النهار
السبت 19 أكتوبر 2024 07:46 مـ 16 ربيع آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

عاصفة وزارية ضد قطر بجامعة الدول العربية

أسرار غياب العطية

الخلافات العربية البينية والغضب العربى ازاء سياسات دولة قطر وتدخلها السافر فى الشئون الداخلية للعديد من الدول العربية التى أدت الى سحب دول السعودية والإمارات والبحرين لسفرائهم من الدوحة مؤخرا ، بالإضافة الى موضوع شغل مقعد سوريا فى الجامعة العربية ، والمفاوضات الفلسطينية المتعثرة ، والتحضير لقمة الكويت فى دورتها الخامسة والعشرين المقررة فى 25 مارس الجارى كانت القضايا الأبرز على جدول اعمال مجلس  وزراء الخارجية العرب فى دورته الـ141 اليومين الماضيين بمقر الجامعة العربية ، الذى اتسم بأنه وزارى عاصف نظرا للأزمات العربية التى باتت تلقى بظلالها على العلاقات بين دول الجامعة العربية بل وتكشف عجز الجامعة العربية نفسها فى مواجهة تلك القضايا ومعالجة الخلافات التى تنشب بين دولها وهو ما برره أمينها العام د. نبيل العربى بأنه لم يطلب رسميا من الجامعة العربية التدخل فى الأزمة الراهنة بين كل من السعودية والإمارات والبحرين مع قطر من جهة وكذلك ما تقوم به قطر حيال مصر ودعم العمليات الإرهابية فى مصر بل وإيواء الارهابيين على أراضيها هناك ، بل ودافع العربى فى المؤتمر الصحفى الختامى للوزارى العربى عن غياب وزير خارجية قطر عن الاجتماع معللا ذلك بأنه يرافق  رئيس الوزراء فى جولة بالمغرب.

وتأتى أهمية الاجتماع الوزارى الأخير كونه تفصله بين القمة العربية ايام قليلة وهو ما يكشف أن الوضع العربى المتأزم حاليا ربما سيطغى على قمة الكويت المرتقبة والتى تقوم الكويت حاليا بتحركات كبيرة لرأب هذا الصدع لإنجاح قمتها .

مشادات بين السعودية وقطر

وقد بدت مؤشرات تلك الخلافات فى طريقها لمزيد من التأزم مع غياب وزير الخارجية القطرى خالد بن محمد العطية عن الاجتماع الوزارى حيث ترأس الوفد  القطرى بالاجتماعات محمد بن عبد الله الرميحى  مساعد وزير الخارجية وجاء هذا الغياب ربما درءا لمواجهة ساخنة كانت ستتفاقم حدتها خلال الاجتماع الوزارى خاصة بعد مشادات بين سفيرى قطر والسعودية فى اجتماعات المندوبين الدائمين التحضيرية للوزارى السابقة للوزارى بسبب البند الخاص بالإرهاب حيث اتهمت السعودية الدوحة بدعم وتمويل الإرهاب فى المملكة ومصر وتهديد إمن العديد من الدول، فرد سفير قطر متهما السعودية بدعم الإرهاب فى سوريا .

مصر تهاجم قطر والدول الممولة للإرهاب

ومن جهته هاجم  وزير الخارجية نبيل فهمى  الدول الداعمة للارهاب "فى اشارة لقطر " داعيا الى ضرورة  تجنب ايواء الإرهابيين أو الداعين للإرهاب.

وأعلن عزم الحكومة تفعيل القرار الخاص باعتبار جماعة الإخوان جماعة إرهابية فى إطار الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، ،موضحا ان هذا الأمر يستوجب تجنب ايواء الارهابيين أو الداعين للإرهاب، وتجنب توفير التمويل للإرهابيين ،مشددا على أهمية تعاون الجميع لتسليم المتهمين اوالمحكوم عليهم المطلوبين فى قضايا الإرهاب.

وطالب فهمى فى كلمته أمام  وزراء الخارجية العرب  بضرورة التزام الجميع بتقديم المساعدات اللازمة للتحقيقات أو إجراءات المحاكمات المتعلقة بالجرائم الإرهابية، مشيرا الى ان كل هذه الالتزامات تقضى بها الاتفاقية ويتعين أن تلتزم بها جميع الدول الأطراف، خاصة فى ضوء زيادة وتيرة العمليات الإرهابية مؤخراً.

كما طالب فهمى بالترتيب لعقد اجتماع خاص عاجل لوزراء العدل والداخلية العرب، وذلك فى إطار الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، بهدف النظر فى مدى الالتزام بتطبيق الاتفاقية وإجراءاتها التنفيذية، بما فى ذلك الدروس المستفادة منذ دخول الاتفاقية حيز النفاذ.

ودعا الى ضرورة النظر بجدية فى إقرار استراتيجية عربية موحدة بعناصرها الفكرية والثقافية والإعلامية والتعليمية لمواجهة الإرهاب والفكر المتطرف.

السعودية تجدد دعمها لخارطة الطريق بمصر

وفى كلمته أمام الوزارى جدد الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودى  التأكيد على موقف بلاده الثابت مع مصر قلبا وقالبا مهنئا بنتيجة الاستفتاء على الدستور الجديد، ووصفه بأنه جسد وحدة الشعب المصرى وعبر عن إرادته الحرة، معتبرا أن ذلك الأمر يؤكد جدية الحكومة المصرية فى استكمال مراحل تنفيذ خارطة الطريق.

وأدان الفيصل بشدة الأعمال الإرهابية التى تشهدها عدد من الدول العربية بما فيها مصر والبحرين واليمن مؤكدا أن السعودية لم تألو جهدا للتصدى لهذه الآفة الخطيرة وعبرت عن ذلك بالفعل لا بالقول فقط من خلال إصدارها القوانين والتشريعات المجرمة للإرهاب والتنظيمات التى تقف خلفه مشددا فى الوقت ذاته على أهمية التعاون الكامل بين الدول العربية لمكافحة هذه الآفة وتجفيف منابعها.

مقعد سوريا ونكسة جنيف

وعلى صعيد الأزمة السورية طالب الفيصل بتسليم مقعد سوريا فى الجامعة العربية للإئتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة السورية  تنفيذا لقرار مجلس الجامعة العربية على مستوى القمة فى دورته الرابعة والعشرين بالدوحة خصوصا فى ظل تشكيله الحكومة المؤقتة واستكمال الاجراءات المطلوبة لتحقيق هذا الأمر من خلال الرسالة الرسمية التى تلقاها الأمين العام للجامعة من رئيس الائتلاف ورئيس الحكومة المؤقتة معتبرا أن  اتخاذ هذا القرار من  شأنه أن يبعث برسالة قوية  للمجتمع الدولى لكى يغير أسلوب تعامله مع الأزمة السورية.

واتهم الفيصل النظام السورى باتخاذ موقف لا ينبئ إطلاقا عن جديته فى السير فى مفاوضات جنيف 2 وفق مقررات جنيف 1 فى دلالة واضحة على أن هدفه من المشاركة فى المفاوضات هو إضاعة الوقت فقط وإبعاد هذه المفاوضات عن الأهداف المرسومة لها ورأى أن إمكانية الخروج من المأزق السورى تظل مرهونة بإحداث تغيير فى ميزان القوى على الأرض وتوفير الدعم للائتلاف باعتباره الممثل الشرعى والوحيد للشعب السوري.

فيما تحفظت على ذلك كل من العراق والجزائر ولبنان، محذرين من خطورة ذلك باعتبارها سابقة خطيرة فى تاريخ الجامعة العربية بمنح مقعد دولة الى المعارضة وهو ما لم يحدث فى المنظمات الدولية حتى الآن .

وهو ما فاقم من أزمة الخلاف حول مقعد سوريا فى قمة الكويت المرتقبة ومن سيشغله خاصة أن الائتلاف الوطنى السورى وقوى الثورة والمعارضة يطالب بشغل هذا المقعد، حيث طالب احمد الجربا رئيس الائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة السورية المجتمع الدولى بضرورة الإسراع بتقديم الدعم  بالسلاح النوعى الذى وعد به بشكل عاجل منددا بالمجازر اليومية التى يتعرض لها الشعب السورى .

وقال الجربا فى كلمته امام الوزارى العربى ان الخطب التى نلقيها لم تعد قادرة على التعبير عن جزء من المجازر اليومية التى يعانيها الشعب السورى ولا عادت بيانات الشجب والتنديد من جانبكم كافية لترفع شيئا من مأساة متناسلة يقودها جزار العصر مستعينا بمرتزقته مدعوماً بقرار مشغليه الإقليميين والدوليين وأعتى أسلحتهم.

وأضاف أن سوريا تتعرض لمجزرة متواصلة وغزو فاضح، والصمت صار عارا، وقد دخلنا جنيف 2 متجاوزين عقبات لا تحصى، لكننا خضنا غمار التفاوض مدعومين بضمانات دولية وغطاء عربى ومستندين الى شعبنا المظلوم الصامد ، وكلكم شاهدتم ومعظمكم لمس ما قام به نظام الاسد من ممارسات على الارض وخلال التفاوض أسهمت فى الإجهاز على اى امكانية لإنجاح جنيف 2.

وتابع الجربا : لقد قبلنا التفاوض والبراميل الحارقة تمطرنا وإعداد الشهداء كانت تزداد بشكل مرعب وتسابقها أعداد المرتزقة التى تضاعف شحنها الى ارضنا خلال جنيف 2 فى سابقة يمكن ان تُحفر فى سجل العار للأسد ولحزب الله والحرس الثورى الإيرانى ومرتزقة العراق فى آن معا.

وقال لقد خضنا فى ظل جنيف 2 أعنف حرب إعلامية سياسية فى مواجهة نظام ساقط كانت آلة الحرب الحزباللهية الاسدية توغل فى دم أهالى القلمون وتدك يبرود من الجهات الأربع ، وما زالت حتى اللحظة تدكّها.. فى واحدة من اوقح عمليات الغزو الطائفى المسكون بأمراض التاريخ والمسموم بأدران حقد ملالى الإرهاب وانطلقوا يعيثون فسادا وتخريبا بأمن العالم العربى والعالم أجمع، مشددا على أن ذلك هو إرهاب دولة الفقيه وحرسه فى إيران مقرونا بإرهاب مرتزقة حزبه فى لبنان .

وجدد الجربا دعوته بضرورة وضع هذه المنظمات ومعها حزب الله بكل فروعه والمنظمات العراقية التى وصفها بالفاشية مثل ابو الفضل العباس وتنظيم الدولة الاسلامية فى العراق والشام (داعش) وما شاكلها فى لائحة الارهاب العربية ورفعها الى العالم ، وإعلان هذه الجماعات ككيانات غازية لدولة عربية عضو فى الجامعة العربية  والتعاطى معها على هذا الأساس .

وشدد الجربا على انه لو تمت معالجة هذه الآفة فى مهدها اللبناني لما تفشت.

مضيفا أنه لم يعد بعد انتكاسة جنيف 2 والغزو الحاقد ليبرود وما قبلها اى مساحة للغة الدبلوماسية او الحلول السياسية اذ كان الرد على المناخ الإيجابى من جانبنا برسالة واضحة برفض الحل السياسى أساسها اطلاق قذائف الدبابات والقاء براميل الطائرات فوق رؤوس المدنيين العزل.

وانتقد الجربا مساندى الحزب الحاكم فى حكومة نظام الارهاب الإقليمى وأدواته. مطالبا بقرار عربى غالب لردع العدوان انطلاقا من سوريا ، وتابع : ان لم نفعل الآن فغدا سيكون الى جانب سوريا دول من المحيط الى الخليج فى عنق الزجاجة، بفعل سرطانهم.

وردا على مطالب المعارضة السورية قال د. العربى ان الجامعة تنتظر اكتمال مؤسسات المعارضة السورية لتسليمها مقعد دمشق الذى ما زال شاغرا منذ العام 2012 .

وأوضح العربى أن القمة الأخيرة التى عقدت بالدوحة فى مارس  2013 أقرت من حيث المبدأ شغل الائتلاف الوطنى السورى مقعد سوريا فى الجامعة العربية، إلا أن "الائتلاف لم تكتمل مؤسساته بعد ويتعين عليه اتخاذ إجراءات معينة وفقا للائحة الداخلية للجامعة العربية".

وفى بيان صدر عقب الاجتماع، دعا وزراء الخارجية العرب مجلس الأمن الدولى إلى تحمل مسئولياته إزاء حالة الجمود التى أصابت مسار المفاوضات بين وفدى المعارضة والحكومة السورية فى جنيف، التى تعطلت بسبب مواقف الوفد الحكومى وعدم استعداده للانخراط فى مفاوضات جدية لتنفيذ بنود جنيف1، بحسب نص البيان.. وطلب الوزراء من الأمين العام للجامعة "مواصلة مشاوراته مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون والوسيط العربى والدولى المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمى ومختلف الأطراف المعنية، من أجل إقرار تحرك مشترك يفضى إلى إنجاز الحل السياسى التفاوضى للأزمة السورية وإقرار الاتفاق حول تشكيل هيئة حكم انتقالى ذات صلاحيات تنفيذية كاملة وفقا لما نص عليه مؤتمر جنيف1".

وقرر الوزراء العرب دعوة رئيس الائتلاف الوطنى السورى أحمد الجربا لإلقاء كلمة أمام القمة العربية المقبلة المقرر عقدها فى الكويت يوم 25 مارس الجاري.