النهار
الثلاثاء 24 ديسمبر 2024 04:14 صـ 23 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

حوارات

أسامة شرشر لـ الوطن: آن لجائزة نوبل أن تسعى إلى صباح الأحمد

صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح هو بحق زعيم الانسانية كما وصفه الأمين العام للامم المتحدة ولهذا يستحق ان تسعى اليه جائزة نوبل للسلام ولابد من العمل العربى المشرك فى سبيل تفعيل هذه المبادرة.

هذا اهم ما جاء فى حوار «الوطن» مع الزميل أسامة شرشر على مدار الايام الفائتة ويغادرها اليوم «الاثنين» بعد ان شارك كإعلامى فى «مؤتمر المانحين 2» الذى رعاه سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وجعل العالم كله يقف احتراما له ولانسانيته ولبلاده.

الزميل شرشر الذى تحدث فى فخار عن أحقية سموه فى نيل هذه الجائزة الدولية العريقة رسم خارطة الطريق نحو تفعيل مبادرته وعدد قليلا من مآثر سموه خصوصا تجاه مصر المستقرة فى عقله وقلبه، كما عرج على نتيجة الاستفتاء الأخيرة على الدستور المصرى وقال إن ابناء الكنانة كسبوا الرهان وقالوا بموجبه للاخوان: لقد نفذ رصيدكم فاذهبوا الى الجحيم.

وهنا محصلة ما قال الزميل شرشر:

 ماذا تريد ان تقول فى بداية اللقاء؟

- اود ان أعبر عن سعادتى لوجودى فى دولة الكويت والمشاركة فى مؤتمر المانحين فى نسخته الثانية، وتزداد سعادتى من دون شك لان بلدا عربيا شقيقا يقوم بهذا الدور الانسانى الكبير فى سبيل دعم الشعب السورى المنكوب، وقد بلغت قمة لاسعادة حين سمعت من العديد من وزراء الخارجية الذين شاركوا فى هذا المؤتمر والذين التقيتهم فتحدثوا عن دولة الكويت وقائدها العربى الحكيم بشكل أشعرنى بكثير من الفخار.

أمير الإنقاذ

 ماذا قالوا باختصار؟

- كان كلامهم معبرا عن الانبهار ومدللا على ان دولة الكويت باتت ملتقى الامم وعاصمة القمم وتهفو للمشاركة فى حل كثير من الازمات سواء السياسية او الاقتصادية، وتهتم كثيرا بالجانب الانسانى واستطيع القول فى اطمئنان اننى توقفت كثيرا امام ما قاله بان كى مون الامين العام للامم المتحدة فى انبهار لصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد: «انت زعيم الانسانية»، عندها شعرت بالفخار، وعلى الفور قلت بينى وبين نفسي: الا يستحق هذا الرجل جائزة نوبل للسلام؟ ليس فقط لجهوده الجبارة التى اسفرت عن عقد مؤتمرين دوليين فى بلاده لمساعدة الشعب السوري، بل لتاريخه الطويل والمشرف فى خدمة الانسانية بصرف النظر عن الدين أو الجنسية أو غير ذلك من الاعتبارات، وأود هنا أن أشير إلى أمر فى غاية الأهمية، وهو أن هذا الرجل فعل ويفعل وقدم ويقدم للإنسانية من دون أى تدخل فى الشؤون الداخلية لأية دولة إذ لا مطمع سياسيا له أو لبلده من خلال الوقفات الإنسانية وعليه فقد بات سموه أطال الله فى عمره «مانديلا العرب» بحق وأميراً للإنقاذ الإنسانى وباتت الكويت مركزا عالميا للإنسانية كما قال أيضاً الأمين العام للأمم المتحدة.

نوبل وصباح

 لماذا قلت إن صاحب السمو صباح الأحمد حفظه الله يقدم ما يقدم للإنسانية من دون أن يتدخل فى الشأن الداخلى لأى دولة؟

- لأن هناك دولاً عندما تقرر تقديم دعم إنسانى لبعض الدول التى تعانى أزمات فإن هذا الدعم إنما يكون جواز مرور لتحقيق أهداف غير مشروعة من خلال التدخل فى شؤون هذه الدول، وهناك أمثلة كثيرة على ذلك منها تدخل دولة خليجية فى الشأن السورى وتمويلها ودعمها للإرهاب وللإرهابيين فى سبيل إسقاط النظام وكأن هذه الدولة باتت وكيلا عن الشعب السوري، وللأسف فقد نجحت هذه الدولة فى ليبيا فقط وحاولت ولا تزال فى مصر واليمن وتونس، لكن الكويت بزعامة الحكيم المحنك سمو الشيخ صباح الأحمد تدعم الإنسان من دون مطمع، ولهذا فإننى أؤكد أنه يستحق نوبل للسلام وأطرح مبادرتى لأنه جدير حقاً بهذه الجائزة بعد رحلة عطائه الطويلة فى خدمة الإنسانية، وفى الحقيقة فإننا نجلد الذات كثيراً ولا نفجر الطاقات ونفخر بالآخرين وتسقط من حساباتنا رموز عربية سياسية وإنسانية واجتماعية وغيرها لها عطاء حقيقى على مستوى العالم وعلى رأسها سمو الشيخ صباح الأحمد حفظه الله شيخ الدبلوماسية وعميدها على مستوى العالم لنصف قرن من الزمان تقريباً والمسمى بـ»الإطفائي« نظراً لدوره فى إخماد الكثير من الحرائق السياسية التى لو اشتعلت لتضرر منها الإنسان فى بلدان كثيرة.

 تفعيلاً لمقترحك هذا ما الذى يجب أن نفعله؟

- يجب أن تتوحد الإرادة العربية والإعلام العربى للدفع بهذه المبادرة، فالرجل أفنى ويفنى عمره فى خدمة البشرية.

أربعة محاور

 هل من خارطة طريق محددة لديك تفعيلاً لهكذا مبادرة رائعة؟

- أولاً: علينا كعرب أن نستغل ما قاله الأمين العام للأمم المتحدة على مرأى ومسمع من العالم كله فى حق الكويت وأميرها وهذا يعنى أن أكبر منظمة فى العالم ستدعم هذه المبادرة التى أرى بضرورة تبنيها من قبل مجلس التعاون الخليجى وجامعة الدول العربية بالإضافة إلى مؤسسات المجتمع المدنى فى بلادنا العربية أولاً ثم فى بلدان العالم الداعمة للحريات والإنسانية عند الأزمات والنكبات، وثانيا: أن يطرح البرلمان العربى بالتعاون مع البرلمان الكويتى الفكرة ثم تتبناها الحكومات التى يجب أن تسوق لها، وثالثا: أرى بضرورة أن تبادر الكويت بدعوة كل الذين حصلوا على هذه الجائزة من المصريين أو العرب أو الأفارقة لهدف إبراز الدور الإنسانى الكبير والرائد الذى قام به سمو الشيخ صباح الأحمد فى سبيل رفع المعاناة والظلم عن الإنسان فى كثير من البلدان بلا أدنى غرض سياسى أو اقتصادي، ورابعا: يجب أن يتناول الكتاب والمفكرون والمثقفون الفكرة فى وسائل الإعلام العربية.

 كيف ترى حسم سمو الشيخ صباح الأحمد لموضوع مشاركة مصر فى القمة العربية الأفريقية التى استضافتها الكويت أخيرا ورفضه محاولات البعض إبعادها بذريعة تجميد عضويتها فى الاتحاد الافريقى مما حدا بسموه أن يقول قولته الشهيرة «تنعقد القمة بمصر أو لا تنعقد»؟

- نعم لقد طلبت كل من دولتى نيجيريا وجنوب السودان ذلك فقال سموه «مصر أولاً ثم بعد ذلك تحضر أية دولة أو لا تحضر فحضورها حجر أساس القمة وعدم حضورها يعنى الغاءها» وهذا من دون شك موقف تاريخى لن ينساه المصريون.

بالمرصاد

- وصف الشاعر فاروق جويدة حال مصر خلال الفترة الماضية فقال: «لا أنت مصر ولا السماء سماك.. خفت البريق وضاع سحر ضياك.. حتى عيونك لم تعد عيناك.. مدى يديك تكلمى لأراك» والسؤال: بنتيجة الاستفتاء على الدستور.

 هل يمكن القول ان مصر تكلمت وردت على الشاعر الذى اشعر بلسان الشعب؟ وهل سطع من جديد البريق الذى خفت؟ وهل تم العثور من جديد على سحر ضياء الكنانة؟

- دوما كنت اراهن على عبقرية وذكاء وارادة الشعب المصرى الذى ازاح حاكمين فى فترة وجيزة جدا وكنت اثق ان المصريين يدركون ويعون جيدا خطورة الموقف وراهنت انهم سيخرجون للاستفتاء داعمين خارطة المستقبل ومؤيدين مؤسستهم العسكرية الوطنية التى لم تخذلهم ولم يخذلوها يقينا منهم بانها تضم خير اجناد الارض..

 شككوا فى هذا الحديث؟

- لست مسؤولا عن من يشكك فمصر ذكرها رب العزة فى كتابه الكريم عدة مرات ووعد من يدخلها بالامان فهل سوف يشكك فى ذلك ايضا؟ ويبقى السؤال: من يشكك فى من؟ وهل وصل الحال ان نشكك فى مصر الحضارة والتاريخ والآثار والنيل وعبقرية الزمان والمكان على هذا النحو؟ اعتقد ان من يشككون هم من يسمون انفسهم بالنخبة الجديدة وفى الحقيقة هم المدعون الجدد واولئك وبال على مصر التى باتت الآن تقع بين مطرقة الاخوان وسندان الامريكان؟ لكن الشعب الذى سحق التتار والهكسوس ودمر الغزاة كان وسيبقى بالمرصاد لكل من يريدون له شرا وعلى هذا القياس فرج ملايين البشر بشكل غير مسبوق ليقولوا: نعم للدستور وليعلنوا بان مصر عائدة لريادتها العربية والاقليمية.

إلى الجحيم

 هل تعتقد بان الاخوان سيدركون بعد نتيجة الاستفتاء حجمهم الحقيقى ويتواروا ام سوف يستمرون فى غيهم يعمهون؟

- مع الاسف الشديد فان من يقرأ تاريخ الاخوان يكتشف ان امامهم الذى يقولون بانه شهيد وما هو بإمام او بشهيد اذ لم يكن حافظا للقرآن الكريم كان يتحالف مع اعداء الوطن وهكذا بقيت التركيبة الاخوانية والا فهل يعقل ان يستدعى مصرى مهما كان فكره السياسى او انتماؤه الحزبى الخارج ويستنجد بامريكا لاجل عودته الى الحكم؟ انهم مصابون بشهوة السلطة والثروة وهذا سبب فقدهم لكل شيء، لقد كنا نتمنى الا يتم اقصاء اى فصيل فى المعادلة السياسية المصرية لكن الاخوان سلكوا الاتجاه المعاكس لارادة الامة والشعب، وفى الماضى كانوا يحظون بنوع من التعاطف الشعبى فى المحافظات لان التعامل معهم كان امنيا فقط من قبل جهاز امن الدولة كما ان الممنوع مرغوب دوما، اما الآن فان الشعب هو من يتصدى لهم وهو الذى انهى دورهم السياسى وقال لهم: «لقد نفد رصيدكم عندنا وانتهى دوركم الى الابد فاما ان تعودوا الى رشدكم او تذهبوا الى الجحيم» وها نحن نرى الجماهير وهى تطاردهم وتتبع من يدعمهم ولن يغيب عن ما فعلوه فى مصر من تفجيرات واغتيالات وعليه فقد بات الاخوان خوارج عن الشعب ولن تقوم لهم قائمة سواء سياسة او دعوية وقد اراد الله عز وجل ان يعمل الاخوان 85 عاما تحت الارض ثم عندما شاء ان يخرجهم اوصلهم الى الحكم ولم يستمروا سوى 360 يوما فكانت هذه ارادة السماء التى استجابت لارادة الشعب المصرى لانهم كما قال محيى الدين بن عربى وهو احد ائمة الصوفية ومنعوا قواعد للحياة والحياة لا قواعد لها فقد ارادوا بيع الارض والوطن والحدود والانسان خدمة للامريكان والصهاينة.

 هل من اضافة بعيدا عن قيد سؤالي؟

- كل الشكر والتقدير لجريدتكم الغراء «الوطن» واهنئ القائمين عليها والعاملين فيها لمناسبة مرور اربعين عاما على صدورها وخلال هذه المسيرة كانت «الوطن» خلالها من تطور الى تطور حتى باتت اليوم قلعة اعلامية عربية بحق.