رئيس الأركان الإسرائيلي: لا توجد أي دولة تمثل حاليا تهديدا لإسرائيل

رأت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أن الحكومة الإسرائيلية تخفي أجندتها السياسية وراء ما تسميه مخاوف أمنية بالإعلان عن احترافية الجيش الإسرائيلي.
ولفتت الصحيفة إلى اعتقاد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال "بيني جانتز" بأن الوضع الذي تعيشه منطقة الشرق الأوسط حاليا أوجد فرصة استراتيجية لإسرائيل، بخلاف الـ 10 أعوام الماضية، التي سبقت الغزو الأمريكي للعراق، والتغييرات المتوالية التي عصفت بالأنظمة العربية، حيث أكد "جانتز" على أنه لا توجد أي دولة تمثل حاليا تهديدا لإسرائيل.
كما أبرزت الصحيفة، في سياق تحليل أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الجمعة، قول ضابط بارز في الجيش الإسرائيلي تحدث مؤخرا مع جانتز "بدأ الإسرائيليون أنفسهم في تصور كيفية انتهاز هذه الفرصة الاستراتيجية". وتساءلت الصحيفة عن ماهية الفرصة الاستراتيجية التي صرح بها جانتز، فيمكن افتراض أن جانتز يخفى تطلعاته لبدء حرب، كما يمكن أنه يرى ذلك الوضع فرصة لإبرام اتفاقيات سلام وأمن، واضعا بذلك حدا للصراعات التي فرضتها الدول المجاورة على إسرائيل.
وأوضحت الصحيفة أن "الجيش الإسرائيلي لا يمثل الشعب بشكل فعلي، بل إنه جيش للحكومة الإسرائيلية"، مشيرة إلى أن "الحكومة ما عليها إلا أن تقرر، والجيش ينفذ. ولكن لكي تقنع الحكومة الشعب بأن يصوت في النهاية بالموافقة على قراراتها، تشيد الحكومة بخبرات رجال الجيش، وتدعي أنهم محترفون للغاية، ويبعدون تماما عن أي سياق سياسي"، إلا أن الصحيفة وصفت ذلك بأنه بمثابة الموافقة على كذب - "فعندما تريد الحكومة الاحتفاظ بجبل يسيطر عليه الجيش، فتأمر رئيس الأركان بأن يوضح أنه بدون ذلك الجبل الذي يعد نقطة ردع أساسية، فإن إسرائيل قد تواجه هلاكا محققا".
وتابعت الصحيفة بقولها إن المجتمع الإسرائيلي وحكومته يقولون دائما نريد أن نكون "شعبا حرا في أرضنا" و"من الجيد أن نموت من أجل بلدنا"، بيد أنهم يهربون من السؤال الأساسي؛ ما هي أرضنا؟ على افتراض أن الصراع الذي يحيط بمناطق مأهولة بالسكان في الضفة الغربية، سيحل عن طريق صياغة اتفاق لتبادل الأراضي، ومن هو الشخص المؤهل ليقرر أن الدفعات الأولى من الأراضي التي سيستلمها الفلسطينيون بالتبادل مع مستوطنتي "أوفرا" و"كيدوميم" هي أقل من المستوطنات التي أقامتها إسرائيل عقب عام 1967؟.