أحمد قذاف الدم يكشف صفقة 2 مليار دولار مع الاخوان
أحمد قذاف الدم اسم يعرفه المصريون جيداً على مدار سنوات طويلة ..قبل الربيع العربى وبعده ...قبله كمنسق للعلاقات المصرية - الليبية وبعده كهدف للإخوان فى صفقة تبادلية ..يحصل بموجبها نظام محمد مرسى على 2 مليار دولار مقابل تسليمه للنظام الليبى الذى يخشى الرجل دون دلائل على هذه المخاوف ..لكن الإخوان سقطوا والصفقة فشلت وحصل قذاف الدم على انصاف القضاء المصرى فى القضايا التى تم تلفيقها له .. فما هى قصة أحمد قذاف الدم ؟ وما هو المصير الذى ينتظره خلال الفترة القادمة ؟ هذا ما تتناوله السطور التالية :-
«أنا مصرى من أبوين مصريين» هكذا يردد أحمد قذاف الدم دوما.. قبل الربيع العربى وبعده ..فهو مصرى بالدم، وبالولادة، ولا ينكر الرجل جنسيته الليبية ... اسمه الكامل أحمد محمد قذاف الدم القذافي، و هو المنسق السابق للعلاقات المصرية-الليبية.
وُلد أحمد قذاف الدم عام 1952 فى محافظة البحيرة المصرية لأب ليبى حصل على الجنسية المصرية وأم مصرية من القذاذفة الذى ينحدر منهم الزعيم الليبى السابق، وهو أحد أقاربه. ويحمل جميع أشقائه الجنسية المصرية. غير أنه لا أوراق ثبوتية مصرية لأحمد مثل كثيرين من أبناء سيناء والسلوم.
بطل حرب
تخرج أحمد قذاف الدم من الكلية الحربية المصرية. وهو من «أبطال» حرب أكتوبر 1973، إذ قاتل فى صفوف القوات الليبية التى ساندت الجيش المصري. ومُنح وسام «نجمة سيناء». وروى الصحافى محمد حسنين هيكل أنه وفَر للجيش المصرى مليار دولار خلال الحرب.
ولا يزال أهل والدته يقطنون فى محافظة البحيرة، وأقام علاقات مع قبائل «أولاد على» فى مطروح والبحيرة والفيوم باعتبارهم «أخواله «وهى علاقة قوية مستمرة حتى الآن.
لاجىء
ولا يتواجد أحمد قذاف الدم فى مصر اعتباطياً ولكنه موجود بصورة قانونية كلاجىء ولهذا قصة فقد غادر قذاف الدم السلطة فى ليبيا بعد اشتعال الثورة بها، وأعلن استقالته كما قال هو وأعلن، مع العلم أن أفراداً من القذاذفة انضموا إلى الثوار. وقتها دخل قذاف الدم القاهرة «لاجئاً»، بدعوة من المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى ذلك الوقت.. العصيب اختار قذاف الدم أمره وقال مصر، «بلدى الثاني» ولن ألجأ إلا إليها ، مع أنه تلقى عروضاً بالاستضافة من دول فى أفريقيا وأميركا اللاتينية وروسيا.
الصفقة
بعد ذلك قررت ليبيا وضع وديعة بمليارى دولار فى المصرف المركزى المصري. اعتبر كثيرون وقتها ، أن الأمر، فى هذا التوقيت بالذات، صفقة مريبة لـ»بيع» قذاف الدم. وجرى حديث قانونى واسع عن عدم جواز تسليم قذاف الدم إلى السلطات الليبية..
وفى 19 مارس الماضي، تعرض أحمد قذاف الدم لهجوم على منزله شارك فيه موظفون فى السفارة الليبية فى مشهد مريب. و نُقل إلى سجن طرة وكان وقع الأمر عليه قاسياً للغاية فى تجربة مرة من حسن حظه أن المشهد الأخير فيها لم يتم كتابته كما كان خصومه من الإخوان وغيرهم يتوقعون.. فقد تم تقديمه للمحاكمة بتهمة.
الشروع بقتل ضابط مصرى ومقاومة السطات،وهى تهم نفاها الرجل جملة وتفصيلاً طوال فترة محاكمته.. التى شهدت قبل قيام ثورة 30 يونيو اصراراً من جانبه على وجود صفقه حيث قال إن الوديعة الليبية الـ2 مليار دولار التى منحتها ليبيا لنظام مرسى هى «ثمن لتسليمي». وتحدث عن رسالة وجهها إلى الرئيس المصرى محمد مرسى محتجاً على توقيفه، لكنه لم يتلق رداً. ونفى أن يكون استولى على الاستثمارات الليبية فى مصر، إذ أن كل الاستثمارات الليبية فى مصر هى باسم الدولة الليبية».؟
وبحسب روايات متعدده فإن ما جرى لأحمد قذاف الدم فى يوم 19/3/2013 كان هدفه اغتياله أو على الأقل خطفه وإرساله إلى ليبيا حيث يعتقد من يحكمون فى ليبيا الآن أن أحمد قذاف الدم هو حامل مفاتيح أسرار صندوق السياسة الليبية.رغم كل هذه الحقائق إلا أن اللبيين يطلبون أحمد قذاف الدم بوصفه ابن عم للعقيد معمر القذافي، وعمل لسنوات مبعوثاً شخصيا له، كما تولى مسؤولية تنسيق العلاقة بين ليبيا ومصر، وكان فى الوقت نفسه كما يصنف عندهم ضمن دائرة كبار المسؤولين الأمنيين فى النظام السابق ولهذا فأنه يخشونه ويخشون احتمالات تاثيره على الوضع فى ليبيا.
البراءة
وقد زاد القلق الليبيى لمن هم فى النظام الحالى من قذاف الدم بعد حصوله على البراءة من التهم الموجهة اليه وظهوره فى وسائل الإعلام فى مصر بعد براءته حيث اعتبرت السلطات الليبية تبرئة قذاف الدم بمثابة تجاهل لطلب قدمه القضاء الليبى لمصر لتسليمه إليهم .
وقد استنكرت نقابة المحامين الليبيين سماح السلطات المصرية لـه ، بالظهور فى وسائل الإعلام. واعتبرت النقابة ذلك «عملاً استفزازياً وعدوانياً».
وطالبت النقابة الادعاء العام ووزارة العدل فى ليبيا، باتخاذ موقف حازم إزاء ما يحدث من «تهاون» فى هذا الملف، ودعت إلى استعمال كل وسائل الضغط على الحكومة المصرية لتسليمه.
رد مصر
يأتى ذلك فى وقت نقلت الحكومة الليبية الموقتة عن رئيس الوزراء حازم الببلاوي، تأكيده حرص مصر على علاقتها مع ليبيا.. وأوضحت الحكومة الليبية فى بيان نشرته على موقعها الإلكترونى ، أن الببلاوى اتصل بنظيره الليبى على زيدان، وأكد له أن مصر لن تكون منطلقاً لأى أعمال «تتدخل فى شؤون الدولة الليبية أو تتسبب فى زعزعة استقرارها».
ونقلت تقارير فى ليبيا عن الناطق باسم مجلس الوزراء هانى صلاح تأكيده أن القاهرة «لن تسمح بأى حال من الأحوال بأن تقوم أية أطراف بنشاط مناوئ للدولة الليبية ولمصالح وتطلعات الشعب الليبي، انطلاقاً من الأراضى المصرية وهى رسائل فهم منها أنها تهدئه لغضب النظام الليبيى الذى ظهر خائفاً من عودة قذاف الدم للساحة فى مصر نظراً للعلاقة الوثيقة التى تربطه بالقبائل العربية ففى فترة اعتقاله وجه أمين عام جمعية القبائل العربية التحية الى منسق العلاقات المصرية الليبية السابق أحمد قذاف الدم، مشيرا إلى ما قام به خلال حرب أكتوبر 1973.. وطالب السلطات المصرية بالإفراج عن قذاف الدم، لافتا إلى أنه كان ضحية صفقة بين تنظيم الإخوان فى مصر وليبيا. وقد زادت هذه المخاوف بعد حصوله على البراءة من تهمتى الشروع فى القتل وحيازة السلاح واطلاق سراحه الأمر الذى شهد احتفالات من جانب محبيه من الجالية الليبية فى مصر ومن المصريين ايضاً.
لقاء مع الإخوان
وبحسب أحمد قذاف الدم، مسئول العلاقات المصرية الليبية السابق، فإنه التقى مع مجموعة من أعضاء جماعة الإخوان فى السجن. ورغم أنهم سعوا للإضرار به وبحياته إلا أنه قال عنهم إن الإخوان مثل أى تنظيم أو حزب فمنهم السيئ ومنهم الخير وأعرفهم منذ زمن طويل فكانت بيننا مواقف كثيرة. كما أن ليبيا كان بها أكثر من ثلاثة رؤساء وزارات ينتمون للإخوان ولا أحمل لهم الحب أو الكره ، مضيفا أن خطأ الإخوان المسلمين هو خوضهم انتخابات الرئاسة دون تجربة فى حين أن مصر كانت تحتاج إلى تحالف قوى وطنيه تجتمع على مرشح معين ولكن الشعب المصرى جبار وكنت واثقا من أنهم لن يستمروا.. عن الوضع الليبيى فأن قذاف الدم قال إن الصراع فى ليبيا الآن أصبح صراعا من أجل بقاء ليبيا ووحدتها وليس صراعا سياسيا قبل أن نقع فى المحظور بوقوع ليبيا فى حفر بركانية ، مؤكدا على ثقته من وعى الشعب الليبى فى أنهم لن يتركوا الأحوال تسوء أكثر وهو ما اغضب النظام الحاكم الحالى فى ليبيا وطلب رسمياً من مصر عدم ظهور قذاف الدم فى الإعلام المصرى معتبراً ظهوره تهديداً للأمن القومى فى ليبيا.