علماء الحياة البحرية يعتبرون العداء لأسماك القرش ظلما بينا
أ ش أأثارت حوادث مهاجمة أسماك القرش المفترسة لخمسة من السياح الأجانب بشرم الشيخ ووفاة واحدة منهم أمس كثيرا من التساؤلات حول أسباب تغير طبيعة أسماك القرش فى هذه المنطقة من أسماك غير متوحشة تتسم بالجبن والخجل،ويمكن أن تمر بجوار هواة السباحة فى البحر دون أن تهتم بهم او تؤذيهم .ويعتبر علماء الحياة البحرية العداء لأسماك القرش ظلما بينا، ولذلك يبذلون جهودا مضنية ومنذ سنوات عديدة للدفاع عن حقوقها البيئية ، فصحيح أن سمك القرش يعتبر عدوا طبيعيا للانسان ولكن الإنسان لم يكن يوما على رأس قائمة الطعام المفضلة له.فعادة يهاجم القرش الإنسان عن طريق الخطأ بما في ذلك الأنواع الخطيرة والتي لا تجد بأسا في مهاجمة الإنسان إلا أنها في حقيقة الأمر لا تهاجمه إلا إن كانت جائعة وليس لديها بدائل..و هذه ليست دعوة للجرأة للاقتراب منها، وذلك لأن أقل القروش شراسة قد تكون سببا في الموت بطريقة أو بأخرى حيث يحدث ما يقارب من 50 إلى 75 هجوما من سمك القرش سنويا على الإنسان ومنها 5 إلى 10 تؤدى إلى الموت.وعزا علماء البحار والمصايد التغير فى سلوك أسماك القرش فى مياه شرم الشيخ الى هجرة أسماك القرش المفترسة من البحر المتوسط الى البحر الأحمر عبر قناة السويس نتيجة تغير الخواص الطبيعية لمياه البحرين وتقارب نسبة ملوحتيهما حيث تتخذ تلك الأنواع من الأسماك المفترسة البحر المتوسط مأوى لها نتيجة قله نسبة الملوحة به.وأرجع البعض الآخر ذلك الى ندرة الغذاء فى مياه البحر الأحمر أو السلوك الخاطىء لبعض الصيادين الذى اضطر أسماك القرش للدفاع عن نفسها بتحولها من أسماك أليفة الى مفترسة ، وآخرون يرجعونها الى إلقاء بعض الخراف النافقة التى أدى التهام القروش لها الى تحولها الى أسماك شرسة .ومهما كانت أسباب التغير في سلوك أسماك القرش فى مياه شرم الشيخ ، فان الوقاية لازمة الى أن يتم تحديدها والقضاء عليها حتى لاتتأثر السياحة فى هذه البقعة التى تعد من أكثر مناطق الجذب السياحى فى مصر والعالم .وفى هذا السياق ، أكد الدكتور محمود حسين رئيس قسم علوم البحار بالهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء انه يمكن كوسيلة مؤقتة مراقبة تحركات أسماك القرش بالمنطقة من خلال كاميرات خاصة وأجهزة انذار ترصد حركة الأسماك والحيوانات البحرية المفترسة..لافتا الى امكانية الاستعانة بالأقمار الصناعية الثابتة فى عمليات الرصد والتى تختلف عن الأقمار الصناعية المتحركة الموجودة بالهيئة .من جهته،اقترح الكابتن حسن الطيب رئيس جمعية الإنقاذ البحرى امكانية بناء أسوار حول الشواطئ المحيطة بالفنادق والتى يسمح عمقها بتشييدها.وسمكة القرش من الأسماك الغضروفية التى يتكون هيكلها العظمي من غضاريف تجعلها أكثر ليونة ويمكنها القفز قفزات لولبية تدفعها الي الأمام بسرعه 65 كيلومترا فى الساعة ويوجد منها 350 نوعا.والكثير من أسماك القرش لا تهاجم الا الفرائس المذعورة الخائفة او المجروحة والتي لونها أقرب الي البرتقالي او الأصفر او الأحمر وهي الالوان التى تجذبها والقليل منها شرس يهاجم الإنسان ويفترسه .وللقرش مهارات غريبة، فهو يستطيع تقييم فريسته بدقة متناهية من أول عضة،بحيث يستطيع وبسرعة مذهلة معرفة حجم الطاقة الغذائية أي الدهون التي سيحصل عليها من هذه الفريسة، وما إذا كانت تستحق عناء المحاولة ، ولذلك تعتبر لحوم الفقمة وسباع البحر فريسة مثالية، لارتفاع نسبة الدهون في أجسامها،في حين لا يعد الانسان أكلة شهية لها .وأسماك القرش لا تنام ولا تتوقف عن الحركة منذ ولادتها وحتى موتها، لأن جسمها غير مجهز كغيره من الأسماك بأكياس هوائية تساعدها على التنفس ، وتعتمد على التحرك لإمرار الماء داخل فمها ، حيث يعبر إلى الخياشيم ليتم عملية التنفس.وجميع أسماك القرش تنمو لها أسنان بشكل مستمر تسقط وتعوض باستمرار،حيث تنمو لديها آلاف الأسنان في السنة الواحدة ، ولها ايضا أسنان صغيرة جدا على معظم أجزاء جلدها تجعلها خشنة الملمس وكأنها ورق السنفرة.ولأسماك القرش فوائد كثيرة ، حيث يعتبر لحمه من أشهر لحوم الأسماك لأنه يخلو من الاشواك ولذلك يقبل عليه الناس ويصيدون منه أكثر من مائة مليون سمكة سنويا،ويحتوى جسده على مواد تساعد في القضاء على العديد من الأمراض التى تصيب الانسان ، ولهذا فانه يعد بمثابة (صيدلية متنقلة) .كما تستخدم المواد الكيميائية المستخرجة من غضروف أسماك القرش كعلاج مستديم للحروق الجلدية ويستخدم بعضها فى تحضير العقاقير المضادة للاورام .فضلا عن ذلك يحمى سمك القرش البيئة من التلوث وينظف البحار والمحيطات من جثث الكائنات البحرية.