النهار
الثلاثاء 22 أكتوبر 2024 05:55 صـ 19 ربيع آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
إنتحار ناجية إسرائيلية من أحداث السابع من اكتوبر في عيد ميلادها الـ 22 مصير حكام نهائي السوبر المصري بين الأهلي والزمالك.. مصريين أم أجانب؟ بشرى: إحنا متأخرين سينمائيًا ومحتاجين وقفة هل ينسحب الزمالك من نهائي السوبر أمام الأهلي؟ عضو الرابطة يكشف هل سيبحث بوتين مع جوتيرش جهود احلال السلام في اوكرانيا علي هامش البريكس تجديد عضوية وزارة التربية والتعليم في مركز ”اليونسكو – يونيفوك” حتى عام 2027 إيقاد شعلة النصر بمناسبة الذكري (51) لإنتصارات شعب السويس في 24 أكتوبر1973 فريق ميت غراب المصري يحصد المركز الثاني في البطولة العربية للأندية أبطال الدوري للميني فوتبول بليبيا فريق مهرجان البحر الاحمر السينمائي يقوم بزيارة جامعة عفت لتوعية الطلاب بدور الفن في المملكة قطع التيار الكهربائي لمدة 4ساعات بمناطق بحي الجناين بسبب أعمال الصيانة المنتج طارق الجنايني يكشف دور عمرو دياب في مسلسل ”حالة خاصة” تريزيجيه يشارك في خسارة الريان أمام أهلي جدة بدوري أبطال آسيا للنخبة

تقارير ومتابعات

الأقباط قبل «مغامرة» صلاة العيد: «ربنا الحامى»

«الأمن مختفى.. نثق أننا فى يد الله.. ربنا الحامى».. كانت ردود الكنيسة والأقباط على اختفاء قوات التأمين اللازمة من أمام الكنائس.. فرغم تعليمات وزير الداخلية وتشديده على مديريات الأمن بتكثيف الحراسة أمام الكنائس فى أوقات الأعياد، فإن الأمن غير موجود أمام أغلب الكنائس وإن وُجد فلن تجد معه الأسلحة الكافية لتأمين الكنائس. «الوطن» رصدت تأمين الكنائس بالقاهرة وأغلب محافظات الجمهورية، فى وقت تصاعدت فيه وتيرة الأعمال الإرهابية فى البلاد، مع قدوم عيد الميلاد المجيد. البداية كانت من الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، التى تولت مدرعتان للقوات المسلحة بالإضافة لرجال الشرطة عملية تأمينها منذ 30 يونيو، واقتصر التأمين من خارج أسوار الكاتدرائية الشاهقة.
ولكن مع تزايد وتيرة الاعتداءات تحركت لأول مرة فى تاريخ مصر المدرعات العسكرية لتدخل ساحة الكاتدرائية لتحمى المقر البابوى، وليقبع عساكر الجيش بجوار المقر البابوى لحمايته، فيما توجد مدرعة أخرى داخل أسوار الكاتدرائية فى مواجهة البوابة رقم 2 بالكاتدرائية، وتوجد عربة إطفاء فى خلفية الكاتدرائية، أما الأبواب الرئيسية للكاتدرائية المطلة على شارع رمسيس، فتجد الدشم العسكرية ورجال الشرطة وعرباتهم تغلقها إلا من باب صغير يسمح بمرور القادمين إليها، الذين لا يُسمح لهم بالدخول قبل المرور بالأبواب الإلكترونية. 
وعن الحال فى باقى كنائس العاصمة، لا تجد سوى مجند فقط داخل دشمته العسكرية، لا تشعر بوجوده إطلاقاً، فيما لا توجد بأغلب الكنائس أجهزة المراقبة أو الأبواب الإلكترونية. وقررت الكنائس عدم دخول أى سيارات لفنائها اعتباراً من رأس السنة وحتى انتهاء احتفالات العيد، لدواعٍ أمنية. 
نفس الأمر فى كنائس الفيوم، فعلى الرغم من الأحداث الإرهابية المتصاعدة فى البلاد، فإن خطط «الداخلية» لم تشهد أى تغيير ملموس فى تأمين وحماية الكنائس، ولا يزال عدد من الخفراء، وفى بعض الأحيان أمناء شرطة، يحرسون الكنائس بأسلحة خفيفة، من بينها كنائس «مارمينا ومارجرجس والعذراء والكاثوليك بمدينة الفيوم». 
وقال اللواء الشافعى حسن، مدير أمن الفيوم، إن هناك إجراءات اتُّخذت لتأمين الكنائس، «حيث طلبنا من مسئولى الكنائس تركيب كاميرات على الأسوار الخارجية لمراقبة التحركات حول الكنيسة، مع تعلية أبراج الأمن لمتابعة الحالة الأمنية بدقة». وأضاف أن 99% منهم استجابوا والبعض لم يستجِب حتى اليوم. 
وعلق القمص روفائيل سامى، راعى كنيسة مارجرجس بمركز طامية، بأن الأمن نفسه يحتاج إلى الأمان وربنا يساعدهم. 
وأشار إلى أن الكنيسة نفّذت بعض المطالب الأمنية بوضع كاميرات بالخارج، لرصد أى تحركات، مع إنشاء دشم أمنية مرتفعة على نواصى سور الكنيسة. 
وفى كنائس السويس، قال مصدر أمنى إن قوات الشرطة، بالتعاون مع الجيش الثالث، وضعت خطة أمنية محكمة لتأمين الكنائس بالسويس، تشمل تعيين قوة مشتركة من الجيش والشرطة على كل كنيسة، وعمل أكمنة أمنية بالكنائس التى تقع بالقرب من الطرق داخل مدينة السويس، ومن بينها كنيسة مدينة الصبا، وإن الكمين سيبعد عن الكنيسة بمسافة 200 متر، ومنع أى سيارة ولو كانت ملكاً للمسيحيين أنفسهم من الوجود أمام أى كنيسة تحت أى ظرف، والاستعانة بأحد العاملين بكل كنيسة لمراقبة المترددين على الكنائس لمعرفته بهم. 
وأوضح المصدر أن خطة التأمين أيضاً اعتمدت على تمشيط كامل للكنائس والأبنية المحيطة بها، باستخدام الأجهزة الحديثة للكشف عن المفرقعات، مشيراً إلى أن عملية التمشيط تحدث بصفة يومية مع اقتراب موعد أعياد الإخوة الأقباط وستستمر حتى عيد الغطاس. وأكد القمص أنطونيوس ميلاد، وكيل مطرانية السويس، أنه لأول مرة هذا العام أرسلت الكنيسة خطابين لقيادة الجيش الثالث الميدانى ومديرية أمن السويس لتأمين الكنائس خلال فترة الأعياد، خاصة بعد إعلان إدراج «الإخوان» كجماعة إرهابية. 
وفى سوهاج، وضعت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن سوهاج خطة محكمة لتأمين جميع كنائس المحافظة بالتعاون مع القوات المسلحة، حيث جرى نشر مجموعات قتالية وتشكيلات أمنية ومدرعات على مختلف الكنائس. 
وأكد اللواء إبراهيم صابر، مدير أمن سوهاج، أن جميع كنائس سوهاج تؤمّن بعدد كافٍ من القوات خلال فترة الأعياد. 
ولفت الأنبا باخوم، أسقف سوهاج وتوابعها، إلى تشكيل مجموعات من الكشافة والشباب الأقباط المتطوعين لتأمين الكنائس من الداخل وملاحظة الحالة الأمنية. 
قدّاسات العيد فى العراء، إما فى خيمة أو على أطلال كنائسهم المُدمرة بعد أحداث 14 أغسطس الماضى. 
عشرات الآلاف من الأقباط التابعين لـ111 كنيسة فى مختلف المحافظات يؤدون صلاة العيد وهم يبكون حال كنائسهم، وإن كانوا يرون ذلك ثمناً بسيطاً لحرية وطنهم، ويرفعون دعواتهم وصلواتهم من أجل مصر وأن تستقر بها الحياة. 
أعلنت الكنائس عن إقامة قدّاسات الصلاة فى خيم بجوار الكنائس الـ23 التى دُمرت بشكل كامل، فى حين سيجرى مد الكنائس التى هُدمت بشكل جزئى والبالغ عددها 88 كنيسة، بالمقاعد الخشبية، وما يلزمها لإقامة قدّاسات الصلاة، تحت تأمين قوات الأمن من الخارج، وكشافة الكنيسة من الداخل. 
من جانبه، قال القمص بيمن لويس، راعى كنيسة الأمير تادرس الشطبى فى المنيا، إن 6 آلاف قبطى تابعين لكنيسته سيصلون قدّاسات العيد إما فى خيمة بساحة الكنيسة التى أحرقها الإخوان، مضيفاً: «إذا تعذّر عليهم الأمر سنلجأ إلى مدرسة الأقباط الابتدائية للبنين المجاورة للكنيسة التى طالتها النيران أيضاً». 
وطالب عدد من النشطاء الأقباط، الدولة بفتح الكنائس المغلقة التى تجاوزت العشرات بقرارات من الأجهزة الأمنية فى العقود السابقة أمام الأقباط للصلاة فيها لحين بناء وترميم الكنائس التى دمرها الإخوان. وقال جوزيف ملاك، رئيس المركز المصرى للدراسات الإنمائية وحقوق الإنسان، إن آلاف الأقباط دخل عليهم العيد ولم يجدوا سوى الشوارع والطرقات ليفترشوها حتى يؤدوا صلاة العيد، بدلاً عن كنائسهم التى هُدمت وحُرقت على يد الإخوان وحلفائهم، ولم تفكر الدولة فى حل لإرضاء الأقباط فى عيدهم وتعويضهم بفتح كنائسهم المغلقة، ليقيموا شعائرهم.