النهار
الجمعة 27 سبتمبر 2024 04:21 مـ 24 ربيع أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

فن

مادلين مطر تحلق خارج السرب بـ ”كلمني أسمعلك”

مادلين مطر
مادلين مطر
كتبت: مروه عبد السلامبعكس السائد حالياً، وبعيداً عن الضجيج الغنائي الذي يغرق المحطات الإذاعية اللبنانية ليلاً نهاراً، تشدو اللبنانية مادلين مطر بعملها الجديد، لتمنحنا جرعة زائدة أوفردوز من الرومانسية، وتحلق خارج السرب.كلمني أسمعلك هو عنوان أغنيتها الرومانسية الجديدة التي طرحتها مؤخراً عبر أثير الإذاعات اللبنانية، من ألحان تامر علي، وكلمات نادر عبد الله، وتوزيع بلال الزين.هذا العمل يعد امتداداً للون الذي قدمته في أغنية بحبك وأداري ونجحت فيه نجاحاً كبيراً، وحقق لها انتشاراً جدياً في مصر وباقي الدول العربية، وكان بطاقة دخولها إلى السينما المصرية.كلمني أسمعلك أغنية مميزة بكلامها الذي صاغه المبدع نادر عبد الله، ويعبر فيها عن عاشقة تناجي حبيباً جافاها، دون أن تعلم الأسباب، وتتوسل إليه معلنة استعدادها لفعل أي شيء يرضيه لتصليح خطئها إن كانت قد أخطأت بحقه، وتطلب السماح مسبقاً عن جريمة لا تعرف ماهيتها، نقطة ضعفها حبها وشوقها الشديد اليه...حيث يبدأ مطلعها بالقول:تعالا على نفسك شوية واسال علياوإن كنت زعلتك في حاجة إنساها ليامتغيبش يوم عني ... متشيلش يوم منيفهمني غلطي وقلي بس عملت ايهتعالا شوف بعنيك في بعدك ايه بيجرىبموت بدال المرة في اليوم الف مرةحاسة إني مش عايشة ... وبجد ليك وحشةأيامي وانتة بعيد أعيشها لمين وليه .....كلمني أسمعلك ... إندهلي ارجعلكتجرحني مش خايفة... ده انا خايفة على زعلكلو خدتني بذنبي.... وتقسى على قلبيديه قسوتك أحن من بعدك عليهورغم أن نادر عبد الله يرسم لنا صورة امرأة منهارة وضعيفة، إلا أنه يحافظ على كرامتها في الكوبليه التالي بقوله:بهرب أنا من الناس وأخبي دموعي فيامش عايزة حد يشوفني يتصعب علياالوقت أهو بيجري... إرجع عشان خاطريواللي غلطت فيه.... ياريت تسامحني فيهلا كرامة بين حبيبين، لكنها ترفض الذل العلني، وتأبى أن تستدر شفقة أحد، وتكرر طلبها الغفران عن ذنب تجهله، ومستعدة لتحمل الجرح والقسوة لأنها أحن من بعده عنها.ربما تكون الفكرة مكررة في الأغاني العاطفية، إلا أن الصورة الشعرية التي رسمها نادر عبدالله وظفت مفردات جديدة للتعبير عن حالة وجدانية راقية.وتفوق الملحن تامر علي بالتعبير عنها، ونجح في الإرتقاء بالمعنى إلى أعلى درجات الشجن. مقدماً جملاً لحنية مغرقة في الشاعرية والنوستالجيا الموجعة، أبرزت مساحات جديدة وجميلة بصوت مادلين، ربما لم نتعرف إليها من قبل، وأدت اللحن بإحساس عال جداً، وبساطة بعيدة عن الفزلكة والمبالغة.وجاء توزيع بلال الزين المتميز دوماً، والمتمكن من أدواته، ليكمل الحالة الإبداعية، ويرتقي بها أكثر فأكثر، اختيار البيانو في المقدمة الموسيقية كان في محله، فالدخول يعبر عن حالة حنين هادئ، وتوسل رقيق، ثم تأتي الوتريات متصاعدة الحدة في الكوبلية الأول، وتصل إلى ذروتها في الصولو، فتخلق حالة من العنفوان الموسيقي يكمل العنفوان في المشاعر والإحساس.هذا العمل رغم روعته، إلا أنه ينقصه الدعم حتى الآن ليصل الى أوسع شريحة من الجمهور، وبحاجة ماسة إلى صورة راقية ومعبرة تضيف إلى الأغنية ولا تنتقص منها، ونتمنى أن توفق مادلين في تصويره بتوقيت مناسب ليطرح على الشاشات تزامناً مع عيد الحب، حتى لا تضيع الأغنية وتمر مرور الكرام دون أن تأخذ حقها.