العربي :مفاوضات جنيف 2 لم تؤد الغرض منها
أكد الدكتور نبيل العربى الأمين العام للجامعة العربية أن ما شهدته المنطقة العربية من ثورات انطلقت في الأساس بهدف تحقيق العدالة الاجتماعية يتطلب إعادة النظر في السياسات الاجتماعية في المنطقة ووضع تصور في هذا الشأن .
وقال: "من هنا يأتي موضوع التخطيط الاستراتيجي والاستشرافي للسياسات الاجتماعية وكذلك تطوير مقاربات تقييم أداء وآثار السياسات العمومية ، وتعد التجارب الدولية خاصة في منطقة أمريكا الجنوبية تجارب هامة نسعى للاسترشاد بها والاستفادة منها في إطار التعاون العربي الدولي في المجالات الاجتماعية والتنموية".
جاء ذلك خلال كلمة العربى أمام الدورة "93" للمجلس الاقتصادي والاجتماعي التى عقدت اليوم بالجامعة العربية برئاسة موريتانيا خلفا للمغرب.
وحول الأزمة السورية قال العربى إنه لازالت مفاوضات جنيف 2 مستمرة وكان الهدف من اجتماع الجولة الأولى منها فى 22 يناير الماضى ولا زال أمرين وهو تنفيذ ما اتفق عليه في جنيف (1) من العام الماضي وبدء مرحلة انتقالية ، والثاني تشكيل حكومة بصلاحيات كبيرة يتفق على تشكيلها بين الحكومة والمعارضة وتكون لها صلاحيات كاملة ، مشيرا الى انه حتى الآن ما زالت المشاورات والتطورات مستمرة ، والمعارضة تصر على أن نبدأ في تشكيل الحكومة الانتقالية ، والحكومة تصر على أن تبدأ المفاوضات بما يطلق عليه "مكافحة الإرهاب".
وأضاف العربى أنه للأسف ما زالت المفاوضات لم تؤد الغرض منها ، ولكن ما يهم الجميع هو ضرورة وقف القتال ، وضرورة ايصال المساعدات الإنسانية للشعب السوري وبأسرع ما يمكن وأعتقد أن هناك مجهودات دولية بمجلس الأمن لبحث هذا الموضوع ، وجميع الاتصالات التي تقوم بها الأمانة العامة للجامعة العربية حول المأساة في سوريا تركز الآن على أهمية تحقيق ذلك ، وعلى أهمية إنهاء المعاناة الانسانية التي يعاني منها السوريين.
كما أضاف العربى: "لا يخفى عليكم أن الأوضاع تزداد سوءاً في بعض الدول العربية الأخرى، ورغم الجهود التي تبذلها جامعة الدول العربية ومجالسها الوزارية وفي مقدمتها مجالس وزراء الصحة والشئون الاجتماعية والشباب والرياضة العرب، وما تقوم به من تنسيق مع منظمات الأمم المتحدة وغيرها من الجهات الفاعلة، إلا أننا في حاجة ماسة وعاجلة لتنسيق كافة هذه الجهود، ولا يخفى عليكم أيضاً أن هناك اوضاع انسانية سيئة في بعض الدول الأخرى مثل السودان وموريتانيا وجيبوتي وجزر القمر والذي تتطلب تضافر الجهود العربية لمساعدة هذه الدول للتخفيف من حدة الصعوبات التي تواجهها".
وقال العربى أن القضية الفلسطينية هى القضية المركزية أمام العالم العربي منذ ستة قرون وحتى الآن للأسف الشديد لم يتم إحراز تقدم ملموس في المحادثات التي تمت تحت إشراف وزير الخارجية الأمريكي ، ومن المتوقع أن يتم تقديم أطروحات لم نتطلع عليها حتى الآن ، وكما تعلمون فإن الهدف المتفق عليه من عقد هذه المباحثات منذ البداية هو تحقيق السلام الشامل والعادل وذلك بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي خلال فترة زمنية تحددت بتسعة شهور والعمل على أن تنسحب إسرائيل خلال هذه الفترة إلى حدود 1967 وتقوم الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية ، وقال: "نعلم جميعا أن إسرائيل تسعى دائما لكسب الوقت لخلق واقع جديد فعنصر الوقت هو دائما هدف استراتيجي لاسرائيل".