النهار
الثلاثاء 22 أكتوبر 2024 02:51 صـ 18 ربيع آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
إنتحار ناجية إسرائيلية من أحداث السابع من اكتوبر في عيد ميلادها الـ 22 مصير حكام نهائي السوبر المصري بين الأهلي والزمالك.. مصريين أم أجانب؟ بشرى: إحنا متأخرين سينمائيًا ومحتاجين وقفة هل ينسحب الزمالك من نهائي السوبر أمام الأهلي؟ عضو الرابطة يكشف هل سيبحث بوتين مع جوتيرش جهود احلال السلام في اوكرانيا علي هامش البريكس تجديد عضوية وزارة التربية والتعليم في مركز ”اليونسكو – يونيفوك” حتى عام 2027 إيقاد شعلة النصر بمناسبة الذكري (51) لإنتصارات شعب السويس في 24 أكتوبر1973 فريق ميت غراب المصري يحصد المركز الثاني في البطولة العربية للأندية أبطال الدوري للميني فوتبول بليبيا فريق مهرجان البحر الاحمر السينمائي يقوم بزيارة جامعة عفت لتوعية الطلاب بدور الفن في المملكة قطع التيار الكهربائي لمدة 4ساعات بمناطق بحي الجناين بسبب أعمال الصيانة المنتج طارق الجنايني يكشف دور عمرو دياب في مسلسل ”حالة خاصة” تريزيجيه يشارك في خسارة الريان أمام أهلي جدة بدوري أبطال آسيا للنخبة

تقارير ومتابعات

بالصور .. أول لص يقطع يده بنفسه تطبيقا لحد السرقة

منذ أربعة أعوام شهدت أحدى قرى محافظة الغربية حادثة غريبة من نوعها، حينما اتجه أحد الشباب إلى قضبان السكة الحديد القريبة من قرية ميت حبيش القبلية مركز طنطا، وألقى بيده اليسرى تحت عجلات القطار ليقطعها دون الخضوع إلى مخدر، لم يكن مفهوم الغرض من تلك الواقعة. 

لكنه وبعد أن استفاق هذا الشاب من محنته ذهب إلى أهالي القرية بيده المقطوعة الغارقة في الدماء، وأخذ يناديهم بعلو صوته..''يا ناس أنا كنت حرامي والحمد لله ربنا تاب عليا''، رددها عدة مرات، لكن علامات التعجب والإستنكار سيطرت على وجوه المارة ..ومن هنا بدأت القصة في الوضوح.
منذ الصغر
علي عفيفي ذو الـ 28 عاما أمتهن السرقة منذ صغره، حاله مثل حال عدد كثير من اللصوص، لكنه ذات يوم وقف مع نفسه وقفة وقرر أن يقلع عن سرقته، ويبحث عن عمل شريف يعمل به، حاول مرات كثيرة، لكن في كل مرة كانت ''وساوس'' الشيطان أقوى منه، كلما يحاول أن يقلع عن السرقة، يعود لها أشرس مما كان من قبل.
''بدأت السرقة وأنا صغير، كنت في الصف الأول الابتدائي، أسرق أقلام زمايلي والسندوتشات، وكبرت بدأت أسرق موبايلات وذهب وفلوس، وصلت لأكثر من 100 عملية سرقة، وقبض علي أكثر من مرة لكني كنت حرامي زكي،( بطلع من القضية زي الشعرة من العجينة)''.. هكذا يقول اللص التائب علي عفيفي لمصراوي.
والد ''عفيفي'' يعمل مؤذن بأحد المساجد، حاول إقناعه أكثر من مرة بترك السرقة، وحدثت مشكلات كثيرة بينهما، عرضه على عدة شيوخ، طلب منهم ''عفيفي'' أن يطبقوا عليه حد السرقة في الشريعة الإسلامية والذي يوصى بقطع يد السارق لكنهم رفضوا.
رفض الشيوخ تطبيق الحد معللين ذلك بأنهم ليسوا الحكام كي يطبقوا الحدود وأن هناك جهات مسؤولة عن ذلك، ودعاه أحد الشيخ بأن يوتب إلى الله توبة نصوحة، قائلا بغضب ''معظم هؤلاء الشيوخ كانوا يتاجرون بالدين ويرفضون تطبيق شرع الله''
اليد اليمنى
ظلت المشاكل تواجه اللص التائب ووالده بسبب السرقة، إلى أن قام والده بايداعه في أحدى دور الرعاية النفسية، كي يمتنع عن السرقة، لكنه لم يستطع الإقلاع وأخذ يسرق بيده اليمنى بعدما قطع يده اليسرى من قبل.
يقول علي: رأيت أننى لا أستحق رحمة من ربى أو توبة إلا اذا قطعت يدى، فقطعت يدى اليمنى هى الأخرى قبل ثورة يناير بشهور، وبنفس الطريقة التي قطعت بها اليد اليسرى، لأني وجدت أنه لا جديد، ولا استطيع التوبة، إلا من خلال قطع يدي، أصبحت السلطان والقاضي والجلاد.
وتابع ''ذهبت لقضبان القطار بكل سعادة ووضعت يدي تحت عجلاته، وأنا أشعر أني مرتاح البال لأني لن أسرق، مرة أخرى ولن أتي على ضعيف، على الرغم أن ذلك سبب صدمة نفسية لأهلي وجيراني، لكن كنت مرتاح وأشعر بالتوبة إلى الله''.
الأن يعيش ''علي'' مع أسرته المكونة من أبويه و4 أشقاء، في منزل متواضع بقريتهم ميت حبيش القبلية، حيث يقول بكلمات تملأها حسرة وألم أنه يتحصل على مائتين وخمسة عشر جنيا شهريا، من الشؤون الإجتماعية، لكنه لا يستطيع العيش بهم.
التوبة
يناشد اللص التائب الحكومة  أن توفر له عمل شريف أو معاش استثنائي له، وشقة سكنية، تساعده في بناء حياة جديدة له، يستطيع من خلاله إعالة أسرته وأن يتزوج، ووجه رسالة للملك عبد الله بن عبد العزيز ملك السعودية أن يستضيفه باعتباره هو أول سارق في العالم يطبق حد السرقة على نفسه - حسبما يؤكد، ليتوقف برهة ويدعو الله أن يكون نموذج للمسلم التائب، داعيا أن يتوب على كل من يذنب في حق الناس والوطن.
وتمني ''علي'' أن يطبق الحاكم حددود الشريعة الإسلامية كما طبقها هو على نفسه، ويقول'' أنا طبقت حدود الشريعة الإسلامية وقطعت يدي لكن الإخوان لم يطبقوها''.