبلوماسية كبيرة تعززت بمشاركته منذ عـام 1984م وحتى عـام 2005م فى جميـع دورات الأمــم المتحدة فى نيويورك، وكذلك توليه منصب مراقب المملكة العربيـة السعوديـة الدائـم لـدى منظمـة الـدول الأمريكية من عـام 1996م وحتى عام 2005م.
والسفير قطّان يعد أول من جمع بين منصب السفير السعودى فى القاهرة والمندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى جامعة الدول العربية ، كما شارك فى كل القمم العربية منذ عام 2005م وهى "الجزائر، الخرطوم، الرياض، دمشق، الدوحة، سرت".
وشارك فى القمـة الاقتصاديـة عـام 2009م بالكـويت وفى القمـة الاقتصاديـة عام 2011م، وأيضاً بشرم الشيخ وشارك فى القمة الاستثنائية بسرت عام 2010م.
كما ترأس قطّان وفد المملكة العربية السعودية فى القمة العربية التى عقدت فى دمشـق عام 2008م، وكذلك رأس وفـد المملكـة فى الاجتماع الخامس لكبـار المسئولين فى الـدول العربية ودول أمريكا اللاتينية الذى عقد بالدوحة عام 2009م، وكان نائباً لرئيس اللجنة الاستشارية للأونروا فى الاحتفال باليوم العالمى للتضامن مع الشعب الفلسطينى والذكرى الستين لإنشاء الأونروا عام 2009، صدر الأمر و بتاريخ 28/2/2011م صدر الأمر الملكى بتعيينه سفيراً لدى جمهورية مصر العربية بالمرتبة الممتازة، إضافة إلى عمله كمندوب للمملكة بجامعة الدول العربية ليتوج عميداً للسلك الدبلوماسى العربى بالقاهرة.