النهار
الأربعاء 25 سبتمبر 2024 03:21 صـ 22 ربيع أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
البعثة الدبلوماسية السعودية لدى مصر تقيم حفل استقبال رسمي بمناسبة اليوم الوطني الـ94 الخميس ٢٦ سبتمبر ..ندوة ”١٥٠ عاما على مجلة روضة المدارس.. لماذا اختفت الصحافة المدرسية؟” بيان عاجل لتوضيح حقيقة تلوث مياه الشرب بالمنوفية شاهد.. تفاصيل ندوات الدورة السابعة لمهرجان أيام القاهرة الدولي للمونودراما ورش في التأليف المسرحي والتمثيل ضمن فعاليات الدورة الـ 7 لمهرجان أيام القاهرة الدولي للمونودراما بزشكيان يدعو المجتمع الدولي الى عدم السماح بأن تصبح لبنان غزة أخرى في دورته السابعة..مهرجان أيام القاهرة الدولي للمونودراما يعلن أسماء لجنة مسابقة التأليف المسرحي الإعدام شنقا لعاطل والمؤبد لمزارع لقتلهم شخص بشبرا الخيمه رئيس جامعة الزقازيق يشارك باحتفالية ”اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية” وزير الاتصالات التعاون بين مصر والصين امتد ليشمل إنشاء مصانع لكابلات الألياف الضوئية والهواتف المحمولة أبرزهم من مصر وتونس والأردن والسودان وكندا.. مهرجان أيام القاهرة الدولي للمونودراما يكشف عن عروضه المسرحية بدء الدراسة هذا العام ببرنامجي نظم معلومات الأعمال BIS وبرنامج المؤسسات والأسواق المالية FMI بتجارة المنوفية

أهم الأخبار

المرض يهاجم أطباء الشرقية.. ومدير مستشفى: نواجه «الجيل الثالث» من الفيروس

وسط فناء يتزاحم فيه المرضى، يحرص كل منهم على لثام وجهه وتحديداً الأنف والفم، بمجرد الدخول من البوابة الرئيسية لمستشفى الحميات بمدينة الزقازيق، بينما العاملون يرتدون الكمامات والأقنعة ذات اللون الأبيض، الجميع يتحدث عن فيروس الـ«H1N1»، كل منهم يتكلم بطريقته الخاصة، الحوارات تتنوع ما بين سرعة انتشار المرض وخطورة الانتقال.
السيدات يتحدثن عن الطيور النافقة «إمبارح فيه أكتر من واحدة فراخها ماتت فى الشارع عندنا».. كلمات تجهر بها إحدى السيدات أثناء جلستها وسط مجموعة من النسوة، يقطع حوارهن دخول أحد المرضى، يترقب الجميع بحذر نقل المريض إلى مبنى العيادات الخارجية، يفسحن له الطريق ليس بهدف تسهيل عملية إسعافه بقدر ما هو الخوف من انتقال الفيروس.
فى أقصى الجانب الأيمن من الفناء، يقبع مبنى حجز المرضى، الصعود إلى عنبر العزل، عبر درجات سلم متعددة، تنتهى بالسير فى طرقة مظلمة، تحدها من الاتجاهين غرف المرضى، فى نهايتها باب زجاجى تعلوه لافتة تعلن عن هوية المكان «غرف العزل».
خطوات السير تكسر هدوء المكان، وتفوح رائحة المطهرات المنبعثة من الأرضية الرطبة، التى لم تجف بعد، تظهر على يسارك، منضدة خشبية، تعلوها علبة كارتونية، تحوى عشرات الأقنعة، المصابون يرقدون فى 4 غرف، كل غرفة مخصصة لمريض، إدارة المستشفى ترفض الإفصاح عن عدد المرضى بالفيروس أو المشتبه فى إصابتهم.
بنظرات لا تخلو من الحسرة والألم، ودموع تتساقط فوق الكمامة التى ترتديها، تراقب الأم الأربعينية، ابنتها «سالى هلال» التى لم تتجاوز عقدها الثالث داخل الغرفة الأولى، حيث يرقد جسدها النحيف الموصل بخراطيم بلاستيكية تنقل لها المحلول والأدوية.
وعن مرض ابنتها تحكى الأم: «فجأة ارتفعت درجة حرارتها، ونصحنا الطبيب بنقلها إلى المستشفى، لتقضى يومها الثالث داخل مستشفى الحميات فى انتظار ظهور نتيجة التحاليل التى لم تظهر بعد».
فى الغرفة المجاورة ترقد السيدة السبعينية كريمة إبراهيم، تحاول شقيقتها مساعدتها على التحرك للدخول إلى الحمام، المشكلة الأكبر وفقا لشقيقتها الصغرى، هى إصابة «كريمة» بأمراض مزمنة وتحذيرات الأطباء من خطورة تحور الفيروس.
لنفس السبب يقضى «السيد عبدالحميد» يومه الرابع داخل غرفة العزل، للاشتباه فى إصابته بالفيروس، الرجل الخمسينى العمر يعانى من ضيق فى التنفس وارتفاع فى درجة الحرارة.
حالة أخرى بمستشفى الأحرار بالمدينة، للدكتور أحمد الشوادفى، الذى أثبتت التحاليل الطبية إصابته بفيروس «H1N1» والذى تسبب فى التأثير على رئته، ما اضطر إدارة المستشفى لنقله إلى مستشفى قصر العينى بالقاهرة.
يقول الدكتور حسام أحد أصدقائه: إن حالته بدأت تشهد تحسنا تدريجيا بعد وضعه على جهاز التنفس بوحدة الدكتور شريف مختار بمستشفى قصر العينى بالقاهرة، موضحاً أن الدكتور أحمد أحد أطباء العناية المركزة بالمستشفى، كان منتدبا فى مستشفى وادى النطرون، وأصيب بالمرض هناك، والتحاليل الطبية أكدت أن ابنتيه «ندى ولبنى» وزوجته غير مصابات بمرض إنفلونزا الخنازير.
ووفقا لتعليمات مديرية الصحة رفض الدكتور السيد الغمرى، مدير عام مستشفى الأحرار إجراء أى مقابلات مع المصابين، موضحاً أن الحالات المشتبه فى إصابتهم 5 فقط، بينما باقى الحالات امتثلت للشفاء وخرجت من المستشفى الأحد الماضى، بينما الدكتورة سعاد محمد نائب المدير تؤكد وجود حالتين بالفعل مصابتين بالفيروس تم وضعهما فى غرفة العزل.
وتقول الدكتورة سهام إحدى طبيبات المستشفى: إن عدد المشتبه فى إصابتهم بالفيروس الذين توافدوا على المستشفى يتجاوز 25 مريضا، معظمهم تم امتثالهم للشفاء، ورغم وجود التباين فى تصريحات مسئولى المستشفى، لكنهم رفضوا صعود أى شخص إلى غرفة العزل أو تصويرها من الخارج.
ويؤكد الدكتور السيد الغمرى، مدير مستشفى الأحرار، أن الميكروب المنتشر الآن هو تحور لفيروسى إنفلونزا الخنازيز والطيور، ويعتبر الجيل الثالث من الفيروس، واصفا ما يحدث بأنه أمر طبيعى وكان متوقعا حدوثه، منذ ظهور المرض فى عام 2009.
الدكتور عصام عبدالله، وكيل وزارة الصحة بالشرقية، يؤكد أنه تم رفع حالة الطوارئ بقطاع الصحة بالمحافظة لمواجهة مرض الإنفلونزا الموسمية، مشيراً إلى اتخاذ جميع التدابير لمواجهة المرض طبقاً لتعليمات وزارة الصحة، مؤكدا فى نفس الوقت أن المرض لا يصل لدرجة الوباء التى تستدعى تخوفات الأهالى، خصوصاً أنه بمجرد تلقى العلاج يمكن القضاء على المرض إلا أنه يشكل خطورة على المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة منها «الالتهاب الرئوى، الفشل الكلوى، وغيرهما» وأوضح أن المرض لا ينتقل إلا عن طريق «العطس، والرذاذ» فى حال مخالطة الشخص المصاب.
وأضاف أنه تم عقد اجتماع ضم جميع مديرى المستشفيات منها «الصدر، الأحرار، الزقازيق العام، الحميات»، وتم التأكيد على ضرورة اتخاذ كافة التدابير اللازمة لمكافحة المرض تحسبا لانتشاره وتفشيه بين الأهالى والتأكيد على ضرورة توفير المستلزمات الطبية ومكافحة العدوى وتوفير أدوية «التاميفلو» الخاصة بالعلاج فور الإصابة بالمرض، إضافة للتنبيه على الأطباء والممرضين باتخاذ كافة الإجراءات الوقائية التى تضمن حمايتهم وعدم انتقال المرض إليهم حال تعاملهم مع أى حالات مصابة يتم نقلها للمستشفيات.