النهار
السبت 19 أكتوبر 2024 07:43 مـ 16 ربيع آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

موسى : التفاوض مع اسرائيل لا جدوى منه

شدد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية على أن المسار التفاوضي مع إسرائيل تحت الظروف الحالية أصبح لا جدوى منه لأن الإجراءات الإسرائيلية مستمرة من مساس بالقدس والمسجد الأقصى والخليل وإقامة المستوطنات في الضفة تمثل تحديا لنا جميعا وللعالم العربي والشرعية الدولية.واضاف موسى في كلمة له اليوم أمام الجلسة الافتتاحية لاجتماع الدورة السادسة للجنة البرلمانية الأورومتوسطة بعمان ألقتها نيابة عنه السفيرة نانسي باكير المفوض العام للمجتمع المدني بجامعة الدول العربية :أن اسرائيل غير مهتمة بالتفاوض وبالسلام بدليل ليس ما تقوم به في الأراضي المحتلة من تغيرات على الأرض وإنما ما يصاحبها من مقاصد استفزازية للجانب العربي وعدم استعدادها لمفاوضات حقيقية تؤدي إلى حل أو تسوية .وأكد موسى ان إلتزام العرب بقيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف وحدودها القائمة على خطوط 1967 .وقال إن هذا أمر لا تنازل أو تراجع عنه حتى وإن لم يتحقق إقامة الدولة الفلسطينية بعد مائة عام فإن الأجيال المتعاقبة ستبقى ملتزمة بتحقيقه .وأوضح موسى أن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المباشرة تتطلب الوقف الكامل للاستيطان في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 بما في ذلك القدس ، كما أن المباحثات غير المباشرة من جانب الولايات المتحدة الأمريكية لن تثمر في فراغ تملأه الإجراءات الإسرائيلية غير المشروعة في الأراضي الفلسطينية مما يؤدي إلى فشل هذه المباحثات في حالة إستمرار هذه الممارسات الإسرائيلية .واشار الى أنه رغم عدم الاقتناع بجدية إسرائيل في تحقيق السلام العادل فإن لجنة متابعة مبادرة السلام العربية ترى كمحاولة أخيرة إعطاء الفرصة للمباحثات غير المباشرة بشرط ألا تكون هذه المباحثات مفتوحة إلى ما لا نهاية ووضع حد زمني لا يتجاوز أربعة أشهر وألا تنتقل المباحثات إلى مفاوضات مباشرة انتقالا تلقائيا ورفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة بشكل فوري وأن توضح الولايات المتحدة الأمريكية موقفها من هذا الحصار الظالم .الفيتو الامريكيوأضاف موسى أن اللجنة ستعقد اجتماعا على المستوى الوزاري في الأسبوع الأول من شهر يوليو المقبل ومراجعة ما تفضي إليه الجهود القائمة وفي حالة فشل هذه المباحثات فإن الدول العربية ستدعو إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي لإعادة عرض النزاع العربي -الإسرائيلي من مختلف أبعاده وستطلب من الولايات المتحدة عدم استخدام الفيتو باعتبار أن فشل المباحثات وتدهور الأوضاع في الأراضي المحتلة يبرر ذلك .وشدد على أن القرار الاستفزازي من جانب إسرائيل ببناء 1600 وحدة سكنية استيطانية في القدس الشرقية يحتم على الجانب العربي التوصل إلى آليات جديدة لتفعيل مبادرة السلام العربية والتحرك على نحو أكثر فاعلية تجاه المجتمع الدولي لتوضيح خطورة النهج الإسرائيلي في التلاعب بعملية السلام واستمرار فرض الأمر الواقع على الأراضي الفلسطينية.جهود مصريةمن جانبه أكد وزير الخارجية أحمد أبو الغيط مجددا أن مصر تواصل جهودها لإقرار السلام في حوض البحر المتوسط والتوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للصراع العربي - الإسرائيلي ، تعتمد على رؤية واضحة في إطار زمني محدد استنادا إلى مباديء الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة في ظل مبدأ حل الدولتين، دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة في الضفة الغربية وقطاع غزة ضمن حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف تعيش في أمن وسلام جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل .وقال أبو الغيط في كلمة ألقاها نيابة عنه السفير محمد مصطفي كمال مساعد وزير الخارجية المصري للشئون البرلمانية ان مساعي السلام تمر بصعوبات بالغة في ظل تعنت إسرائيل وعدم وجود نية جدية لديها في السلام واستمرارها في حصار قطاع غزة ومواصلة اجراءاتها في تهويد المدينة المقدسة وتغيير معالمها وإحداث تغيير ديموجرافي بها، فضلا عن اجراءات أخرى تؤثر على مناخ استئناف عملية السلام في الشرق الأوسط ومنها ما قررته الحكومة الإسرائيلية مؤخرا بإدراج الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح على قائمة التراث الإسرائيلي.وأكد أن مصر تعتبر هذا القرار غير شرعي وأن اسرائيل هي قوة احتلال في الأراضي الفلسطينية ولا يحق لها أن تضم هذه المواقع الفلسطينية إلى قوائمها ، محذرا من أن هذا الإجراء سيؤدي إلى تغذية التطرف والصدام والعنف ويعرقل جهود السلام ولاينبيء بوجود نوايا إسرائيلية بشأن مستقبل التسوية السياسية .وندد أبو الغيط باستمرار إسرائيل في نشاطها الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتغيير الأوضاع على الأرض بمخالفة للقانون الدولي واستخفاف بالمواقف الفلسطينية والعربية وبالوساطة الأمريكية والمجتمع الدولي كله .وطالب أبو الغيط بضرورة تضافر جهود دول المتوسط ودول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي من أجل الضغط على إسرائيل لتحمل مسؤولياتها وتنفيذ التزاماتها والسعي الجاد نحو سلام حقيقي في المنطقة يضمن عودة كافة الحقوق العربية في الأراضي المحتلة في فلسطين والجولان السوري ولبنان معرباً عن امله في أن يؤدي هذا الاجتماع بين برلماني شمال وجنوب المتوسط في إعطاء دفعة حقيقية لهذه الجهود والخروج برسالة واضحة إلى كافة الأطراف المعنية وبدء مفاوضات سلام تفضي إلى تسوية عادلة وشاملة للصراع في المنطقة